لبنان ٢٤:
2025-08-01@01:13:14 GMT

لماذا ترفض القوى المسيحية حوار بري؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

لماذا ترفض القوى المسيحية حوار بري؟


عندما يختلف اثنان على أمر معيّن يتدّخل عادة ممن يُعرفون في القرى بأنهم "مشايخ صلح"، ومن هنا جاء لقب "شيخ"، الذي يُطلق على عدد من العائلات العريقة في لبنان، والتي امتاز أبناؤها بموهبة الإقناع عن طريق التقريب بين وجهات نظر المختلفين والمتخاصمين. ولكي ينجح هؤلاء في مهمتهم كانوا يلجأون بداية إلى الحوار غير المباشر عن طريق عدد من الأصدقاء المشتركين تمهيدًا لحوار مباشر بين المتخاصمين بعد أن تهدأ النفوس.

وكان هؤلاء "المشايخ" غالبًا ما يوفّقون في مساعيهم الصلحية. ولولا هذا الحوار المباشر لما كانت مساعي الساعين تثمر، ولما كانت للخصومة أن تنتهي بنهايات سعيدة كما في أغلبية الأفلام الرومانسية والدرامية، حيث غالبًا ما تنتهي المشهدية المسرحية بالمصافحة وبتبادل القبل وبـ "عفا الله عما مضى. 

فأين الخطأ في الذهاب إلى حوار يؤدّي في نهاية المطاف إلى دورات متتالية ينتج عنها توافق الحدّ الأدنى على اختيار رئيس لجمهورية تحتاج إلى تضافر الجميع؟ 

وفق المعطيات فإن "التيار الوطني الحر"، الذي حدّد الإطار الذي يراه مناسبًا لحوار رئاسي فقط، سيشارك على الأرجح فيه وفق شروطه. وكذلك سيفعل "اللقاء الديمقراطي. وفي حال تبلورت صورة الاتصالات، التي سيجريها الرئيس نبيه بري، الذي يريد أن تكون الدورات المتتالية لمجلس النواب، التي تعقب جلسات الأيام السبعة الحوارية، على غرار ما يجري في جلسات انتخابات البابا في الفاتيكان، فإن الدعوة إلى الحوار لن تكون قبل عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وبعد انتهاء جولة الموفد القطري لبيروت، وما يمكن أن يحمله معه من "أفكار رئاسية".  

ولأن مبادرته الحوارية هي "الوحيدة الموجودة على الطاولة وما في غيرها"، سيستمر بري في السعي لـ "إنجاح الحوار، لأنه المدخل الضروري لمعالجة المأزق الرئاسي".  

إلاّ أن ما حصل في كواليس اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك قد يؤخرّ المساعي الجارية لاكتمال الحلقات المفقودة في السلسلة الحوارية، على أن يكون القرار الاخير لما تراه الإدارة الاميركية مناسبًا لحل ازمة الشغور الرئاسي. وقد يكون هذا القرار مبنياً على مسار تطور العلاقات السعودية– الاميركية ومفاوضات الملف النووي، لأن الادارة الاميركية يمكن أن تضغط على الدول الاربع في "الخماسية" لطرح الحل الذي ترتأيه للأزمة اللبنانية، وقد يكون في جعبتها اسم المرشح الذي تريد، إلّا في حال أصّر كل من المملكة العربية السعودية ومصر وقطر على أن يكون الخيار الرئاسي عربيًا، بموافقة طبيعية من واشنطن وباريس.  

ما بات واضحًا، وفق الأجواء التي سادت اجتماع نيويورك، أن ما يراه العرب ويريدونه في لبنان مختلف الى حدّ كبير عمّا تراه وتريده الادارة الأميركية. فالرهان ما زال قائمًا على ما يمكن أن تُقنع به كل من السعودية وقطر ومصر الدول الغربية بالحل القائم على توازانات دقيقة، وعلى وصول التقارب السعودي – الايراني الى حلول نهائية ومقبولة من الطرفين وتكون لمصلحة المنطقة قبل الحديث عن مصالح الغرب.  

فالرئيس بري مصمم، على ما يبدو، على الحوار، الذي يعتبره الحل الوحيد للأزمة الرئاسية. وهو لا يزال ينتظر تبدّلًا ما في موقف كل من حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وهو يفضّل أن تنضم هذه القوى المسيحية الفاعلة إلى الجلسات الحوارية الهادفة، وألا تبقى خارجها، على عكس ما يُنقل عن لودريان الذي صارح كلًا من الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل  بأن الحوار قد يحصل "فيهم أو بلاهم".  

وهنا تسأل أوساط مقربة من "عين التينة" القوى المسيحية عن جدوى مقاطعة الحوار، ودعتها إلى المشاركة فيه وعرض ما هي مقتنعة به. وإن لم يعجبها ما يُطرح فيه فما عليها سوى الانسحاب "يللي لاحقين عليه"، خصوصًا أن الرئيس بري يعوّل كثيرًا على مشاركة القوى المسيحية في الحوار، الذي يعتقد كثيرون أنه سيكون من دون "طعمة ولا لون ولا رائحة" إذا عُقد "بمن حضر".   
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القوى المسیحیة الذی ی

إقرأ أيضاً:

الرئاسي يشدد على تعزيز الشراكة الإنسانية لمواجهة أزمات المحافظات المحررة

أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزُبيدي، أن قيادة الدولة تولي أهمية قصوى للتنسيق مع المنظمات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتعزيز الجهود الإنسانية والتنموية والتخفيف من معاناة السكان في مناطق النزاع.

جاء ذلك خلال استقباله، الثلاثاء، في العاصمة عدن، رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن محمود أبو حسيبة، والمستشار السياسي للبعثة بهاء السلامي، حيث استعرض اللقاء أوجه التعاون المشترك، وآفاق تعزيز التنسيق لتوسيع التدخلات الميدانية في مختلف القطاعات الحيوية.

واطّلع الزُبيدي خلال اللقاء على الجهود الميدانية التي تبذلها البعثة في المناطق المتأثرة بالنزاع، خصوصًا في خطوط التماس، مشيدًا بالتدخلات التي تُنفذها المنظمة في المجال الإنساني، إلى جانب المشاريع ذات الطابع التنموي، التي تسهم بشكل مباشر في تحسين الخدمات العامة في المناطق المحررة.

وبحسب رئيس بعثة الصليب الأحمر، فإن المنظمة تعمل حاليًا على تأمين تمويل دولي لمشروع استراتيجي لإنهاء أزمة المياه في العاصمة عدن، التي تعاني من ضعف البنية التحتية وتراجع حاد في إمدادات المياه، إضافة إلى دعم استكمال مشروع سد حسّان في محافظة أبين، الذي يمثل أولوية للقطاع الزراعي ويُسهم في تعزيز الأمن المائي في المحافظة.

وتطرّق اللقاء إلى دور اللجنة الدولية في مجال حقوق الإنسان والعمل الإنساني في مرافق الاحتجاز، حيث تقوم فرق البعثة بتنفيذ زيارات دورية إلى الإصلاحيات في المحافظات المحررة لتقديم الدعم الصحي وتقييم الاحتياجات، ضمن سياق التزاماتها الدولية الإنسانية في النزاعات المسلحة.

كما تعمل المنظمة على فتح قنوات حوار إنساني بين الأطراف المتنازعة، بما يعزز فرص بناء الثقة وتحسين الظروف الإنسانية، خصوصًا في الملفات المتعلقة بالمفقودين والموقوفين.

وقال الزُبيدي: "نثمّن الدور الإنساني والتنموي للجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة عدن والمحافظات المحررة، ونؤكد التزامنا بتذليل كل الصعوبات أمام عملها، خاصة في الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد، حيث نعوّل كثيرًا على شراكتنا مع الجهات الدولية للتخفيف من معاناة شعبنا وتحقيق قدر من الاستقرار والخدمات".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المحافظات اليمنية المحررة أزمات متفاقمة في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المياه والكهرباء والصحة، في ظل محدودية الإمكانيات الحكومية وغياب التمويل المستدام. كما يتزامن اللقاء مع جهود تبذلها قيادة المجلس الرئاسي لدفع برنامج الإصلاحات الاقتصادية، وتحقيق قدر من الاستقرار الاجتماعي عبر التعاون مع المنظمات الدولية.

مقالات مشابهة

  • الطاشناق يختار قيادة جديدة ويشدد على الحوار مع مختلف القوى اللبنانية
  • واشنطن تصعّد ضغوطها على بيروت: لا حوار دون التزام بنزع سلاح «حزب الله»
  • عماد الدين حسين: الحوار الوطني شمل جميع القوى السياسية المؤمنة بالدستور والقانون
  • اليمن يشارك في الجلسات الحوارية بمؤتمر الأمم المتحدة للنظم الغذائية
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • الانتقالي يحمّل مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية تدهور الأوضاع في حضرموت
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • إساءات وتجريح.. الاتصالات العراقية تحذر من فوضى البرامج الحوارية
  • الرئاسي يشدد على تعزيز الشراكة الإنسانية لمواجهة أزمات المحافظات المحررة