جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-01@15:09:41 GMT

صحتك حياتك.. فلا تفرط فيها

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

صحتك حياتك.. فلا تفرط فيها

 

حمد الحضرمي **

خُلق الإنسان في آية إلهية مبدعة، تدل على عظمة الخالق وقدرته التي ليس لها مثيل، وعلى الإنسان أن يُدرك أبعاد نعمة إيجاده من العدم، ومراحل الخْلق التي جاءت أطوارا، وفي كل طور تتجلى حكمة الخالق وعظمته "وقد خلقكم أطوارًا" (نوح: 14) وبعد كل هذه الأطوار أنشأه الله خلقًا آخر في أحسن تقويم، فنفخ فيه الروح فصار إنسانًا حيًّا مفكرًا، بعد ما كان جمادًا "فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (المؤمنون: 14).

وقد وهبنا الله نعمة الخْلق وزودنا بالأعضاء المتكاملة والحواس المذهلة، وهذه نعمْ من نعمْ الله علينا التي لا تحصى ولا تُعد، ويتوجب علينا شكر الله وحمده على نعمائه وفضله، والمحافظة على حياتنا وصحتنا لنعيش في صحة وعافية أقوياء، ونعبد الله حق عبادته لنحيا سعداء في الدنيا والآخرة. والصحة ركيزة أساسية من ركائز حياة الإنسان ووجوده؛ فالإنسان الصحيح في جسمه وتجري في عروقه دماء العافية، يستطيع تأدية واجباته العملية؛ لأنه محافظ على صحته ويتمتع بجسم قوي ولياقة بدنية جيدة، ويكون فردًا فعَّالًا ومفيدًا لنفسه ولأسرته ولمجتمعه، أما الإنسان المريض فتكون حركته ضعيفة وحياته صعبة؛ لأن جسمه الضعيف غير قادر على تحمل الأعباء، ولا يستطيع القيام بواجباته العملية، ويعيش حياة الكسل والخمول، ويحيا حياة بائسة، وحتى نحيا ونعيش حياة الأصحاء السعداء، يتوجب علينا الالتزام التام بالوصايا الطبية، وتطبيق السلوكيات الصحية المفيدة ليكون الإنسان في صحة وعافية وسعادة وسرور.

ويعد الغذاء وهو مصدر الحياة، من أهم الوسائل التي تؤثر في صحة الإنسان، الذي عليه تناول الأطعمة الطبيعية والطازجة مثل الخضروات والفواكه، لأنها تعطي الإنسان كميات كبيرة من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وتوفر له الألياف التي تحافظ على فاعلية جهازه الهضمي، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض كثيرة. وعلى الإنسان الابتعاد عن الوجبات السريعة لأنها غنية بالدهون، والابتعاد كذلك عن الوجبات المعالجة الجاهزة والأطعمة المعلبة، والتقليل من السكريات والدهون والملح واللحوم، لأن كثرتها تسمم جسم الإنسان وتجعله عرضة للأمراض، ويصبح غير قادرٍ على مُمارسة حياته بالشكل الطبيعي؛ الأمر الذي يُؤثر على حياته وعبادته بشكل خاص.

وعلى الإنسان أن لا يأكل إلّا وهو جائع، وأن يتناول طعامه ببطء، ولا يأكل بسرعة وأن يمضغ طعامه جيدًا، وأن يأكل الطعام بكميات قليلة "لأنَّ المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء"، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث "ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه". فعلينا الحرص على ترك مائدة الطعام قبل أن نشبع، لأنَّ كثرة الطعام تؤثر على عملية الهضم وعلى الجهاز الهضمي، وعندها ستصاب بالتخمة والسمنة والمتاعب والمشاكل الصحية. وتجنب ضرر وجبة العشاء خاصة عندما تتناولها في وقت متأخر من الليل، لأنها تشكل خطورة على صحة الإنسان، لأنَّ الغدد الهضمية يتوقف نشاطها أثناء النوم، وتصبح عملية تحلل الأطعمة وهضمها صعبة، كما تؤثر المعدة الممتلئة بصورة سلبية على جهاز الدورة الدموية بشكل عام، وتؤثر بشكل خاص على الأوعية الدموية المؤدية إلى القلب، وعدم إكمال الهضم يُحدث التخمر والغازات، ويكون سببًا في اختلالات خطيرة في نشاط القلب، الأمر الذي يؤثر على صحة وحياة الإنسان.

ومن النصائح الطبية- التي أبلغتني بها ابنتي الدكتورة فاطمة وأختاها مريم وعائشة الطالبات في كلية الطب- أن الإفطار أهم الوجبات الثلاثة؛ لأنَّ طوال فترة الليل يكون الإنسان نائمًا ومتوقفًا عن الطعام، وعند تناول وجبة الإفطار تتزايد مستويات السكر في الدم، فتمنح المخ دفعة أولية ليعمل بشكل سليم، والرجاء التركيز على وجبة الإفطار خاصة لدى أطفال المدارس والمُراهقين، لأنَّ الدراسات تؤكد أن وجبة الإفطار تدعم الوظائف العقلية، كالاستيعاب والذاكرة والأداء المدرسي وضابط للجوانب النفسية والسلوكية بشكل عام. ومن النصائح أيضًا شرب كمية كافية من الماء، لأنَّ الماء يدخل في العديد من العمليات الحيوية التي تتم في جسم الإنسان، ويُساعد على إبعاد المواد الضارة التي تكونت في الجسد، وكذلك يساعد الكبد والأمعاء على التخلص من المواد الضارة وإبعادها خارج الجسد، فأي نقص من الماء في جسم الإنسان يسبب مشاكل صحية مثل الإمساك والخمول، فالنصيحة أن يشرب الإنسان طوال اليوم على فترات مقدار لترين من الماء (ثمانية أكواب تقريبًا) وأن يشرب لترين آخرين من الماء يوميًا على شكل أطعمة غنية بالسوائل كالخضروات والفواكة، والحرص على شرب كوب من الماء حرارته مقبولة على الريق بمجرد الاستيقاظ، لأنَّ ذلك يساعد على تنشيط الجهاز الهضمي.

ومن النصائح الطبية الحفاظ على التنفس الصحي؛ لأن أي خلل يحدث في نظام تنفسنا يؤدي بنا إلى الضعف والمرض ثم الموت، فالهواء أكثر أهمية من الطعام والماء، لأن حرمان الجسم من الهواء لدقائق معدودات يؤدي إلى الاختناق ثم الموت، فعلينا الحرص على التنفس العميق لأنه المفتاح لتتشبع خلايا جسم الإنسان بالأكسجين. ومن النصائح الطبية أيضًا النوم الصحي، فكن حريصًا على حصول جسمك على قدر كافٍ من النوم خاصة فترة الليل، وأن تكون فترة النوم من 6 - 8 ساعات يوميًا، لأن قلة النوم تسبب لك الإرهاق والضعف وعدم النشاط وفقدان التركيز، والتعب البدني، وعليك الابتعاد قبل النوم عن شرب القهوة والشاي، لأن ذلك يحرمك من النوم العميق، وعليك قبل النوم القيام بآداب النوم الواردة عن نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، لتحفظ لك نفسك وتكون نفسك طيبة مطمئنة زكية تساعدك على العمل والذكر وحسن العبادة على أكمل وجه.

ونصيحتي الشخصية لكم أيها القراء الكرام بممارسة الأنشطة الرياضية خاصة رياضة المشي، لأنه من أفضل وأسهل الأنشطة الرياضية التي يمكن القيام بها مهما كان عمر الإنسان، فممارسة رياضة المشي على أقل تقدير نصف ساعة يوميًا، لأن رياضة المشي تحرق دهون الجسم، وتبني العضلات، وتقلل خطر الإصابة من أمراض السكري وهشاشة العظام وتصلبات الشرايين والقلب والسكتة الدماغية، وتخلصك من الضغوط العصبية والنفسية، وتجعل جسمك نشيط وكله حيوية. والنصيحة الأهم البعد كل البعد عن التدخين والشيشة لأنهما آفة العصر، وهما سبب مباشر للمهلكات من المسكرات والمخدرات، التي تهدم صحة الإنسان وتصيبه بالضعف والمذلة والهوان والمرض، فحاولوا يا أيها المدخنون بإرادة قوية التوقف عن ضرر أنفسكم وقتلها، وإيذاء الآخرين "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء: 29) ولا تقل لا أستطيع! أنت قادر بالإصرار والعزيمة والإرادة التوقف عن التدخين بشتى أنواعه وأشكاله لمخاطره الصحية على صحتك وحياتك.

وحتى نحيا ونعيش حياة صحية طيبة كريمة، علينا الحرص والمحافظة على صحتنا وحياتنا ولا نفرط فيها لأنها ملكُ أيدينا، ونبذل الجهود الكبيرة حتى نتمتع بأبصارنا وأسماعنا وأبداننا، لأننا مسؤولون عنها ولا نملكُ غيرها، لنعيش حياة كلها صحة وعافية وسعادة وسرور. وتبقى صحة أجسامنا ونظافتها وطهارتها بأيدينا وتقع على عاتقنا، حتى نقي أنفسنا من الأمراض والعاهات والأسقام، وإذا أتعبتك يا أيها الإنسان الآلام والأوجاع، وشعرت بأن المرض جعل حياتك رمادية اللون، وكرهت العيادات والمستشفيات ومراجعة الأطباء، فتذكر بأن الله هو الشافي، الذي يشفي ويعافي كل أمراض عباده، فكم مرة مرضنا، فمن الذي شافانا وعافانا، أليس الله ؟ لأن الله هو الرحيم العليم الحليم الشافي بيده الخير وهو على كل شيء قدير، اللهم يا شافي أنعم بشفائك ورحمتك على كل روح ضعيفة وجسد منهك، وقلب متعب، ولأنك الله الشافي فلا خوف ولا قلق.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حكم الاحتفال بذكرى الميلاد بالصيام شكرا لله؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم صيام الإنسان يوم ذكرى ميلاده؟ فأنا أحتفل بيوم ميلادي بصومه شكرًا لله تعالى، وعندما عَلِم بعض الناس ذلك قال لي: إنه بدعة، فأرجو الإفادة بالرأي الشرعي في ذلك.

وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: إن احتفال الإنسان بيوم ميلاده بصومه شكرًا لله تعالى من الأمور المباحة شرعًا، والصيام بهذه النية ممَّا يُثاب الإنسان عليه، ولا يُعدُّ ذلك من البدع المذمومة شرعًا.

حكم احتفال المسلم بيوم ميلاده
وأوضحت أن احتفال الإنسان بيوم ميلاده بصفة عامة من الأمور التي لا حرج فيها شرعًا، ما دامت في حدود الأدب والانضباط بضوابط الشرع، ولا يقع فيه شيء من المحرمات؛ لأن هذا الاحتفال عبارة عن تذكر هذا اليوم، والفرح فيه بنعمة وفضلِ الله تعالى إيجادًا وإمدادًا، كما أنه يتسبب في إشاعة ونشر البهجة والسرور في حقِّ من يتعلق به اليوم المذكور.

ويقول ابن عطاء الله السكندري في حكمه المشهورة: "هو الذي أنعم عليك بنعمة الإيجاد ثم بتوالي الإمداد".

وقد ورد الأمر القرآني بالتذكير بأيام الله تعالى؛ كما في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ولا شك أنَّ أيام الميلاد من أيام الله تعالى؛ لذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الإثنين من كلِّ أسبوع؛ شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده صلى الله عليه وآله وسلم، واحتفالًا بيوم ميلاده الشريف؛ فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن صوم يوم الإثنين فقال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ- فِيهِ» رواه مسلم.

كما ورد الأمر القرآني أيضًا بالفرح بفضل الله ونعمته على الإنسان، قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 59].

ووجه الاستشهاد بهذه الآية أن الأمر بالفرح إنما يكون لما تفضل الله تعالى به على العبد من نعمة إيجاده، والتفضل عليه بإخراجه إلى نور هذا الوجود، وهذا -لا شك- فضل من الله ورحمة، وهو أمر يندرج في المقصود من الرحمة والفضل الوارد ذكرهما في الآية؛ لأن المقصود منهما عموم الرحمة والفضل، كما ذكره المفسرون. ينظر: "التسهيل لعلوم التنزيل" لابن جزي (1/ 358، ط. دار الأرقم).

والشريعة تدعو إلى إشاعة الفرحة وإدخال السرور على قلوب الآخرين، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «تُدْخِلُ عَلَى أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ سُرُورًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تُطْعِمُهُ خُبْزًا» أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"، وورد أيضًا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط".

ويُسْتَأنس في القول بجواز الاحتفال بيوم الميلاد بقول الله تعالى حكاية عن سيدنا عيسى عليه السلام: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33]، فأشار بذلك إلى المعنى الذي يقتضي الحكم أن يوم مولد الإنسان هو يوم نعمة توجب الشكر عليها.

 كما أشار الحديث إلى جواز الاحتفال بأيام النعم كلها، فيوم المولد ويوم نزول الوحي والبعثة الشريفة نعمتان توجبان الشكر في ذلك اليوم.

حكم التوسعة على الأهل يوم عاشوراء.. الإفتاء تجيبدعاء يوم عاشوراء.. فضله عظيم ومستجاب عند الإفطارصلاة الغفلة.. تعرف على حكمها ووقتها وسبب تسميتها بذلك وكيف تؤدىهل عدم صيام يوم عاشوراء حرام؟ الإفتاء تجيب

حكم صوم المسلم يوم ذكرى ميلاده شكرًا لله
وعن احتفال الإنسان بيوم ميلاده بصومه أو بالصوم فيه قالت إنه شكرٌ لله تعالى بالعبادة، وهذا مأمورٌ به في قول الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُون﴾ [العنكبوت: 17].

والأمر بالشكر هنا ورد على جهة العموم في مقابلة النعم، فيبقى على ذلك من حيث الأوقات والهيئات، ومما يندرج تحته إيقاع العبادة -ومنها الصيام- في ذكرى يوم الميلاد؛ شكرًا لله تعالى على نعمة الإيجاد، وهو ما نص عليه المفسرون عند تفسير قول الله تعالى: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ۝ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ۝ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت﴾ [قريش: 1-3].

ونوهت بانه لا يتأتى القول بمنع صيام الإنسان يوم مولده بدعوى عدم وروده، أو أنه أمر خاص بيوم ميلاد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام؛ وذلك لاندراجه تحت أصل عام، ألا وهو ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» متفقٌ عليه.

وقد بيَّن العلماء أن المراد بقوله: "في سبيل الله" الطاعةُ لوجه الله على أيِّ كيفية كانت.

ولا يخفى أن صوم الإنسان يوم مولده من شكر الله تعالى على نعمة الإيجاد إنما هو في سبيله عزَّ وجلَّ وطاعته وابتغاء مرضاته.

والاحتفال بـيوم الميلاد مظهرٌ من مظاهر تذكر أيام الله التي أمر الله به في القرآن الكريم، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يُعَبِّر فيها الناس عن شكرهم لله تعالى، فإنَّ هذا أمرٌ مباحٌ لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس بمناسبة ومن غير مناسبة؛ فإن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لما ورد من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفقٌ عليه، ومفهومه أنَّ مَن أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود، وقد قررنا آنفًا جواز شكر النعمة بالعبادة، ويدخل تحتها: عبادة الصوم.

قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في "إحياء علوم الدين" (2/ 3، ط. دار المعرفة): [ليس كل ما أبدع منهيًّا عنه، بل المنهيُّ عنه بدعةٌ تضاد سُنَّةً ثابتةً، وترفع أمرًا من الشرع] اهـ.

وأكدت بناءً على ذلك أن الاحتفال بيوم ميلادك بصومه شكرًا لله تعالى من الأمور المباحة شرعًا، والصيام بهذه النية مما يثاب الإنسان عليه، ولا يُعدُّ ذلك من البدع المذمومة شرعًا.

طباعة شارك حكم احتفال المسلم بيوم ميلاده حكم صوم المسلم يوم ذكرى ميلاه الصوم الصوم يوم ذكر الميلاد الإفتاء

مقالات مشابهة

  • لماذا حذر النبي من النوم وحيدا؟.. لـ 7 أسباب لا يعرفها الرجال والنساء
  • أفضل دعاء قبل النوم لتحصين النفس.. كلمات أوصى بها النبي
  • «خمسة لصحتك».. احذر من شرب الماء في هذه الأوقات
  • حكم الاحتفال بذكرى الميلاد بالصيام شكرا لله؟.. الإفتاء تجيب
  • 5 خطوات سهلة لـ زيادة الرزق والتوفيق في حياتك.. لا تفوّتها
  • دعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر .. لو رددته لن تحتاج إلى المنبه
  • هل النوم على البطن حرام؟.. انتبه لـ13 حقيقة
  • لا إله إلا الله… إعلان تحرّر لا خضوع
  • لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
  • قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت فيها الصواريخ الإيرانية أجواء الخليج