حكم صيام يوم المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات وأجلِّ الطاعات؛ لما فيه مِن التعبير عن الحب والفرح بمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو أصلٌ مِن أصول الإيمان؛ حتى أقسم اللهُ عزَّ وجلَّ بحياته؛ فقال في كتابه العزيز: ﴿لَعَمْرُكَ﴾ [الحجر: 72].
واستشهدت الإفتاء بما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» أخرجه الشيخان، قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري": [محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء مِن الأمور المحبَّبة طبعًا مِن الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك].
الاحتفال بذكرى المولد النبويالمولد النبوي الشريفوأوضحت أن المراد مِن الاحتفال بذكرى المولد النبوي: تجمع الناس على ذكره، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وقراءة سيرته العطرة، والتَّأسي به، وإطعام الطعام على حبه، والتصدق على الفقراء، والتوسعة على الأهل والأقرباء، والبر بالجار والأصدقاء؛ إعلانًا لمحبته، وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على منته بولادته، وليس ذلك على سبيل الحصر والاختزال، بل هو لبيان الواقع وسَوْقِ المثال.
وأكدت الإفتاء، أن يوم مولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو يوم تفضل الله تعالى به على العالمين بإيجاد خير الأنام، فاستحق لذلك مزيد فضل واعتناء وإظهار أبلغ معاني الشكر والثناء لله تعالى بالإكثار من الطاعات والقربات التي من أَجَلِّها قربة الصيام، كما استحق إظهار ما لهذه النعمة من أثر في النفوس من السعادة والسرور والحفاوة والاحتفاء والاحتفال؛ إذ يزيد فرح المؤمن بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم على فرحه بأيِّ حدث وبكل عيد.
وتابعت: وما اعتدته -أيها السائل- من صيام يوم المولد النبوي الشريف يُعَدُّ أمرًا مشروعًا، وفعلًا حسنًا، وهو من شكر المُنعِم على إنعامه، والمُحسِن على إحسانه، وهو أيضًا اقتداءٌ وتأسٍّ بأصل فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان يخص يوم الإثنين وهو يوم مولده الشريف بالصيام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الافتاء مولد النبي المولد النبوي الإفتاء صيام يوم المولد النبوي صلى الله علیه وآله وسلم المولد النبوی
إقرأ أيضاً:
حكم من ترك صيام يوم عرفة متعمدا وهل له كفارة؟.. فضائله لا تعد ولا تحصى
مع اقتراب يوم عرفة، وازدياد حرص كثير من المسلمين على اغتنام فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة، وتحديدًا اليوم التاسع منها، المعروف بيوم عرفة.
وتساءل البعض: هل يأثم من ترك صيام يوم عرفة متعمدًا؟ وهل يجب على من لم يصمه إخراج كفارة؟
الإجابة جاءت بشكل واضح وصريح من الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال ظهوره في برنامج «فتاوى الناس» مع الإعلامي مهند السادات على قناة الناس، حيث قال: "صيام يوم عرفة سنة مؤكدة، وليس فرضًا، وبالتالي لا إثم على من تركه عمدًا، ولا كفارة عليه، خاصة إذا كان معذورًا كالمريض".
وأشار الشيخ إلى أن ما ورد في فضل صيام هذا اليوم من أحاديث نبوية شريفة، مثل قول النبي ﷺ: «صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية»، يُظهر عظمة الأجر والثواب، لكنه لا يفيد الوجوب، لأن الأصل في العبادات أن الفرض يحدده نص شرعي صريح، وهذا لم يرد في صيام عرفة.
وفي سياق متصل، ورد سؤال من مواطنة تُدعى فاطمة من محافظة الجيزة قالت فيه: «أنا مريضة ولا أستطيع صيام رمضان وأُخرج كفارة، فهل يجب أن أخرج كفارة عن يوم عرفة إذا لم أصمه؟»، فجاء رد الشيخ عثمان قاطعًا: "لا كفارة في صيام التطوع، ومن لم يستطع صيامه فلا شيء عليه، فالله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها".
كما أوضح أن صيام يوم عرفة يُستحب للمقيم القادر، أما الحاج فلا يُندب له الصيام في هذا اليوم، بل يُستحب له الفطر ليقوى على الوقوف بعرفة والدعاء والتضرع، لأن ذلك من أعظم شعائر الحج، وهو الأصل في ذلك اليوم.
واختتم الشيخ حديثه، قائلاً: "من نوى الخير ولم يستطع فعله لعذر، كتب الله له أجر النية، وهذا من رحمة الإسلام وسعته".
حكم صيام يوم عرفة
ومن جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى منشورة على موقعها الرسمي، أن صيام يوم عرفة مستحب لغير الحاج، ويُكره للحاج إن كان الصيام يضعفه عن أعمال ذلك اليوم، مستشهدة بما رواه مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده».
وأضافت الدار أن النبي ﷺ كان يصوم التسع الأوائل من ذي الحجة، واستشهدت بعدد من الروايات التي توضح حرص الرسول على هذه الأيام، ومنها ما رواه أبو داود عن بعض أزواج النبي ﷺ أنه كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، كما روى النسائي عن حفصة رضي الله عنها قولها: "أربع لم يكن يدعهن النبي ﷺ: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة".
فضل يوم عرفة
ويوم عرفة هو اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام وأتم فيه النعمة، وهو اليوم التاسع من ذي الحج وهو أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار، وفيه يباهي الله الملائكة بأهل عرفات فيقول تعالى «انظروا إلى عبادي أتونى شعئا غبرا.»
ومن فضائل يوم عرفة أن الدعاء فيه مستجاب ففي يوم عرفة قال رسول الله ﷺ: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة» رواه مسلم.
واتفق الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة إلا للحاج لما ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية» أخرجه مسلم، وفى الحديث: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة».
ومعنى تكفير ذنوب السنة الماضية والمستقبلة كما فسره بعض الفقهاء، فإن الله سبحانه يغفر للصائم ذنوب سنتين وقال آخرون: يغفر له ذنوب السنة الماضية، ويعصمه عن الذنوب في السنة المستقبلة.
أما فيما يغفر من الذنوب في صيام يوم عرفة فقال جمهور الفقهاء: المراد صغائر الذنوب دون الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن من الذنوب إذا اجتنب الكبائر» أخرجه مسلم (1 / 209) من حديث أبي هريرة،، وقال آخرون: إن هذا لفظ عام وفضل الله واسع لا يحجر فيرجى أن يغفر الله له ذنوبه صغيرها وكبيرها.