جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-26@10:18:20 GMT

مالك الحزين والحنين

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

مالك الحزين والحنين

 

لينا الموسوي

إنِّه طائر طويل رفيع رشيق، صوته عذب رقيق، كنت أراه متبخترا في ثقة وكبرياء بالقرب من بحيرات مدينة أمستردام، قيل لي إنه يسمى بمالك الحزين.

اسم غريب يطلق على طائر جميل مُتفرد مثله يعيش على ضفاف قنوات محاطة بزهور مدينة جميلة مثل أمستردام، إنه الطائر الذي يرتبط ويتملك بداخله، المكان الذي يعيش فيه ويشرب من مائه وإذا جفَّ، حزن عليه وقضى أوقاته مكتئبا، متناسيا جمال جناحيه اللذين يحملانه ليطير بهما إلى أماكن قد تكون أكثر جمالا من مكانه، وصوته الذي يسعد قلوب المحبين بشجونه.

مالك الحزين الذي يعيش بين البحيرات والزهور والأشجار وينعم بالحرية والرشاقة والجمال يطلق العنان للآلام والأوهام فتنسيه المستقبل والأحلام.

وهذا هو حال الإنسان إذا انطفأت شموع روحه وامتلأت بالأحزان ووقف باكيًا على ما مضى من أطلال متجاهلا ما حوله من جمال، زوده فيه الرحمن، غير مدرك أن هناك مستقبلا ورديا وأحلاما تنتظره إلى الأمام.

فنحن البشر إذا فقدنا ما نملك أو من نحب نحزن ونطفئ كل شموع الفرح والسعادة التي تُنير قلوبنا وننسى أننا ما زلنا نمتلك أملاكا وأشخاصا آخرين نحبهم، نحن لا نرى ما حولنا ومن حولنا لأننا أطفأنا أنوار نفوسنا،غير مدركين أننا نمتلك أجنحة الإرادة القوية التي بدورها ترفعنا مهما صعبت ظروفنا نحن نعمى أحيانا عن ما نملك ولا يملكه غيرنا من قدرات وإمكانيات قد ترفع من شأننا.

فما أود قوله أعزائي أنه مهما جار علينا الزمان وازدادت المشكلات أن لا نسمح للأحزان أن تطفئ نور قلوبنا وأن نساعد أنفسنا لنتنعم بما خلق الله لنا من نعم وأن لا نكون كهذا الطائر الحزين الذي يمتلك كل مقومات التغيير من أجنحة ورشاقة ويعيش على ضفاف بحيرات أحلى المدن لكنه يخشى التغيير فقرر أن يبقى حزيناً ليطلق عليه العرب الحزين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فيروس يعيش داخل ثلثي البشر يسطو على الخلايا ويتلاعب بها!

يمن مونيتور/قسم الأخبار

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مركز تنظيم الجينوم (CRG) في برشلونة، النقاب عن استراتيجية خبيثة وغير مسبوقة يستخدمها فيروس الهربس البسيط (HSV-1) لاستعباد خلايانا.

ويظهر الفيروس مهارة غير مسبوقة في “إعادة تصميم” الهندسة المعمارية للحمض النووي البشري خلال ساعات قليلة من الإصابة، حيث يعيد ترتيب الجينوم في الفراغ ثلاثي الأبعاد ليفضل الوصول إلى الجينات الأكثر فائدة لتكاثره.

وتقول الدكتورة إستر غونزاليس ألميلا، المؤلفة الأولى للدراسة: “يبدو HSV-1 كمصمم ديكور انتهازي، يعيد تشكيل الجينوم البشري بدقة متناهية، وهذه آلية تلاعب جديدة لم نكن نعرف أن الفيروس يمتلكها”.

وتكمن المفارقة العلمية في أن هذا الفيروس الذي لا يملك سوى بضع عشرات من الجينات، لكنه يستطيع إخضاع جينومنا المكون من عشرات الآلاف من الجينات. وخلال الساعات الأولى من الغزو، يتحول الفيروس إلى “مدير مشروع” جزيئي، يعيد توزيع الموارد الخلوية بشكل جذري. فهو لا يسرق إنزيماتنا فحسب، بل يعيد تصميم بيئة العمل الجينية بأكملها لضمان نجاح مشروعه التكاثري.

ويتمثل الاكتشاف الأكثر إثارة في أن هذا الفيروس الذكي يتبع استراتيجية “الضربة القاضية” في الساعات الأولى من العدوى، حيث يقوم بتجنيد إنزيم “توبويزوميراز 1” (Topoisomerase I) البشري الذي يقوم بقص وتوصيل خيوط الحمض النووي لتخفيف التوتر، ويحوله إلى أداة طيعة في خدمة المشروع الفيروسي.

لكن المفاجأة كانت أن منع هذا الإنزيم وحده يكفي لإفشال كل مخططات الفيروس، وهو ما قد يمثل نقطة تحول في تطوير علاجات جديدة.

ولا يتوقف الأمر عند السرقة الجينية التقليدية، بل يتعداها إلى ما يشبه “إعادة تشكيل الجغرافيا الحيوية” للنواة الخلوية. إذ يحول الفيروس الكروماتين (مزيج من الحمض النووي والبروتينات التي تشكل محتويات نواة خلية) من قصر ملكي منظم إلى زنزانة ضيقة تنعدم فيها الحرية.

والأكثر غرابة أن هذه العملية تحدث بشكل معكوس لما كان معروفا سابقا: فبدلا من أن يؤدي تكثيف الكروماتين إلى إيقاف الجينات، نجد أن توقف النشاط الجيني هو ما يؤدي إلى انضغاط الكروماتين.

وهذه النتائج لا تمثل مجرد إضافة إلى المعرفة العلمية فحسب، بل تفتح آفاقا علاجية غير مسبوقة. فبعد عقود من التركيز على مهاجمة الفيروس مباشرة، تقدم الدراسة مفهوما جديدا للعلاج: “تعطيل أدوات السطو بدلا من ملاحقة السارق”. وهذا المنهج قد يكون الحل الأمثل لمواجهة مشكلة تزايد السلالات المقاومة للأدوية.

ويتمثل التحدي الآن في كيفية تحويل هذا الاكتشاف المخبري إلى علاج عملي يمكنه مواجهة هذا الفيروس القديم-الجديد الذي تعايش مع البشرية منذ فجر التاريخ. فمع وجود مليارات الحاملين للفيروس حول العالم، وعدم وجود علاج جذري حتى الآن، تكتسب هذه الدراسة أهمية استثنائية قد تغير مستقبل مكافحة الأمراض الفيروسية المزمنة.

نشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.

المصدر: ميديكال إكسبريس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • انتخابات مجلسي النواب والشيوخ.. الهيئة الوطنية تتخذ إجراءا مهما لهذا السبب
  • محمد عبد الجواد يكتب: فسيكفيكهم الله
  • إجراءات عاجلة من الزراعة بشأن حملات التقصي الوبائي بمزارع وأسواق الدواجن
  • فيروس يعيش داخل ثلثي البشر يسطو على الخلايا ويتلاعب بها!
  • ميسي يعيش ليلة هادئة ليضرب موعدًا مع باريس
  • بالفيديو والصور.. سقوط شظايا جسم طائر في مأمونية مادبا
  • مؤمن الجندي يكتب: مهما صفق الواقفون
  • ضياء رشوان: مرور 12 عامًا أثبت القيمة التاريخية لثورة 30 يونيو في إنقاذ مصر من مصير دول حولنا
  • لاعب فقد إحدى عينيه يعيش حلم اللعب في كأس العالم للأندية
  • السعوديون يدعون لقطر: اللهم احفظ قطر وكل من يعيش عليها.. صورة