الشعبوية ضد الطب والعلم.. جوائز نوبل في أزمنة معقدة
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تُكرم جائزة نوبل باحثين في فئات علمية مختلفة بعد أن اكتسبوا مكانة في تخصصاتهم على مدار عقود. لكن على مستوى المجتمع اهتزت هذه المكانة التي يحظى بها العلم في السنوات الأخيرة؛ إذ أصبحت الأصوات الشعبوية في السياسة والمجتمع المدني تشكك علنا بشكل متزايد في النتائج العلمية، مثل تلك المتعلقة بأزمة المناخ وجائحة كورونا، وذلك بدون أن تقدم حججا مضادة محددة.
في مثل هذه الأوقات قد تصبح جوائز نوبل أكثر أهمية. ومن المقرر الإعلان عن الفائزين بها هذا العام ابتداء من الاثنين المقبل (الثاني من أكتوبر/تشرين الأول) في ستوكهولم وأوسلو، بدءا من الفئات العلمية الخاصة بالطب والفيزياء والكيمياء.
وإذا ذهبت الجوائز هذه المرة إلى نتائج حول موضوعات راهنة نسبيا تمس المواطنين مثل تطوير لقاحات كورونا، فقد يعزز ذلك أيضا الثقة في الحقائق العلمية. ودائما ما تظل أسماء الفائزين بجوائز نوبل سرا حتى لحظة الإعلان الرسمي عنهم.
الشعبوية المناهضة للعلميقول عالم الاتصالات ماتياس كورينغ من جامعة مانهايم الألمانية "لقد أصبحت الشعبوية المناهضة للعلم بالفعل أداة تعبئة سياسية"، موضحا أن النخب السياسية -أو كما يُطلق عليهم في اللغة الشعبية "أولئك الذين في الأعلى"- تحاول استغلال قضايا علمية من أجل توليد صدى سياسي.
يقول كورينغ "ما يمكنك ملاحظته هو الاستقطاب بين السكان، وهو ما يسعى إليه السياسيون الشعبويون، ويوسعونه قدر الإمكان، ويستغلونه باستمرار"، مشيرا إلى أن هذا الاستقطاب في الولايات المتحدة وصل إلى مدى أكثر حدة مما هو عليه في ألمانيا.
كانت أيضا الثقة في النتائج العلمية ومكافحة المعلومات المضللة موضوعا يشغل فلك جوائز نوبل منذ سنوات. فقد حذرت مؤسسة نوبل خلال قمة جوائز نوبل حول موضوع "الحقيقة والثقة والأمل"، التي عقدت في واشنطن في نهاية مايو/أيار الماضي قائلة إن "المعلومات الكاذبة تضر بثقتنا في العلوم وتمثل خطرا ويمكن أن تصبح واحدة من أكبر التهديدات لمجتمعنا اليوم". وفي ذلك الوقت دعت المؤسسة فائزين بجوائز نوبل وخبراء لاستكشاف كيفية مكافحة هذه الاتجاهات.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة نوبل، فيدار هيلغيسن "نرى في جميع أنحاء العالم أن هناك جهودا ممنهجة للغاية لتقويض العلوم والحقيقة وتمزيق أجزاء كبيرة من النسيج الاجتماعي للمجتمع… نحن إذن أمام مشكلة. العالم لديه مشكلة".
ودعمت عالمة الجيوفيزياء ورئيسة الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، مارسيا ماكنوت، تحذيرات هيلغيسن قائلة "عندما ننظر إلى تأثيرات المعلومات الكاذبة والمضللة، نجد أنها لا تقتصر على العلم. نراها في السياسة، وفي الصحة، ونراها في المجتمع بأكمله". وأضافت في تصريحات أخرى "العلم لا يكتمل أبدا، ولا يكون مثاليا أبدا، لكنه أفضل ما لدينا".
عندما يجري الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل هذا العام لتكريمهم على اكتشافاتهم الاستثنائية، سيصبح كبار العلماء مرة أخرى في مرمى اهتمام الجمهور العالمي.
ووفق وصية مخترع الديناميت ومؤسس الجائزة ألفريد نوبل (1896-1833)، فإن الهدف من الجائزة هو تكريم أولئك الذين قدموا للإنسانية أكبر فائدة من خلال اكتشافاتهم. تبلغ قيمة جوائز هذا العام 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 980 ألف دولار) لكل فئة، أي بزيادة قدرها مليون كرونة عن العام الماضي.
مصدر ثقةيشكك عالم الاتصالات كورينغ فيما إذا كانت الجوائز الشهيرة يمكن أن تكون مصدرا للثقة في العلوم، مشيرا إلى أن جوائز نوبل يمكن أن تضطلع بالتأكيد بدور في تسليط الضوء على أهمية العلم؛ فهي تكرم في نهاية المطاف إنجازات تاريخية، لكنه يرى أن منح جوائز نوبل صار يمثل طقسا "منعزلا عن الواقع إلى حد ما" بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بالعلم في كل الأحوال.
وقال "سوف ينظر الأشخاص المتشككون إلى هذا باعتباره تربيتة تأكيدية على ظهر المعسكر المضاد"، موضحا بعبارة أخرى أن من لا يؤمن بالعلم، لن يكون مهتما بجوائز نوبل.
ويرى كورينغ أن عدم ذهاب جائزة نوبل في الطب السنوات الماضية إلى مطوري لقاحات كورونا، الذين أنقذوا في النهاية أرواحا لا حصر لها حول العالم، يمثل فرصة ضائعة.
وكان مطورو لقاحات تقنية "الرنا المرسال" (mRNA) من بين أبرز المرشحين للفوز بالجائزة منذ أزمة كورونا عام 2020، لكنهم حتى الآن يخرجون خاليي الوفاض من الجائزة. يقول كورينغ إنه حتى لو تم تكريمهم هذه المرة، "لن يتم اكتساب ثقة منكري كورونا ومعارضي اللقاحات المتشددين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جوائز نوبل
إقرأ أيضاً:
زراعة قرنية معقدة لسيدة ستينية بمجمع الإسماعيلية الطبي
كتب- أحمد جمعة:
أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، نجاح فريق طبي بمجمع الإسماعيلية الطبي في إجراء عملية جراحية دقيقة ومعقدة لزراعة قرنية وفك التصاقات لسيدة تبلغ من العمر 62 عامًا، وذلك في إطار منظومة التأمين الصحي الشامل، وهو ما يعكس الجهود المستمرة في تطوير الخدمات الصحية وتقديم رعاية متقدمة وآمنة للمواطنين.
وصرّح الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، بأن نجاح هذه الجراحة المعقدة هو ترجمة حقيقية لما وصلت إليه الهيئة من تطور في جودة الخدمات والرعاية الصحية المقدمة، مؤكدًا أن هذا النوع من التدخلات الدقيقة يُجرى بأيدٍ مصرية خبيرة وباستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية، بما يواكب أعلى المعايير العالمية.
وأضاف أن هذا الإنجاز يُبرهن على الجاهزية الكاملة لمستشفيات الهيئة لاستقبال مثل هذه الحالات المعقدة، ويعكس التزامنا بتوسيع نطاق الخدمات التخصصية المتقدمة، وتعزيز ثقة المواطنين في منظومة التأمين الصحي الشامل، كمظلة توفر رعاية صحية متكاملة وآمنة لكل فئات المجتمع.
وأشار "السبكي"، إلى أن تكلفة العملية بالنسبة للمريضة لم تتجاوز 450 جنيهًا مصريًا فقط، وهي قيمة المساهمة المقررة لمنتفعي منظومة التأمين الصحي الشامل، موضحًا أن هذا يعكس جوهر المنظومة القائمة على تقديم خدمات طبية عالية الجودة بتكلفة مناسبة لكافة المواطنين، لا سيما الفئات الأولى بالرعاية.
وأكد أن الهيئة ماضية في تنفيذ رؤيتها نحو تغطية صحية شاملة تضمن الكفاءة والعدالة والاستدامة، من خلال استثمار متواصل في البنية التحتية والكوادر والتكنولوجيا، بما يسهم في ترسيخ مفهوم الجودة في تقديم الخدمة الطبية، وتحقيق أعلى معدلات رضا المنتفعين.
وأضافت الهيئة، أن هذه الجراحة تُعد الثانية من نوعها التي يتم تنفيذها بنجاح داخل المجمع الطبي، مما يؤكد جاهزيته لإجراء مزيد من عمليات زراعة القرنية خلال المرحلة المقبلة، في ظل وجود فريق طبي مؤهل ومدرب على أعلى مستوى.
وقد تم إجراء العملية الدقيقة على يد نخبة متميزة من الكوادر الطبية، وهم: الدكتور أسامة محي الدين النحراوي، استشاري طب وجراحة العيون، وبمشاركة الدكتورة منى محمد عمر، أخصائي طب وجراحة العيون، رئيس قسم الرمد، والدكتورة سارة محمد طارق، طبيب مقيم.
كما شارك فريق التخدير بمهارة عالية: الدكتور عبد الرحمن السيد عبد المنعم، الدكتورة نهير أحمد فؤاد، وبمعاونة فريق التمريض: نهلة منصور جمعة، سماء محمد ناجي، حسناء حسن محمود.
تمت العملية تحت إشراف ومتابعة دقيقة من: د. حسام سلامة، المدير الطبي، د. أحمد خالد، مدير مجمع الإسماعيلية الطبي، د. علي رفعت، مدير فرع الهيئة بالإسماعيلية.
وأكدت الهيئة أن هذا الإنجاز الجديد يأتي ضمن سلسلة من النجاحات التي تحققها مستشفيات الهيئة العامة للرعاية الصحية، بفضل كوادرها المتميزة، وحرصها المستمر على الارتقاء بالخدمة الصحية، بما يتماشى مع أهداف منظومة التأمين الصحي الشامل، وتحقيق رؤية مصر 2030 في قطاع الرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا:
مشروع تعديل الايجار القديم.. ما الموقف القانوني حال رفض المستأجر الإخلاء؟
اضطراب الملاحة ونشاط للرياح.. الأرصاد تكشف طقس الـ6 أيام المقبلة
الخط الرابع للمترو.. دراسة المرحلة الثانية بطول 31.8 كم و21 محطة
حالات ينتهي فيها عقد الايجار القديم قبل 7 سنوات.. تعرف عليها
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور أحمد السبكي مجمع الإسماعيلية الطبي الهيئة العامة للرعاية الصحيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
زراعة قرنية معقدة لسيدة ستينية بمجمع الإسماعيلية الطبي
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
36 24 الرطوبة: 20% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك