كلاغنفورت- هنا عند الجنوب النمساوي الهادئ وفي مثلث حدودي مع إيطاليا وسلوفينيا يمكن للسواح من عشاق الطبيعة العذراء والخضرة الدائمة والهواء النقي الصافي أن يجدوا ضالتهم، ويقضوا عطلة هادئة بين قمم الجبال والمروج الخضراء على امتداد البصر والبحيرات الجبلية ذات المياه الفيروزية التي تغذيها ينابيع المياه الصافية.



هنا ولاية كارينثيا أو كارنتن كما ينطقها الألمان التي من أجمل المناطق في جنوب النمسا، حيث تمتاز بالبحيرات والجبال والطبيعة الخلابة ذات الخضرة الدائمة، ويمكن لزوارها الاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة صيفا وبالبساط الثلجي الأبيض شتاء.

ورغم أن كارينثيا لا تطل على أي بحر لكن الله حباها بالبحيرات الكثيرة الصافية التي تعوض السكان والزائرين عن الشواطئ المزدحمة حيث يمكنهم الاستمتاع بالسباحة في مياهها العذبة المنعشة، والعشاء في المطاعم الكثيرة المنتشرة على الضفاف.

الطبيعة الخلابة في كارينثيا جنوبي النمسا (الجزيرة)

فبحيرات الاستحمام الدافئة والنظيفة، وقمم الجبال الشاهقة التي تتجاوز أحيانا 3 آلاف متر، تنتظر الزوار في هذه المنطقة التي تتسم بالتنوع الثقافي الذي يجمع بين جبال الألب والبحر الأدرياتيكي حيث يرحب السكان المحليون بزوارهم.

ويجعل التداخل بين الجبال والبحيرات من كارينثيا مكانا مثاليا للنشاطات الرياضية مثل المشي وركوب الدراجات والتسلق، لذلك تنتشر المسارات المُعلمة للمشي الجبلي في مختلف الارتفاعات حسب رغبة الزائر وقدرته.

ومن المسارات الشهيرة مسار "ألب-أدريا" الذي ينطلق من أعلى قمة جبلية في سلسلة الألب النمساوي وهي قمة "غروسغلوكنر" التي يبلغ ارتفاعها 3.798 مترا، وهو مسار مشي طويل يضم 43 مرحلة، ويغطي أكثر من 750 كيلومترا، مرورا بكاريثنيا وسلوفينيا وصولا إلى البحر الأدرياتيكي في إيطاليا.

أحد المسارات الجبلية للدراجات في كارينثيا (هيئة السياحة النمساوية)

ولمن يفضلون المشي الهادئ تقدم كارينثيا كذلك مسارات "سلو تريلز" القصيرة على ضفاف البحيرات، حيث يمكن للزائر أن يمشي مستمعا لخرير المياه ومستمتعا برائحة الزهور وممتعا بصره بجمال المناظر الطبيعية الممتدة على مد البصر ولا تنتهي إلا عند الشفق حيث تعانق مياه البحيرة الهادئة زرقة السماء البعيدة الصافية.

إعلان

ولا تتجاوز هذه المسارات عادة 10 كيلومترات، وتتميز بارتفاع لا يزيد على 300 متر، ولا تستغرق أكثر من 3 ساعات مشيا، مع إمكانية السباحة في البحيرات أو السير حفاة فوق الطحالب.

ولمحبي الدراجات يمكن استكشاف كارينثيا بالدراجة عبر مسارات مميزة مثل مسار "درافا" الممتد على 222 كيلومترا على ضفاف نهر درافا، ويُمكن قطع مراحل منه بالقوارب أو القطارات أو حافلة خاصة، مع إمكانية نقل الأمتعة عند الطلب.

بحيرة وورثرسي في كلاغنفورت عاصمة ولاية كارينثيا (الجزيرة)

أما مسار "حلقة البحيرات الكارينثية" الجديد فيغطي 420 كيلومترا على شكل حلقتين، ويمر عبر أشهر بحيرات المنطقة مثل ميلستاتر، فاآكر، أوشياخر، وورثرسي، وكلوبينرسي (أدفأ بحيرة استحمام في أوروبا بدرجة حرارة تصل لـ28 مئوية)، وهذا المسار يناسب العائلات ومحبي التنقل السهل والسباحة.

وبالإضافة إلى المسالك الجبلية والمروج الخضراء تتميز كارينثيا بالبحيرات النظيفة والدافئة، مثل بحيرة وورثرسي، ميلستاتر، فاآكر، أوشياخر، كلوبينر، وفايسنسي، وكلها بحيرات تُعد مكانا مناسبا للسباحة والإبحار ورياضة التجديف والغوص والتزلج على الماء أو رحلات القوارب، كما توفر المناطق المحيطة بها جولات مشي بانورامية، ورحلات مختلطة بين القوارب والمشي، وجولات دراجات، وغيرها.

وبالإضافة إلى الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والرحلات البحرية على متن القوارب في مياه البحيرات الممتدة والمشي في مرتفعات الألب يمكن للزائر أن يستمتع بالأكلات الكارينثية الشهيرة في المطاعم الممتدة على مدى ضفاف البحيرات وفي شوارع مدن الولاية وبلداتها.

مطاعم كارينثيا جنوب النمسا تعتمد في أغلب أطباقها على المنتجات المحلية (الجزيرة)

وتعتمد المأكولات الكارينثية على مكونات نقية تأتي من مزارع الولاية وتقاليدها الغذائية التي استفادت من موقعها الجغرافي الذي يجمع بين المطبخ الكارينثي الأصيل وتأثيرات المطبخين الإيطالي والسلوفيني، لذلك تعد كارينثيا أول "وجهة سفر للغذاء البطيء" في العالم، حيث يمكن للزوار المشاركة في صنع الأطعمة المحلية وتعلم أسرارها.

في ختام الرحلة عبر ولاية كارينثيا النمساوية، يغادرها الزائر وفي نفسه الكثير من الشوق للعودة إليها بعد أن سحرته جبالها العالية ومياه بحيراتها الزرقاء الصافية، وزيارة كارينثيا في الواقع ليست مجرد رحلة سياحية، بل هي تجربة فريدة يكتشف خلالها الزائر جمال النمسا الخفي حيث يلتقي جمال الطبيعة الساحرة بعبق التاريخ الوغل في القدم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تحول تاريخي في مسار الصناعات الدفاعية التركية

أعلنت تركيا عن أول صفقة تصدير لمقاتلتها الحربية من الجيل الخامس “KAAN”، وذلك إلى إندونيسيا، في خطوة تُعدّ تحولًا تاريخيًا في مسار الصناعات الدفاعية التركية. وبلغت قيمة الصفقة 15 مليار دولار، وتشمل تسليم 48 طائرة من طراز “KAAN” اعتبارًا من مطلع ثلاثينيات هذا القرن.

العد التنازلي لمحرك “KAAN” المحلي
وفي تصريح أدلى به خلال معرض باريس الجوي، كشف المدير العام لشركة الصناعات المحركية التركية (TEI) محمود فاروق أقشيت، أن المحرك المحلي الخاص بالطائرة KAAN سيكون جاهزًا قبل تسليم الطائرات لإندونيسيا. وأوضح أن المشروع بدأ رسميًا تحت اسم TF-35000، وسيعزز دمجه في الطائرة من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

اقرأ أيضا

الدولار يقترب من 40 ليرة.. إليك آخر أسعار العملات واليورو…

مقالات مشابهة

  • الإمارات وكوريا الجنوبية تبحثان التعاون في علاج الأورام بالإشعاع
  • بغداد تدعو طهران للعودة العاجلة إلى مسار المفاوضات
  • إعلان العيون.. الأقاليم الجنوبية حلقة وصل بين شمال إفريقيا والعمق الإفريقي ومجالا واعدا للاستثمار
  • أجهزة الأمن السعودية تحبط تهريب كميات هائلة من الممنوعات عبر حدودها الجنوبية القريبة من محافظة صعدة
  • الزعاق يوضح مسار السحب الصيفية والشتوية ..فيديو
  • بريزرين.. جوهرة البلقان وسحر التاريخ والطبيعة الخلابة
  • موقف محرج لرئيس وزراء بريطانيا مع مترجم ورئيس كوريا الجنوبية.. فيديو
  • جوهرة مانشستر سيتي: هدفي الرد على المشككين
  • تحول تاريخي في مسار الصناعات الدفاعية التركية