الانتخابات الرئاسية المصرية.. مواجهة بين الاستقرار والتغيير
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
أعلنت الهيئة المسؤولة عن الانتخابات في مصر، 10 ديسمبر موعدًا لانطلاق الاستحقاق الرئاسي، قَبل أربعة أشْهُر من انتهاء ولاية الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، مطلع أبريل 2024م. هناك ثلاثة تيَّارات مسيطرة على الشَّارع المصري، الغالبيَّة الصَّامتة مع الاستقرار، ويرفع أصحابها شعار «اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش» ويستشهدون بسوابق التاريخ، ويخشون أن يكُونَ القادم المجهول أسوأ من الحاضر الملموس، في مواجهة تيَّار أغلبه من الشَّباب يدعو إلى التغيير، بَيْنَما التيَّار الأخير يتبنَّى المقاطعة، ويرَى أنَّه لا جدوى من المشاركة في انتخابات لا تتوافر فيها الضمانات والشروط التي تمنح فرصًا متساوية لكافَّة المُرشَّحين.
حتَّى الآن لَمْ يعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي الترشُّح بشكلٍ رسمي، ولكنَّه حرص على المشاركة في مؤتمرات جماهيريَّة يُنظِّمها مناصروه، يعرض خلالها الإنجازات التي تحقَّقت في عهده، خصوصًا في مجالات البنية الأساسيَّة (الكهرباء والنَّقل والطُّرق والمُدُن الجديدة)، والذي أكَّد عزمه الاستمرار في نهجه وإصراره على تكملة المشروعات التي شرع في بنائها، مهما كانت العوائق والصعاب، وتحدَّى معارضيه قائلًا «اللي مش عاجبه أسلوبي في الحُكم يختار رئيسًا غيري»، بَيْنَما يرَى معارضوه أنَّ كثيرًا من هذه المشروعات لا جدوى من ورائها ولا داعي لها، في ظلِّ محدوديَّة الموارد المتاحة، وأنَّها جاءت على حساب قُوتِ المصريِّين، ورفعت التضخُّم في الأسعار لمستويات غير مسبوقة؛ جرَّاء زيادة الديون والقروض التي تَلْتَهِم معظم الدخل القومي لسداد فوائدها وأقساطها.
قَبل فتْح بابِ الترشيح بشكلٍ رسمي، هناك 6 مرشِّحين محتمَلِين أعلنوا نيَّتهم خوض الانتخابات، هم أحمد طنطاوي النَّائب البرلماني السَّابق، وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشَّعب الجمهوري، وأحمد فضالي رئيس حزب السَّلام الديمقراطي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الاجتماعي، وجميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور، حصل معظمهم على 20 تفويضًا من أعضاء مجلس النوَّاب وهو أحد شروط الترشُّح، باستثناء أحمد طنطاوي وجميلة إسماعيل اللذيْنِ لجآ للخيار الآخر وهو الحصول على 25 ألف توكيل من 15 محافظة، ورغم أنَّه يبدو شرطًا سهلًا في ظلِّ عدد سكَّان يناهز الـ110 ملايين، ولكنَّهما يشتكيان من المضايقات التي يتعرَّض لها مؤيِّدوهما من قِبل موظَّفي الشَّهر العقاري المسؤولين عن إصدار التوكيلات.
في اللقاءات الإعلاميَّة التي أُتيحت لبعض المرشَّحين المحتمَلِين لَمْ تخرج برامجهم عن الكلام الجميل المعتاد، تخفيف حدَّة الانقسام السِّياسي، إعادة اللحمة الوطنيَّة، فتح المجال العامِّ والارتقاء بالحياة الحزبيَّة، وترسيخ دعائم الديمقراطيَّة، واستعادة مكانة مصر الإقليميَّة والدوليَّة، وتحسين الخدمات التعليميَّة والصحيَّة. أمَّا عن أهمِّ ملفَّيْنِ وهما سدُّ النهضة، والاقتصاد المُتداعي، فالإجابات جاءت تقليديَّة، لا تختلف عمَّا تقوله الحكومة الحاليَّة، فلَمْ يطرح أيُّ مرشَّح حلًّا واقعيًّا يجبر إثيوبيا على إشراك مصر في إدارة سدِّ النهضة، والحدِّ من تأثيراته الكارثيَّة على مصر، ولَمْ يستطع مرشَّح أن يقنعَنا بامتلاكه حلولا سحريَّة تزيد الموارد وتُعِيد للجِنِيه المصري هيبته، وتقضي على الفقر واشتعال الأسعار.
في هكذا انتخابات، أكثر ما يعوِّل عَلَيْه النِّظام، وينظر إليه المراقبون هو نِسَب المشاركة، في بلد يزيد عدد مَن له حقُّ التصويت عن60 مليونًا، ولَمْ تنضج لدَيْه التجربة الديمقراطيَّة. فقَدْ ظلَّ عقودًا طويلة يكتفي باستفتاء على بقاء الرئيس، ولَمْ يشهد من قَبل وجود رئيس منتخب سابق بِدُونِ الثَّورة عَلَيْه، ويقع في منطقة غير مستقرَّة، فجاره الجنوبي السودان يعيش حربًا أهليَّة مستعرة، هجَّرت الملايين، كان لمصر النصيب الأكبر مِنْهم، وجاره الشرقي ليبيا يعيش حالة صراع وفوضى منذ أكثر من عَقْد، وكُلّ يوم نسمع عن مشاريع دوليَّة وإقليميَّة، بديلة لقناة السويس المَوْرد الأهمِّ للعُملة الصَّعبة في مصر.
محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
القيادة تهنئ نيكوسور دان لفوزه في الانتخابات الرئاسية في رومانيا
جدة
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، لفخامة السيد نيكوسور دان، بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية في رومانيا.
وأعرب الملك المفدى عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لفخامته، ولشعب رومانيا الصديق المزيد من التقدم والازدهار.
كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة، لفخامة السيد نيكوسور دان، بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية في رومانيا.
وعبر سمو ولي العهد، عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لفخامته، ولشعب رومانيا الصديق المزيد من التقدم والرقي.