بوابة الفجر:
2025-05-22@17:47:40 GMT

محمد سويد يكتب: لماذا لا يكذب الرئيس؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

ما جرى عليه العرف، واستقرت عليه العادة، أن ماراثون الانتخابات رئاسية كانت أو برلمانية، ملئ بالزبد والعسل، لا يخلو من الوعود البراقة بالنعيم الذي لا يزول، يطوي صفحة الحرمان، ويعيد الأمل إلى نفوس العاجزين، فأين الكذبة البيضاء سيدى الرئيس المنتظر،  لماذا كل هذا الجفاء مع الأحلام الوردية !

    بينما تجري الانتخابات الرئاسية المصرية في ظروف اقتصادية قاسية، لم ترحم ضعف الفقراء، ولا توسل الموظفين والعمال، بل بالغت قسوتها وجرفت الطبقة الوسطى  إلى مرارة العوز وربما الحرمان، فلم يتبقى لسواد الناس وعمومهم، سوى ستر الحامدين، وأمل المتعلقين بيقين "أن الله لن يضيعنا".

    بدى الرئيس عبد الفتاح السيسي خضم ترشحه لولاية ثانية، أكثر صراحة من ذى قبل، وكأنه قد قطع على نفسه عهدًا بألا يعد بأكثر مما يستطيع تحقيقه، بل أمعن في الحقيقة التي يعتقدها ويؤمن بها، متمنيًا وناصحًا أن يكون اختيار الشعب لمواصلة البناء والتنمية، ولو على حساب الجوع والحرمان، وكأنه يخشى أن يتورط في وعود كتلك التي جرت عليها عادة الساسة والمرشحين، بل قال مصارحا شعبة لم أكن 
أملك خزائن الأرض

  
    على مدار عقد من الزمان، دارت رحى الحرب على الإرهاب، ولم تتوقف معركة التنمية على كل شبر في أرض مصر، شاهدنا طفرة في الطرق والكباري والبنية التحتية، التي كان مخطط لها أن تفتح لمصر آفاق الاستثمار الأجنبي، لولا حكمة الله في سنوات جائحة كورونا العجاف، ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية، التي هزت اقتصاديات دول عظمى، ولم ترحم ضعف وحاجة دول العالم الثالث، إلى الغذاء والدواء، وكأنها صناعة جديدة للفوضى وعودة لاستعمار الدولار.


     ما اجتمع الخوف والجوع إلا وكان الهلاك حتما، "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" صدق الله العظيم.
ولما كانت الديمقراطية في  أبسط معانيها، هي حكم الشعب أو حكم الأغلبية، فلا يمكن أن يمارسها جائع أو خائف، وإلا أفرزت نظاما مشوها مستغلا لطعام الناس وأمنهم.

    أما وقد تخلصنا من شبح الخوف الذي صاحب الانفلات الأمني،  والفوضى التي صنعها الربيع العربي، وعانقها الإرهاب، فلا يتبقى إلا حرب الجوع والعوز، التى تخوضها الدولة ضد تلك السياسات الاستعمارية الاقتصادية التي تسعى لهدم الأنظمة من الداخل، تستغل حاجة الشعوب الجائعة لتدفع ثمنا زهيدا للتغيير، تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولم يكن مفاجئا للجميع عندما قال إنه يمكن هدم مصر "بباكت وشريط ترامادول و20 أو حتى 100 جنيه يتوزعوا على 100.000 محتاج تحت وطأة الظروف الصعبة لخلق حالة من الفوضى"، لا تزيد ثمنها عن تكلفة إقامة حفلة !

ولم يختلف خطاب الترشح عن سابقيه فقال، واجهت معكم وبكم كل التحديات والأزمات وعبرنا معا جسور الأمان، ونحن بصدد استحقاق انتخابي يتولى مسئولية إدارة الدولة المصرية وإنني منذ سنوات عشر لا أبادر إلا باستدعاء المصريين الذين أدعوهم أن يجعلوا هذه الانتخابات بداية حقيقة لحياة سياسية مفعمة بالحيوية تشهد تعددية وتنوعا واختلافا دون تجاوز أو تجريح".  

    الأمر جلل والحقيقة لا تحتمل المواربة، لأن الأوطان لا تُبنَى بالكذب والخداع، وإنما تبنى بالمصارحة والإصلاح والجد والعمل، ولا أستثني فى ذلك مواطنا أو رئيس كلنا مسؤول قدر استطاعته وسلطاته، فلتذهبوا إلى صناديق الاقتراع، متطلعين لغد أفضل تصنعه أصواتكم وإرادتكم لا إملاءات وضغوطات الآخرين.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

حادث واشنطن.. نتنياهو يكذب ويحاول صرف الأنظار عن الدوافع الحقيقية

«كراهية.. معاداة السامية.. جريمة مروعة.. افتراءات دموية إلخ».. قائمة طويلة من الاتهامات المستهلكة خرج بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ليعلق على مقتل اثنين من موظفي سفارة الكيان الإسرائيلي في واشنطن، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس على يد شاب أمريكي الجنسية بدافع الثار لما يحدث من مجازر بحق المواطنين الأبرياء في غزة على أيدي جنود الاحتلال.

تعليق نتنياهو لما يكن مفاجئا، حيث دأب في مثل هذه الحوادث التي تقع ضد إسرائيليين أن يروج لهكذا اتهامات ليحاول صرف الأنظار عن الأسباب والدوافع الحقيقية لها، والتي تأتي تعاطفا مع الأبرياء الفلسطينيين الذين تسحقهم آلة القتل الجهنمية التي يديرها نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة في قطاع غزة.

وكانت وسائل إعلام أمريكية، أعلنت، اليوم الخميس، مقتل رجل وامرأة من موظفي السفارة الإسرائيلي في واشنطن، بالرصاص أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وأفادت المعلومات أن الشرطة الأمريكية تقوم حاليًا باستجواب أحد الأشخاص المرتبطين بالحادث، ويدعى إلياس رودريجيز من مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، ويبلغ من العمر «30 عاما»، وأنه «فعل ذلك من أجل غزة».

ولم يتأخر رد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كثيرا ونقلت عنه وسائل إعلام أنه يشعر بـ «الصدمة العميقة» إزاء مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن، واصفًا الحادث بأنه «جريمة قتل مروعة تنم عن كراهية ومعاداة للسامية»، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن ما وصفه بـ «الافتراءات الدموية» التي تُروج ضد إسرائيل تُسهم في تأجيج العنف وسفك الدماء.

وعلى مدار أكثر من 18 شهرا، يتعرض المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى عدوان إسرائيلي متواصل تسبب في خسائر فادحة في الأرواح و البنية التحتية، التي تم تدمير الغالبية العظمى منها.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينين، في قطاع غزة إلى «53.655» أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

اقرأ أيضاًصرخ «فلسطين حرة» ثم أطلق النار.. ماذا يحدث في واشنطن؟

يردد «فلسطين حرة».. لحظة اعتقال منفذ هجوم واشنطن (فيديو)

أول تعليق من الرئيس الأمريكي على حادث السفارة الإسرائيلية في واشنطن

مقالات مشابهة

  • محمد صبيح يكتب: من الحقل إلى السيادة.. القمح الرقمي في مواجهة هيمنة الدولار
  • محمد دياب يكتب: «العدالة المهدورة» بين قضاة ومحامى الفيسبوك
  • حادث واشنطن.. نتنياهو يكذب ويحاول صرف الأنظار عن الدوافع الحقيقية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (معرض ياباني)
  • خالد عامر يكتب: الرئيس السيسي.. رسالة المنصب وأمانة المسؤولية
  • الزيود يكتب: العيسوي.. بالشده والرخاء تظهر مواقف الرجال
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (مغالطات….)
  • جلالة السُّلطان يهنئ الرئيس الروماني بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( .. كتابات .. ومعناها)
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب.. الوجدان الراقي