بعد أن عانى طويلا من الحرب والديكتاتورية والغزو، يطمح العراق إلى جني ثمار مساهمته في صنع السلام بين جيرانه، وذلك عبر احتلال مكافة لائقة في الشبكات الاقتصادية بالمنطقة.

ذلك ما خلص إليه جيمس وات، في تقرير بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "قليل من الدول في الشرق الأوسط هي التي عانت من الصراعات أكثر من العراق وعملت بجد من أجل إنهائها".

ولفت إلى أنه "بعد أن دمرتها الحرب مع إيران (1980-1988)، ودكتاتورية (الرئيس الراحل) صدام حسين (1979-2003)، والغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، ومن ثم تجربة (تنظم) داعش المروعة، تعرف الأمة العراقية المعنى الحقيقي للمعاناة والقدرة على الصمود".

ومتحدثا عن "القلق المستمر بشأن النفوذ الإيراني في السياسة العراقية"، قال وات إن "الحكومات المتعاقبة في بغداد قاومت الضغوط الرامية إلى مواجهة جارتها القوية وعدوها السابق، وسعت بدلا من ذلك إلى لعب دور المصالحة مع العالم العربي".

وأضاف أن "هذه كانت سياسة العراق لسنوات عديدة، ورغم تقاسم الفضل في صنع السلام مع الآخرين، فإن ثمار هذه السياسة أصبحت الآن واضحة للعيان، كما خطط العراق منذ فترة طويلة لتجديد البنية التحتية الوطنية التي يحتاجها بوضوح لتنشيط اقتصاده".

 

وفي حين أن الصين لعبت دور الوساطة الرئيس، فإن العراق ساهم في المحادثات التي قادت إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بموجب اتفاق في مارس/ آذار الماضي؛ ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في المنطقة.

 اقرأ أيضاً

طريق التنمية والممر الاقتصادي.. فصل جديد من تنافس الصين وأمريكا بالشرق الأوسط

طموح اقتصادي

و"اكتسب طموح العراق في احتلال مكانه اللائق في الشبكات الاقتصادية في المنطقة زخما جديدا من الحكومة الجديدة بقيادة محمد شياع السوداني، الذي تولى منصبه في الخريف الماضي"، كما زاد وات.

وأردف: "وإذا نجت من الاستئناف القانوني، فإن الحكم الأخير بشأن خضوع صادرات النفط من منطقة الحكم الذاتي الكردية (إقليم شمال كردستان) للسيطرة الوطنية (الحكومة الاتحادية في بغداد) من شأنه أن يعزز العراق كدولة موحدة".

واعتبر أن "الخطوة الأكثر طموحا، التي اتخذها السوداني، هي الترويج لـ "طريق التنمية"، وهو طريق تم التخطيط له منذ فترة طويلة وشريان للسكك الحديدية يضخ حياة جديدة في الاقتصاد، وسيمتد على طول البلاد، من ربيعة على الحدود الشمالية مع تركيا إلى ميناء الفاو التجاري الجديد على الخليج في الجنوب".

وأضاف أنه "مع تزايد الاعتراف بالنقل والخدمات اللوجستية كقطاع رئيسي في الاقتصاد العالمي، يريد السوداني أن يجعل من العراق مركز نقل للبضائع والأشخاص بين الخليج وتركيا وأوروبا".

اقرأ أيضاً

خبير: لهذا يتفوق طريق التنمية على الممر الاقتصادي في ربط أوروبا بالشرق الأوسط

الحزام والطريق

كما يوجد في العراق صدى لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، التي تهدف إلى إقامة اتصال لـ130 دولة في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا مع الصين عبر البنية التحتية البرية والبحرية الجديدة، بحسب وات.

وقال إن "طريق التطوير (داخل العراق وضمن المبادرة)، البالغ طوله 750 ميلا، يستحضر ذكريات خط السكة الحديد الأصلي بين برلين وبغداد، والذي بدأ تشييده في 1903 ولم يكتمل إلا في 1940".

وتابع أن "أساس هذا المشروع الإمبراطوري الألماني كان هو رغبة القيصر في الاتصال مباشرة بالعالم العثماني وما وراءه، وهي إيران، مع خط يمر عبر كل من تركيا وسوريا والعراق".

وأردف: "ويتم الآن عرض المفهوم المحدث للخطة الأصلية على المستثمرين، وأطلق السوداني (مشروع) طريق التنمية في بغداد مؤخرا بحضور الدول الإقليمية التي يمكن أن تستفيد أكثر من البنية التحتية الجديدة، وهي الكويت وقطر والإمارات والسعودية والأردن وإيران وتركيا".

ومضى قائلا إنه "من السابق لأوانه توقع تعهدات بالاستثمار المشترك في المشروع، الذي تبلغ تكلفته الرئيسية 17 مليار دولار، وقد أشارت قطر إلى دعمها المحتمل، وهي بالفعل مستثمر رئيسي في البنية التحتية بتركيا".

وزاد بقوله: "سيفكر المخططون وصانعو السياسات مليا في هذا الاقتراح، وسيدرس الاقتصاديون الحالة التجارية للطريق البري الذي يسعى إلى تجنب طريق الشحن عبر قناة السويس".

وأضاف: "وقد جاءت بعض الطمأنينة من البنك الدولي الذي تحدث عن دعمه للمشروع، كما أن مشاركته في التمويل (وبالتالي الإشراف)، ستجلب الراحة للمستثمرين".

و"في حين أن سوريا ربما تقدم طريقا أقل تكلفة إلى ميناء على البحر الأبيض المتوسط، فإن العراق يرى بحق أن تركيا شريك اقتصادي مهم يتمتع بنقاط قوة تكميلية وفرص للتعاون"، كما أردف وات.

وتابع: "لقد تدهورت العلاقات لسنوات بسبب التعدي التركي على الأراضي ذات السيادة العراقية في إطار حربها ضد الانفصاليين الأكراد، وهي مشكلة تعمل بغداد بصبر على حلها".

واستدرك: "ولكن إنشاء البنية الأساسية للاقتصاد والاتصالات لصالح الرخاء المشترك يشكل خطوة شجاعة وضرورية يتعين على البلدين اتخاذها".

اقرأ أيضاً

الإمارات تطلب المشاركة رسميا في طريق التنمية بين العراق وتركيا

المصدر | جيمس وات/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العراق طريق التنمية تركيا الخليج أوروبا البنیة التحتیة طریق التنمیة

إقرأ أيضاً:

العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا

نيويورك-سانا

بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره السعودي فيصل ابن فرحان الأوضاع في المنطقة، وخاصة آخر المستجدات في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان وفق ما نقلت وكالة واع: إن الجانبين بحثا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على هامش أعمال المؤتمر الدولي بشأن القضية الفلسطينية مجمل الأوضاع الإقليمية، واستعرضا آخر المستجدات في الساحة السورية.

وحسب البيان اتفق الجانبان على “ضرورة الاستمرار في متابعة تطورات الوضع في سوريا”، وأكدا “حرصهما المشترك على دعم جهود تحقيق الاستقرار السياسي والأمني فيها بما ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة برمّتها”.

وفي سياق متصل أكد الطرفان “أهمية دعم الشعب الفلسطيني ومساندته في نيل حقوقه المشروعة”.

كما أشاد الوزير حسين بالدور المحوري الذي تضطلع به السعودية في دعم القضية الفلسطينية، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وأهمية التوصل إلى تفاهمات تخفف من حدة التوتر فيها “.

 

العراق السعودية 2025-07-30bdrossmanسابق افتتاح مهرجان تسوق “صيف طرطوس الأول” بمشاركة أكثر من 84 فعالية متنوعةآخر الأخبار 2025-07-30العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا 2025-07-30محافظ حمص يتفقد الواقع الخدمي في مدينة الحصن 2025-07-30الأقوى عالمياً منذ 2011 … زلزال بقوة 8.7 درجات يضرب كامتشاتكا أقصى شرق روسيا 2025-07-29وزير التنمية الإدارية يبحث مع محافظ دمشق سبل التعاون في مجالات التحول المؤسسي 2025-07-29اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين يؤكد تمسكه بوحدة الصف بوجه دعاوى الانفصال عن الاتحاد 2025-07-29وزارة العدل تناقش واقع العدليات والعمل القضائي في سوريا- فيديو 2025-07-29أردوغان: إرهاب إسرائيل يقتل الشعب الفلسطيني بإجرام 2025-07-29تطوير برامج الدراسات العليا ضمن ورشة عمل في جامعة دمشق 2025-07-29بريطانيا: سنعترف بدولة فلسطين في أيلول المقبل 2025-07-29مباحثات سورية قطرية في الدوحة لتعزيز التعاون الرقابي

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيره المصري تعزيز السلام والأمن في المنطقة
  • طريق التنمية وميناء الفاو يعيدان رسم خرائط التجارة الإقليمية
  • الاحتلال يُجرف طريقًا في منطقة جبل قراطيس بالبيرة
  • العراق والسعودية يؤكدان على استقرار المنطقة
  • محافظ القليوبية: دفع عجلة العمل برصف طريق الخانكة السلام
  • العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا
  • العراق: مؤتمر «التسوية» خطوة نحو السلام
  • برلمانية: مصر قادرة على التأثير في وقف العدوان على غزة وتعزيز السلام الإقليمي
  • الإمارات: تعزيز السلام والأمن الدوليين حجر الأساس لاستقرار الشعوب وتحقيق التنمية
  • مشروع صيانة طريق أوباري – غات ينهي عزلة الجنوب ويعزز التنمية