أعلنت نقابات الخطوط الجوية اليمنية، الثلاثاء، عن مبادرة لإنهاء أزمة توقف نشاط شركة الخطوط الجوية من مطار صنعاء الدولي إلى الأردن، عقب أيام من التعليق.

وتضمنت المبادرة بحسب وثيقة اطلع عليها "المشهد اليمني"، فتح الرحلات من مطار صنعاء الدولي إلى عمان كبادرة لحل الأزمة، وتشكيل لجنة عاجلة في صنعاء وعدن بإشراك النقابات للاجتماع في عمّان لمعالجة كافة الإشكاليات.

وذكرت النقابات في الوثيقة إنها "وقفت في وجه المشاكل والمعوقات التي تعترض نشاط الشركة، مما أثر سلباً على أداء الناقل الوطني لمهامه الإنسانية".

واشارت إلى أن تلك المشاكل، أعاقت تنفيذ خطط الناقل الوطني المرجوة لتطوير أسطوله ومعداته وفتح خطوط التشغيل" ولفتت إلى أن المبادرة جاءت للحفاظ على الشركة ودورها الوطني وحرصا منها على منع تفاقم الأزمة ووقف التصعيد من الأطراف السياسية بما لا يخدم الشركة ويؤثر على ممارسة نشاطها وتقديم خدماتها الإنسانية للشعب اليمني". حسب تعبيرها.

اقرأ أيضاً مصادر: طيران اليمنية تتعرض لضغوط شديدة لإعادة تشغيل رحلاتها من وإلى مطار صنعاء رسميا.. حكومة المليشيا تكشف سبب احتجاز أموال الخطوط الجوية اليمنية ”عريس صيني في صنعاء”.. رجل أعمال جاء من الصين إلى العاصمة اليمنية لحفل زفاف أسطوري ”فيديو” الكشف عن السبب الحقيقي لاحتجاز الحوثيين طائرة اليمنية بمطار صنعاء والاتفاقية التي وقعوها مع إيران! أول فيديو لحظة وصول الاتحاد السعودي مطار أصفهان بعد إلغاء مباراة سابهان الإيراني وأبو تريكه يعلق انضمام طائرة جديدة للخطوط الجوية اليمنية صحيفة لبنانية: دولة عربية تحاول إفشال التقارب بين السعودية والحوثيين اليمنية تتراجع عن قرار إيقاف رحلاتها إلى الأردن وسلطات مطار صنعاء تعلن الموعد الجديد المليشيا تهدد بالتصعيد وتفتح النار على ما وصفتها بـ” هوشلية النظام البائد” إثر إيقاف الرحلات من مطار صنعاء مقاربة عاقلة لحل الأزمة اليمنية رسالة إلى العالم.. إنطلاق حفل السمفونيات التراثية اليمنية في باريس بينهم نساء .. ضبط 16 شخصًا كانوا في طريقهم من باكستان إلى السعودية قبيل إقلاع الطائرة

ودعت النقابة "كافة الأطراف إلى عدم إدخال الشركة في السجالات السياسية والتحلي بالعقل وتغليب المصلحة العامة"، وأكدت على "الاحتفاظ بحقها في الحفاظ على الشركة على الشركة ومقدراتها وفقا للقوانين والأعراف المحلية والدولي".

وكانت مصادر مطلعة كشفت في وقت سابق عن تعرض قيادة شركة الخطوط الجوية اليمنية، لضغوط شديدة، لإجبارها على استئناف رحلاتها من وإلى مطار صنعاء الدولي بعد أيام من التعليق، على خلفية استمرار مليشيات الحوثي بحجز أموالها.

وذكرت المصادر أن ضغوطًا وصفتها بـ"الشديدة"، تُمارس على قيادة الشركة لإجبارها على رفع تعليق الرحلات، دون تحقيق مطلبها المشروع برفع الحظر عن أرصدتها المالية المجمدة من قبل مليشيات الحوثي في البنوك الواقعة تحت سيطرة المليشيات.

المصادر ذاتها، أشارت إلى أن الضغوط تُمارس من جهات لم تُسمها، على قيادة الشركة فقط، فيما لا تُمارس أي ضغوط مماثلة على مليشيات الحوثي لإجبارها على السماح للشركة بالوصول إلى أموالها والتصرف فيها.

وتوقعت المصادر، برضوخ الشركة للضغوط واستئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي إلى الأردن والعكس، في ظل محاولات لتفويت فرص المليشيات لتقويض مباحثات السلام الجارية.

وكانت الخطوط الجوية اليمنية، أعلنت السبت، تعليق رحلاتها الأسبوعية من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان خلال شهر أكتوبر الجاري، بدءا من أمس الاثنين، لأسباب متعلقة بتجميد الحوثيين أرصدتها البنكية في صنعاء والبالغة ثمانين مليون دولار وفق مسؤولين في الشركة. ليدخل المطار، الذي استأنفت فيه “اليمنية” رحلاتها منذ ابريل 2022، حيز الاغلاق مجددا.

وتحتجز مليشيات الحوثي 80 مليون دولار من أرصدة الشركة في البنوك الواقعة تحت سيطرتها منذ مارس الماضي، والسبت احتجزت المليشيات الحوثية إحدى طائرات اليمنية بمطار صنعاء ردا على قرار التعليق.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: الخطوط الجویة الیمنیة مطار صنعاء الدولی ملیشیات الحوثی من مطار صنعاء

إقرأ أيضاً:

  مطار صنعاء والمطارات اليمنية.. حين يصبح ألحق في الحياة رحلة مؤجلة

اليمن.. شعب في عزلة جوية

منذ عام 2015، تعرض قطاع الطيران المدني في اليمن لدمار واسع، حيث تدمرت معظم المطارات، والطائرات المدنية  وانخفضت حركة النقل الجوي بنسبة تصل إلى 85%. ووفقًا للتقديرات، تكبّد هذا القطاع خسائر فادحة تجاوزت 5.8 مليار دولار، فيما فقد آلاف العاملين مصدر رزقهم، وتوقفت سلاسل الإمداد الحيوية، خاصة الطبية منها. أما السفر، فقد أصبح عبئًا يفوق قدرة الغالبية، بعدما ارتفعت تكاليف تذاكر الطيران بنسبة تصل إلى 500%، ليتحول السفر من وسيلة إنقاذ إلى حلم مستحيل، حتى في أحلك الظروف.لكن ما يفوق كل هذه الأرقام ألمًا، هو الأثر الإنساني العميق.

في اليمن، حيث تثقل المعاناة بسبب الحرب كاهل الناس، لم يكن استهداف مطار صنعاء الدولي وحصاره مجرد قرار لوجستي، بل ضربة موجعة لقلب البلاد النابض. هذا المطار، الذي كان المتنفس الجوي لأكثر من 75% من سكان الجمهورية، خفت صوته بعد أن طالت أيدي الدمار معظم المطارات الأخرى، بما فيها مطارا تعز والحديدة. لقد أُغلق باب السماء في وجه شعب بأكمله،، تحوّل السفر من حق أساسي إلى أمنية صعبة، وأصبح المطار المغلق رمزًا لمعاناة لا تزال تبحث عن نافذة للفرج.

ورغم أن بعض المطارات لا تزال تعمل، كمطارات عدن وسيئون والمكلا، إلا أن قدرتها التشغيلية لا تفي بحجم الحركة المطلوبة، ويواجه المواطنون صعوبات كبيرة في الانتقال اليها لبعد المسافات  ومخاطر الطريق و لمحدودية الرحلات وندرة الحجوزات. هذا الوضع لا يقل مأساوية عن الإغلاق الكامل، حيث تتحول الحاجة إلى السفر إلى معاناة إضافية، خاصة للمرضى والطلاب والمغتربين.

تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن أكثر من 32 ألف مريض حُرموا من السفر للعلاج، ومثلهم آلاف الطلاب انقطعوا عن دراستهم في الخارج، وتشتتت عائلات تقطعت بها السبل. غير أن هذه الأرقام، رغم قسوتها، لا تروي القصة كاملة. فبحسب إحصائيات وزارة الصحة اليمنية، فإن أكثر من 480 ألف مريض لم تُتح لهم فرصة الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة خارج البلاد، ليظلوا أسرى الألم والمعاناة في انتظار نافذة لا تُفتح.

هذه ليست أرقامًا فحسب، بل وجوه، وأسماء، وأحلام أُطفئت على بوابات مطارات مغلقة، في بلد تتضاعف فيه الحاجة ويقل فيه الأمل.

وفي مشهد يفوق حدود المأساة، فقد الآلاف حياتهم؛ إما لعجزهم عن السفر لتلقي العلاج، أو أثناء محاولاتهم المضنية للوصول برًّا إلى مطارات بعيدة مئات الكيلومترات. وتشير تقارير وزارة الصحة اليمنية إلى وفاة ما بين 25 إلى 30 مريضًا يوميًا، فيما يظل آلاف آخرون أسرى الألم، ينتظرون مصيرًا غامضًا في ظل استمرار الحصار المفروض على  المطارات لاسيما  مطار صنعاء الدولي الشريان الرئيسي لمواطني الجمهورية اليمنية .

ولم يقف هذا الحصار عند الأحياء فحسب، بل طالت آثاره الموتى أيضًا؛ حُرم كثير من اليمنيين من حقهم الأخير في أن يُدفنوا في مسقط رؤوسهم" وكأن الوطن أُغلق في وجوههم حتى عند الوداع الأخير. أمام هذا المشهد الإنساني المفجع، ارتفعت أصوات 12 منظمة دولية لتُدين استمرار إغلاق مطار صنعاء وتصفه بجريمة لا تُغتفر، في محاولة يائسة لفتح نافذة أمل، لكن تلك الصرخات اصطدمت بجدار من الصمت والتجاهل، لتبقى المعاناة معلّقة بلا أفق.

 

استئناف مطار صنعاء الدولي بارقة امل لم تكتمل

بعد سنوات طويلة من الإغلاق الكامل، حمل منتصف عام 2022 بارقة أمل خافتة؛ إذ فُتح مطار صنعاء الدولي جزئيًا، لتُستأنف منه رحلة وحيدة لشركة وحيدة وإلى وجهة واحدة فقط. كانت تلك الخطوة ثمرة مفاوضات شاقة، لكنها بدت كقطرة في بحر الاحتياج، وعاجزة عن مواكبة آمال ملايين اليمنيين الذين أنهكتهم الحاجة إلى السفر للعلاج، أو لمّ شمل عائلاتهم، أو حتى وداع أحبتهم الراحلين. لقد كان فتحًا رمزيًا بالكاد لامس جدار الأمل، دون أن يفتح نوافذه على مصراعيها، فبقيت القلوب معلّقة بين رجاء لا يكتمل وواقع لا يرحم.

لكنّ المشهد لم يلبث أن عاد إلى نقطة البداية؛ فقد تم استهداف المطار والطائرات من جديد، وتوقفت الحركة فيه كليًا، لتُغلق السماء مرة أخرى في وجه من لا يملكون سوى الأمل. وكأن سنوات الانتظار السابقة لم تكن كافية، عادت المعاناة لتطرق الأبواب ذاتها، وتجدد الألم ذاته. حُرم المرضى من حقهم في السفر لتلقي العلاج، وتعذّر على الطلاب والمغتربين العودة إلى أهلهم، وأصبح السفر – وهو أبسط حقوق الإنسان – حكاية من الخيال، تُروى ولا تُصدّق، لما فيها من قسوة لا تحتمل، ووجع لا يُنسى.

أن تُمنع من السفر للعلاج، أو من العودة إلى وطنك، هو أن تُسجن تحت سماء مفتوحة؛ ترى فيها الأمل بعينيك، دون أن تلمسه بيدك.

 

عندما يتحول الطيران إلى ورقة سياسية

إن أخطر ما يمكن أن يُصيب النقل الجوي هو تسييسه. حين يُمنع المواطن من السفر بسبب  صراعات او نزاعات سياسية أو تجاذبات إقليمية، يتحوّل الإنسان إلى رهينة. ويُجمع الخبراء على أن استخدام خدمات النقل كوسيلة ضغط أو أداة عقاب جماعي، يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ، لما يترتب عليه من آثار مدمرة على حياة الأفراد، خاصة المرضى والأطفال وكبار السن. إن حرمان الناس من حرية الحركة لا يوقف الرحلات فحسب، بل يوقف الحياة ذاتها في كثير من الحالات.

المطار ليس بوابة سفر.. بل شريان حياة

في عالم يزداد ترابطًا وتسارعًا، لم يعد السفر ترفًا، بل حاجة إنسانية أساسية. من لا يستطيع السفر، قد يُحرم من فرصة العلاج، من التعليم، من العمل، ومن احتضان أحبائه في لحظاتهم الأخيرة. المطار، في جوهره، ليس مبنى زجاجيًا في أطراف المدينة، بل هو نقطة وصل بين الأمل والواقع، بين الحياة والمصير.

 

هل آن أوان الاعتراف بحق الطيران كحق إنساني؟

العدالة ليست مجرد شعارات ولا تطير وحدها، لكنها تحتاج إلى مدرج للهبوط، وإلى رحلة تقلع من ضمير العالم نحو إنصاف الشعوب المنكوبة.

لقد آن الأوان لإعادة تعريف الطيران كمرفق عام إنساني، لا كامتياز سياسي أو أداة هيمنة، بل كحق أصيل يجب أن يُصان، تمامًا كحق الإنسان في الحياة، والتعليم، والكرامة.

فلنعمل معًا لضمان ألا تتحول المطارات إلى أدوات عقاب، بل تبقى بواباتٍ للأمل والإنصاف. فالمطار ليس مجرد مبنى؛ بل هو جسر إنساني يصل بين الألم والرجاء، وبين من ينتظر العلاج، ومن يودّع الحياة.

إن استمرار صمت العالم وتجاهل معاناة ملايين اليمنيين لا يمكن اعتباره مجرد غياب للاهتمام، بل هو تقصير مؤلم في أداء الواجب الإنساني. فحين تُغلق أبواب السفر في وجه المرضى والطلاب والمحتاجين، ويُحرم الناس من حقهم في التنقل والعلاج ولمّ الشمل، فإن الألم يتجاوز حدود الوطن ليصبح جرحًا في ضمير الإنسانية.

دعونا نوحد الجهود لرفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي وبقية المطارات اليمنية ، وأن يُصان الحق في الطيران كحق إنساني لا يقبل التأجيل.

*مدير عام النقل الجوي- اليمن 

 

مقالات مشابهة

  • بسبب العراق … لماذا أوقفت الخطوط الجوية السورية رحلاتها إلى الإمارات والسعودية؟.. توضيح رسمي
  • كيف تأثرت الملاحة الجوية في المنطقة بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • الخطوط الجوية الفرنسية تلغي الرحلات من وإلى تل أبيب حتى إشعار آخر
  • سوريا تعلق رحلاتها الجوية بسبب توقف حركة الملاحة في الأردن والعراق
  • الخطوط الجوية السورية توقف رحلاتها إلى الإمارات والسعودية مؤقتاً
  •   مطار صنعاء والمطارات اليمنية.. حين يصبح ألحق في الحياة رحلة مؤجلة
  • الهند..تعليق الرحلات الجوية
  • إثيوبيا تمدد تعليق رحلاتها الجوية مع السودان لـ 30 يونيو
  • «إيزي جيت» البريطانية تمدد تعليق رحلاتها الجوية إلى مطار “بن غوريون” حتى نهاية يوليو المقبل
  • الخطوط الجوية السورية تطلق أولى رحلاتها إلى مطار إسطنبول بعد انقطاع دام 12 عاماً