بوابة الوفد:
2025-06-04@02:11:57 GMT

ما تعلمنا إياه انتصارات أكتوبر

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

تبقى حرب أكتوبر سنة 1973 ملحمة بطولة وقصة فداء وحكاية مجد عظيمة، لا يمكن نسيانها أبدًا. فرغم مرور نصف قرن على الانتصارات العظيمة التى حققتها مصر قيادة وجيشًا وشعبًا على إسرائيل، فإن ما حدث يمثل دروسًا خالدة نستضىء بها إلى الأبد.

لقد حول المصريون خلال ست سنوات فقط الهزيمة إلى نصر، وبددوا اليأس بالأمل، وعالجوا القصور نقاط الضعف، وعبروا نحو ضفاف العزة والكبرياء، واسترداد الكرامة قبل تحرير الأرض المحتلة.

وفى الحقيقة فقد كان المصريون فى أسوأ مراحلهم النفسية عقب هزيمة يونية 1967، حيث انكسر حلم التقدم والبناء، بعد احتلال شبه جزيرة سيناء، وتعطلت حركة التنمية، وساد الإحباط، وشاع الشعور العام بالمهانة. وجاء النصر ليجدد روح التحدى ويبعث الآمال، ويسترد مكانة مصر التى تستحقها.

ولا شك أن أهم الدروس التى يُرسخها النصر العظيم فى نفوسنا جيلًا بعد آخر هو أن النجاح بشكل عام يحتاج إلى تخطيط مسبق، وإعداد جيد، ورجال أكفاء، وجدية فى العمل، وإصرار على تحقيق الغايات. لقد كان نصر أكتوبر نتاج عمل جماعى مُتكامل، أسهم كل فرد بدوره على أحسن ما يكون، وأخلص الجميع إخلاصًا حقيقيًا.

ثانى الدروس الملهمة يخص الاهتمام بالتفاصيل، فالحرب من الأمور المفصلية فى تاريخ الأمم والشعوب، وهو ما يعنى أن كل تفصيلة فيها مهمة ودراستها ضرورة لازمة، كما أنه يجب طرح كافة السيناريوهات تمهيدًا لوضع تصورات للتعامل مع كل منها.

ثالث الدروس تتمثل فى أهمية عنصر التدريب والتأهيل للعنصر البشرى الذى هو عماد كل نجاح. صحيح أن المعدات الحديثة المتطورة تلعب دورًا كبيرًا فى حسم كثير من المعارك، لكن ذلك الحسم نفسه لا يتحقق بدون عنصر بشرى مدرب ومؤهل ولديه الوعى الكامل بما لديه من إمكانات.

درس آخر مهم هو ألا ننصاع للحروب الدعائية، ولا ننسحق أمامها، وألا نخضع لتحذيرات وتخويفات الآخرين، وأن تكون ثقتنا بأنفسنا هى مرشدنا الأول، وأن ندرك أن جانبًا كبيرًا من تقدم العدو ينبنى على كم الأكاذيب والشائعات التى يروجها بيننا لتفتيت ثقتنا بأنفسنا وبقاداتنا.

كذلك، فإن حرب أكتوبر تُعلمنا أنه مهما كانت الصعاب شديدة، ومهما كانت التحديات عظيمة، والمخاطر عديدة، فإنه يمكن تحقيق الآمال، ذلك لأن المصريين ربما يعتريهم التردد حينًا، ويزورهم الإحباط أو الخوف حينًا آخر، لكنهم لا يفقدون إيمانهم بإمكانية تحقيق النصر القائم على العدل. واللافت أنهم يتحدون فى وقت الشدائد معًا فى جبهة واحدة قوية لمواجهة العدو، ومهما كانت خلافاتهم فإنهم يتركونها جانبًا متحدين على قلب رجل واحد ضد العدو الخارجى.

وثمة درس آخر بليغ نتفهمه بشأن توقيت بدء المعركة، وتوقيت إيقافها، لذا فإن العلوم الاستراتيجية تصر على عدم اتخاذ قرار ببدء حرب ما، دون أن يكون لدى متخذ القرار توقيت واضح لإنهائها، وبمعنى آخر اعتبار الحرب فى ذاتها وسيلة وليست غاية، وهذا ما كان جليًا فى معركة السلام الرائعة التى تلت الحرب.

والمهم أيضًا بشكل عام ألا نبخس حقوق مَن ضحوا وجاهدوا وكافحوا من أجل كرامة المصريين، وأن نُقدر تضحيات الجميع ونحمل لكل من يستحق الوفاء والامتنان حقه فى التقدير. ويبقى لزامًا علينا أن نُعظّم شهداءنا الأبرار. فسلامٌ عليهم وسلام على الرئيس الراحل أنور السادات وعلى كافة القادة، وسلامٌ على الأمة المصرية كلها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرب اكتوبر الانتصارات العظيمة نصر القصور

إقرأ أيضاً:

قطع من آثار اليمن تباع بمزاد بتل أبيب في أكتوبر القادم

كشف الباحث في الآثار اليمنية، عبدالله محسن، اليوم الثلاثاء، عن قطع من آثار اليمن القديم، ستباع في مزاد المركز الأثري الإسرائيلي في أكتوبر المقبل.

 

وقال محسن -في منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- إن مزادين المقرر عقدهما في الثامن والتاسع من أكتوبر القادم، ينظمه عالم مؤسس ورئيس المركز الأثري في تل أبيب، الواقعة في مقاطعة يافا وعسقلان روبرت دويتش، على منصة المزادات العالمية "بيدسبريت".

 

وأضاف "أغلب ما سيعرض في المزادات من مقتنيات شلومو موساييف (1925-2015) ، وهو رجل أعمال وتاجر مجوهرات ذائع الصيت وجامع آثار يهودي من بخارى ولد في القدس وانتقل للعيش في بريطانيا عام 1963م ، يتكلم العربية ، جمع في حياته أكثر من ستين ألف قطة أثرية منها المئات من روائع آثار اليمن".

 

وبحسب محسن فإنه في رده على رسالة موجهة من اليونيسكو بخصوص عدد من آثار اليمن المعروضة في أحد مزاداته قال دويتش إن ما يعرضه من آثار اليمن للبيع "رغم أنها يمنية إلا أنه تم اكتشافها في عمليات تنقيب خارج اليمن"، وهو ادعاء غير حقيقي ولا واقعي ولا توجد أدلة على صحته.

 

وطبقا للباحث اليمني فإنه لم يحصل بعد على قائمة تفصيلية بالآثار المعروضة، لكن من المؤكد وجود عدد لا بأس به من آثار اليمن النادرة.

 

وقال محسن "منذ أربعين عاما بلا توقف -مزادات مستمرة -لأكثر من مرة- في كل عام للمركز الأثري في تل أبيب، تباع فيها آثارا من اليمن والدول العربية".

 

وتعرضت المدن الأثرية والتاريخية في اليمن للنهب والتنقيب العشوائي طوال الفترات الماضية وزادت حدتها منذ بدء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات، حيث تعرضت الآثار اليمنية للتهريب والتدمير الممنهج والبيع في مزادات علنية في العواصم الغربية وعلى شبكة الإنترنت.


مقالات مشابهة

  • مصطفى شردي عن سميحة أيوب : كانت من العظماء التى قدرت سنها وأدوارها
  • قطع من آثار اليمن تباع بمزاد بتل أبيب في أكتوبر القادم
  • مكتب إعلام الأسرى: 70 شهيدًا في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر
  • مصرع شخص سقط من عقار فى مدينة 6 أكتوبر
  • العنف الجنسي ضد الأطفال
  • محافظ الوادي الجديد: 1400 طالب مستفيد يوميا من مبادرة المراجعات بالمساجد
  • 8 انتصارات وتعادلان في الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم
  • الأونروا: 50 ألف طفل استشهدوا أو أُصيبوا في غزة منذ أكتوبر 2023
  • 3 انتصارات في الجولة الثانية لآسيوية هوكي الجليد للسيدات
  • متحدث الشؤون الإسلامية: اعتماد أكثر من 1300 داعية يعملون بالمشاعر المقدسة