قال مدير التخطيط للتواصل الاستراتيجي بالجيش اللبناني العميد الركن الياس عاد إن الوحدات العسكرية بنطاق فوج الحدود البرية الأول تمكنت من إحباط محاولة تسلل 22 ألفا و820 نازحا سوريا منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي، موضحا أن شهر أغسطس الماضي شهد أكبر عدد من محاولات التسلل حيث تم إحباط محاولة تسلل 8 آلاف نازح في شهر واحد.


وأضاف العميد الركن الياس عاد في حوار مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان أن الحدود البرية بين لبنان وسوريا يصل طولها إلى 387 كيلومترا في الشمال والشرق، مشيرا إلى أن عمليات النزوح السوري الجديد التي تم تسجيلها على مدار الأشهر الماضية تتم بشكل أساسي في نطاق عمليات فوج الحدود البرية الأول والذي يغطي 110 كيلومترات فقط من الحدود بعمق 7 كيلومترات وتضم 56 بلدة لبنانية يقطنها حوالي 95 ألف لبناني و80 ألف سوري أغلبهم دخل للبلاد بعد أحداث 2011، موضحا أن عددا كبيرا جدا من السوريين في نطاق انتشار فوج الحدود البرية الأول لا يقيمون في مخيمات والتي لا يتجاوز عددها 15 مخيما في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن عمليات تهريب البشر بين سوريا ولبنان تتم في هذه المنطقة تحديدا نظرا للطبيعة الجغرافية السهلية في هذه المنطقة إذ يفصل البلدان مجرى مائي يسمى النهر الكبير، ويتمكن المهربون من تحديد مناطق تهريب غير شرعية على طول الحدود وذلك لعدم وجود أي فواصل بين البلدين كما أن هناك العديد من التحديات في صفوف الجيش اللبناني والتي تعيقه عن مراقبة الحدود بشكل كامل. 
وأوضح أن العميد الركن الياس عاد مدير التخطيط للتواصل الاستراتيجي بالجيش اللبناني أن فوج الحدود البرية الأول يضم قرابة 1200 عنصرا يتوزعون على 31 مركزا حدوديا وداخليا بالإضافة إلى 10 ابراج مراقبة مجهزة بكاميرات حديثة وأجهزة استشعار رؤية ليلية وذلك لمنع التهريب وضبط المتسللين خلسة، مشيرا إلى أن هذا العدد غير كاف على الإطلاق لضبط حدود يبلغ طولها 110 كيلومترات، مشددا على أن الحدود اللبنانية السورية ضمن نطاق مسئولية الفوج تحتاج إلى 10 أضعاف القوى المنتشرة حاليا كحد أدنى وذلك لضمان مراقبة وضبط الحدود.
ودعا إلى ضرورة تكاتف الجميع من أجل مواجهة ظاهرة النزوح السوري الجديد إلى لبنان، معتبرا أن أخطر ملامح هذا النزوح هو الفئة العمرية للنازحين حيث تتراوح أعمال من تم ضبطهم وإعادتهم مرة أخرى إلى سوريا ما بين 18 و26 عاما، وجميعهم من الذكور، مشيرا وجود مخاوف من أن يكون دخولهم إلى لبنان مقدمة لعمليات منظمة لهجرة غير شرعية عبر البحر.
واستعرض العميد عاد في حديثه عددا من التحديات التي تواجه الجيش اللبناني في ضبط الحدود وابرزها النقص في عدد القوات والوضع الاقتصادي المتردي في لبنان وتأثيره السلبي على الوضع على الحدود، بالإضافة إلى كثافة الثغرات على الحدود الموجودة ضمن القطاع وسهولة فتح ثغرات جديدة، مشيرا إلى أن المهربين يقومون بإعادة فتح بعض الثغرات التي يتم إغلاقها.
وأوضح أن طبيعة الأرض تشكل تحديا كبيرا للجيش، حيث أن هناك تضاريس يصعب مراقبتها عند بعض النقاط مما يسمح باستحداث ممرات جديدة بواسطة الجرارات الزراعية والجرافات.
واعتبر أن من أبرز التحديات أيضا هو تداخل الأراضي والعائلات على جانبي الحدود وصلات القرابة والنسب مما يدفع المواطنين إلى عبور الحدود بطريقة غير شرعية طلبا للعلاج أو التعليم والتموين وزيارة الأقرباء واحيانا استثمار الأراضي. وأوضح أن القوات تتعرض أحيانا إلى إطلاق نار مباشر خلال تنفي هم لمهمات مكافحة التهريب.
وشدد العميد الركن الياس عاد مدير التخطيط للتواصل الاستراتيجي بالجيش اللبناني على ضرورة وضع اجراءات قانونية رادعة لمحاسبة المهربين، معتبرا أن ضبط الحدود يتطلب أيضا تعاونا بين لبنان وسوريا عبر القنوات الشرعية ممثلة في الحكومة وأجهزتها.
جدير بالذكر أن مجلس الوزراء اللبناني عقد جلسة الشهر الماضي مخصصة لبحث سبل التعامل مع النزوح السوري الجديد للبنان واتخذ عدة قرارات من بينها مطالبة الجيش بالتشدد في ضبط الحدود والأجهزة الأمنية بضبط المقيمين بشكل غير شرعي من السوريين في البلاد. كما وجه وزارات الصناعة والعمل والاقتصاد بالتشدد في منع تشغيل المقيمين بشكل غير شرعي. وكلف المجلس أيضا وزارة الاعلام بإطلاق حملة للتوعية بمخاطر الوجود السوري غير الرسمي في لبنان وتأثيره على الأوضاع الاقتصادية الضاغطة.
وكانت السلطات اللبنانية قد قدرت أعداد اللاجئين السوريين على أراضيها منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 بأكثر من مليوني لاجئ، فيما أدت موجة النزوح السوري الجديد إلى زيادة هذا الرقم دون وجود حصر رسمي له.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجيش اللبناني سوريا النزوح السوری الجدید

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم: “إسرائيل” فشلت في كسر المقاومة وستُهزم سياسيًا كما هُزمت عسكريًا

يمانيون../
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، أن محاولات كسر شوكة المقاومة وعزلها عن المعادلة اللبنانية فشلت سابقًا ولن تنجح لاحقًا، مشددًا على أن أي محاولة لاستفراد المقاومة هي وهم خادع لا مكان له في الواقع.

وفي كلمة ألقاها مساء اليوم الإثنين بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي مصطفى بدر الدين، قال الشيخ قاسم: “من يظن أنه قادر على إسقاط المقاومة بالضغوط أو العزل، يكرر الفشل الذي مني به في الحرب”، مؤكداً أن الضغوط السياسية والإعلامية لن تنجح حيث فشلت الآلة العسكرية الإسرائيلية.

وأشار إلى أن المقاومة، بقيادتها وتضحياتها، نجحت خلال السنوات الماضية في ردع الاحتلال الإسرائيلي وإفشال مخططاته الرامية إلى قضم الأراضي اللبنانية وفرض اتفاقات إذلال، مضيفًا: “المقاومة هي التي حمت لبنان وفرضت معادلة الردع”.

وشدد قاسم على أن “إسرائيل” اليوم تواصل عدوانها وضغوطها، ولكن بثوب سياسي”، مؤكداً أن استمرار المقاومة بقوتها وثباتها سيدفع العدو إلى اليأس، وسيرسّخ معادلة العزة والكرامة في وجه المشروع الصهيوني.

وفي الشأن الفلسطيني، شدّد على أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو “لن يتمكن من مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، رغم كل الإجرام والعدوان”، مشيدًا بصمود غزة وبطولات فصائل المقاومة التي “فضحت الكيان الإسرائيلي وأظهرت وحشيته أمام العالم”.

كما أدان الشيخ قاسم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، والتي تستهدف السيادة السورية، ومؤكدًا ثقته بقدرة الشعب السوري على إفشال الأهداف الإسرائيلية كما أفشلها المقاومون في لبنان وفلسطين.

وفي سياق تكريمه للقائد الشهيد مصطفى بدر الدين، أشار إلى أن الشهيد كان من أوائل الذين واجهوا الاحتلال بعد اجتياح 1982، وقاد عمليات نوعية ضد العدو، مجسّدًا نموذج القائد المقاوم الميداني الصلب.

وفي ختام كلمته، دعا قاسم اللبنانيين إلى التمسك بالثوابت الوطنية ودعم خيار المقاومة في وجه العدوان الإسرائيلي المتواصل، مشدداً على أن حماية لبنان لا تكون إلا بالمقاومة ووحدتها الوطنية.

مقالات مشابهة

  • استشهاد مواطن لبناني بقصف العدو لسيارة جنوبي لبنان
  • الاتحاد الأوروبي يسجل تراجعًا في أعداد الذين يعبرون الحدود بصورة غير قانونية مطلع 2025
  • الرئيس اللبناني يرحّب بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا
  • احباط محاولة بيع 7 أطنان دقيق مدعم بالسوق السوداء
  • زيارة تاريخية لترامب.. وانشغال لبناني بحسابات الربح والخسارة في زواريب المدن والقرى
  • الشيخ نعيم قاسم: “إسرائيل” فشلت في كسر المقاومة وستُهزم سياسيًا كما هُزمت عسكريًا
  • بتكوين تسجل أعلى مستوى لها منذ ارتفاعها القياسي مطلع العام
  • إسرائيل تعلن استعادتها من "العمق السوري" رفات جندي قُتل في لبنان عام 1982  
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى الكويت في ثانية زياراته الخليجية
  • الرئيس اللبناني من الكويت: لا صدامات عسكرية والسلاح للدولة وحدها