هل كانت هواوي وراء فشل إسرائيل في كشف خطط حماس؟
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
"صدمة، وفشل استخباراتي خطير".. هكذا وصفت الصحف الإسرائيلية عملية طوفان الأقصى التي نفذها رجال كتائب القسام - الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" فجر السبت، 7 أكتوبر 2023، وقتلوا فيها نحو 600 إسرائيلي وأسر المئات.
اقرأ ايضاًفشل استخباراتي خطير.
وفي الوقت الذي ركزت فيه الصحف الإسرائيلية اهتمامها على تحليل خلفيات الهجوم المباغت والمفاجئ الذي نفذته حماس على مستوطنات "غلاف غزة" وفي النقب بالجنوب، تداول إسرائيليون تصريحات الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، إفرايم هاليفي، والتي كشف عدم تلقي "أي تحذير من أي نوع"، وكانت مفاجأة تامة أن الحرب اندلعت هذا الصباح (السبت)".
هواوي السبب!زعمت تقارير، جرى تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن استخدام قادة حماس أجهزة هواوي هو ما منع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والغربية من التنصت وبالتالي كشف ترتيبات العملية العسكرية المباغتة.
ونشر أيمن دين والمعروف باسم رمزي، كان عضوًا مؤسسًا في تنظيم القاعدة، عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، المعروفة سابقًا بتويتر تغريدة أثار فيها الكثير من علامات الاستفهام بهذا الشأن.
وقال فيه تغريدته: "إلى كل من يسأل؛ كيف فشلت إسرائيل بأجهزتها الأمنية والاستخباراتية في كشف خطط حماس لتنفيذ غزو جريء لإسرائيل؟! إجابة جزئية: هواوي!".
وتابع: "نعم، على مدى أكثر من 30 شهرًا الماضية، استخدم قادة حماس ومسلحوها هواتف هواوي والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة!".
وحينما طلب منه أحد المغردين التوسع بالشرح، قال أيمن: "بعد أن منعت غوغل وشركات التكنولوجيا الأمريكية الأخرى شركة هواوي من استخدام أنظمتها، قامت هواوي بتطوير أنظمتها الداخلية الخاصة التي ليس من السهل اختراقها! باستثناء الصين بالطبع، لكن ذلك لم يكن ذا فائدة للإسرائيليين".
وكانت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية قد أعلنت إن المقاتلين الفلسطينيين "تسللوا" إلى إسرائيل من غزة واستولوا على قواعد عسكرية، في حين انتشرت صور ومقاطع فيديو على الإنترنت تظهر مقاتلي حماس على متن مركبات داخل إسرائيل وآخرون يهبطون بالمظلات إلى الأراضي الإسرائيلية.
طوفان الأقصىعملية عسكرية غير مسبوقة نفذها رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على مستوطنات "غلاف غزة" وفي النقب بالجنوب فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجومًا جويًا وبريًا وبحريًا وتسللًا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.
وتمثلت عملية طوفان الأقصى تسلل رجال المقاومة لمستوطنات "غلاف غزة" عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج "الصقر" التابع لكتائب القسام.
وأعلن عن العملية محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واعتُبرت أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ طوفان الأقصى قطاع غزة هواوي الجيش الإسرائيلي غلاف غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".