نصر أكتوبر من نافذة جمال الغيطاني
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
"دمي لونه كاكي".. هكذا قال الروائي الكبير جمال الغيطاني في دلالة على ارتباطه العميق بالجيش وبالعسكرية المصرية، والذي كان من أكثر المهتمين بها منذ فجر التاريخ بمصر القديمة حتى العصر الحديث، لا سيما حرب أكتوبر المجيدة 1973م التي نحتفل هذه الأيام بالذكرى الخمسين لها، كواحدة من أعظم أيام العسكرية المصرية عبر التاريخ.
وقد قيض الله للغيطاني أن يخوض تجربة نادرة خلال الفترة ما بين عامي (69- 1974م) حين عمل مراسلًا عسكريًا لصحيفة "الأخبار"، مسجلًا بروحه - قبل قلمه - وقائع الحرب المجيدة من قلب جبهة القتال ضد العدو الصهيوني، وهو ما لفت نظر الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر لكتابات الغيطاني بـ "الأخبار" والمعنونة "الجندي المصري على خط النار".
ويمكن تلخيص قصة حرب أكتوبر المجيدة عبر نافذة الغيطاني من خلال كتابه المهم "على خط النار.. يوميات حرب أكتوبر"، الذي رصد فيه بروح وعين الصحفي والأديب - وقبلهما المواطن- بطولات رجال جيش مصر القادمين من مختلف ربوعها: الفلاح، العامل، الطبيب.. .إلخ، وكيف تحولوا من خانة "المواطن العادي" إلى خانة "المقاتل" المستعد لفداء وطنه بالدم والروح عن طيب خاطر.
ضم الكتاب ثلاثة فصول: الأول- رسائل فترة حرب الاستنزاف، وفيه رسائل الاستعداد للثأر وإزالة آثار العدوان. والفصل الثاني- المصرى على خط النار، وفيه رصد لأحوال الجنود والضباط وأيضًا لسكان محافظات القناة إبان الحرب. فيما تناول الفصل الثالث والأخير بعض رسائل الأعمال العسكرية على الجبهة مع العدو الصهيوني.
ومن المفاجآت اللافتة التي رصدها الغيطاني بهذا الكتاب تطرقه لـ "سر حربي" خاص باختفاء الغواصة الإسرائيلية "داكار" في ظروف غامضة إبان حرب الاستنزاف، كاشفًا عن واحدة من أجرأ العمليات العسكرية للبحرية المصرية - آنذاك- بتدمير الغواصة بالمياه الإقليمية المصرية في عملية رائعة لا تقل أهمية عن تدمير المدمرة "إيلات" درة البحرية الإسرائيلية.
والأمر الذي يسترعي الانتباه، هوعلاقة الغيطاني الوثيقة بأبناء الجيش بكافة أفرعه، خصوصًا علاقته بالشهيد إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة "39 قتال"، التي كانت لها مهمة خاصة جدًا، وهي العبور خلف خطوط العدو، ووصلت معايشة الغيطاني لأبطال هذه المجموعة إلى درجة قيامه مرة بالعبور معها خلف خطوط العدو، وقد ظلت علاقته ممتدة مع كل من تبقى حيًا من أبطال "المجموعة 39" حتى آخر لحظة في حياته. رحم الله جمال الغيطاني، وتهنئة حارة لكل أبناء مصر بذكرى نصر أكتوبر المجيد.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
تعليق العقوبات الأمريكية على سوريا.. نافذة أمل جديدة لانطلاق مرحلة التعافي الاقتصادي
في خطوة مفصلية تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية وأمنية، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تعليق حزمة من العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 180 يوماً، في قرار وصفته واشنطن بأنه “استراتيجي ومدروس”، ويستهدف تسريع هزيمة تنظيم “داعش” والمساهمة في استقرار البلاد.
وقالت تامي بروس، رئيسة الخدمة الصحفية بالخارجية الأميركية، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن هذا القرار “يعزز هدفنا الرئيسي في تحقيق هزيمة دائمة لداعش”، مؤكدة أن تعليق العقوبات يمنح السوريين فرصة لبناء مستقبل أفضل، مشيرة إلى تعاون واشنطن مع شركاء إقليميين ودوليين لجذب الاستثمارات نحو سوريا.
وترافق القرار الأميركي الذي أعلنه وزير الخارجية ماركو روبيو، مع إصدار وزارة الخزانة الأميركية ترخيصاً عاماً لتخفيف فوري للعقوبات، يشمل شخصيات بارزة في القيادة السورية الجديدة، من بينهم الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، إضافة إلى عدد من المؤسسات الرسمية، في خطوة توحي بتغير في الدينامية السياسية الأميركية تجاه دمشق.
كما أشاد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، بما وصفه بـ”الخطوات الجادة” التي اتخذتها دمشق في مواجهة الإرهابيين الأجانب، مشيراً إلى تنسيق أمني متقدم على الأرض، تَجسَّد مؤخراً بعملية أمنية نوعية في دمشق أسفرت عن توقيف عناصر من “داعش” ومصادرة أسلحة ومتفجرات.
وتأتي هذه التحركات وسط مناخ دولي يدفع نحو إعادة الاستقرار إلى سوريا، حيث دعت روسيا، عبر المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، القيادة السورية إلى “التحرك بفعالية” لمواجهة التهديد الإرهابي العابر للحدود، مؤكدة استمرار التنسيق مع دمشق وشركاء آخرين في المنطقة.
تحركات اقتصادية موازية في الداخل
على الصعيد الداخلي، أعلنت الحكومة السورية عن خطوات اقتصادية متسارعة لدعم عملية التعافي، أبرزها إعلان وزير المالية محمد يسر برنية إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية في الثاني من يونيو المقبل، بعد توقف دام قرابة ستة أشهر.
وأشار الوزير إلى أن السوق سيعاود العمل بثلاث جلسات أسبوعياً، بهدف تنشيط الاقتصاد وتحفيز التعاملات المالية، مؤكداً البدء بمراجعة شاملة للتشريعات وتطوير منظومة التداول والخدمات الرقمية، بما يتماشى مع المعايير العالمية.
من جهة أخرى، أعلنت الخطوط الجوية السورية عن مهلة 60 يوماً لاستكمال تسوية كافة مطالبات الحجوزات القديمة، وكشف مديرها سامح عرابي عن إعادة أكثر من 6 مليارات ليرة للمسافرين حتى الآن، فيما سيتم تسديد نحو 4.8 مليارات ليرة قريباً. كما أشار إلى خطة لزيادة عدد الطائرات إلى خمس خلال ثلاثة أشهر، وتوسيع شبكة الرحلات لتشمل دول الخليج وليبيا، مع مساعٍ لإعادة تسيير الرحلات إلى مصر.
يذكر أن هذه التحركات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخيرة ترسم مشهداً سورياً جديداً يختلف كثيراً عن سنوات الحصار، حيث يبدو أن نافذة الفرص بدأت تُفتح أمام دمشق، وسط اختبار حقيقي لقدرتها على التفاعل مع المناخ الدولي، وتوظيف الانفراجة الجزئية في العقوبات لتحقيق استقرار حقيقي وتنمية مستدامة.
تقرير رسمي: 2 مليون وحدة إنتاج تنشط في القطاع غير المهيكل