الأسبوع:
2025-06-20@04:31:30 GMT

نماذج مصرية مشرقة في سفارة الرياض

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

نماذج مصرية مشرقة في سفارة الرياض

تكتسب العلاقات المصرية السودانية أهمية خاصة دفعت الكثير من الكتّاب الصحفيين والدبلوماسيين لوصفها بالأزلية، وهو وصف بالغ الدقة استنادا على عناصر التاريخ والجغرافيا والعاطفة أيضا، وهي العناصر التي تحكم هذه العلاقة وتؤثر فيها.

فالجوار المشترك ليس هو القاسم المشترك الوحيد الذي يفرض على الشعبين هذا الترابط، فالسودان محاط بالعديد من الدول الإفريقية التي تشترك معه في حدود طويلة ومترامية الأطراف، ومع أن علاقة الخرطوم بتلك الدول هي علاقات استراتيجية إلا أنها لا ترقى بطبيعة الحال لما يربطها بالقاهرة، حيث يبرز الدين الجامع واللغة الواحدة والمصير المشترك وعلاقات المصاهرة والقربى والروابط الثقافية، إضافة إلى النهر العظيم الذي يمثّل للبلدين شريان الحياة.

ومصر وإن كانت على مر تاريخها العريق تمثّل لكل العرب الحضن الدافئ والبيت الكبير الذي يفتح أبوبه للجميع ويحتضنهم بألفة ومحبة فهي للسودانيين شأن آخر، حيث تستضيفهم وكأنهم في بلادهم، ويستقبلهم شعبها البشوش والابتسامات العفوية الصادقة تعلو وجوههم، وعبارات الترحيب تتقافز أمامهم في ريحية ومحبة "أهلا يا ابن النيل".

ولأن كلا البلدين يمثلان عمقا استراتيجيا لبعضهما البعض، فقد ظلت مصر على الدوام ورغم تغير الحكومات والرؤساء تولي السودان أهمية خاصة وتحرص على مصالحه، حتى خلال الأوقات التي كانت تشهد مدا وجزرا في العلاقات بين البلدين، وذلك إدراكا لحقيقة أن أي آثار سالبة تحدث في السودان ستكون لها انعكاسات سالبة على مصر وذلك لقوة الروابط التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.

ومع أن فترة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير اتسمت بتقلبات عدة في العلاقات بين دولتي وادي النيل، نتيجة لأفكار وسياسات تنظيم الإخوان الإرهابي، فإن ردة الفعل المصرية لم تتسم بالتشنج والانفعال، فالقاهرة تدرك أن هذه الفترة المظلمة من تاريخ الخرطوم إلى زوال، وإن تطاول ليلها، وأن ما يجمع بين الأشقاء أكبر من أن تؤثر فيه ممارسات هذه التنظيمات التي تهتم بمصالحها الحزبية الضيقة ولو على حساب المصالح العليا للأوطان والشعوب.

بعد انهيار نظام البشير دخل السودان في حالة من عدم الاستقرار نتيجة لعوامل عدة، لكن ظلت مصر تسير على ذات الطريق وتسعى لمساعدة السودانيين على تجاوز فترة "النقاهة السياسية" إن صح التعبير، حتى يتجاوزوا الآثار السالبة التي خلفها نظام الإخوان الذي لم يترك أثرا في السودان إلا وامتدت إليه أياديه بالتخريب والتدمير.

خلال الأزمة الحالية التي يعيشها السودان كانت القاهرة أول من فتح أبوابه أمام السودانيين الفارين من جحيم الحرب، لكن ولاعتبارات أمنية معينة قامت القاهرة بتقنين آلية دخول السودانيين إلى أراضيها وفق إجراءات محددة، وهذا حق سيادي لا يمكن لأحد أن يجادل فيه، لكن رغم ذلك فإن هناك مراعاة لظروف العديد من الحالات الإنسانية.

على الصعيد الشخصي قمت خلال الفترة الماضية بزيارة القنصلية المصرية بالرياض - من واقع إقامتي بالمملكة العربية السعودية - ورأيت بعيني مقدار الجهد الذي يبذله المسؤولون في السفارة للتوفيق بين مقتضيات الاعتبارات الأمنية ومراعاة الحالات الإنسانية، ومن باب الإنصاف والحقيقة فإنه رغم تكدس العشرات أمام بوابة السفارة إلا أن هناك جهد مبذول لمساعدة طالبي التأشيرات، كلما أمكن ذلك، حيث يبذل مسؤولو السفارة جهدا مقدرا، بدءا من معالي السفير أحمد فاروق، ونائبه السفير ضياء حماد، والقنصل العام طارق المليجي، والملحق الثقافي الدكتور أشرف العزازي.

هؤلاء لم تدفعهم مناصبهم المرموقة للإنزواء في مكاتبهم المكيفة، بل إن سعادة القنصل عبد الله حسني يقضي معظم وقته أمام مبنى القنصلية رغم قسوة صيف الرياض للرد على المراجعين بصدر رحب، لذلك فقد استحق طاقم العاملين في السفارة الشكر والتقدير لما عكسوه من صورة مشرقة للدبلوماسية المصرية العريقة.

حتما سيعود الاستقرار إلى أرض السودان وتدور عجلة الحياة فيه قريبا بإذن الله، وستبادر قيادتي البلدين لتفعيل بروتوكولات التعاون المشترك لأن مستقبل أبناء وادي النيل يكمن في استغلال ما حبا الله به بلديهما من خيرات وفيرة سيعود استثمارها بالخير العميم على الجميع.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السودان القنصل العام الوضع في السودان تأشيرات السودانيين مصر مصر والسودان

إقرأ أيضاً:

قادمين من المثلث.. 3 آلاف يصلون إلى معبر أرقين على الحدود السودانية – المصرية

أعلنت غرفة طوارئ وادي حلفا بالولاية الشمالية، شمالي السودان، أن نحو 3 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، وصلوا إلى معبر أرقين على الحدود السودانية – المصرية، قادمين من منطقة المثلث الحدودي عقب الأحداث الأخيرة.الجزيرة – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قطر.. سفارة أمريكا تعلن تقييد الوصول إلى قاعدة العديد مؤقتا
  • النائب العام يبحث مع رئيس مجلس حقوق الإنسان بجنيف التعاون والتنسيق المشترك
  • قادمين من المثلث.. 3 آلاف يصلون إلى معبر أرقين على الحدود السودانية – المصرية
  • مباحثات مصرية ايطالية لتعزيز التعاون المشترك فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
  • في ذكرى ميلاده.. حسن حسني "جوكر السينما المصرية" الذي صنع البهجة ورحل في صمت
  • سفير روسيا في الاحتلال لا يستبعد نقل سفارة بلاده خارج تل أبيب
  • المعجزة التي يحق لكل سوداني أن يفتخر بها
  • سفارة المملكة بطهران تدعو السعوديين للتواصل معها في الحالات الطارئة
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • إيران والسودان تحالف قديم يهدد الحاضر…