الأسبوع:
2025-06-26@08:54:01 GMT

نماذج مصرية مشرقة في سفارة الرياض

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

نماذج مصرية مشرقة في سفارة الرياض

تكتسب العلاقات المصرية السودانية أهمية خاصة دفعت الكثير من الكتّاب الصحفيين والدبلوماسيين لوصفها بالأزلية، وهو وصف بالغ الدقة استنادا على عناصر التاريخ والجغرافيا والعاطفة أيضا، وهي العناصر التي تحكم هذه العلاقة وتؤثر فيها.

فالجوار المشترك ليس هو القاسم المشترك الوحيد الذي يفرض على الشعبين هذا الترابط، فالسودان محاط بالعديد من الدول الإفريقية التي تشترك معه في حدود طويلة ومترامية الأطراف، ومع أن علاقة الخرطوم بتلك الدول هي علاقات استراتيجية إلا أنها لا ترقى بطبيعة الحال لما يربطها بالقاهرة، حيث يبرز الدين الجامع واللغة الواحدة والمصير المشترك وعلاقات المصاهرة والقربى والروابط الثقافية، إضافة إلى النهر العظيم الذي يمثّل للبلدين شريان الحياة.

ومصر وإن كانت على مر تاريخها العريق تمثّل لكل العرب الحضن الدافئ والبيت الكبير الذي يفتح أبوبه للجميع ويحتضنهم بألفة ومحبة فهي للسودانيين شأن آخر، حيث تستضيفهم وكأنهم في بلادهم، ويستقبلهم شعبها البشوش والابتسامات العفوية الصادقة تعلو وجوههم، وعبارات الترحيب تتقافز أمامهم في ريحية ومحبة "أهلا يا ابن النيل".

ولأن كلا البلدين يمثلان عمقا استراتيجيا لبعضهما البعض، فقد ظلت مصر على الدوام ورغم تغير الحكومات والرؤساء تولي السودان أهمية خاصة وتحرص على مصالحه، حتى خلال الأوقات التي كانت تشهد مدا وجزرا في العلاقات بين البلدين، وذلك إدراكا لحقيقة أن أي آثار سالبة تحدث في السودان ستكون لها انعكاسات سالبة على مصر وذلك لقوة الروابط التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.

ومع أن فترة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير اتسمت بتقلبات عدة في العلاقات بين دولتي وادي النيل، نتيجة لأفكار وسياسات تنظيم الإخوان الإرهابي، فإن ردة الفعل المصرية لم تتسم بالتشنج والانفعال، فالقاهرة تدرك أن هذه الفترة المظلمة من تاريخ الخرطوم إلى زوال، وإن تطاول ليلها، وأن ما يجمع بين الأشقاء أكبر من أن تؤثر فيه ممارسات هذه التنظيمات التي تهتم بمصالحها الحزبية الضيقة ولو على حساب المصالح العليا للأوطان والشعوب.

بعد انهيار نظام البشير دخل السودان في حالة من عدم الاستقرار نتيجة لعوامل عدة، لكن ظلت مصر تسير على ذات الطريق وتسعى لمساعدة السودانيين على تجاوز فترة "النقاهة السياسية" إن صح التعبير، حتى يتجاوزوا الآثار السالبة التي خلفها نظام الإخوان الذي لم يترك أثرا في السودان إلا وامتدت إليه أياديه بالتخريب والتدمير.

خلال الأزمة الحالية التي يعيشها السودان كانت القاهرة أول من فتح أبوابه أمام السودانيين الفارين من جحيم الحرب، لكن ولاعتبارات أمنية معينة قامت القاهرة بتقنين آلية دخول السودانيين إلى أراضيها وفق إجراءات محددة، وهذا حق سيادي لا يمكن لأحد أن يجادل فيه، لكن رغم ذلك فإن هناك مراعاة لظروف العديد من الحالات الإنسانية.

على الصعيد الشخصي قمت خلال الفترة الماضية بزيارة القنصلية المصرية بالرياض - من واقع إقامتي بالمملكة العربية السعودية - ورأيت بعيني مقدار الجهد الذي يبذله المسؤولون في السفارة للتوفيق بين مقتضيات الاعتبارات الأمنية ومراعاة الحالات الإنسانية، ومن باب الإنصاف والحقيقة فإنه رغم تكدس العشرات أمام بوابة السفارة إلا أن هناك جهد مبذول لمساعدة طالبي التأشيرات، كلما أمكن ذلك، حيث يبذل مسؤولو السفارة جهدا مقدرا، بدءا من معالي السفير أحمد فاروق، ونائبه السفير ضياء حماد، والقنصل العام طارق المليجي، والملحق الثقافي الدكتور أشرف العزازي.

هؤلاء لم تدفعهم مناصبهم المرموقة للإنزواء في مكاتبهم المكيفة، بل إن سعادة القنصل عبد الله حسني يقضي معظم وقته أمام مبنى القنصلية رغم قسوة صيف الرياض للرد على المراجعين بصدر رحب، لذلك فقد استحق طاقم العاملين في السفارة الشكر والتقدير لما عكسوه من صورة مشرقة للدبلوماسية المصرية العريقة.

حتما سيعود الاستقرار إلى أرض السودان وتدور عجلة الحياة فيه قريبا بإذن الله، وستبادر قيادتي البلدين لتفعيل بروتوكولات التعاون المشترك لأن مستقبل أبناء وادي النيل يكمن في استغلال ما حبا الله به بلديهما من خيرات وفيرة سيعود استثمارها بالخير العميم على الجميع.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السودان القنصل العام الوضع في السودان تأشيرات السودانيين مصر مصر والسودان

إقرأ أيضاً:

طب القاهرة تستقبل وفد من سفارة غينيا (تفاصيل)

استقبلت كلية الطب قصر العيني، اليوم الثلاثاء، وفدًا من سفارة جمهورية غينيا في مصر، وذلك برعاية  الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وتحت إشراف الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة.

وبحسب بيان يأتي ذلك في إطار دعم البرنامج الفرنسي الجديد، المقرر إطلاقه مع بداية العام الجامعي 2025/2026 تحت عنوان "Kasr Al Ainy French – KAF" بكلية طب قصر العيني، واستكمالًا لجهود الكلية في استقبال وفود السفارات الإفريقية الناطقة بالفرنسية للمشاركة في البرنامج.

وترأس فعاليات الاستقبال الدكتور حسام صلاح، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات قصر العيني، بحضور السادة وكلاء الكلية، وهم: الدكتورة حنان مبارك، وكيلة الكلية لشؤون التعليم والطلاب،  الدكتور عبد المجيد قاسم، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والأستاذ الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى جانب أعضاء هيئة التدريس وعدد من الطلاب. كما شاركت في اللقاء الدكتورة نادين علاء شريف، أستاذ أمراض النساء والتوليد ومديرة البرنامج الفرنسي بالكلية، والأستاذ الدكتور محمود الفقي، أستاذ جراحة الأطفال ومدير مكتب العلاقات الدولية بالكلية.

وضم وفد السفارة الغينية كلًا من: السيد مامادو بوي باه، المستشار السياسي، والسيد محمد فودي سيلا، المستشار الأول للشؤون الثقافية والاجتماعية، والسيد فودي كمارا، المستشار الأول للشؤون القنصلية، والدكتور عبد الله كمارا، مترجم الوفد، والسيد كانتي تلب، الموظف الإداري بالسفارة.

وفي كلمته خلال اللقاء، أكد  الدكتور حسام صلاح على عراقة كلية طب قصر العيني، والتي تمتد جذورها إلى نحو قرنين من الزمان، مشيرًا إلى أن الكلية تسعى لتكون مركزًا تدريبيًا طبيًا يخدم القارة الإفريقية. وأوضح أن الكلية تحتضن مراكز تدريب متخصصة في مجالات دقيقة كأمراض وجراحات المخ والأعصاب وأمراض الدم، وأن البرنامج الفرنسي يأتي في إطار نشر النموذج المصري للتعليم الطبي باللغة الفرنسية، بما يسهم في تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي مع الدول الإفريقية الشقيقة.

كما شدد سيادته على أهمية توسيع الشراكات الأكاديمية مع كبرى الجامعات الإفريقية، ومن أبرزها جامعة جمال عبد الناصر، التي تُعد من أقدم وأعرق الجامعات في غينيا.

وفي ردّه على تساؤلات أعضاء الوفد بشأن دور الكلية في مواجهة الأزمات الصحية والطوارئ، أشار العميد إلى أن قصر العيني يصدر مجلة علمية متخصصة، وينظم دبلومة معتمدة في طب الكوارث، تهدف إلى إعداد كوادر مؤهلة للتعامل مع التحديات الصحية والإنسانية في المنطقة.

من جانبه، عبّر الوفد الغيني عن اعتزازه بالعلاقات القوية التي تجمع بين مصر وغينيا، مؤكدًا أن مصر كانت دائمًا منارة للعلم والثقافة في إفريقيا. وأشاد المتحدث باسم الوفد بانفتاح مصر التعليمي، مشيرًا إلى أنه أحد خريجي جامعة جمال عبد الناصر، ومعتبرًا أن البرنامج الفرنسي في قصر العيني يمثل فرصة نوعية للطلاب الغينيين لتلقي تعليم طبي متطور باللغة الفرنسية داخل بيئة أكاديمية متميزة، مشددًا على دور مصر الرائد في نشر المعرفة في القارة.

واختتم اللقاء بعرض قدمته الدكتورة نادين علاء شريف، استعرضت خلاله ملامح البرنامج الفرنسي الجديد، وأهدافه وآليات الالتحاق به، فضلًا عن النقاش المفتوح الذي دار بين أعضاء الوفد ووكلاء الكلية حول فرص التعاون المشترك لتحقيق أهداف البرنامج وتفعيله على أرض الواقع.

مقالات مشابهة

  • نائب أمير منطقة الرياض يُشرّف حفل سفارة جمهورية جيبوتي لدى المملكة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلادها
  • أبو العينين يشيد بتكامل الحضارتين المصرية والصينية في تعزيز التعاون المشترك
  • مباحثات مصرية أمريكية بشأن السودان
  • طب القاهرة تستقبل وفد من سفارة غينيا (تفاصيل)
  • سفارة السودان بالرياض تعلن اكتمال الترتيبات لاقامة امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2024
  • سفارة الجزائر تحث الجالية في قطر على الهدوء والامتثال لتعليمات السلطات القطرية
  • سفارة واشنطن بقطر تدعو الأمريكيين للبقاء في أماكنهم «حتى إشعار آخر»
  • الرئيس عون استقبل بطلات الجمباز القاضي: صورة مشرقة للبنان في المحافل الدولية
  • اليابان تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة بدمشق
  • ما كمية الطاقة التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابة واحدة؟