الأسبوع:
2025-08-12@08:13:32 GMT

نماذج مصرية مشرقة في سفارة الرياض

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

نماذج مصرية مشرقة في سفارة الرياض

تكتسب العلاقات المصرية السودانية أهمية خاصة دفعت الكثير من الكتّاب الصحفيين والدبلوماسيين لوصفها بالأزلية، وهو وصف بالغ الدقة استنادا على عناصر التاريخ والجغرافيا والعاطفة أيضا، وهي العناصر التي تحكم هذه العلاقة وتؤثر فيها.

فالجوار المشترك ليس هو القاسم المشترك الوحيد الذي يفرض على الشعبين هذا الترابط، فالسودان محاط بالعديد من الدول الإفريقية التي تشترك معه في حدود طويلة ومترامية الأطراف، ومع أن علاقة الخرطوم بتلك الدول هي علاقات استراتيجية إلا أنها لا ترقى بطبيعة الحال لما يربطها بالقاهرة، حيث يبرز الدين الجامع واللغة الواحدة والمصير المشترك وعلاقات المصاهرة والقربى والروابط الثقافية، إضافة إلى النهر العظيم الذي يمثّل للبلدين شريان الحياة.

ومصر وإن كانت على مر تاريخها العريق تمثّل لكل العرب الحضن الدافئ والبيت الكبير الذي يفتح أبوبه للجميع ويحتضنهم بألفة ومحبة فهي للسودانيين شأن آخر، حيث تستضيفهم وكأنهم في بلادهم، ويستقبلهم شعبها البشوش والابتسامات العفوية الصادقة تعلو وجوههم، وعبارات الترحيب تتقافز أمامهم في ريحية ومحبة "أهلا يا ابن النيل".

ولأن كلا البلدين يمثلان عمقا استراتيجيا لبعضهما البعض، فقد ظلت مصر على الدوام ورغم تغير الحكومات والرؤساء تولي السودان أهمية خاصة وتحرص على مصالحه، حتى خلال الأوقات التي كانت تشهد مدا وجزرا في العلاقات بين البلدين، وذلك إدراكا لحقيقة أن أي آثار سالبة تحدث في السودان ستكون لها انعكاسات سالبة على مصر وذلك لقوة الروابط التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.

ومع أن فترة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير اتسمت بتقلبات عدة في العلاقات بين دولتي وادي النيل، نتيجة لأفكار وسياسات تنظيم الإخوان الإرهابي، فإن ردة الفعل المصرية لم تتسم بالتشنج والانفعال، فالقاهرة تدرك أن هذه الفترة المظلمة من تاريخ الخرطوم إلى زوال، وإن تطاول ليلها، وأن ما يجمع بين الأشقاء أكبر من أن تؤثر فيه ممارسات هذه التنظيمات التي تهتم بمصالحها الحزبية الضيقة ولو على حساب المصالح العليا للأوطان والشعوب.

بعد انهيار نظام البشير دخل السودان في حالة من عدم الاستقرار نتيجة لعوامل عدة، لكن ظلت مصر تسير على ذات الطريق وتسعى لمساعدة السودانيين على تجاوز فترة "النقاهة السياسية" إن صح التعبير، حتى يتجاوزوا الآثار السالبة التي خلفها نظام الإخوان الذي لم يترك أثرا في السودان إلا وامتدت إليه أياديه بالتخريب والتدمير.

خلال الأزمة الحالية التي يعيشها السودان كانت القاهرة أول من فتح أبوابه أمام السودانيين الفارين من جحيم الحرب، لكن ولاعتبارات أمنية معينة قامت القاهرة بتقنين آلية دخول السودانيين إلى أراضيها وفق إجراءات محددة، وهذا حق سيادي لا يمكن لأحد أن يجادل فيه، لكن رغم ذلك فإن هناك مراعاة لظروف العديد من الحالات الإنسانية.

على الصعيد الشخصي قمت خلال الفترة الماضية بزيارة القنصلية المصرية بالرياض - من واقع إقامتي بالمملكة العربية السعودية - ورأيت بعيني مقدار الجهد الذي يبذله المسؤولون في السفارة للتوفيق بين مقتضيات الاعتبارات الأمنية ومراعاة الحالات الإنسانية، ومن باب الإنصاف والحقيقة فإنه رغم تكدس العشرات أمام بوابة السفارة إلا أن هناك جهد مبذول لمساعدة طالبي التأشيرات، كلما أمكن ذلك، حيث يبذل مسؤولو السفارة جهدا مقدرا، بدءا من معالي السفير أحمد فاروق، ونائبه السفير ضياء حماد، والقنصل العام طارق المليجي، والملحق الثقافي الدكتور أشرف العزازي.

هؤلاء لم تدفعهم مناصبهم المرموقة للإنزواء في مكاتبهم المكيفة، بل إن سعادة القنصل عبد الله حسني يقضي معظم وقته أمام مبنى القنصلية رغم قسوة صيف الرياض للرد على المراجعين بصدر رحب، لذلك فقد استحق طاقم العاملين في السفارة الشكر والتقدير لما عكسوه من صورة مشرقة للدبلوماسية المصرية العريقة.

حتما سيعود الاستقرار إلى أرض السودان وتدور عجلة الحياة فيه قريبا بإذن الله، وستبادر قيادتي البلدين لتفعيل بروتوكولات التعاون المشترك لأن مستقبل أبناء وادي النيل يكمن في استغلال ما حبا الله به بلديهما من خيرات وفيرة سيعود استثمارها بالخير العميم على الجميع.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السودان القنصل العام الوضع في السودان تأشيرات السودانيين مصر مصر والسودان

إقرأ أيضاً:

أبرز اتجاهات الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2025

يدخل الذكاء الاصطناعي التوليدي مرحلةً أكثر نضجًا في عام 2025، حيث يتم تحسين النماذج لزيادة دقتها وكفاءتها، وتقوم الشركات بدمجها في سير العمل اليومي.
يتحول التركيز من ما يمكن أن تفعله هذه الأنظمة إلى كيفية تطبيقها بشكل موثوق وعلى نطاق واسع. ما يبرز هو صورة أوضح لما يتطلبه بناء ذكاء اصطناعي توليدي ليس قويًا فحسب، بل موثوقًا أيضًا.
جيل جديد من نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)
تتخلى نماذج اللغات الكبيرة عن سمعتها كعملاق متعطش للموارد. فقد انخفضت تكلفة توليد استجابة من نموذج بمقدار 1000 ضعف خلال العامين الماضيين، مما جعلها تضاهي تكلفة البحث البسيط على الويب. هذا التحول يجعل الذكاء الاصطناعي الفوري أكثر قابلية للتطبيق في مهام الأعمال الروتينية.
يُعدّ التوسع مع التحكم أيضًا من أولويات هذا العام. لا تزال النماذج الرائدة (Claude Sonnet 4، وGemini Flash 2.5، وGrok 4، وDeepSeek V3) كبيرة الحجم، ولكنها مصممة للاستجابة بشكل أسرع، والتفكير بوضوح أكبر، والعمل بكفاءة أكبر. لم يعد الحجم وحده هو العامل المميز. المهم هو قدرة النموذج على التعامل مع المدخلات المعقدة، ودعم التكامل، وتقديم مخرجات موثوقة، حتى مع ازدياد التعقيد.
شهد العام الماضي انتقادات كثيرة لهلوسة الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، في إحدى القضايا البارزة، واجه محامٍ من نيويورك عقوبات لاستشهاده بقضايا قانونية من اختراع ChatGPT. هذا أمرٌ تكافحه نماذج اللغات الكبيرة هذا العام. حيث تُستخدم معايير جديدة لتتبع هذه الإخفاقات وتحديد كميتها، مما يُمثل تحولًا نحو التعامل مع الهلوسة كمشكلة هندسية قابلة للقياس بدلاً من كونها عيبًا مقبولًا.
مواكبة الابتكار السريع
أحد الاتجاهات الرئيسية لعام 2025 هو سرعة التغيير. تتسارع إصدارات النماذج، وتتغير القدرات شهريًا، ويخضع ما يُعتبر أحدث التقنيات لإعادة تعريف مستمرة. بالنسبة لقادة المؤسسات، يُنشئ هذا فجوة معرفية قد تتحول بسرعة إلى منافسة.
البقاء في الطليعة يعني البقاء على اطلاع دائم. تُتيح فعاليات، مثل معرض الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، فرصة نادرة للاطلاع على مستقبل التكنولوجيا من خلال عروض توضيحية واقعية، ومحادثات مباشرة، ورؤى من القائمين على بناء هذه الأنظمة ونشرها على نطاق واسع.
تبني المؤسسات
في عام 2025، سيتجه التحول نحو الاستقلالية. تستخدم العديد من الشركات بالفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي في أنظمتها الأساسية، لكن التركيز الآن منصبّ على الذكاء الاصطناعي الوكيل. هذه نماذج مصممة لاتخاذ الإجراءات، وليس فقط توليد المحتوى.
وفقًا لاستطلاع رأي حديث، يتفق 78% من المديرين التنفيذيين على ضرورة بناء منظومات رقمية لوكلاء الذكاء الاصطناعي بقدر ما هي للبشر خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. يُشكّل هذا التوقع كيفية تصميم المنصات ونشرها. هنا، يُدمج الذكاء الاصطناعي كمشغل؛ فهو قادر على تشغيل سير العمل، والتفاعل مع البرامج، ومعالجة المهام بأقل قدر من التدخل البشري.
كسر حاجز البيانات
تُعدّ البيانات أحد أكبر العوائق أمام التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. اعتمد تدريب النماذج الكبيرة تقليديًا على استخراج كميات هائلة من النصوص الواقعية من الإنترنت. ولكن في عام 2025، سيجفّ هذا النبع. أصبح العثور على بيانات عالية الجودة ومتنوعة وقابلة للاستخدام أصعب أخلاقيًا، ومعالجتها أكثر تكلفة.
لهذا السبب، أصبحت البيانات الاصطناعية أصلًا استراتيجيًا. بدلاً من استخراج البيانات من الإنترنت، تُولّد البيانات الاصطناعية بواسطة نماذج لمحاكاة أنماط واقعية. حتى وقت قريب، لم يكن واضحًا ما إذا كانت البيانات الاصطناعية قادرة على دعم التدريب على نطاق واسع، لكن أبحاث مشروع SynthLLM، التابع لشركة مايكروسوفت، أكدت قدرتها على ذلك (إذا استُخدمت بشكل صحيح).
تُظهر نتائجهم إمكانية ضبط مجموعات البيانات الاصطناعية لتحقيق أداء يمكن التنبؤ به. والأهم من ذلك، اكتشفوا أيضًا أن النماذج الأكبر حجمًا تحتاج إلى بيانات أقل للتعلم بفعالية، مما يسمح للفرق بتحسين نهج التدريب الخاص بها بدلًا من إهدار الموارد على حل المشكلة.
جعله يعمل
يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي نموًا متزايدًا في عام 2025. أصبحت نماذج اللغات الكبيرة الأكثر ذكاءً، ووكلاء الذكاء الاصطناعي المنظمون، واستراتيجيات البيانات القابلة للتطوير، الآن عوامل أساسية للتبني العملي. وللقادة الذين يخوضون هذا التحول، يقدم معرض الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في أوروبا رؤية واضحة لكيفية تطبيق هذه التقنيات وما يتطلبه نجاحها.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة بفضل الذكاء الاصطناعي.. أصبح التنبؤ بالخرف ممكنًا دراسة جديدة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يعيد هيكلة سوق العمل الحر المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • «مبادرة الدبلوماسية الشعبية» تثمّن الجهود المصرية السودانية لإعادة الاستقرار في السودان
  • القبض على مقيمين لارتكابهما مخالفة التفحيط في الرياض
  • احتجاجات على الحدود السودانية المصرية
  • في الشيخ زايد..كلب يعقر ابن موظف بالسفارة المصرية بدولة أجنبية
  • 4 محاور مصرية في السودان تهددها خلافات “الرباعية”
  • السفارة السودانية بالدوحة: الحكومة تسيطر على معظم البلاد وترفض السلطة الموزاية
  • بشرى سارة من وزير التعليم بشأن نظام البكالوريا المصرية
  • نظام الدفع الأفريقي الموحد.. ما الذي يعنيه انضمام الجزائر لأكبر شبكة تسوية مالية في القارة؟
  • أبرز اتجاهات الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2025
  • دعوات لإنقاذه.. ما الذي يتهدد اتفاق السلام في جنوب السودان؟