البوابة:
2025-06-07@20:52:24 GMT

انطلاق فعاليات مهرجان أبوظبي للشعر

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

انطلاق فعاليات مهرجان أبوظبي للشعر

البوابة - تنطلق فعاليات وأمسيات "مهرجان أبوظبي للشعر" في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" في الفترة من 12 إلى 15 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، تحت رعاية ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.

انطلاق فعاليات "مهرجان أبوظبي للشعر" 

ينظِّم المهرجان لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، بالتعاون مع نادي تراث الإمارات وبمشاركة أكثر من 1000 شاعر وشاعرة ونخبة من المثقفين والأدباء والباحثين والإعلاميين المعنيين بالشعر من مختلف دول العالم.


وبهذه المناسبة، قال قائد عام شرطة أبوظبي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية فارس المزروعي: "إن مهرجان أبوظبي للشعر يندرج ضمن دور إمارة أبوظبي الكبير في دعم الحركة الثقافية والتراثية، وترسيخ مكانتها حاضنة للشعر والشعراء والمواهب وتطوير المحتوى الإبداعي، وركيزة لتنمية الحس الأدبي والارتقاء بالوعي الفكري في العالم العربي وإثراء مشهده الثقافي، وحفظ التراث الثقافي المعنوي وصونه، وتسليط الضوء على الشعر العربي (النبطي والفصيح)، لتوسيع قاعدة جمهور البرامج الشعرية، واستكشاف القضايا والموضوعات المتعلقة بالمشهد الشعري، وما يرتبط به من فنون ودراسات وتوصيات، علاوة على نشر التجارب المتميِّزة التي تستشرف مستقبل الشعر واستدامته".
ويهدف المهرجان أيضاً إلى دعم الفكر والثقافة، وتعزيز أهمية الشعر العربي والوعي بالموروث الأدبي الشعبي، وترسيخ مكانة الشعر النبطي والفصيح، وإيجاد فرصة للتفاعل المباشر بين الشعراء والجمهور والأدباء والباحثين والإعلاميين في منصة رائدة للشعراء العرب ومتذوّقي الشعر.
كما يعقد في أجواء حماسية تبرز مواهب الشعراء وأجمل إبداعاتهم، وتفتح الآفاق لتشجيع الأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم الشعرية، وتتيح لهم الاحتكاك مع الشعراء المتميِّزين من دولة الإمارات والدول العربية والأجنبية، والتعرُّف على الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المختلفة، في إطار استراتيجية أبوظبي الثقافية الداعمة للشعر والشعراء والأدباء والثقافة، والتي تصبُّ في تعزيز مسيرة التنمية الثقافية المُستدامة على مستوى الإمارة ودولة الإمارات.

برنامج المهرجان
ويتضمَّن المهرجان جلسات للدراسات النقدية والأكاديمية وأنماط المشهد الشعري، ويسلِّط الضوء على أبرز الشعراء ومنجزاتهم والبيئة الإماراتية في الشعر، ودور البرامج الموازية التي ارتقت بمسيرة الشعر العربي عبر بوابة أبوظبي، ليسهم في تبادل الخبرات والمعارف بين الخبراء والمختصين في مجال الشعر بشقَّيْه الفصيح والنبطي، والتعريف بدور أبوظبي في رفد مسيرة الشعر العربي والكشف عن جماليات الشعر.

ويضمُّ مهرجان أبوظبي للشعر عدداً من الأجنحة والمنصات، منها منصة أشعار الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، ومنصة "درب الشعر" التي تشكِّل أيقونة المهرجان، وتستعرض مراحل تطوُّر الشعر العربي عبر العصور، وتاريخ هذا الفن اللغوي الذي تغنَّت به الأجيال ووثقَّت به أحداثها، إلى جانب فعاليات مسرح تجارب الأداء لشاعر المليون، وندوات ثقافية متخصِّصة وأمسيات شعرية بمشاركة عدد من الدول العربية، إضافة إلى قرية خاصة للطفل، وعرض دواوين شعرية وإصدارات أدبية متخصصة، مع احتضانه ركناً خاصاً بتوقيع الشعراء والأدباء والمثقفين لكتبهم وإصداراتهم الجديدة.

وفي إطار رؤية إدارة برنامج شاعر المليون لتعزيز المسيرة الثقافية لإمارة أبوظبي، يستضيف المهرجان مرحلة مقابلات الشعراء المشاركين في الموسم الحادي عشر من برنامج "شاعر المليون"، الذي يتميَّز للمرة الأولى باستضافة جميع الشعراء المرشحين لمرحلة المقابلات في أبوظبي، بعد أن أنهت لجنة البرنامج فرز 1,027 قصيدة وتقييمها لشعراء من 23 دولة، وحدَّدت الأفضل منها وفقاً للمعايير المتَّبعة.

واختارت اللجنة 512 شاعراً وشاعرة من المرشحين لاستضافتهم في أبوظبي في مرحلة المقابلات المباشرة لاختيار المرشحين لمرحلة الـ100 شاعر، والتي تليها مرحلة الاختبارات التحريرية، ثم اختيار القائمة النهائية وفقاً لمعايير فنية ونقدية، وبهذا تحدِّد اللجنة الشعراء الذين سيشاركون في حلقات البث المباشر من مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، للمنافسة والفوز بلقب وجائزة البرنامج الأضخم للشعر النبطي.

المصدر: وام

اقرأ أيضاً:
دبي: انطلاق الموسم الثامن من صندوق القراءة 4 - 13 أكتوبر

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ أبوظبي مركز أبوظبي الوطني للمعارض شعر الشعر العربی فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

غربة المتنبي.. في أمة تداركها الله

مؤخرًا أفكر بالمتنبي كثيرًا من زاوية التحليل النفسي. كم هو مثير حقًا أن نتخيَّل المتنبي جالسًا على أريكة العلاج النفسي في عيادة الدكتور بول ويستون، كما في المسلسل الأمريكي In Treatment! دخول المتنبي إلى عيادة الطبيب النفسي لا يعني فقط إخضاعه لمقاربة تحليلية نفسية، بل هو استدعاء لتوتر عميق بين خطابين يبدوان متناقضين من حيث المبدأ: خطاب الشعر بوصفه تضخيمًا للذات، وخطاب العلاج النفسي بوصفه سعيًا لتفكيكها.

ما يجعل المتنبي شاعرًا استثنائيًا في تاريخ الثقافة العربية ليس إرثه الشعري وحده، بل وعيه المتفرد بالذات الشاعرة في علاقتها بالعالم، وهي علاقة تزخر بكل مستلزمات التناقض البشري. لقد كان المتنبي مشغولًا بمشروع وجودي يجعل من «أنا» الشاعر مركزًا للكون، فتغدو القصيدة على يديه مرآة مزخرفة للذات، لا تسعى إلى فهم العالم بقدر ما تطمح إلى إعادة تكوينه على صورتها. من هنا تصبح الجلسة العلاجية الافتراضية مواجهة حقيقية بين شاعر عربي قديم لا يرى في كلامه عَرَضًا بل جوهرًا، ومعالج نفسي يسعى إلى كشف ما يُخفيه هذا الكلام لا ما يُعلنه.

لم يكن المتنبي انطوائيًا بالمعنى الاجتماعي. لا نعثر في شعره وسيرته على نزعة للعزلة واضحةٍ كما نجدها عند أبي العلاء المعري، صاحب «معجز أحمد». بل على العكس تمامًا؛ إذ يعكس شعره سيرة شاعرٍ جرَّب دهره بتوق وعنف وصخب، فخالط أصنافًا شتى من بني البشر، واتصل بعلاقات اجتماعية وسياسية طورت حدسه بالناس وطبائعهم، واصطدم بالحياة العامة بأقصى ما يمكن لمرئ سيلقى حتفه في الخمسين.

ولكن على الرغم من شهرته؛ فقد عاش مالئ الدنيا، وشاغل الناس وحيدًا ومعزولًا داخل نفسه الغريبة. خبرته ببني عصره كانت تزيد من حدة رفضه لهم، ومن اعتداده الذاتيّ القاسي. فلا نكاد نقرأ شِعرًا لأبي الطيب دون أن يكون الاغتراب (Alienation) مناخًا عامًا لقصيدته، إلى درجة أنه هو نفسه يلاحظ هذا الميل في قصيدته فيشتكي من تشكِّيه:

«أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً

فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ؟!»

أما انعدام ثقته بالآخرين فتبدو من أهم صور الاغتراب عند المتنبي؛ فقد تهدَّمت الثقة بالجنس البشري بعد تجريبه مرارًا ومرارًا، إذ يكفي أن يكون الآخر من بني البشر حتى يكون جديرًا بعدم الثقة:

فَلَمّا صارَ وُدُّ الناسِ خِبًّا

جَزَيتُ عَلى اِبتِسامٍ بِاِبتِسامِ

وَصِرتُ أَشُكُّ فيمَن أَصطَفيهِ

لِعِلمي أَنَّهُ بَعضُ الأَنامِ

كما نتبين في شِعره حدة الصراع والانقسام بين عالمَيه: عالمه الداخلي، وعالمه الخارجي؛ فهو يرفض الانتماء إلى الناس في زمنه، يمقت عاداتهم ويسخِّف مطامحهم الصغيرة. يهجوهم ويهجو عصرهم؛ ليتمايز عنهم بكل نفور وجرأة كي يعود إلى داخله، إلى نفسه الكبيرة المعزولة:

«وَدَهرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ

وَإِن كانَت لَهُم جُثَثٌ ضِخامُ

وَما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم

وَلَكِن مَعدِنُ الذَهَبِ الرَغامُ»

هذا الرجل البعيد الهم - الذي لا تسلي فؤاده المدام - ذاهبٌ في اغترابه إلى عتبة الانفصال التي لا رجعة بعدها؛ إذ تتعمق عزلته إلى غور سحيق من الاعتداد بالذات، ورفض أناس عصره، فهو معهم، لكنه ليس منهم.

إنها النرجسية كأسلوب دفاع استباقي عن الذات الهشة. في الواقع؛ كانت تلك طريقته لصيانة هويته المنقَّحة، والخالصة من شوائب محيطه الاجتماعي الذي يتردى في واقع سياسي يشهد على ضعف الدولة العربية، وتشظيها إلى دويلات متصارعة خلال العصر العباسي الثاني.

في كتابه «مع المتنبي» يصف لنا طه حسين الزمنَ السياسي الذي زامنه المتنبي بما يضاعف من شعوره بالاغتراب؛ فقد كان ذلك الزمن -كما يقول طه حسين- زمن «خضوع سلطان الخلفاء المطلق لعبث الجند وقادة الجند، ولسلطان الخدم والنساء»، إنه زمن «عجز السلطان المركزي في بغداد عن أن يجمع أطراف الدولة ويحزم أمرها، كما كان يفعل حين كان الخلفاء خلفاء، وحين كانت الخلافة خلافة، وحين لم يكن أمير المؤمنين لعبةً في يد خادم أو أَمَة؛ ثم ما نشأ عن هذا كله من استقلال الأطراف، وطموح الولاة إلى الملك، وظهور القوميات الوطنية في الشرق والغرب، ونشوء عهد يشبه عهد الإقطاع في أوربا أثناء القرون الوسطى».

استيعاب هذا السياق السياسي يصبح في غاية الأهمية لفهم المؤشرات النفسية في شعر المتنبي. ولنا أن نتخيل ردة فعله وهو يرى صعود المتسلقين من أسخف الناس وأجهلهم إلى المراتب العليا، بينما لا ينال هو غايته في السلطة التي نحر من أجلها عيون قصائده قربانًا للأمراء، بل ضحّى من أجل هاجس السلطة اللحوح بكرامة الشعر والشاعر معًا، إلى حد التذلل الذي يتعارض مع تضخُّم «الأنا» عند شخص كالمتنبي؛ كما يشير إلى ذلك فوزي كريم في كتابه «القلب المفكر: القصيدة تغني، ولكنها تفكر أيضًا».

مع ذلك يمكن لأسطورة المتنبي أن تمنح العزاء لمن يعتقدون أنهم قد جاؤوا في زمان غير زمانهم، مع أنه لا أحد يأتي في غير زمانه. علينا أن نتذكره وهو ينشد:

«أنا في أمة تداركها اللـــه غريب كصالحٍ في ثمودِ».

سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • غربة المتنبي.. في أمة تداركها الله
  • مهرجان المسرح القومي يطلق اسم سميحة أيوب على مسابقته
  • انطلاق مهرجان أفلام الذكاء الاصطناعي السنوي في نيويورك
  • مهرجان كابريوليه... شغف السينما في كلّ مدينة وقرية لبنانية
  • تقديرا لمسيرته الفنية.. تكريم أحمد حلمي فى الدورة السادسة من مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي
  • الفنان التشكيلي علي فرزات: الفن مرآة للهُوية الثقافية ويكتمل بمواكبة الحداثية والتجارب الخصوصية
  • مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي يحتفي بالنجم أحمد حلمي في دورته السادسة
  • باسم سمرة عضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي
  • اختتام الجولة الرابعة من «مثايل»
  • في ذكرى رحيل أحمد رامي .. شاعر الحُب والحنين الذي نظم الوجدان شعراً