بقلم/ حمدي دوبلة
قال الله تعالى- وهو يصف أحوال اليهود وما سيواجهونه في حياتهم الحافلة على مرّ الزمان بكل أنواع الإجرام والفساد والظلم والطغيان والانحرافات والمكر والخداع – “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا” صدق الله العظيم، الآية (5) من سورة الإسراء التي تُسمى كذلك سورة بني إسرائيل.
-رأينا يوم أمس الأول- خلال عملية طوفان “ الأقصى” التي نفذها ثلة من الأبطال الميامين من مجاهدي المقاومة الفلسطينية الباسلة في عمق كيان العدو الغاصب- آية من آيات الرحمن تتحقق ويشاهدها البشر قاطبة على شاشات التلفزة وعبر مختلف وسائل الإعلام والاتصالات الحديثة.
-الطوفان الفلسطيني لم يكن مجرد عملية عسكرية عابرة لمقاومة ضد محتل، ولكنه كان طوفاناً حقيقياً وزلزالاً مهولاً وحدثاً جللاً لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا لينزل مثل صاعقة مدمرة على العدو النائم على ترسانة حربية ضخمة ويحيله مع عتاده وأوهامه إلى أشباح وعلوج مستسلمين خانعين يساقون كالشياة والدواجن إلى مسالخها.
-طوفان الأقصى لم تتوقف آثاره المزلزلة على العدو وما أظهره من ضعف وهشاشة وهوان هذا الكيان الكرتوني وإنما نزل أيضا صواعق على رؤوس خونة وجبناء العرب المطبّعين وكل مستسلم وخانع من أبناء أمة تناست مجدها التليد، وباتت تستجدي ود العدو وتقدم القرابين تزلّفا إليه ومن أجل كسب وده ووصاله، وكان طامة كذلك على أدمغة كل حكومات العالم المتآمرة و المتماهية مع المحتل و مخططاته ومشاريعه الخبيثة.
-السابع من أكتوبر من العام 2023م، سيسجل في التاريخ الإنساني يوما من أيام العرب المشهودة، فقد شكّل بكل تفاصيله ونتائجه المذهلة محطة فارقة في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي ونقطة تحول مهمة في مستوى تفكير المواطن العربي، حاكما ومحكوما وقائدا عسكريا وربما يعيد الحسابات في عقلية الصهيونية العالمية وداعميها.
-سيحاول المنبطحون في أنظمة الخزي و العمالة و المشدودين بغرابة إلى مستنقعات التطبيع وسيعملون جاهدين للتقليل من حجم انتصار ونتائج عملية طوفان الأقصى، وقد ظهر ذلك جليا منذ الساعات الأولى من خلال تغطية وسائل إعلامهم للمعركة، لكنهم سيظلون في قرارة أنفسهم على قناعة بأن شعبا يمتلك هذه الإرادة وكل هذا العزم والاستعداد للتضحية والفداء والإصرار على الحياة الحرة الكريمة وحماية أرضه ومقدساته، لم ولن يكون مطية لتمرير مخططاتهم ومؤامراتهم وأن كل ما يقومون به من خيانات لفلسطين والقدس والأقصى مصيرها الفشل والخسران.
-ها هو الشعب الفلسطيني يضطلع اليوم بحرب ضروس نيابة عن الأمة وجيوشها الجرارة، المحكومة برغبة وأهواء حكام تمرّغوا في وحل الخيانة والارتزاق، ولسان حاله يقول لكل الخونة، “لا نريد منكم غير كفِّ الأذى والتوقّف عن الاتجار بفلسطين ومقدسات الأمة وعرضها بثمن بخس في سوق النخاسة الدولية ومصالحها القذرة دون الاكتراث بحقوق ومصالح الفلسطينيين أو حتى إبداء قليل من الاحترام لمشاعرهم”.
– حتى وقت متأخر من مساء أمس الأحد -لحظة كتابة هذا المقال- كان مجاهدو فلسطين لا يزالون يجوسون ديار العدو ويسطّرون من عمق مستوطنات وبلدات العدو المحتل، أروع الملاحم البطولية ويبهرون العالم أكثر وأكثر بأداء قتالي مبهر وبتكتيكات عسكرية على مستوى عال من الكفاءة والاحترافية في معركة ربما تكون طويلة واستراتيجية، كما يرجح خبراء عسكريون، خصوصا مع إعلان العدو تصديق الإرهابي نتنياهو أمس على قرار الحرب رسميا على غزة، في خطوة رأى فيها المحللون هروبا من حكومة التطرف والإجرام إلى الأمام باتجاه الهاوية السحيقة ولن يكون بوسعه فعل شيء غير التمادي في قتل المزيد من المدنيين الأبرياء في القطاع المحاصر منذ ما يناهز العشرين عاما، بعد فشله الذريع في المواجهة في الميدان الملتهب وارتفاع عدّاد الخسائر في أوساط جيشه المنهزم ووصوله إلى أرقام غير مسبوقة، وباتت تتحدث وسائل إعلامه عن مصرع أكثر من ستمائة قتيل وإصابة ما يزيد عن ألفي شخص.. ولعل الساعات المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت غير السارة للكيان اللقيط.
نقلاً عن صحيفة الثورة
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
مناورات ميدانية لخريجي “طوفان الأقصى” في ذمار والحديدة تأكيداً للوفاء لقضية فلسطين
يمانيون |
في تجسيد حيّ لتصاعد الجهوزية الشعبية والعسكرية، شهدت محافظتا ذمار والحديدة، اليوم السبت، مناورات عسكرية ميدانية نفذها خريجو دورات “طوفان الأقصى” المفتوحة، عكست مستوى الاستعداد القتالي والروح التعبوية العالية لأبناء الشعب اليمني في مواصلة معركته الجامعة ضد المشروع الصهيوأمريكي، والتزامه الثابت بدعم القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال.
ففي مخلاف منقذة بمديرية مدينة ذمار، نفذت قوات التعبئة الشعبية، بالتعاون مع أمن المديرية، مناورة قتالية شاملة لخريجي المستويين الأول والثاني من دورات “طوفان الأقصى”، بحضور قيادات أمنية ومحلية وشخصيات اجتماعية، أبرزهم مدير أمن المحافظة العميد محمد المهدي، ومدير المديرية محمد السيقل، وعدد من المسؤولين.
وخلال الفعالية، أكد مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة أحمد الضوراني، أن ما تحققه القوات المسلحة اليمنية من نجاحات في ميادين المواجهة، سواء في الداخل أو في عمق الأراضي المحتلة، يأتي امتدادًا لالتزام يمني ديني وأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يواجه حرب إبادة وعدواناً شاملاً في قطاع غزة.
وأشار الضوراني إلى أن خريجي الدورات يجسدون استعدادًا كاملاً لتنفيذ خيارات القيادة الثورية والعسكرية في أي لحظة، مثمنًا ما أبدوه من كفاءة ميدانية في استخدام مختلف الأسلحة، وتفاعلهم مع متطلبات المرحلة.
كما ألقى عضو المجلس المحلي للمديرية حميد القاسمي، والخريج محمد المهدلي، كلمتين أكدتا أن أبناء مخلاف منقذة ماضون في درب الإعداد والتأهيل، وأن المعركة مع العدو ليست فقط على تخوم الجبهات، بل في عمق الوعي الشعبي المناهض لمؤامرات الاحتلال وأدواته في الداخل.
مناورات ميدانية لخريجي “طوفان الأقصى” في ذمار والحديدة تأكيداً للوفاء لقضية فلسطين Prev 1 of 4 Nextفي ذات السياق، شهدت مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة مناورة مماثلة نفذتها الدفعة السادسة من خريجي دورات طوفان الأقصى، تضمنت تطبيقات قتالية متقدمة، من بينها عمليات قنص وتمارين هجومية ودفاعية، ورمايات دقيقة بالأسلحة الخفيفة.
وقدّم المشاركون في المناورة القتالية نماذج عملية تعكس تنامي القدرات القتالية وتكاملها مع حالة الاستنفار الوطني، مؤكدين جاهزيتهم الكاملة للمشاركة في أي مواجهة ضد العدو الصهيوني أو أدواته في الداخل، مشددين على أن الشعب اليمني سيبقى في مقدمة الصفوف دفاعاً عن قضايا الأمة، وفي طليعتها فلسطين.
وتأتي هذه المناورات في إطار برنامج التعبئة العامة والإعداد العسكري الذي أطلقته القيادة الثورية لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني، حيث تشكل دورات “طوفان الأقصى” رافداً نوعياً للقوات المسلحة اليمنية، وامتدادًا شعبيًا للموقف الرسمي والشعبي الداعم لفلسطين.