المضمون الأوسع لهجوم حماس على إسرائيل.. كيف سيؤثر طوفان الأقصى على التطبيع مع السعودية؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تحدث مذيع CNN، فريد زكريا، مع الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان، حول السياق الأوسع لهجوم حماس على إسرائيل: كيف حدث، وماذا يعني بالنسبة لمنطقة متغيرة، وما سيأتي بعد ذلك؟
وعلق فريدمان على هذه القضايا بالقول إن "هذه الحرب ستتم دراستها من قبل أجهزة الاستخبارات في جميع أنحاء العالم. الكثير من الناس يقولون إن هذا هو الحادي عشر من سبتمبر في إسرائيل.
وتابع بالقول: "لقد كان هذا متوقعا تماما، لقد قامت إسرائيل ببناء جدار بقيمة مليار دولار لمنع ذلك. إذًا، حقيقة أن الجدار قد تم اختراقه بواسطة جرافة ومن قبل أفراد حماس في سيارات صغيرة يقودون سياراتهم الخاصة، أولًا، كيف حدث ذلك؟ وكيف حافظوا على عنصر المفاجأة؟ لقد كان هذا هجومًا معقدًا للغاية، وشمل استخدام مسيرات بحرية وبرية وجوية".
وأشار الكاتب إلى أن الهجوم "تم التخطيط له على مدى فترة طويلة من الزمن. ألم يستخدموا الهواتف المحمولة؟ هل تم إخفاؤها بطريقة ما ربما بمساعدة إيران؟ ليس لدي أي فكرة. لذلك نحن بحاجة إلى فهم كيف تمكنت هذه القوة الصغيرة جدًا والمسلحة بالقليل من التكنولوجيا من مفاجأة وغمر ما يعتبر واحدًا من أكثر الجيوش تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم".
وتطرق فريدمان إلى العواقب التي قد تتكشف جراء الهجوم، قائلًا: "أنا متأكد بأنه سيكون هناك نوع من مهمة التحقيق في هذه الحرب يومًا ما. وإذا كنت لأكتب لائحة الاتهام فإن أولها سيكون بحق وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين. تذكروا هذا الاسم. ياء آلف راء ياء فاء، لام ياء فاء ياء نون. إنه الرجل الذي قاد هذا الجهد المجنون والفاسد وغير النزيه للاستيلاء بشكل أساسي على سلطة المحكمة العليا تحت شعار "المراجعة القضائية"، وعندما فعل ذلك، بمساعدة نتنياهو، قام بتمزيق إسرائيل".
واستطرد بالقول: " لقد مزق المجتمع الإسرائيلي. لقد مزق الجيش الإسرائيلي. لقد مزق القوات الجوية الإسرائيلية، وتسبب في خروج 100 ألف إسرائيلي تقريبًا كل ليلة سبت للاحتجاج على ذلك لمدة 40 أسبوعًا. في الأسبوع الماضي، نقلت عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن "استعداداتنا قد تضررت بسبب هذا التفكيك الكامل لمجتمعنا". هذا هو المكان الذي بدأ فيه الأمر، وإذا تمكنت من كتابة لائحة الاتهام، فسيكون الشخص الأول، لكن نتنياهو مكَّنه".
أما فيما يتعلق بالأثر الذي قد يُحدثه الهجوم على عملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، فقال فريدمان إن "مصلحتهم (السعودية) على المدى الطويل تتمثل في التطبيع مع إسرائيل، وهذه المصالح سوف تسود على المدى الطويل. ولكن على المدى القصير، فإن هذه الحرب بين حماس وإسرائيل تجعل هذا الأمر مستحيلًا".
وأشار الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه "إذا لم تشجع إيران ذلك، فهي تدرك أنها مستفيد كبير من ذلك. آخر شيء كانت إيران تريده هو تحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لخلق قوة موازنة مقابل إيران. لذا، لم يعد هذا ممكنًا الآن"، على حد تعبيره.
نشر الاثنين، 09 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
توماس فريدمان: هكذا استطاعت إسرائيل تجنيد عملاء داخل النظام الإيراني
#سواليف
نشر الكاتب الأمريكي #توماس_فريدمان، مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز” قال فيه إن #الهجوم_الإسرائيلي على #إيران، الذي استهدف البنى التحتية النووية الإيرانية ينضاف لقائمة #الحروب_الحاسمة التي غيرت قواعد اللعبة وأعادت تشكيل منطقة #الشرق_الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح فريدمان أن الحروب التي يعنيها هي التي حدثت في 1956، 1967، 1973، 1982، 2023، والآن 2025.
وأكد الكاتب ـ الذي لا يخفي دعمه لإسرائيل، وانتقاده لنتنياهو حرصا عليها ـ على أنه من السابق لأوانه معرفة التداعيات المحتملة للهجوم الحالي على مسار الأحداث في الشرق الأوسط، لكنه رجح أن تمضي الأمور في اتجاهين متناقضين تماما، أحدهما اعتبره إيجابيا للغاية وهو “إسقاط النظام الإيراني واستبداله بنظام أكثر لياقة وعلمانية وتوافقية”، والآخر سلبي للغاية يتمثل في اشتعال المنطقة بأكملها ودخول الولايات المتحدة على خط الأزمة.
مقالات ذات صلةوبين هذين النقيضين، لا يستبعد فريدمان حلا وسطا تفاوضيا مؤقتا، مبنيا على كون الهجوم رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإيرانيين مفادها: “ما زلت مستعدا للتفاوض على إنهاء سلمي لبرنامجكم النووي، وقد ترغبون في ذلك على وجه السرعة.. أنا في انتظار مكالمتكم”.
ويرى فريدمان أن ما يجعل #الصراع بين #إيران و #إسرائيل عميقا إلى هذا الحد هو سعي إسرائيل لمواصلة القتال هذه المرة حتى تتمكن من القضاء نهائيا على البرنامج النووي الإيراني.
وذكر الكاتب في هذا الصدد أن إسرائيل كانت تصوب سلاحها نحو البرنامج النووي الإيراني عدة مرات خلال الـ15 سنة الماضية، ولكن في كل مرة كانت تتراجع في اللحظة الأخيرة إما تحت الضغوط الأمريكية وبسبب عدم ثقتها بقدراتها العسكرية، ومن ثم فإن ما يحدث حاليا قد يعتبر نتيجة طبيعية لذلك المسعى الإسرائيلي.
النتائج المباشرة
وعن النتائج العملية المباشرة للهجوم الإسرائيلي، يرى فريدمان أنه إذا نجحت إسرائيل في إلحاق الضرر بالمشروع النووي الإيراني بما يكفي لإجبارها على وقف عمليات التخصيب ولو مؤقتا على الأقل، فإن ذلك من شأنه أن يمثل مكسبا عسكريا كبيرا لإسرائيل.
لكن الأمر المهم، وفقه، هو التأثير المحتمل للصراع على منطقة الشرق الأوسط، خاصة على ما يصفه بـ “النفوذ الإيراني الخبيث” في العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث قامت طهران برعاية وتسليح مليشيات محلية للسيطرة بشكل غير مباشر على تلك البلدان.
وذكر فريدمان أن “تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة بدأ بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- بقطع رأس ميليشيا حزب الله وشلها، وكان من نتائجه في لبنان وسوريا، تشكيل حكومات تعددية وانتعاش حالة الأمل رغم أن البلدين لا يزالان في حالة ضعف”.
معلومات استخباراتية
وعلق الكاتب أيضا على سلوك نتنياهو، وقال إنه على الصعيد الإقليمي يتصرف دون التزام بقيود أيديولوجية أو سياسية، أما في تعامله الداخلي مع الطرف الفلسطيني، فإن قراراته، خاصة منع إقامة دولة فلسطينية، تتأثر برغبته في البقاء في السلطة باعتماده على اليمين المتطرف، ولذلك، أغرق الجيش الإسرائيلي في رمال غزة المتحركة، ووصف الكاتب ذلك بأنه “كارثة أخلاقية واقتصادية وإستراتيجية”.
وفي تفاصيل الهجوم الإسرائيلي، تساءل الكاتب: “كيف كانت المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية عن إيران جيدة لدرجة أنها حددت مواقع عدد من كبار القادة والضباط العسكريين الإيرانيين وقتلتهم؟”.
ويرى الكاتب أن الإجابة عن هذا السؤال توجد في مسلسل “طهران” الذي تبثه “آبل تي في بلس” عن عميل إسرائيلي للموساد في طهران.
ويستخلص فريدمان من ذلك المسلسل مدى استعداد عديد من المسؤولين الإيرانيين للعمل لصالح إسرائيل، وذلك بسبب كرههم الشديد لحكومتهم، وهذا يسهّل على إسرائيل تجنيد عملاء في الحكومة والجيش الإيرانيين على أعلى المستويات.
أما إذا ما فشلت إسرائيل في هذه العملية العسكرية وخرج النظام الإيراني جريحا وتمكن لاحقا من استعادة قدرته على بناء سلاح نووي، فإن السيناريو المحتمل في نظر الكاتب هو حرب استنزاف طويلة الأمد بين أقوى جيشين في المنطقة، وبالتالي استمرار حالة الاضطراب وتفاقم أزمة النفط، وربما إقدام إيران على مهاجمة الأنظمة العربية الموالية لأمريكا والقوات الأمريكية في المنطقة.
سيناريو تدخل #أمريكا
وخلص الكاتب إلى أنه في هذه الحالة، فلن يبقى أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب سوى التدخل بشكل مباشر، ليس فقط لإنهاء تلك الحرب، ولكن من أجل القضاء على النظام الإيراني، وهذا سيناريو لا أحد يمكن أن يتكهن بتبعاته.
وعن مستقبل منطقة الشرق الأوسط، يوضح الكاتب أن أهم درسين يمكن استخلاصهما من التاريخ هما: أن أنظمة شبيهة بإيران تظل تبدو قوية إلى أن تفقد قوتها وتنهار بسرعة.
أما الدرس الثاني، وفقا لفريدمان، فهو أن نهاية الاستبداد في الشرق الأوسط لا تعني بالضرورة قيام الديمقراطية، بل إن البديل قد يكون حالة اضطراب طويل.
وأخيرا، فبقدر ما يجاهر الكاتب برغبته في سقوط النظام الإيراني، فإنه يحذر من تداعيات ذلك.