عاشق الفن الذي أرعب إسرائيل.. من هو محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
محمد الضيف.. تحول من عاشق للفن والتمثيل والمسرح إلى القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، والذي تلاحقه أجهزة المخابرات الإسرائيلية، حيث تحاول الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للاحتلال اصطياده بشتى الطرق منذ نحو 3 عقود، إنه القائد محمد الضيف، والذي يعد الهدف الأول لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
هو محمد دياب إبراهيم المصري، وكنيته «أبو خالد»، ولقبه «محمد الضيف»، نشأ في أسرة فقيرة للغاية، وولد في غزة عام 1965، ونجا من محاولات اغتيال إسرائيلية تسببت له في إصابات بالغة، وقُتل عدد من أفراد عائلته في إحدى محاولات تصفيته، ويعتبر «الضيف» من أسرة فلسطينية لاجئة هُجرت عام 1948 من قرية كوكبا الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة عقب النكبة الفلسطينية، وعاشت في مخيم خان يونس للاجئين، ولا تزال فيه حتى الآن.
عمل محمد الضيف مع والده في الغزل والتنجيد، كما أنشأ مزرعة للدواجن، وعمل سائقاً قبل أن يصبح مطلوباً لإسرائيل، واضطر في بعض الأحيان للتوقف عن الدراسة من أجل مساعدة أسرته، وحصل الضيف على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة عام 1988، وكانت له أنشطة فنية إبان دراسته الجامعية، وعُرف عنه حبه للتمثيل والمسرح، وشكّل فرقة فنية لهذا الغرض.
ومنذ بداية حياته كان الضيف ناشطاً بالجماعات الإسلامية في غزة، وكان أحد أعضاء الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس، وعضواً ناشط بجماعة الإخوان المسلمين، التي كانت في بداية انتشارها بالقطاع مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، ولُقب القائد العام لكتائب القسام بـ «الضيف» بسبب تواجده في الضفة الغربية لفترة من الزمن ساهم خلالها في بناء الجناح المسلح لحماس بالضفة، فيما ذكرت بعض الروايات أن التسمية تعود إلى عدم استقراره في مكان واحد، وتنقله كثيراً لاعتبارات أمنية.
وقضى محمد الضيف 16 شهراً في السجون الإسرائيلية دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ حماس، والذي أسسه القيادي بالحركة صلاح شحادة، ثم أفرج عنه لاحقاً، ولم تذكر أي من المصادر أنه تعرض للاعتقال مرة أخرى، إلا أن إسرائيل حاولت اغتياله مرات عدة، لكنها فشلت في كل مرة، وأرجعت فشلها إلى أنه لديه حرص شديد على الابتعاد ومحاط بالكثير من الغموض.
ويأتي عام 2002 بأصعب محاولات الاغتيال التي تعرض لها محمد الضيف، والتي نجا منها بأعجوبة، لكنه فقد إحدى عينيه، فيما تقول إسرائيل إنه خسر إحدى قدميه أيضاً وإحدى يديه، وأن لديه صعوبة في الكلام، بسبب تعرضه لأكثر من محاولة اغتيال، لكن لم يؤكد ذلك أي مصدر فلسطيني.
وتكررت محاولات الجيش الإسرائيلي لاغتيال الضيف والتخص منه، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وعام 2014 وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، واستمرت أكثر من 50 يوماً أخفق الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف أيضاً، إلا أنه قتل زوجته واثنين من أطفاله، بالإضافة إلى 15 آخرين، ودمر المنطقة المستهدفة بالكامل.
وخلال حرب مايو 2021، والتي استمرت 11 يوماً فشل الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف مرتين، بعد أن حاول الوصول إليه سواء بقصف مناطق عسكرية ومدنية ومواقع تحت الأرض لحماس.
يُعرف عن «الضيف» أنه لا يستخدم وسائل التكنولوجيا، ولا يظهر في الأماكن العامة، وتحركاته محسوبة بدقة شديدة، ويظهر فقط في الأوقات الحرجة وتحديداً خلال الحروب التي تخوضها حماس ضد إسرائيل، ولا تتوفر الكثير من المعلومات عن «الضيف»، كما أن الصور المتوفرة له تعود لسنوات بعيدة، بما فيها صورة هويته الشخصية وصورة قديمة له خلال اعتقاله في السجون الإسرائيلية في عام 1989، خلال الضربة الأولى التي وجهتها إسرائيل لحركة حماس والتي اعتقل فيها مؤسس الحركة أحمد ياسين.
والجدير بالذكر أن «الضيف» يكتفي دائماً بالتسجيلات الصوتية، ولا يظهر إعلامياً إلّا بصورة معتمة، للدرجة التي بات يعرف فيها باسم «الشبح»، وسبق أن ظهر صوتياً في 2014، و2021، والسبت الماضي عندما أعلن بدء عملية «طوفان الأقصى».
اقرأ أيضاً«جمعة طوفان الأقصى» حماس تعلن النفير العام الجمعة المقبلة
خناقات وصراخ في اجتماع حكومة الاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى
طوفان الأقصى.. كندة علوش: لنا الهتاف والحماس والدعاء والصلاة من وراء الشاشات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الضيف القسام حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة حماس حماس طوفان طوفان الأقصى طوفان الاقصى عز الدين القسام غزة قطاع غزة كتائب القسام محمد الضيف محمد الضیف
إقرأ أيضاً:
عماد الدين حسين: أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي
أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ ، أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية راسخ وثابت، مشددًا على أن القاهرة ترفض تمامًا أي محاولات للتهجير أو تصفية الحقوق الفلسطينية، وأنها تتحرك بدافع قومي وأمني لا يقبل التهاون.
وفي مداخلة له عبر برنامج "منتصف النهار" المذاع على شاشة "القاهرة الإخبارية"، وتقدمه الإعلامية هاجر جلال، نوّه حسين إلى أن الرسائل التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك تصريحات وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وتؤكد مجددًا أن مصر لن تسمح بتصفية القضية أو العبث بها.
وأوضح حسين أن "المصلحة القومية لمصر تقتضي بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه"، مؤكدًا أن زعزعة الاستقرار في غزة أو الضفة الغربية يمثل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي المصري، بعيدًا حتى عن البعد القومي أو العروبي.
وأضاف: "لا يمكن لأي طرف عاقل أن يتصور أن مصر قد تفرّط في حقوق الشعب الفلسطيني، أو تتغاضى عن مخطط تهجير بات واضح المعالم، مصر وقفت سدًا منيعًا أمام هذا المخطط منذ لحظاته الأولى".
وعن مدى تأثير الرسائل المصرية والعربية على صانع القرار الأمريكي، قال حسين: "الرئيس السيسي كان واضحًا ومباشرًا في حديثه إلى الرئيس الأمريكي، ودعاه إلى وقف الحرب، لأنه يدرك أن الطرف الوحيد القادر على كبح جماح إسرائيل هو الولايات المتحدة".
وتابع: “لكن، للأسف، واشنطن ليست فقط منحازة، بل شريكة بشكل مباشر في هذه الحرب، أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي، بل سحبت من مخزونها الاستراتيجي لصالح تل أبيب، وأصبحت تتعامل معها كما لو كانت الولاية رقم 52”.