أكدت وزارة الصحة العامة، اليوم، على أن دولة قطر أحرزت خلال العقد الماضي تقدما كبيرا نحو تطوير نظام رعاية صحية على مستوى عالمي، ووضعت تحسين الصحة والعافية النفسية كأحد المجالات السبعة ذات الأولوية الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 مع تقديم خدمات متكاملة في هذا الجانب.
وتشارك وزارة الصحة العامة وشركاؤها في الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية والذي يوافق العاشر من أكتوبر كل عام، ويقام هذه السنة تحت شعار "الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان" وهو الشعار الذي وضعه الاتحاد العالمي للصحة النفسية.


ونظمت وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب مؤسسات خاصة وأكاديمية وغير حكومية، العديد من الفعاليات لرفع الوعي حول الصحة والعافية النفسية في دولة قطر.
وأوضح الدكتور صالح علي المري مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية أن دولة قطر تبنت الأساس الذي يقوم عليه شعار هذا العام، حيث تنعكس الصحة النفسية كحق عالمي من حقوق الإنسان في تفاني دولة قطر في بناء مجتمع متعاطف ومرن يعطي الأولوية للصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة.
وأشار إلى أن وزارة الصحة واصلت تبديد الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتحسين الوصول إلى خدمات الصحة النفسية عالية الجودة، وتمكين السكان من طلب خدمات الصحة النفسية في بيئة آمنة عند الحاجة إليها، مع المحافظة على كرامتهم، وسيتم العمل مع شركاء الرعاية الصحية لرفع مستوى الوعي والمعرفة بالصحة والعافية النفسية بين أفراد المجتمع وتشجيع الحوار الإيجابي حول الصحة النفسية في البلاد.
ومن جهته قال السيد إيان تولي قائد أولوية الصحة والعافية النفسية في الاستراتيجية الوطنية للصحة إنه منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى للصحة النفسية (2013) والاستراتيجية الوطنية للصحة (2018) أحرزت دولة قطر تقدما هائلا في تحسين الوصول إلى الخدمات، والحد من الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي وتطوير خدمات متكاملة عبر المنظومة.
وأوضح أن دولة قطر واحدة من الدول الرائدة في العالم العربي التي لديها خطة منسقة لكيفية تعزيز تقديم رعاية الصحة النفسية لتلبية الاحتياجات المتزايدة والمتنوعة للسكان.
من جانبها قالت الدكتورة سامية أحمد العبدالله المدير التنفيذي لإدارة التشغيل في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ونائب قائد أولوية الصحة والعافية النفسية في الإستراتيجية الوطنية للصحة، إن تقديم خدمات عالية الجودة ومتكاملة يمكن الوصول إليها في مراكز الرعاية الصحية الأولية ساعد في تقريب الخدمات من منازل السكان.
وأضافت أن الخدمات في الرعاية الأولية توسعت بشكل كبير بدءا بالكشف المبكر إلى توفير العلاجات النفسية لأولئك الذين يسعون للحصول على دعم إضافي، حيث استثمرت جهود كبيرة لرفع مهارات أطباء الأسرة والممرضات المتخصصين لتشخيص وعلاج حالات الصحة النفسية الخفيفة إلى المتوسطة.
كما أوضحت أن الرعاية الأولية لديها مسارات محددة للمرضى لتسهيل الإحالة السريعة إلى المتخصصين في مؤسسة حمد الطبية، حيث تسمح مسارات الرعاية المتكاملة لمستخدمي الخدمة بإمكانية إحالتهم مرة أخرى إلى الرعاية الأولية للحصول على الدعم المستمر بعد الانتهاء من علاج التدخل المتخصص وهذا يمثل جانبا مهما من إعادة تأهيلهم للحياة في المنزل وفي المجتمع.
ولفتت وزارة الصحة العامة إلى أنه نظرا لأن الخوف من الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي يمثل عاملا رئيسيا في منع العديد من الأشخاص من طلب المساعدة في حالات الضائقة النفسية، فقد كان إطلاق خط المساعدة الوطني للصحة النفسية في إبريل 2020 أحد أكثر التطورات تأثيرا في السنوات الأخيرة.
وقد تم تطوير خط المساعدة، الحائز على جوائز، ويمكن الوصول إليه من خلال مركز الاتصال الموحد لقطاع الصحة العامة في دولة قطر 16000، حيث كان يختص مبدئيا بتقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من الإجهاد أو الاضطرابات النفسية أثناء الوباء، بينما تم حاليا دمج الخط ضمن الخدمات المقدمة وأصبح سبيلا رئيسيا للأشخاص الذين يرغبون في الحصول على خدمات الصحة النفسية في قطر.
كما تم تعزيز الوصول إلى الخدمات في المجتمع من خلال توفير الخدمات الافتراضية مثل الطب النفسي عن بعد والخدمات الافتراضية للمرأة والوصول إلى خط المساعدة الوطني للصحة النفسية.
بالإضافة إلى زيادة عدد مرافق الرعاية الصحية التي تقدم خدمات الصحة النفسية والدعم للأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، توفر دولة قطر معلومات عامة حول العافية وحالات الصحة النفسية وكيفية الوصول إلى الخدمات في قطر من خلال الموقع الإلكتروني المخصص للصحة النفسية "صحتك النفسية".
وقال الدكتور ماجد العبد الله رئيس قسم الطب النفسي والمدير الطبي لخدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية إن دولة قطر تدرك أنه لا يزال هناك الكثير للقيام به، ولكنها عازمة على الاعتماد على النجاح الذي تم تحقيقه خلال العقد الماضي وما تم تحقيقه من عمل والذي يعد أساسا ممتازا للبناء عليه للسنوات القادمة.
وأشار إلى أن التركيز على مدى السنوات العشر المقبلة سيكون على تعزيز وتطوير الخدمات بشكل أكبر، باستخدام التقنيات الحالية والجديدة لضمان وصول أسهل إلى الرعاية الشاملة المتكاملة وسيشمل ذلك الوصول إلى الخدمات افتراضيا، وكذلك استخدام المنصات الرقمية لدعم تحسين محو الأمية في مجال الصحة النفسية، والكشف المبكر عن حالات الصحة النفسية الشائعة، وتوفير الوصول إلى العلاجات عبر الإنترنت من خلال المهنيين الصحيين المدربين تدريبا عاليا، وتوجيه الأشخاص إلى الرعاية المناسبة عند الحاجة.
وأوضح أنه سيتم النظر في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة تحسين دقة التشخيص والوصول إلى العلاجات القائمة على الأدلة التي تدعم الرعاية التي ترتكز على المريض

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: وزارة الصحة العامة حقوق الإنسان الصحة النفسية خدمات الصحة النفسیة وزارة الصحة العامة الرعایة الصحیة الوطنیة للصحة للصحة النفسیة النفسیة فی دولة قطر من خلال

إقرأ أيضاً:

مدبولي: جودة الخدمات الصحية للمصريين في صدارة أجندة أولويات عمل الحكومة

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة، الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية؛ لمتابعة استعدادات المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل.

وفي مستهل اللقاء، أكد رئيس مجلس الوزراء أن منظومة التأمين الصحي الشامل تعكس رؤية الدولة المصرية في بناء نظام صحي قوي وشامل، وتعتمد هذه المنظومة على ركيزة أساسية تتمثل في توفير خدمات صحية متكاملة بمستوى عال لكل مواطن في مختلف أنحاء الجمهورية، بما يحقق أهداف الدولة في تطوير قطاع صحي عصري يضع صحة المواطن وكرامته في مقدمة الأولويات.

وشدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على أن صحة المواطن تحظى بأولوية قصوى لدى الحكومة، مؤكدًا الاهتمام بضرورة التعامل مع المواطنين بكل احترام وتيسير، ولا سيما الفئات الأولى بالرعاية، مع ضرورة الالتزام بمعايير الجودة والكفاءة والشفافية؛ لضمان تقديم الخدمات بمستوى عال يليق بالمواطن.

وخلال اللقاء، أوضح الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، أن الهيئة تمضي بخطى واثقة نحو تحسين نظام التأمين الصحي الشامل وتعزيز خدماته، مؤكدًا أن ذلك يسهم في تعزيز ثقة المواطن وترسيخ مكانة مصر كنموذج إقليمي ودولي رائد في تطبيق سياسات التغطية الصحية الشاملة لتحقيق مستقبل أفضل في مجال الصحة. 

وفي هذا الإطار، أشار الدكتور السبكي إلى الإنجازات التي حققتها منظومة التغطية الصحية الشاملة في محافظات المرحلة الأولى، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة، الذي يأتي هذا العام تحت شعار "آن الأوان لوضع حد لكلفة العلاج التي تثقل كاهلنا"، موضحًا أن هذا الشعار يجسد الحاجة الملحة لتخفيف الأعباء المالية المرتبطة بالعلاج على المواطنين، ويؤكد حق الجميع في الحصول على رعاية صحية شاملة دون عناء أو أعباء اقتصادية إضافية. 

وأضاف: هذا الشعار يعكس أهداف مشروع التأمين الصحي الشامل باعتباره مشروعًا اجتماعيًا تكافليًا، يضمن تحمل الدولة تكاليف علاج غير القادرين، مما يدعم الحماية الاجتماعية ويحقق العدالة الصحية ويخفف العبء المالي عن الأسر المصرية.

وحول الإنجازات التي تحققت على مدار ست سنوات من تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل، أشار رئيس الهيئة إلى أنه تم تقديم أكثر من 105 ملايين خدمة طبية وعلاجية بحلول عام 2025 بمحافظات المرحلة الأولى، ما يدل على جدية الدولة في التزامها بتوفير خدمات صحية آمنة وجيدة تحت مظلة التأمين الصحي الشامل.

واستعرض "السبكي" استعدادات الدولة المكثفة لإطلاق المرحلة الثانية من المشروع، مؤكدًا أن هذا يعكس الالتزام الحكومي بتوسيع مظلة النظام الصحي لضمان توفير خدمات عادلة وآمنة لجميع المواطنين، مؤكدًا أن الاستعدادات الجارية لرفع كفاءة وتجهيز المنشآت الصحية المدرجة ضمن المرحلة الثانية بأحدث المعايير الطبية والتكنولوجية، فضلًا عن جهود دعم القطاع بالأطقم الطبية المؤهلة وتنفيذ برامج تدريبية متطورة؛ لتحسين كفاءة الموارد البشرية، والتأكد من الجاهزية الكاملة لتقديم الخدمات الصحية فور بدء العمل بالمرحلة الجديدة، بما يضمن تحسين جودة حياة المواطن المصري.

كما تتضمن الاستعدادات العمل على تحديث نظم التشغيل والتوسع في التحول الرقمي؛ بهدف رفع مستوى كفاءة تقديم الخدمات وتسريع العمليات المتعلقة بالمستفيدين لتحسين تجربة المرضى وضمان رضاهم.

وفي ختام اللقاء، شدد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة استمرار العمل بكل الجهود الممكنة للحفاظ على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مع إيلاء أهمية خاصة للنظافة والأمن والصيانة في مختلف المنشآت الصحية؛ بهدف الحفاظ على هذه المنشآت واستدامتها؛ ومواصلة تقديم أعلى مستوى من الخدمات، وتحقيق رضا المواطنين، مضيفًا: الحكومة مستمرة في جعل الرعاية الصحية في صدارة أجندة أولويات عملها.

طباعة شارك المرحلة الثانية للتأمين الصحي التأمين الصحي الشامل قطاع صحي عصري مدبولي السبكي رئيس الوزراء

مقالات مشابهة

  • «الإمارات الصحية» ترسخ نموذجاً متقدماً للصحة النفسية
  • لقاء في وزارة الشؤون الاجتماعية لمناقشة آليات تحسين واقع الأشخاص ذوي الإعاقة
  • محافظ القليوبية يستمع لشكاوى أهالي المريج ويوجه بسرعة تحسين الخدمات الأساسية
  • مدبولي: جودة الخدمات الصحية للمصريين في صدارة أجندة أولويات عمل الحكومة
  • تحسين الخدمات وتعزيز الاستقرار.. الانتقالي الجنوبي يواصل تحركاته لتطبيع الأوضاع
  • مُنعوا من الوصول للحلة.. أهالي جنوب بابل يحتجون على تردي الخدمات
  • رئيس الوزراء: التعليم والصحة وتحسين الخدمات على رأس أولويات الحكومة
  • الصحة: ملف الإدمان والصحة النفسية يلقى اهتماما كبيرا من قبل الوزارة
  • افتتاح «مهرجان الصحة 2025» في أبوظبي
  • الصحة: غلق 18 مركزًا لعلاج الإدمان في المقطم للعمل بدون ترخيص ومخالفة الاشتراطات