سواليف:
2025-06-06@22:54:19 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “1” عدوٌ أحمق وقصفٌ أهوج

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “1” عدوٌ أحمق وقصفٌ أهوج

في ظلال #طوفان_الأقصى “1” عدوٌ أحمق وقصفٌ أهوج

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

ما زالت حكومة الكيان الصهيوني رغم كل ما قامت به ترغي وتزبد، وتهدد وتتوعد الفلسطينيين في غزة باجتياح قطاعهم، وتدمير بنيانهم، وتخريب أرضهم، وتعطيل مرافقهم وتغيير معالم مناطقهم، ثأراً وانتقاماً من حركة حماس، التي باغتتهم ونالت منهم، وصدمتهم وروعتهم، وألحقت بهم خسائر ما كانوا يتوقعون يوماً دفعها، أو التعرض لها في حياتهم أبداً، إذ اعتبروا أن زمن الهزائم قد ولى، وحروب المفاجئات قد انتهت، والجيوش التي كانت تهددهم قد ضعفت وتفككت، وعقيدتها القومية قد تلاشت، وبات قادتها أصدقاءً لهم وحلفاءً معهم، ولا يوجد بعدهم من يتجرأ عليهم أو يعتدي عليهم ويهدد أمنهم، فاطمأنوا إلى قوتهم واستعلوا، وركنوا إلى سلام المطبعين معهم وبطشوا، واستفردوا بالفلسطينيين وقصفوا، ظانين أنه ضعيفٌ وحده، وعاجزٌ بمفرده، وأنها مسألة أيامٍ ويسقط ويذعن.

إلا أن المقاومة الفلسطينية كذبتهم والمواجهة فضحتهم، ووجدوا أنفسهم في رحى معركةٍ لا ترحم، وبين رجالٍ لا يهابون مواجهتهم ولا يترددون في قتالهم، ولا ينتظرون هجومهم بل باغتوهم بالهجوم عليهم، وانقضوا عليهم في بلداتهم ومستوطناتهم، واقتحموا قواعدهم ومقراتهم العسكرية ومعسكرات تدريب جنودهم ومستودعات أسلحتهم، وخاضوا معركةً على مساحةٍ من الأرض هي ضعف مساحة قطاع غزة، على طول خمسين كيلو متراً وعمق ثمانين، قتلت فيها مئات الجنود والضباط، وساقت العشرات منهم أسرى إلى قطاع غزة، وأظهرت للعدو أنه وجنوده أضعف ما يكونون عند المواجهة، وأجبن ما يظهرون عندما يتقابلون وجهاً لوجه، بعيداً عن الطائرات التي تساندهم، والجدران التي تحميهم، والدبابات التي تقويهم.

مقالات ذات صلة أسد فلسطين في لندن 2023/10/11

لم يستفق العدو الصهيوني من هول الصدمة، ولم يتمكن من امتصاص حجم الضربة، ووقف مذهولاً صامتاً عاجزاً عن فعل شيءٍ أمام المقاومة، فلجأ بعد ساعاتٍ طويلةٍ بعد المعركة في قصف أهداف مدنية سكنية وشعبية في القطاع، ودمرت حمم صواريخه مدارس ومساجد وبيوت وأسواق، في قصفٍ أعمى أهوج وحشي، نفذته طائرات هجومية وبوارج حربية، تساندها مدافع الميدان والدبابات التي أحاطت بالحدود الشرقية لقطاع غزة فيما يشبه السور الحديدي، وأحدث القصف المتواصل المجنون ليلاً ونهاراً دماراً كبيراً في أرجاء القطاع، وتسبب حتى الساعات الأولى من اليوم الخامس على انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، في استشهاد أكثر من 1000 فلسطيني، وإصابة أكثر من 5500، وما زال القصف مستمراً، تدميراً للمباني ومسحاً لبعضها من الوجود، ونقباً للأرض وحرثاً للشوارع والطرقات.

لا يبدو أن العدو سيتوقف عن قصفه، أو سيتراجع عن غيه، فهو ما زال تحت هول الصدمة مشدوهاً ومذهولاً، فاقداً لعقله وغير مدركٍ لما يجري حوله، بعد أن أفقده طوفان الأقصى رشده وسلبه وعيه، فغدا كالثور الهائج يبحث عن هدف، ويتطلع إلى كسب، مدفوعاً بمشاعر الحقد وغرائز الانتقام الأسود، مما يرجح أنه سيمضي قدماً في عملياته الوحشية التي بدأ بها، متسلحاً بالولايات المتحدة الأمريكية التي تؤيده وتشجعه، وبدول أوروبا الغربية المريضة نفسياً التي تتفهمه وتبرر جريمته، ومستفيداً من صمت الدول العربية وعجزها، التي لا تمارس دورها وكأن ما يحدث في غزة لا يعنيها وليس من شأنها.

لكن العدو يخطئ كثيراً أنه بهذا القصف المجنون المؤيد بالصمت الدولي المخزي، والتأييد الأمريكي المعيب، يستطيع أن يجبر الشعب الفلسطيني الذي ذاق مرارة الحروب السابقة، وعاش ويلاتها، واكتوى بنيرانها، وتعرض لما يتعرض له اليوم، وأن يدفعه للخضوع والخنوع، والتسليم والاستسلام، والتخلي عن المقاومة، فهذا حلمٌ بعيد المنال، وغايةٌ مستحيلةٌ لن يدركها، فالفلسطينيون قد عرفوا عزة المقاومة، وشرف القتال، وذاقوا حلاوة النصر وكرامة القوة.

بيروت في 11/10/2023

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

“جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا” تهدد إسرائيل بهجمات أخرى وتوجه رسائل لحكومة الشرع والداخل

#سواليف

نشرت ” #جبهة_المقاومة_الإسلامية في #سوريا” التي تبنت قصف إسرائيل مؤخرا، مقطع فيديو للناطق باسم القيادة العامة فيها، أبو قاسم.

وقال أبو قاسم في كلمته: “أيها الأحرار في أمتنا العربية والإسلامية، يا جماهير شعبنا السوري بكل أطيافه، في الوقت الذي يستمر فيه #الاحتلال الصهيوني بعدوانه اليومي السافر على #الأرض_السورية عبر غاراته الجوية وضرباته الاستفزازية المتكررة، وعلى وقع #المجازر المتواصلة بحق أهلنا في #فلسطين المحتلة ولبنان واليمن، وفي ظل موجة “التطبيع الخائنة” التي تسوقها “حكومة الأرض الواقع في سوريا”، جاء الرد الحقيقي من أرض سوريا، كجزء لا يتجزأ من واجب الدفاع ورد الاعتبار وإعادة صياغة قواعد الاشتباك”، وفق وصفه.

وأضاف: “لم تطلق #الصواريخ عبثا، ولم تكن رسالة عاطفية أو ارتجالية، بل جاءت بعض رصد ودراسة وتثبيت لمعادلة تقول وبوضوح إن أرض سوريا ليست أرضا مستباحة والدم السوري ليس دما مباحا ومن يحاول تجريد سوريا من هويتها المقاومة سيجد الصواريخ وغيرها من الوسائل تذكّره أن في الأرض رجالا ذوو بأس شديد لا يفرطون”.

مقالات ذات صلة “أكسيوس”: أمريكا أبلغت إسرائيل أنها ستستخدم الفيتو ضد مشروع قرار مجلس الأمن اليوم بشأن غزة 2025/06/04

وأردف أبو قاسم: “إن ما حدث خلال الساعات الماضية من رد صهيوني على مناطق في الجنوب السوري لم يكن مفاجئا، لأننا نعني طبيعة عدونا، ونفهم آليات عمله ونقرأ ردود فعله جيدا، بل إن هذه الضربة الصهيونية لن تكون إلا دافعا لمزيد من التحضير فما جرى لم يكن سوى اختبار لقراءة نقاط الضعف والقوة التي يبني عليها العدو منظومته العسكرية، والنتائج الأولية بين أيدينا، وستبنى عليها مراحب قادمة من التصعيد المدروس”.

وتابع: “نحن لا نسعى إلى حرب شاملة لكننا لا نخافها، والرد الذي حصل ليس نهاية المعركة بل بدايتها، وهذا تحذير واضح.. إن هذه الأرض لن تسلم للمطبعين.. ولا للجبناء.. إن العمل الذي جرى بالأمس ليس سوى حلقة أولى في سلسلة المواجهة، وهو بمثابة الإشارة الأولى على أن معركة وعد الآخرة قد بدأ يلوح بالأفق”.

واستطرد الناطق الرسمي باسم القيادة العامة في “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا – أولي البأس”: “وعليه، هناك ثلاث رسائل سوف أتحدث بها معكم.. الرسالة الأولى إلى شعبنا السوري: منذ متى وأنتم تطلبون من يقتل الأطفال والشيوخ والنساء ويهرق الأرض وينتهك العرض ليكون حاملكم، ومنذ متى شعبنا السوري ينسى قضيته ودينه وعقيدته ويرضى الذل.. ألستم من قاوم الاحتلال العثماني والفرنسي وطالبتم بالحرية والكرامة.. عودوا كما كنتم أصحاب القضية فأرضكم أرض الشام.. أرض الرباط المقدس لم تكن ولن تكون يوما أرضا مستباحة للاحتلال.. لا نطالبكم بالحرب بل كونوا سندا وعونا لنا فنحن منكم وأنتم منا”.

واستكمل كلمته بالقول: “رسالتي الثانية إلى حكومة في دمشق.. بعد أربعة عشر عاما من المطالبة بالحرية والدماء التي سالت لأجر حرية سوريا وتلك الثورة التي طالبت بها.. اليوم انحرفت عن طريقها وأصبحت مشروعا انهزاميا يطالب التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل بعض الامتيازات الشخصية.. نصيحتي لكم عودوا إلى دينكم الحنيف.. عودوا إلى رشدكم فهذا طريقكم وطريقنا الحقيقي”، على حد تعبيره.
ووجه أبو قاسم رسالته إلى إسرائيل قائلا: “لم نكن يوما منهزمين، فإن كانت الحكومات تهرول للتطبيع معكم من خلال التعامل المباشر أو عبر وسطاء، فهم فئة أضلت الطريق، نحن لن نزيد الكلام ولن نطيل، فالحديث معكم عبارة عن استهلاك للوقت وعليه نقول لكم وبوضوح: لم نبدأ بعد احفروا قبوركم بأيديكم قبل أن نخفرها لكم على وقع نعالنا.. دخلتم أرضنا على أقدامكم وستسحبون منها أشلاء إن وجدت أشلاءكم.. أنتم الآن أمام البأس السوري بأس إذا اشتعل لا يطفئه إلى الدم ولا يحده إلا قبر المعتدي، ومن تطاول علينا دفن بلا كفن، فمن الشام تبدأ الإشارة ومن الشام تشتعل المرحلة.. هذا وعد الله ووعده حق”.

وختم كلمته بالقول: “نؤكد لأبناء أمتنا أن جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا – أولي البأس، مستمرة في عملها تملك الجاهزية الكاملة للرد وتعمل بصمت ونصيب بدقة ولن تكون المرحلة القادمة كما كانت، فالعدو بات يعلم أن في الأرض قد تغير.. وسيبقى قرارنا مقاومة”.

وجاء هذا البيان عقب سقوط قذيفتين أطلقتا من الأراضي السورية تجاه منطقة الجولان السوري المحتل، حيث تبنت هذه العملية “كتائب الشهيد محمد الضيف”، كما تبنت إطلاقها أيضا “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”.

في المقابل، ردت إسرائيل على ذلك بقصف على مواقع في سوريا، وحملت تل أبيب حكومة الرئيس أحمد الشرع مسؤولية هذه الهجمات، بينما تنفي دمشق صحة بعض التقارير المتعلقة بالقصف الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • “حماس”: التصريحات الصهيونية اعتراف بالإشراف على هندسة الفوضى والتجويع
  • “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا” تهدد إسرائيل بهجمات أخرى وتوجه رسائل لحكومة الشرع والداخل
  • أمن المقاومة يحذر من “المرتزقة” شرق “رفح” ويدعو المواطنين لليقظة
  • طارق صالح: معركة تحرير صنعاء قادمة
  • مناورة ومسير في بيت الفقيه بالحديدة لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • “الأحرار الفلسطينية”: واهم من يظن أن المقاومة في غزة انتهت
  • حماس: إعدام الأسير أبو حبل يكشف ممارسة الاحتلال “منهجية سادية” في التعامل مع الأسرى
  • “الحكومي بغزة”يدين قصف العدو الصهيوني لمستشفى شهداء الأقصى
  • “القسام”: استهدفنا دبابة “ميركافاة” صهيونية في خان يونس
  • عرضان شعبيان لـ 6 ألف من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة إسنادًا لغزة