"ثقافة البدارى" تلقي الضوء على "إدارة الوقت" ضمن سلسلة لقاءات التنمية البشرية
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
في إطار سعي الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو بسيوني، لتقديم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية في إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة محمد نبيل، من خلال فرع ثقافة أسيوط، برئاسة ضياء مكاوى.
وفي إطار سلسلة اللقاءات التنموية البشرية، نظم قصر ثقافة البدارى، برئاسة الأستاذ محمد أبو رحمة، محاضرة تثقيفية بعنوان "إدارة الوقت"، بحضور الفنان وائل إبراهيم فهمي، في مقر القصر.
تحدث خلال المحاضرة محمد أبو عثمان عن مفهوم إدارة الوقت، والذي يعني استثمار الوقت بطريقة فعالة تؤدي إلى تحقيق الأهداف والتطلعات المخطط لها.
كما تحدث أيضًا عن أهمية إدارة الوقت عمومًا، وكذلك إدارة الوقت للطلاب خلال فترة الدراسة بشكل خاص، وفوائد استغلال الوقت بشكل أمثل. وتطرق المحاضر أيضًا إلى طرق إدارة الوقت، مثل التخطيط الجيد والتركيز على تحقيق نتائج فعلية، ووضع خطط يومية وأسبوعية ومرحلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسيوط فرع ثقافة أسيوط فرع ثقافة ثقافة أسيوط قصر ثقافة بيت ثقافة إقليم وسط الصعيد الثقافى ثقافتنا في إجازتنا محافظة أسيوط محافظ أسيوط تلقی الضوء على إدارة الوقت
إقرأ أيضاً:
تحت الضوء
#تحت_الضوء
د. #هاشم_غرايبه
من الأسماء اللامعة الشيخ الألباني، ولكثرة الاستشهاد بأقواله في تصحيح الأحاديث، يعتقد كثيرون أنه ينتمي الى زمن السلف الصالح، لكنه في الحقيقة من العلماء المعاصرين، فقد توفي رحمه الله في عام 1999.
سمي بالألباني لأنه ألباني الأصل، فقد ولد في إحدى قراها عام 1914، ولما كانت الدولة العثمانية تبسط سيطرتها على كافة بقاع الديارالإسلامية، فقد ارتحل به أبوه الذي كان فقيها وهو طفل الى دمشق طلبا للعلم، فنشأ منذ صغره شغوفا بعلوم الدين، وكانت حرفته في شبابه تصليح الساعات التي كانت مهنة أبيه، هو لم يحظ من التعليم بغير الشهادة الابتدائية، وانما أخذ العلم عن أبيه، ولما كانت المكتبة الظاهرية قريبة من محله، فقد كان يقضي فيها الساعات الطوال، وفيها تعرف عل مجلة المنار، وفيها بنى قاعدته العلمية، وتركز اهتمامه في علم الحديث.
بعد مضايقات الحكومة السورية له، ورغم أنه لم يحرض عليها ولم يجاهر بنقدها، لكنها قلقا من تعاظم أعداد تلاميذه، وخوفا من توسع الفكر الديني اعتقلته مرتين فارتحل الى الأردن، لكن الحكومة الأردنية كانت لها المخاوف نفسها فقامت بترحيله الى سوريا، وفضل الذهاب الى لبنان، ومنها ذهب الى السعودية، وانتهز اصدقاؤه الأردنيون فرصة رغبة الدولة الأردنية بإيجاد تيار سلفي مناهض للإخوان المسلمين، فاقترحوا على الملك اعادته الى الأردن فعاد وبقي في عمان حتى وفاته عام 99 ودفن فيها.
ساد حول الألباني جدل كبير، فقد اعتبره مريدوه من السلفيين مجدد العصر، وبالغوا في تقدير جهوده لدرجة أن كثيرين منهم الآن يعتبرونه المرجع الموثوق في تصحيح الأحاديث، فيما انتقده بعض السلفيين وخاصة في اباحته الاجتهاد، بل ورفض كثيرا من آراء السلفيين الأصوليين وخاصة في علم الكلام، وخالف بعض السلف في تفاسير جدلة مثل مسألتي التأويل والتوصيف لله عز وجل.
كما اشتبك مع علماء معاصرين مثل سيد قطب والشيخ محمد الغزالي، وعارض بعضا من آرائهم.
لكن التناقض المدهش هو في موقف السلفية الوهابية، فرغم تطابقه معها في جوهر تكوينها ومبرر وجودها، الذي هو ممالأة السلطة الحاكمة والتغطية على مخالفاتها الشرعية، بتلفيق ذريعة غير شرعية هي وجوب طاعة ولي الأمر ولو نهب مالك وجلد ظهرك، لدرجة التواطؤ على تقديم طاعته على طاعة الخالق بذريعة أنه يرى في قراره المخالف لكتاب الله مصلحة وضرورة للأمة.
رغم هذا التطابق فلم يخل الأمر من مناكفات متشددي الوهابية الذين كانت بؤرتهم في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (حيث كان يعمل فيها الألباني بعد خروجه من سوريا)، مما أدى الى طرده، وبالتالي وجد في سماح الحكومة الأردنية له بدخول الأردن فرصة ذهبية.
لا يمكن أنكار دور الألباني في تحقيق الحديث، فكتاباه “سلسلة الأحاديث الضعيفة ” و”سلسلة الأحاديث الصحيحة”، يعتبران مرجعا لا غنى عنه للباحثين والمحققين.
مع ذلك فلا يمكن التغافل عن دوره المعطل للنهضة، من خلال معاداته ومن يماثلونه للإسلام الحركي ودعاة النهضة والمطالبين بتحرير ديار المسلمين من القواعد العسكرية الغربية، وتجسد ذلك بتأييدهم للأنظمة المستبدة في قمع الثورات الشعبية عام 2011، وتوفي الغطاء التشريعي لمجازرها بحق شعوبها.
لقد وفّر الألباني الأسس المعرفية لظهور تيّار المحدثين الجدد، سواء من ناحية نقده لتيار الإسلام الحركي أو رفضه ممارسة السياسة، وهذا واضح لدى سلفيّة اليوم “غير الجهاديين” في بلدان عديدة، كالسعودية والجزائر ومصر، إلا أن هذه الأنظمة لا يمكنها الاطمئنان تماما، فهنالك خطورة انقلاب “الخليّة السلفية” على نفسها، فتتحول بفعل “الاجتهاد” الى الانقلاب على الحكم بدل التسويق له، ومثال على ذلك خلية “جهيمان العتيبي” عام 1979، مما يدل على أن التشدد في تفسير النص ممكن أن يؤدي الى التطرف.
إن تطور جماعة “الألباني” لاحقا إلى الجاميّة والمدخليّة أنتج نهجا أكثر خدمة للأنظمة العربية الموالية للغرب، من خلال الولاء المطلق للحاكم (بغض النظر عن عدم التزامه بتطبيق منهج الله بل منهج الغرب العلماني) إثر حرب الخليج والحرب الأمريكية على الارهاب والثورات العربية، مما قدّم طوق نجاة ثمينٍ لمختلف الأنظمة والحكّام، مما يفسّر أسباب استمرارها ودعمها والضخّ المستمر في تلميع صورتها، ونشرها في مختلف الأقطار العربية، لتطغى على كافة التيارات السلفية، فأصبحت أهمها وأكثرها حضورا مؤثرا.