لبنان ٢٤:
2025-12-14@07:43:14 GMT

ما يجري في الجنوب مضبوط بقواعد معادلة توازن الرعب

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

ما يجري في الجنوب مضبوط بقواعد معادلة توازن الرعب

من يتمعّن في قراءة بيان "حزب الله" على أثر استهدافه موقع الجرداح الإسرائيلي مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ الموجهة ، يتبيّن له بوضوح ملامح حدود قواعد الاشتباك بين الحزب والعدو الإسرائيلي في الجنوب، وهي ملامح لم تخرج عمّا كان مألوفًا قبل "طوفان الأقصى"، وقبل الحرب المفتوحة، التي تشنها إسرائيل ضد غزة.  
‏فما جاء في بيان الحزب لم يفاجئ الذين تابعوا الحركة السياسية، التي قامت بها الديبلوماسية الأميركية من خلال السفيرة دوروتي شيا، والفرنسية من خلال السفير الفرنسي هوبير ماغرو، خصوصًا لجهة تأكيده "أنّ المقاومة الإسلامية تؤكد مُجدّدًا أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي ‏تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء.

" ‏ 
فماذا يعني باللغة السياسية والديبلوماسية أن "الردّ سيكون حاسمًا عندما تستهدف الاعتداءات الاسرائيلية لبنان وأمن شعبه، خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط شهداء"؟    من حيث المبدأ فإن هذا البيان بتوقيته وظروفه يشبه كثيرًا البيانات التي كان "حزب الله" يصدرها عندما كانت مواقعه في الجنوب تتعرّض لأي اعتداء. فلم يأتِ مثلًا على ذكر ما تتعرّض له غزة من اعتداءات وحشية تطال المدنيين من أطفال ونساء وعجّز. فهل هذا يعني أن الحزب يحصر همّه فقط بما يقدّمه من دعم مادي ومعنوي لحركة "حماس". ويُقال إن عناصر الحركة لم يكن في استطاعتهم الفلاح في عملية "الطوفان" لو لم تكن فيها بصمات واضحة لما لـ "حزب الله" من خبرات قتالية اكتسبها على مدى سنوات، سواء في مقاتلة العدو الإسرائيلي في الجنوب، وبالأخص في حرب تموز، وكذلك من خلال معاركه الفاصلة في الداخل السوري؟ 
فهل قرّر "حزب الله"، بعد طول تفكير ومشاورات خارجية وداخلية، أن يحيّد الجنوب عمّا يحدث في غزة، وهل أن قواعد الاشتباك مع العدو لا تزال قائمة من خلال "لعبة توازن الرعب"، التي يتقنها جيدًا طرفا الصراع، وهما يعرفان حدودها وقواعدها، وهل يمكن الركون إلى أن المنطقة الجنوبية لن تشهد معركة دموية أو حربًا مشابهة لحرب تموز، وهل في استطاعة إسرائيل أن تحارب على أكثر من جبهة في وقت واحد، وهل أن الحزب سيبقى ملتزمًا قواعد اللعبة حتى ولو قرّر العدو اقتحام غزة برًّا؟    كل هذه الأسئلة هي برسم جميع الذين يتحرّكون ديبلوماسيًا على أكثر من خطّ، خصوصًا أن بعض المحللين ذهبوا في تحليلاتهم بعيدًا عندما لم يستبعدوا أن يكون بيان "حزب الله" الهادئ نسبيًا مكتوبًا بحبر إيراني، خصوصًا أن إيران تكتفي حتى الآن بإدانة كلامية للاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة، وهو أقّل الايمان، على رغم تهديدها بإمكانية تدّخلها عسكريًا إذا اقتضى الأمر ذلك، لكننا لم نشهد أي تحرك لبارجاتها كما فعلت الولايات المتحدة الأميركية مثلًا. 
ويسأل سائلون: هل من مصلحة إيران أن تتدّخل عسكريًا في حرب قد تعيد عقارب ساعة المفاوضات بينها وبين أميركا إلى الوراء، وهل هي مستعدة لأن تتخلى عمّا حققته من خلال هذه المفاوضات، وهل هي قادرة على الانخراط في "حرب تغيير وجه الشرق الأوسط"؟    الجواب عن كل هذه الأسئلة ليس بالأمر السهل، بل يُترك للأيام الآتية، التي قد تحمل الكثير من المفاجآت على أكثر من صعيد، سياسيًا وميدانيًا، وقد يكون لصمود الفلسطينيين في القطاع دور في كسر قواعد اللعبة، وفي إعادة إحياء مشروع الدولتين، بعد أن تقتنع إسرائيل بأن الحل الدموي لن يؤدي إلا إلى المزيد من إراقة الدماء وتعقيد الأمور أكثر فأكثر.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب حزب الله من خلال

إقرأ أيضاً:

تلاعب بالدين وكذب على الله.. استنكار ورفض لعودة فتاوى الإخوان ضد الجنوب

أثارت محاولات جماعة الإخوان استخدام ورقة الفتوى الدينية ضد الجنوب، على خلفية الأحداث الأخيرة، غضباً واستنكاراً في أوساط الجنوبيين الذين رأوا فيها تذكيراً بفتاوى الجماعة في حرب 94م.

وعلى خلفية الأحداث الأخيرة في المحافظات الشرقية، وسيطرة القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي عليها، هاجمت قيادات إخوانية متطرفة المجلس ومشروعه لاستعادة الدولة الجنوبية، وزعمت أن ذلك يخالف ثوابت وأصول الدين الإسلامي.

ونشر البرلماني والقيادي الإخواني البارز عبدالله أحمد العديني منشورات على حسابه في منصة "فيس بوك"، هاجم فيها سيطرة القوات الجنوبية على محافظتي حضرموت والمهرة، كما هاجم الدعوات المطالِبة بعودة الدولة الجنوبية، زاعماً أن مسألة الوحدة فريضة إسلامية ومن فرائض الإسلام.

ورغم الهجوم والانتقادات الحادة التي وُجّهت إلى القيادي الإخواني، فإنه أعاد التأكيد على موقفه بأنه "لا يخجل من القول إن الوحدة فريضة"، وأعاد العديني نشر منشورات وآراء لمشايخ دين وخطباء موالين للإخوان، يؤيّدون فيها مزاعمه بربط قضايا الوحدة أو فك الارتباط بالدين.

وأثارت مواقف العديني والمؤيدين له من جماعة الإخوان غضباً واستنكاراً واسعاً بين النشطاء الجنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها عودة من الجماعة لاستخدام سلاح الفتوى ضد الجنوب كما فعلت في حرب عام 94م.

ووصل استنكار استخدام ورقة الدين في المسائل السياسية إلى الوسط الديني، حيث وصف الداعية الإسلامي البارز علي الجفري محاولة صبغ الاختلاف السياسي حول أحد الخيارين؛ الوحدة السياسية أو الاستقلال في جنوب اليمن، بصبغة دينية شرعية بأنه تلاعب بالدين وكذب على الله.

وأشار الجفري في منشور له على حسابه بمنصة "أكس" إلى أن محاولة صبغ الاختلاف السياسي حول أحد الخيارين بين الوحدة السياسية أو الاستقلال في جنوب اليمن بصبغة دينية شرعية، يستبيح فيها طرفٌ حقوق الطرف الآخر، هي محاولة خطيرة.

وأضاف: "فيتم في هذا السياق إصدار الفتاوى القاطعة بالتحريم، أو الطعن في إسلام المخالف، أو اعتبار أحد الخيارين شأناً من شؤون العقيدة، فضلاً عن استباحة دم المخالف في الاختيار؛ كل هذا العبث ما هو إلا تلاعب بالدين وكذب على الله تعالى".

وأكد أن ترسيم الدول وعلاقاتها، واتحادها واستقلالها، كلها خيارات سياسية لها أسبابها التي تُقاس بالمصالح والمفاسد، وتُعمَل فيها موازين الأصوب والصواب والخطأ، أو ارتكاب أخف الضررين، وكل ذلك يدخل في إطار الاجتهاد البشري، ومن ذلك ما يُعرَف بحق تقرير المصير.

وشدد الداعية الجفري على أن هذه المسائل "شأنٌ اجتهادي، وليست من الأحكام الثابتة، ولا من العقائد الشرعية، كما زعم بعض المتلاعبين بالدين على طاولة القمار السياسي"، حسب قوله.

مقالات مشابهة

  • عدوان إسرائيلي على لبنان.. وإنذار لقرية في الجنوب للإخلاء
  • خريس: اليونيفيل صمّام أمان في جنوب الليطاني وحاجة وطنية ملحّة
  • غارات عنيفة من الجنوب إلى البقاع ولبنان سيطالب الميكانيزم بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة اولا
  • ماذا يجري في حضرموت؟.. كاتب سعودي يهاجم المجلس الإنتقالي ويحمله المسئولية
  • ر بو عاصي: لا توازن قوى مع إسرائيل والتفاوض ضرورة لحماية لبنان
  • تحرّكات في الجنوب... ماذا قال موقع إسرائيليّ عن عناصر حزب الله؟
  • طيران الاحتلال يحلق على ارتفاع منخفض في الجنوب اللبناني
  • تلاعب بالدين وكذب على الله.. استنكار ورفض لعودة فتاوى الإخوان ضد الجنوب
  • جنبلاط: الجيش يقوم بعمل جبّار في الجنوب
  • عبد الله: التزام من التجار والمصنّعين بالمعايير… وتوجيهات فورية من الوزير البساط