واشنطن- قبل أشهر أشار استطلاع للرأي أصدره معهد بيو للأبحاث تغير مشاعر الشباب الأميركيين تجاه طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بصورة فاجأت الكثير من مراقبي الشرق الأوسط في النخبة الأميركية.

وعلى الرغم من أن الأميركيين يحملون مشاعر إيجابية تجاه الإسرائيليين أكثر كثيرا من مثيلاتها تجاه الفلسطينيين فإن الأمر اختلف في السنوات الأخيرة، وتطور الموقف تجاه الفلسطينيين بين الشباب الأميركيين (بين 18 و29 عاما) بصورة كبيرة، إذ ينظر 61% منهم بإيجابية إلى الفلسطينيين، في حين تبلغ النسبة تجاه الإسرائيليين 56%.

ومع بدء عملية طوفان الأقصى ونجاح حركة حماس في اقتحام الخطوط الإسرائيلية وقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وما تبع ذلك من رد إسرائيلي شديد العنف نتج عنه استشهاد أكثر من 1500 فلسطيني حتى الآن انعكس الصراع على الجماعات الطلابية المناصرة للفلسطينيين وتلك المناصرة لإسرائيل في العديد من الجامعات الأميركية.

تراجع تأييد إسرائيل بين الشباب الأميركيين وطلاب يدعمون فلسطين بالجامعات الأميركية (رويترز) خسارة الشباب الأميركيين اليوم وأميركا غدا

وحافظ الشعب الأميركي على مدار عقود على تأييده لإسرائيل، لكن هذا التأييد بدأ بالتراجع في السنوات الماضية، وارتفعت في مقابل ذلك نسبة الدعم للقضية الفلسطينية بين الشباب الأميركيين، ولا سيما طلبة الجامعات.

ولم تعد شعارات "حق إسرائيل في الوجود"، و"ضرب الإرهابيين"، و"معاداة السامية" تسيطر على المشهد الأميركي، وحلت بدلا منها شعارات "الفصل العنصري"، و"سرقة الأراضي"، و"التطهير العرقي" في أوساط الشباب الأميركيين.

ودفع ذلك توماس فريدمان الكاتب اليهودي في صحيفة نيويورك تايمز ليطلق قبل شهور تحذيرا للقيادة الإسرائيلية من تبعات استمرار تبنيها سياسات يمينية ترفض بمقتضاها حل الدولتين.

وشدد فريدمان على أن إسرائيل بدأت خسارة الرأي العام بين طلاب الجامعات الأميركية، مستشهدا بمقاومة الاتحادات الطلابية في أغلب الجامعات الأميركية استضافة مسؤولين إسرائيليين رسميين للحديث داخل أسوارها.

وخلال الأيام القليلة الماضية زادت الوقفات والمظاهرات المؤيدة للجانب الفلسطيني مقارنة بتلك المؤيدة لإسرائيل، وهو ما دعا الفقيه القانوني ريتشارد غولدفاسر للقول على منصة "إكس" إن "إسرائيل على وشك أن تخسر جيلا من الأميركيين، وهذا يعني خسارة أميركا".

Israel is about to lose a generation of Americans. And that means losing America.

— Richard Goldwasser (@_Goldwasser_) October 13, 2023

يوم للمقاومة بـ12 جامعة

وتم التخطيط لفعالية "يوم المقاومة" -والتي أطلقتها منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"- في أكثر من 12 جامعة، بما في ذلك جامعة فرجينيا وجامعة أريزونا وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

بالمقابل، وصفت بعض المجموعات في جامعات أخرى -من بينها جامعة جورج تاون بالعاصمة واشنطن وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو- أحداث الفعالية بكونها وقفات احتجاجية من أجل الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الغارات الجوية لإسرائيل على قطاع غزة.

وجاء في دليل دعوة المشاركة في فعاليات "يوم المقاومة" -والذي جاء في 7 صفحات- "نشهد اليوم انتصارا تاريخيا للمقاومة الفلسطينية عبر البر والجو والبحر، كسر شعبنا الحواجز المصطنعة للكيان الصهيوني آخذا معه واجهة مستعمرة استيطانية لا يمكن اختراقها وتذكير كل واحد منا بأن العودة الكاملة والتحرير إلى فلسطين قريبان، بصفتنا حركة طلابية فلسطينية تقع على عاتقنا مسؤولية لا تتزعزع للانضمام إلى الدعوة للتعبئة الجماهيرية، التحرر الوطني قريب، المجد لمقاومتنا ولشهدائنا ولشعبنا الصامد".

واضطرت جامعة كولومبيا العريقة في مدينة نيويورك أمس الخميس لإغلاق حرمها الجامعي أمام الجمهور قبل احتجاجين مخطط لهما، أحدهما من قبل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" والآخر من قبل طلاب يدعمون إسرائيل.

وأجرى الطرفان المتنافسان جهودا كبيرة لحشد أكبر عدد ممكن من مناصري كل طرف من خارج الجامعة بطرق تخاطر بخلق بيئة غير آمنة، حسبما قال العميد المؤقت دينيس ميتشل في بيان.

وعلى غير المعتاد اقتصر الدخول إلى حرم الجامعة على حاملي بطاقة هوية الجامعة، ومنعت جامعة كولومبيا الصحفيين من تغطية الاحتجاج المؤيد للفلسطينيين مساء الخميس في حرمها الجامعي بدعوى الحفاظ على "الأمان العام وأمن العاملين بالجامعة".

الطلاب اليهود يعانون من نقص الدعم في الجامعات

في غضون ساعات من هجمات حماس على إسرائيل السبت الماضي بدأ الطلاب اليهود في الجامعات الأميركية يتطلعون إلى زملائهم الطلاب ومديري الجامعات للحصول على الدعم النفسي.

لكن في الأيام التي تلت ذلك أعرب الكثيرون منهم عن إحباطهم من التصريحات الرسمية للجامعة التي ينظر إليها على أنها ضعيفة أو غائبة، في حين احتفت الكثير من الجامعات بالمجموعات الطلابية المؤيدة لفلسطين، واحتفل الكثير من أعضاء هيئة التدريس بهجمات حماس كما جاء في تقرير لموقع "جويش إنسايدر".

واشتكى عدد من الأساتذة والطلاب اليهود من هذه الفعاليات، وقال مارك يودوف أستاذ القانون والرئيس السابق لجامعة كاليفورنيا بيركلي "إنهم بحاجة إلى فهم تأثير ذلك على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود، كما أنه يمزق مشاعر الانتماء في الحرم الجامعي".

جامعة هارفارد الأميركية في قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي (مواقع التواصل الاجتماعي) أزمة في جامعة هارفارد

وأصدرت 33 مجموعة طلابية من جامعة هارفارد بيانا مشتركا للتضامن مع فلسطين، وحمّل البيان "النظام الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن كل أعمال العنف الجارية".

وأضاف أن "أحداث اليوم لم تحدث من فراغ، فعلى مدى العقدين الماضيين أجبر ملايين الفلسطينيين في غزة على العيش في سجن كبير في الهواء الطلق، المسؤولون الإسرائيليون يعدون بفتح أبواب الجحيم، وقد بدأت المذابح في غزة بالفعل، وفي الأيام المقبلة سيضطر الفلسطينيون إلى تحمل العبء الأكبر من العنف الإسرائيلي، نظام الفصل العنصري هو الوحيد الذي يقع عليه اللوم".

وتعرض البيان -الذي أعدته لجنة التضامن مع فلسطين للطلاب الجامعيين في جامعة هارفارد وشاركت في التوقيع عليه في الأصل 33 منظمة طلابية أخرى في جامعة هارفارد يوم السبت- لانتقادات كبيرة من مشرعين وأساتذة الجامعات وطلاب آخرين.

وذكرت كلودين جاي رئيسة جامعة هارفارد أن البيان المؤيد للفلسطينيين -والذي أصدره طلاب الجامعة وحمّل إسرائيل مسؤولية أعمال العنف التي تجتاح المنطقة- لا يعبر عن المؤسسة التعليمية ككل أو قيادتها.

وقالت جاي في بيان "دعوني أؤكد أيضا أنه بينما يحق لطلابنا التحدث بالنيابة عن أنفسهم ينبغي ألا تتحدث أي مجموعة طلابية أو حتى 30 مجموعة باسم جامعة هارفارد أو قيادتها".

وواجهت خطوة المجموعات الطلابية ردود فعل عنيفة في الحرم الجامعي وخارجه، وقالت منظمة غير ربحية محافظة إنها رتبت لعرض لوحات إعلانية افتراضية تحمل أسماء ووجوه الطلاب وصورهم تحت لافتة كتب عليها "معادون للسامية في جامعة هارفارد"، وتم وضعها على شاحنة تحركت في منطقة الحرم الجامعي بهدف فضح هؤلاء الطلاب وترهيبهم وترهيب مناصريهم.

وعلى منصة "إكس" طالب الملياردير بيل أكمان الرئيس التنفيذي لأحد الصناديق والعديد من قادة الأعمال الآخرين جامعة هارفارد بنشر أسماء الطلاب الموقعين حتى يعرفوهم فلا يوظفونهم في المستقبل.

وعلى النقيض انتقد لورانس ترايب الباحث القانوني في جامعة هارفارد محاولات فضح الطلاب، وقال لشبكة "سي إن إن" في رسالة بالبريد الإلكتروني إن تسمية الطلاب وفضحهم بالإضافة إلى "وصفهم بأنهم معادون للسامية هو أخطر بكثير من كونه مفيدا، يجب ألا نكرر تجاوزات عصر الممارسات المكارثية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجامعات الأمیرکیة فی جامعة هارفارد

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تنظم فعالية ثقافية عن الأمن القومي بالفرع الدولي

نظّمت إدارة رعاية الشباب في جامعة القاهرة بالفرع الدولي بمدينة السادس من أكتوبر، فعالية ثقافية متميزة بعنوان «في حب مصر»، تحت شعار «الإعلام وتحديات الأمن القومي». 

رئيس جامعة العاصمة يوجه بحل مشكلات الطلاب قبل الامتحانات رشا شرف تمثل مصر في مجلس إدارة مكتب التربية الدولي باليونسكو جامعة العاصمة تنظم زيارة ثقافية لطلابها الوافدين إلى شارع المعز جامعة الجلالة الأهلية تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم دورة تدريبية عن صياغة العقود باللغة الإنجليزية في جامعة العاصمة برنامج تدريبي شامل لأعضاء هيئة التدريس المبعوثين للخارج الجامعة الأمريكية بالقاهرة تقود تحالف لتطوير قطاع الإلكترونيات مناقشة رسالة دكتوراة بكلية إعلام القاهرة عن مستقبل الصحافة في الثورة الصناعية الرابعة انطلاق مؤتمر وحدة العناية المركزة في قصر العيني (صور) جامعة العاصمة تستعد لإطلاق أول منظومة تواصل موحدة بين الطلاب والإدارة

جاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، في إطار الحرص على دعم الأنشطة الثقافية والفكرية، وتعزيز روح الانتماء الوطني، وترسيخ الهوية المصرية الأصيلة في وجدان طلابها.

وجاء تنظيم الفعالية تحت إشراف الدكتورة هبة نوح مساعد رئيس الجامعة لشئون الفرع الدولي، والدكتورة ثريا البدوي عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وبمشاركة الدكتورة أمل دراز المشرف الأكاديمي لبرنامج الشعبة الإنجليزية بكلية الإعلام، ومتابعة الدكتورة سارة خاطر منسق البرنامج، ونور نجيب مسئول رعاية الشباب بالفرع الدولي، وبمساندة الفريق الطلابي لرعاية الشباب برئاسة الطالب مروان أسامة بالفرقة الثالثة برنامج الأمن السيبراني.

وشهدت الفعالية حضور الدكتور عبد الهادي العوضي عميد كليات قطاع العلوم الإنسانية بجامعة القاهرة الأهلية، والسفير الدكتور يوسف الشرقاوي، والدكتورة نشوى عقل وكيل كلية الإعلام لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى جانب لفيف من أعضاء هيئة التدريس بكلية الإعلام.

وتضمنت الفعالية ندوة حوارية استضافت الإعلامية داليا أشرف مقدمة برنامج «8 الصبح» المذاع على قناة DMC، والإعلامي محمود محمد السعيد مذيع الأخبار بقناة Extra News، حيث استعرض الضيفان تجاربهما المهنية، وأكدا أهمية الدور الوطني للإعلام في حماية الأمن القومي، ومواجهة الشائعات والأكاذيب المغرضة، وتعزيز وعي المواطنين، خاصة الشباب، بخطورة محاولات زعزعة الاستقرار والنيل من ثوابت الدولة، وذلك من خلال أمثلة واقعية من الأحداث التي شهدتها مصر والمنطقة منذ عام 2011 وحتى الآن.

كما قام فريق Media Team الطلابي من طالبات الشعبة الإنجليزية ببرنامج الإعلام  بتغطية الفعالية إعلاميًا وتصويريًا، تحت إشراف الدكتورة أمل دراز، في إطار التجربة العملية الثانية التي تهدف إلى صقل مهارات الطلاب، وإكسابهم خبرات ميدانية حقيقية في العمل الإعلامي، والتفاعل المباشر مع الرموز الإعلامية الوطنية.

وافتُتحت الفعالية بأغنية وطنية حماسية شارك فيها الطلاب والحضور، أعقبها أداء السلام الجمهوري في مشهد جسّد مشاعر الفخر والانتماء، ثم انطلقت فعاليات الندوة التي استمرت لأكثر من ساعتين من الحوار المثمر، واختُتمت بالتقاط الصور التذكارية مع الطلاب وضيوف الندوة وقيادات كلية الإعلام.

مقالات مشابهة

  • الشغدري يطلع على سير الأداء في جامعة الضالع وتنفيذ دورات “طوفان الأقصى”
  • صندوق رعاية المبتكرين يدعم فرق الجامعات في البطولة الإفريقية والعربية للبرمجة
  • جامعة العاصمة تحصد المركز الأول في خدمة المجتمع والبيئة بين الجامعات المصرية
  • إطلاق مبادرة «قريبين»| أول منظومة تواصل مُوحّدة بين الطلاب والإدارة تُنفذها «حلوان بلس تيك»
  • جامعة القاهرة تنظم فعالية ثقافية عن الأمن القومي بالفرع الدولي
  • جامعة العاصمة تستعد لإطلاق أول منظومة تواصل موحدة بين الطلاب والإدارة
  • الابتكار وريادة الأعمال.. ورشة عمل في المجلس الأعلى للجامعات
  • فى أول منظومة تواصل موحدة بين الطلاب والإدارة.. .جامعة العاصمة تستعد لإطلاق مبادرة قريبين
  • المجلس الأعلى للجامعات يناقش الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي
  • بعد تعديل مسمى جامعة حلوان.. ما الموقف القانوني للطلاب ووضع شهاداتهم؟