عربي21:
2025-07-06@13:32:25 GMT

هل تستخدم إسرائيل الغاز الطبيعي كورقة ضغط على مصر؟

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

هل تستخدم إسرائيل الغاز الطبيعي كورقة ضغط على مصر؟

تراجعت كميات الغاز الطبيعي المصدرة من دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى مصر التي تواجه نقصا في إمدادات الغاز خلال الشهور القليلة الماضية بعد إيقاف تزويدها بالغاز من الحقول الرئيسية لإنتاج الغاز في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط.

ومع احتدام الحرب في الأراضي المحتلة منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" قبل أيام، أوقفت شركة شيفرون الأمريكية، المشغلة لخط أنابيب غاز شرق المتوسط (إي.

إم.جي) البحري بين إسرائيل ومصر، تصدير الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط البحري بين دولة الاحتلال ومصر، وقامت بتصدير الغاز في خط أنابيب بديل عبر الأردن.

ويمتد خط الأنابيب لنحو 90 كيلومترا، ويربط بين مصر وحقل الغاز البحري الإسرائيلي العملاق لوياثان الذي تديره شركة شيفرون، وينطلق من مدينة عسقلان شمال قطاع غزة، إلى العريش بشمال سيناء في مصر حيث يتصل هناك بخط أنابيب بري.

وبررت "شيفرون" قرار تحويل الغاز إلى الأردن خط الغاز العربي، الثلاثاء، "بسبب مخاوف أمنية نتيجة الصراع العسكري"، بحسب مصدرين تحدثا لوكالة رويترز.

يُشار إلى أن "شيفرون" تعمل منذ سنوات في إسرائيل بمجال الإنتاج والتصدير للغاز الطبيعي، خاصة إلى مصر والأردن.

يأتي هذا القرار بعد يوم من تعليق سلطات الاحتلال الإنتاج في حقل غاز تمار البحري الذي يقع على بعد 25 كيلومترا قبالة ساحل فلسطين الجنوبي وستبحث عن مصادر وقود بديلة لتلبية احتياجاتها، وهو الحقل الذي تملك شركة مبادلة للبترول الإماراتية 22 بالمئة منه.

فيما أثارت هذه القرارات تساؤلات حول مدى تأثر مصر من تراجع حجم وارداتها من الغاز الإسرائيلي، وإذا ما كان بفعل عملية طوفان الأقصى وقرار مؤقت لأسباب أمنية، أم ورقة ضغط تستخدمها تل أبيب ضد القاهرة في معركتها مع المقاومة الفلسطينية.

والاثنين الماضي، قالت شركة "شيفرون" المشغلة لحقل تمار الإسرائيلي بالبحر المتوسط، إنها علقت عمليات إنتاج الغاز الطبيعي من الحقل اعتبارا من الأحد وحتى إشعار آخر.

ربط أمن الطاقة المصري بأمن طاقة الاحتلال

من جانبه، يقول الباحث المتخصص في شؤون الطاقة والعلاقات الدولية، خالد فؤاد، إن "القرارات على الجانب الإسرائيلي هي قرارات مشابهة لقرارات عام 2021 خلال عملية سيف القدس بعد اقتراب صواريخ المقاومة من منصات إنتاج الغاز، وهو يتكرر الآن بسبب التخوفات الأمنية على سلامة العمل والإنتاج في حقل تمار البحري وفي اليوم التالي تم إيقاف الإمدادات عبر خط غاز شرق المتوسط العريش عسقلان لأسباب أمنية".

وبشأن تأثير توقف الإنتاج في حقل تمار، أوضح فؤاد، في تصريحات لـ"عربي21" أن " التأثير سيكون على الجانبين مصر وإسرائيل؛ لأن حقل تمار هو من أكبر حقول الغاز في إسرائيل والمصدر الرئيسي للاستهلاك المحلي، والجزء المتبقي يذهب إلى مصر والأردن، ولكن الجزء الأكبر من الصادرات يأتي من حقل ليفياثان للغاز قبالة سواحل حيفا؛ بالتالي سوف تضطر إسرائيل لزيادة الإنتاج في حقل ليفياثان وتستهلك جزءا كبيرا منه في الاستهلاك المحلي وتواصل صادراتها بحجم أقل حيث تراجعت نحو 20% بالفعل".

كانت مصر تأمل في أن تبدأ في عودة تصدير الغاز المسال مطلع تشرين أول/ أكتوبر الجاري، بحسب فؤاد مع اقتراب فصل الشتاء وتراجع الاستهلاك المحلي وتكوين فرصة لتصدير الفائض من الغاز الإسرائيلي، لكن في الوقت الحال لن تكون قادرة على التصدير في الفترة المقبلة لحين استئناف إنتاج الغاز وتصديره من حقل تمار.

ورغم أن الباحث المتخصص يرى أن "تراجع الكميات المصدرة إلى مصر وإيقاف تصديره عبر خط أنابيب عسقلان – العريش لا نعتبره ورقة ضغط على مصر، لأنها متضررة من هذا الإجراء الاضطراري، إلا أنه يؤكد ما كررناه مرارا في 2018 مع بداية صفقة الغاز بين البلدين وأصبحت مصر تعتمد إلى حد ما على الغاز الإسرائيلي، وهذه مشكلة تظهر نتائجها في كل أزمة تهدد الأمن القومي الإسرائيلي نتيجة سياستها الاحتلالية، بالتالي أصبح مصير الطاقة في مصر مرهون باستقرار أمن الطاقة في الجانب الآخر، وهذا خطأ في حسابات الأمن القومي المصري يجب تصحيحه".

مصر زبون إسرائيل الأكبر

وفي 24 آب/ أغسطس الماضي، عقدت مصر مع الكيان الإسرائيلي المحتل اتفاقية جديدة لاستيراد مزيد من الغاز الطبيعي، من حقل "تمارا" بالبحر المتوسط، بنحو 3.5 مليارات متر مكعب سنويا لمدة 11 عاما تقريبا، بإجمالي 38.7 مليار متر مكعب.

وتنضم هذه الاتفاقية إلى الاتفاقيات السابقة التي عقدت منذ 5 أعوام ونصف حيث تواجه مصر تزايدا لافتا في الطلب على الغاز الطبيعي يقابله تراجع في الإنتاج من حقولها المحلية وخاصة الأكبر والأشهر حقل "ظُهر"، وبلغت الكميات المستوردة العام الماضي، 4.62 مليارات متر مكعب.

وتوقفت عمليات تسليم الغاز من مصر فعليا في صيف 2023، وسط ارتفاع الطلب المحلي وأن محطتي الغاز الطبيعي المسال في "إدكو" و"دمياط" لم يصدرا الوقود في حزيران /يونيو الماضي وحتى الآن، باستثناء شحنات محدودة في تموز/ يوليو الماضي.

وتبيع إسرائيل حاليا نحو 4.6 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا إلى مصر، التي تصدر بعد ذلك جزءا منه إلى أوروبا من خلال منشآت إسالة الغاز الطبيعي وتستخدم الجزء المتبقي للاستهلاك المحلي.

مخاوف أمنية وأضرار اقتصادية

بدوره، أرجع خبير شؤون النفط والطاقة، الدكتور نهاد إسماعيل، توقف ضخ الغاز بعد أن "استلمت شركة شيفرون تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية بإغلاق حقل تمار للغاز مؤقتا لأسباب أمنية بسبب قربه من مياه لبنان الإقليمية، وليس كورقة ضغط سياسية أو اقتصادية".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21": "بالنسبة لإسرائيل فهي بحاجة إلى مصر لتصدير الغاز الإسرائيلي وليس العكس، وإسرائيل تحتاج مصر في موضوع غزة كما أن الولايات المتحدة تطلب تعاون القاهرة في مسألة الممر الإنساني، ومصر تستطيع الاستغناء عن غاز إسرائيل إذا لزم الأمر، وبالتالي من مصلحة إسرائيل تصدير الغاز إلى مصر".

ولكن إسماعيل أكد أن "وقف ضخ الغاز من الحقول أو تحويل ضخ الغاز من خط إلى آخر هو أحد تداعيات عملية طوفان الأقصى التي هزت أركان إسرائيل وتحوّلت إلى أزمة ذات أبعاد اقتصادية وسياسية وإنسانية على مستوى دولي، وبالتالي فإن التأثير سيكون على مستوى الدولتين، وهو تأثير اقتصادي يتمثل في الحرمان من عوائد تصدير الغاز".

وفجر السبت الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي ما أسماها عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شنّ غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الغاز الطبيعي الإسرائيلي مصر شيفرون فلسطين مصر إسرائيل فلسطين الغاز الطبيعي شيفرون سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الغاز الإسرائیلی الإنتاج فی حقل الغاز الطبیعی طوفان الأقصى تصدیر الغاز خط أنابیب من الغاز حقل تمار متر مکعب الغاز من إلى مصر

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمني بحماس: نقاط توزيع المساعدات تستخدم مراكز لتجنيد العملاء

قال مسؤول أمني في حركة حماس، إن مخابرات الاحتلال، تنفذ أنشطة أمنية، من خلال نقاط المساعدات التي قام جيش الاحتلال بإنشائها، وتديرها شركة أمنية، مرتبطة بما يعرف بمؤسسة غزة الإنسانية.

وأوضح المسؤول لقناة الجزيرة، إن نقاط المساعدات، تستخدم لتجنيد متخابرين مع الاحتلال، والالتقاء بهم.

ولفت إلى قيام الأمن في غزة، بإحباط، محاولات لتهريب أدوات تجسس، وهواتف حديثة لمتخابرين في تنفيذ مهام أمنية خطيرة.

وأشار إلى القيام بضبط عملاء كلفوا بتهريب كميات مخدرات كبيرة من ضباط مخابرات ضمن طاقم المساعدات، بغرض توريط الشباب وإسقاطهم، وربطهم أمنيا بمخابرات الاحتلال، وتكليفهم بمهام تجسسية.

وكانت حظرت وزارة الداخلية في قطاع غزة، الخميس، التعامل مع "مؤسسة غزة الإنسانية" بعد أن تحولت مناطق عملها إلى مصائد موت جماعي بحق المجوعين في قطاع.

وقالت الوزارة في بيان: "نحذر من التعامل أو التعاون أو التعاطي، بشكل مباشر أو غير مباشر، مع المؤسسة الأمريكية المسماة مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) أو مع وكلائها المحليين، أو ممن هم خارج قطاع غزة، تحت أي مسمّى أو ظرف".



ولفتت إلى "ثبوت الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع المؤسسة، ومحاولتهما استقطاب مواطنين فلسطينيين للعمل في تلك المراكز تحت واجهات لوجستية أو أمنية".

وأكدت الوزارة أن "هذه المؤسسة لم تنشأ بغرض الإغاثة أو التخفيف من معاناة المحاصرين والمجوعين من أبناء شعبنا، بل تحولت، بفعل بنيتها وآليات عملها الأمنية والعسكرية، إلى مصائد موت جماعي، ومراكز إذلال وانتهاك ممنهج للكرامة والحقوق الإنسانية".

وأشارت إلى أن عمل هذه المؤسسة يأتي "بعيدا عن أي رقابة أممية أو قانونية، ما أسفر عن استشهاد المئات من أبناء شعبنا برصاص جيش الاحتلال، أو سحقًا تحت آلياته العسكرية قرب تلك المراكز".
اقرأ أيضا:
هكذا ترحّل السلطات المصرية المتضامنين مع "قافلة الصمود" (شاهد)كما أكدت الوزارة، وجود "مئات الجرحى، والعديد ممن تم اعتقالهم تعسفيًا في محيط تلك المراكز المشبوهة".

وتابعت: "يُمنع منعًا باتًا التعامل أو العمل أو تقديم أي شكل من أشكال المساعدة أو التغطية مع المؤسسة الأمريكية (GHF) أو وكلائها المحليين أو الخارجيين".

الوزارة أوضحت أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من يثبت تورطه في التعاون مع هذه المؤسسة، وصولًا إلى توقيع أقصى العقوبات المنصوص عليها في القوانين الوطنية السارية".

ودعت "المواطنين كافة والوجهاء والعائلات ووسائل الإعلام، إلى التحلي بالوعي الوطني، وتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية في رفض هذه المحاولات الخبيثة التي تستهدف شعبنا من الداخل".

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت حكومة الاحتلال في 27 آيار/ مايو الماضي في تنفيذ مخطط لتوزيع "مساعدات إنسانية" عبر المؤسسة المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، بينما أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه المصطفين قرب مراكز التوزيع، لتتركهم في خيار المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
اقرأ أيضا:
السويد تصعد لهجتها ضد الاحتلال.. "التجويع في غزة جريمة حرب"وبشكل يومي، يقتل جيش الاحتلال عشرات المجوعين الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات التابعة لهذه المؤسسة، كما يعتقل ويصيب آخرين.

مقالات مشابهة

  • إجراءات توصيل الغاز الطبيعي للمنازل والأوراق المطلوبة
  • البترول: ظهر 6 يضيف 55 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي للإنتاج
  • 17.9 مليار متر مكعب إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي بنهاية أبريل
  • الشرطة الفرنسية تستخدم السكاكين لثقب قوارب المهاجرين (شاهد)
  • ارتفاع طفيف بإنتاج الغاز الطبيعي في السلطنة
  • هولندا: روسيا تستخدم أسلحة كيميائية محظورة ضد أوكرانيا
  • أكبر 10 دول تمتلك 80% من احتياطيات الغاز الطبيعي العالمية
  • حدث في 8ساعات| تلبية احتياجات الكهرباء من الغاز الطبيعي.. وفرص عمل برواتب تتخطى 10 آلاف جنيه
  • مسؤول أمني بحماس: نقاط توزيع المساعدات تستخدم مراكز لتجنيد العملاء
  • لأول مرة .. آبل تستخدم خاصية Haptic التفاعلية | إليك التفاصيل