موقع 24:
2025-06-25@03:41:23 GMT

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

لن تحرر حماس فلسطين بطائراتها الشراعية ولن يقضي نتانياهو على عزيمة الفلسطينيين في إقامة دولتهم

حركة «حماس» ليست حالةً استثنائيةً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولو كانَ التباهي بالعمليات فإنَّ تنظيماتٍ فلسطينيةً أخرى قد سبقتها وأذهلت زمنَها بعمليات لم تقلّ ضخامةً، الفارق أنَّ وسائلَ التصوير كانت محدودةً، ونوافذَ الإعلام مغلقة.

«الفتح الثوري»، المعروفة باسم قائدها «أبو نضال»، قتلت نحو ألفي شخص في عشرين بلداً، خطفت طائراتٍ وسفناً، واغتالت سياسيين. «الجبهة الشعبية»، جماعة يسارية أخرى، زعيمُها جورج حبش، قامت بعملياتٍ ضخمة، أشهرها خطفُ وزراء النفط في اجتماع «أوبك» في فيينا، وطافت بهم على متن طائرة انتهت في الجزائر. وفي عملية أخرى فجَّرت ثلاثَ طائراتٍ دفعةً واحدة في مطار عمان.


أبو نضال والشعبية اندثرا في سوريا والعراق، أمَّا حركة «فتح» فمستمرة وصارت على أرضها الفلسطينية. كان نشاطُها الحركي والمسلّح جزءاً من مشروعٍ وطني سياسي. أمَّا أبو نضال فقد انتهى بندقية عند «البعث» العراقي، وحبش تابعاً لـ«البعث» السوري.
«حماس» قد لا تنجو بعد هجماتِ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الكبيرة. وأتصوَّر أنَّ قيادة الحركة كانت تدرك ذلك، عندما اعتمدت مشروعَ الهجوم؛ لأنَّ الصراعَ عادةً محكومٌ بميزان الخسائر. ولم يكن ينقصُ «حماس» في الماضي المتطوعون المتدربون على القتال، مع هذا كانت العمليةُ لا يتجاوز عددُ منفذيها أصابعَ اليدين فقط. كان التوازن جزءاً من حسابات الصراع الذي يتحمَّله ويتعايش معه الطرفان. كذلك، إسرائيل، رغم كثرة الاشتباكات الصغيرة، لا تهاجم «حزبَ الله» تقريباً إلا بعد كل عقد من الزمن، عندما ترى أنَّ قدراتِه البشريةَ والتسليحية قد نَمَت بما تعتبره خطراً عليها.
لا تحسم محطات الصراع الميليشيات المسلّحة، ومهما تردَّد صداها في العالم سرعان ما يطويها النسيان. السلطة الفلسطينية، عندما كانت «منظمة التحرير»، بقيادة «فتح»، عاشت في المنافي وأدارت الشأنَ الفلسطيني سياسياً وعسكرياً واجتماعياً. بعد نفيها من بيروت، عادت عبر مؤتمر مدريد، ثم تحوَّلت إلى سلطةٍ شرعيةٍ عبر «اتفاق أوسلو»، وعلى ترابِها الموعود، الضفة الغربية. اليوم قد تكون الأمل عند الإنسان الفلسطيني الذي يريد الاثنين؛ إنقاذ وضعِه المعيشي اليومي الصعب، ودولة فلسطينية مستقلة.
الإسرائيليون يرفضون بذريعة أنَّ السلطة عاجزة عن أن تتحمَّلَ مسؤوليتَها، وأنَّ قيادتَها، «أبو مازن» ورفاقَه، قد شاخوا، وليسوا بكفاءة كبارِ قياديي المنظمة الراحلين. في المقابل، يمكننا القولُ، إسرائيل خَلَت من أمثال القادة التاريخيين؛ رابين. رئيس الوزراء الحالي، نتنياهو، ينظر إليه كثير من الإسرائيليين كشخصيةٍ فاسدة وانتهازية، ولم يكن شريكاً في السلام في كل المساعي السابقة. وهو من أجلِ إنقاذ نفسِه من السجن يعيش في صراعٍ مع منافسيه ورفاقه في الحزب.
المنطقة أمام أزمة في غايةِ الخطورة، قد تكبر وتتَّسع. إضافةً إلى غزة، قد يطول الدمار الضفة، وتنشب حربٌ في لبنان، وربَّما تمتدّ النيران إلى أبعد من ذلك جغرافياً، ولفترة طويلة.
أرى شبهاً بين هذه الحرب وحرب بيروت عام 1982 عندما غزاها شارون، بعد محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، المفارقة أنَّ الفاعلَ كان من جماعة «أبونضال»، واتّهمت بها دمشق. لكن الذي دفع الثمنَ كانت «منظمة التحرير»، أجبرها الإسرائيليون على الرحيل إلى تونس والسودان واليمن. عملياً انتهت «فتح» كحركة نضال مسلّح.
العمليات والتصريحات الإسرائيلية تقول إنَّها تنوي التخلّص من التنظيم ومعظم مسلّحي «حماس»، بما في ذلك إخراجهم من القطاع عبر مصر.
شمالاً، من المستبعد أن يتورَّط «حزب الله» في الحرب؛ لأنَّ ذلك سيعني عودة الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان. يعي أن تدميرَ قدراتِه سيُضعفه في سوريا، التي أصبحت أكثرَ أهمية له عسكرياً وسياسياً، وقد يفقد هيمنتَه الكاملة على لبنان نفسه.
نعود ونتساءل: لماذا نفّذت «حماس» هذا الهجومَ الضخم، أو كما يسميه البعض «11 سبتمبر الإسرائيلية»؟ هل هو عملية انتحارٍ جماعية أم حسمٌ لمأزق توازن القوة؟ «القاعدة» بعد هجماتِها تحوَّل أفرادها من تنظيم يحكم دولةَ أفغانستان إلى العيش في الكهوف، وانتهى بابن لادن مختبئاً في باكستان، وأولاده في إيران. لكن «القاعدة» تختلف عن «حماس»، إن مشروعها كان دولة الخلافة، فانتازيا تاريخية، لا محلّ لها في العصر الحديث، في حين أنَّ المشروع الفلسطيني حقيقي وله أملٌ كبير.
مع هذا، نحن أمام فرصةٍ سانحة، كما قال تشرشل في «الأمم المتحدة»، بعد دمار الحرب العالمية الثانية: «لا تدَعوا الأزمات تذهب سُدى».
«حماس» اختارت هذا الطريق. وإسرائيل قرَّرت تغييرَ واقع غزة بالقوة وإنهاء «حماس». وكلا الطرفين لن يحسم الصراع، لن تحرر «حماس» فلسطين بطائراتها الشراعية، ولن يقضي نتنياهو على عزيمة الفلسطينيين في إقامة دولتهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الخطوط الإماراتية تستأنف رحلاتها من وإلى مطار بيروت

استأنفت الخطوط الجوية الإماراتية رحلاتها من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وذلك بعد توقف استمر لعدة أيام بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها المنطقة، وما رافقها من تشدد في إجراءات الملاحة الجوية خلال الفترة الماضية.

ووصلت إلى مطار بيروت ظهر اليوم أولى رحلات الشركة، ناقلة على متنها المئات من الوافدين إلى لبنان، على أن تُستكمل الرحلات بواحدة إضافية في وقت لاحق من بعد الظهر.

تجدر الإشارة إلى أن عدداً من شركات الطيران الأخرى باشرت أيضاً بإعادة تشغيل رحلاتها من وإلى بيروت بشكل تدريجي. مواضيع ذات صلة "ويز إير أبوظبي" تطلق أولى رحلاتها من بيروت إلى العاصمة الإماراتية Lebanon 24 "ويز إير أبوظبي" تطلق أولى رحلاتها من بيروت إلى العاصمة الإماراتية 23/06/2025 13:34:05 23/06/2025 13:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الخطوط الجوية السورية تعلن استئناف تشغيل رحلاتها تدريجيا Lebanon 24 الخطوط الجوية السورية تعلن استئناف تشغيل رحلاتها تدريجيا 23/06/2025 13:34:05 23/06/2025 13:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 وصول أول طائرة إماراتية إلى مطار بيروت بعد رفع الحظر عن سفر الاماراتيين إلى لبنان Lebanon 24 وصول أول طائرة إماراتية إلى مطار بيروت بعد رفع الحظر عن سفر الاماراتيين إلى لبنان 23/06/2025 13:34:05 23/06/2025 13:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الخطوط الباكستانية: استئناف الرحلات الجوية بعد رفع الحظر Lebanon 24 الخطوط الباكستانية: استئناف الرحلات الجوية بعد رفع الحظر 23/06/2025 13:34:05 23/06/2025 13:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان عربي-دولي تابع قد يعجبك أيضاً ميشال عون اتصل بالبطريرك يازجي معزيًا: صوت الإيمان والمحبة أقوى من الإرهاب والتطرف Lebanon 24 ميشال عون اتصل بالبطريرك يازجي معزيًا: صوت الإيمان والمحبة أقوى من الإرهاب والتطرف 06:19 | 2025-06-23 23/06/2025 06:19:21 Lebanon 24 Lebanon 24 دريان دان تفجير الكنيسة في دمشق: دليل لضرب الوحدة الوطنية الداخلية Lebanon 24 دريان دان تفجير الكنيسة في دمشق: دليل لضرب الوحدة الوطنية الداخلية 06:13 | 2025-06-23 23/06/2025 06:13:00 Lebanon 24 Lebanon 24 سيناريوهات "متباينة".. ماذا بعد الاستهداف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية؟! Lebanon 24 سيناريوهات "متباينة".. ماذا بعد الاستهداف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية؟! 06:00 | 2025-06-23 23/06/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جعجع: أقصى تمنياتنا أن يتولى الحكم الجديد في دمشق ملاحقة فلول "داعش" Lebanon 24 جعجع: أقصى تمنياتنا أن يتولى الحكم الجديد في دمشق ملاحقة فلول "داعش" 05:58 | 2025-06-23 23/06/2025 05:58:10 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب الظروف السياسيّة والأمنيّة... هذا ما أعلنته لجنة مهرجانات بيت الدين Lebanon 24 بسبب الظروف السياسيّة والأمنيّة... هذا ما أعلنته لجنة مهرجانات بيت الدين 05:56 | 2025-06-23 23/06/2025 05:56:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة يُشبه الهزّة الأرضيّة... سكان غربي بعلبك شعروا بارتجاج وهذا ما تبيّن Lebanon 24 يُشبه الهزّة الأرضيّة... سكان غربي بعلبك شعروا بارتجاج وهذا ما تبيّن 10:53 | 2025-06-22 22/06/2025 10:53:08 Lebanon 24 Lebanon 24 مُعجب اقتحم حفل نانسي عجرم وأزعجها... شاهدوا بالفيديو ماذا قالت عنه Lebanon 24 مُعجب اقتحم حفل نانسي عجرم وأزعجها... شاهدوا بالفيديو ماذا قالت عنه 06:46 | 2025-06-22 22/06/2025 06:46:50 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر Lebanon 24 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر 09:00 | 2025-06-22 22/06/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بحضور جميع أولاده... جيسيكا عازار احتفلت بعيد الأب مع زوجها محمد صوفان (صور) Lebanon 24 بحضور جميع أولاده... جيسيكا عازار احتفلت بعيد الأب مع زوجها محمد صوفان (صور) 06:56 | 2025-06-22 22/06/2025 06:56:20 Lebanon 24 Lebanon 24 مريم البسّام: قالت كلمتها ومشت Lebanon 24 مريم البسّام: قالت كلمتها ومشت 16:31 | 2025-06-22 22/06/2025 04:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 06:19 | 2025-06-23 ميشال عون اتصل بالبطريرك يازجي معزيًا: صوت الإيمان والمحبة أقوى من الإرهاب والتطرف 06:13 | 2025-06-23 دريان دان تفجير الكنيسة في دمشق: دليل لضرب الوحدة الوطنية الداخلية 06:00 | 2025-06-23 سيناريوهات "متباينة".. ماذا بعد الاستهداف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية؟! 05:58 | 2025-06-23 جعجع: أقصى تمنياتنا أن يتولى الحكم الجديد في دمشق ملاحقة فلول "داعش" 05:56 | 2025-06-23 بسبب الظروف السياسيّة والأمنيّة... هذا ما أعلنته لجنة مهرجانات بيت الدين 05:47 | 2025-06-23 أيام حارّة ورطوبة خانقة.. هكذا سيكون الطقس! فيديو بدت مُرهقة.. شاهدوا أول ظهور للفنانة الشهيرة بعد تعرّضها لوعكة صحية أدخلتها المستشفى (فيديو) Lebanon 24 بدت مُرهقة.. شاهدوا أول ظهور للفنانة الشهيرة بعد تعرّضها لوعكة صحية أدخلتها المستشفى (فيديو) 23:24 | 2025-06-22 23/06/2025 13:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 بوسي وهيفا تشعلان الصيف بـ"يا أحمد" Lebanon 24 بوسي وهيفا تشعلان الصيف بـ"يا أحمد" 13:40 | 2025-06-21 23/06/2025 13:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب مقعد.. شجار عنيف على متن طائرة شاهدوا ماذا حصل (فيديو) Lebanon 24 بسبب مقعد.. شجار عنيف على متن طائرة شاهدوا ماذا حصل (فيديو) 04:00 | 2025-06-21 23/06/2025 13:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • معجب يقتحم مسرح نانسي عجرم في بيروت ويفاجئ الجمهور
  • السفير الفرنسي زار المدير العام لمرفأ بيروت
  • ماذا تعرف عن الفتق؟
  • هل الضربة الإيرانية للقواعد الأمريكية كانت حفظًا لماء الوجه؟.. خبير عسكري يوضح لـ «الأسبوع»
  • إيران في وجه العدوان
  • اللبنانية الأولى استقبلت وفدا من جمعية سطوح بيروت
  • الخطوط الإماراتية تستأنف رحلاتها من وإلى مطار بيروت
  • لأول مرة مع هيفاء وهبي.. محمد رمضان يحيي حفلا في بيروت
  • بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر
  • الاصطفاف الإقليمي يطرق أبواب بيروت