مستشار زيلينسكي يشتكي من بطئ تسليم الأسلحة من الغرب
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
أكتوبر 14, 2023آخر تحديث: أكتوبر 14, 2023
المستقلة/- قال كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجهود العسكرية التي تبذلها البلاد ضد روسيا متأخرة من ستة إلى تسعة أشهر عن الموعد المحدد بسبب التأخير في تسليم الأسلحة الغربية في خريف عام 2022.
و قال ميخايلو بودولياك للقناة الإخبارية الأوكرانية 24، بحسب صحيفة كييف بوست: “لو كانت أوكرانيا قد تلقت أسلحة بشكل أسرع، لكان بإمكاننا الدفاع عن أنفسنا بشكل أفضل و شن هجوم مضاد”.
و قال بودولياك إن شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا تأخرت لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر بسبب الخدمات اللوجستية و الموافقات من الدول الغربية، الأمر الذي أعاق “بشكل خطير” قدراتها الدفاعية.
و ألقى باللوم على الغرب لعدم استجابته بشكل أسرع لطلبات أوكرانيا للحصول على أسلحة بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة على منطقة خيرسون الشرقية في الخريف الماضي.
و قال لوسائل الإعلام: “فقط بعد كل هذه الأحداث وصلت الأسلحة أخيرًا”.
و نتيجة لذلك، قال بودولياك: “لقد تأخرنا ستة إلى تسعة أشهر. كل شيء ممتد للغاية في الوقت المناسب”.
و أدلى رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، بتعليقات مماثلة لصحيفة “أوكرينسكا برافدا” في وقت سابق من هذا الأسبوع، قائلاً إن الهجوم المضاد الأوكراني “خارج الجدول الزمني”، لكنه لم يذكر أسبابًا محددة لذلك.
و وفقاً لمعهد كيل، الذي يتابع المساعدات الموعودة و المرسلة إلى أوكرانيا، فإن “الشحنات الفعلية كانت أقل بكثير من التعهدات”، حيث تم تسليم ما يقرب من نصف الأسلحة الموعودة فعلياً إلى أوكرانيا اعتباراً من يوليو/تموز.
و قال كريستوف تريبيش، رئيس الفريق الذي أنشأ جهاز التعقب، إن الفجوة “بين المساعدات العسكرية الموعودة و تسليمها واسعة”.
منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير 2022، حث بودولياك الغرب على التحرك بسرعة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي، وفقًا لشبكة CNN.
و في ذلك الوقت، كان أغلب الغرب، على الرغم من دعمه لأوكرانيا، متردداً في تزويدها بالأسلحة الثقيلة خوفاً من تصعيد الصراع خارج حدود أوكرانيا.
و منذ ذلك الحين، التزمت الولايات المتحدة و دول الاتحاد الأوروبي بمبلغ 73 مليار دولار و 139 مليار دولار على التوالي، وفقًا لمرصد معهد كيل.
و في حين حققت القوات الأوكرانية مكاسب بطيئة منذ شهر مايو، إلا أنها فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراقات كبيرة ضد الخطوط الدفاعية الروسية شديدة التحصين، وفقًا لمعهد دراسة الحرب.
المصدر:https://www.businessinsider.com/ukraine-9-months-behind-counteroffensive-schedule-delays-western-weapons-advisor-2023-10?utm_source=reddit&utm_medium=social&utm_campaign=insider–sub-post&utm_source=reddit.com
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
ترامب والحضارة الموعودة.. الشيطان الأكبر وأوهام هرمجدون
في خضم الموجات المتلاحقة من التحولات السياسية والدينية التي تجتاح العالم، يعود دونالد ترامب إلى واجهة المشهد العالمي، ليس فقط كرئيس أمريكي أعيد انتخابه لولاية ثانية غير متتالية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بل كممثل صارخ لعقيدة سياسية- دينية عميقة الجذور في اللاهوت البروتستانتي الصهيوني. ترامب ليس مجرد رئيس، بل هو تجلٍّ حيٌّ لمشروع حضاري يتكئ على فكرة "الحضارة الموعودة" التي لا تتحقق إلا بالصدام، ويُدار فيها "السلام" بالقوة، وتُفرض فيها الحقيقة بالسلاح.
في زيارته الأخيرة إلى قاعدة العديد في قطر (15 أيار/ مايو 2025)، صرّح ترامب بأن الولايات المتحدة "ستحول غزة إلى منطقة حرية تحت الرعاية الأمريكية"، مؤكدا أن الحروب المقدسة ستستمر حتى يتحقق "النظام الإلهي الجديد". جاءت تصريحاته هذه ضمن سلسلة مواقف تكشف عن إيمان راسخ بنبوءات هرمجدون، حيث يرى نفسه جزءا من السيناريو الإلهي لإنهاء التاريخ، وتثبيت السيادة الأمريكية- الإسرائيلية على العالم.
تتلاقى هذه العقيدة مع مصالح اليمين الصهيوني في إسرائيل، فيتحول الإيمان إلى أداة لتبرير الغزو والعدوان
من خلال هذا التوجه، تُمثل رئاسة ترامب الحالية تمديدا خطيرا لفكر "الشيطان الأكبر" الذي يسعى لفرض نظام عالمي جديد من بوابة العنف، باسم السلام.
يتشكل المشروع الذي يقوده ترامب من مزيج لاهوتي- سياسي يستمد جذوره من اللاهوت البروتستانتي الإنجيلي الذي يؤمن بضرورة تحقيق نبوءات العهد القديم، وعلى رأسها معركة هرمجدون، وإقامة إسرائيل الكبرى، وعودة المسيح بعد خراب العالم. تتلاقى هذه العقيدة مع مصالح اليمين الصهيوني في إسرائيل، فيتحول الإيمان إلى أداة لتبرير الغزو والعدوان.
منذ حملته الانتخابية الأولى، قدّم ترامب نفسه باعتباره المختار الإلهي، وساهم بشكل مباشر في قرارات كبرى مثل نقل السفارة إلى القدس، وشرعنة الاستيطان، وإعلان "صفقة القرن". وفي ولايته الحالية، يتبنى خطابا أكثر وضوحا في تطويع الدين لخدمة السياسات الأمريكية- الإسرائيلية، ويضع نفسه قائدا لمعركة الخير ضد "قوى الشر"، وهو توصيف يستخدمه لوصم المسلمين والصين وروسيا والمعارضين المحليين.
يرتكز هذا المشروع على ثلاث دعائم: السيادة الأمريكية الروحية والمادية على العالم، وزعامة إسرائيل الدينية والتاريخية وإخضاع الأمم الأخرى بالقوة أو الفناء.
ويعتقد ترامب ان أعداء هذا المشروع هم المسلمون (بوصفهم الإرث الأخطر)، والصين (كقوة مادية نقيضة)، وروسيا (كرمز للتحدي الحضاري)، وكل من يرفض المشروع الغربي الأخروي.
وأدوات هذا المشروع هي القوة باسم السلام من خلال هذه المفردات:
- العسكرة: نشر القوات في الشرق الأوسط وآسيا، وزيادة ميزانية الدفاع.
- الإعلام الإنجيلي: قنوات تنشر فكر الخلاص الأمريكي وتحشد لحرب مقدسة.
- التطبيع الديني: لقاءات بين حاخامات وإنجيليين ومسلمين مزيفين لصنع "سلام ديني جديد".
- قوانين دينية تفرض رؤى يمينية محافظة على التعليم والقضاء والسياسة الخارجية.
ما يجري اليوم من تحولات بقيادة ترامب ليس مجرد خلاف سياسي، بل صدام حضاري عقدي خطير. ترامب يُمثل نسخة متطرفة من "الشيطان الأكبر"، يسعى لفرض النظام العالمي الجديد بالقوة وتحت ستار ديني
الأخطر أن هرمجدون ليست مجرد نبوءة دينية، بل أداة سياسية لإخضاع الشعوب وتبرير الحروب. من خلال ربط السياسات اليومية بالأساطير الدينية، يتحول ترامب إلى قائد لأمة لا تفكر بعقلها بل بعقيدة الخلاص والانتظار. غزة، القدس، إيران.. كلها مواقع محتملة للاشتعال وفق هذا السيناريو.
ولهذا يرى ترامب العالم في عقله عالمين: عالم النور (نحن)، وعالم الظلمة (هم). ويُقصد بـ"نحن": أمريكا الإنجيلية، وإسرائيل الصهيونية، ومن يدور في فلكهما. أما "هم": المسلمون، والروس، والصينيون، وكل من يقاوم المشروع. هذه الثنائية تُنتج سياسة لا تقبل الحوار بل الإخضاع.
العالم الإسلامي بين التهديد والاستنهاض
لا خيار أمام الأمة الإسلامية إلا الانتباه إلى خطورة المرحلة، وإعادة بناء رؤيتها الحضارية، وامتلاك خطاب جامع يُواجه المشروع الهرمجدوني بخطاب قرآني- مستقبلي يُعيد تعريف السلام، ويستنهض الأمة على أسس التوحيد والعدل.
إن ما يجري اليوم من تحولات بقيادة ترامب ليس مجرد خلاف سياسي، بل صدام حضاري عقدي خطير. ترامب يُمثل نسخة متطرفة من "الشيطان الأكبر"، يسعى لفرض النظام العالمي الجديد بالقوة وتحت ستار ديني مخيف.
إن التصدي لهذا المشروع يتطلب يقظة فكرية، وإحياء روح المقاومة الحضارية، وتوحيد صفوف الأمة في معركة الوعي.