جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@21:20:38 GMT

ابتسم أنت في غزة!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

ابتسم أنت في غزة!

 

مسعود الحمداني

[email protected]

 

(1)

ابتسم أنت في "غزة"، في مكان لا تتعدى مساحته 360 كيلومترًا، يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة، أنت في مشهد دراماتيكي غريب، ومرعب، رغم أنك في القرن الواحد والعشرين؛ حيث لم تبق دولة تستعمر دولة أخرى، ولكن لا يزال الاحتلال موجودًا هنا، وحيث تشاهد قوانين ومبادئ العالم مقلوبة رأسًا على عقب، فتنقلب الضحية قاتلًا، ويضحى السفاح ضحيةً، ابتسم فأنت لا تملك غير ابتسامة سخرية، تمامًا كما كان "حنظلة" الذي رافق رسومات ناجي العلي، ينظر إلى العالم شابكًا ذراعيه خلف ظهره، يتفرج على مآسي فلسطين، ولا يملك غير الدهشة مما يجري.

(2)

ابتسم فأنت وسط أشد بقع "دولة" فلسطين احمرارًا، ودموية؛ حيث لا يمكنك أن تتخيل نفاق دول العالم الأول، ولا يمكنك أن تستوعب المعايير المزدوجة التي يكيل بها الساسة في أوربا والولايات المتحدة الأمور، ولا يمكنك أن تفرّق بين أخلاق المدنية والهمجية حين يجتمعان معًا، ولا يمكنك أن تفهم كيف ينظر "العالم الحر" إلى بلد يعاني منذ أكثر من 75 عامًا من القتل والدمار والاحتلال البغيض، ورغم ذلك ينحاز للمحتل، ولا يمكن أن تدرك معايير هذا العالم الذي ينظر إلى قطاع محاصر منذ أكثر من 17 عامًا، لا يحرك تجاهه ساكنا، حيث يرمي المجرم قرارات الأمم المتحدة عرض حائط المبكى، ولكنه يطالب بتطبيقها على المقاوم الذي يسعى لنيل حريته، ابتسم وأنت ترى عورة "الديمقراطية"الغربية، حين تسمح بمظاهرات تؤيد القاتل، وتمنع مظاهرات تؤيد الحق، وتسجن من ينكر "الهولوكوست"، وتتعامى عن من ينكر مجازر ترتكب في حق الفلسطينيين، وتجري أمام أعين العالم مباشرة!!

(3)

لا يمكن إلا أن تبتسم وأنت ترى جيوش الدول الكبرى، تُحشد في ساعات، وتتجه لكي تؤمنّ الحماية للمحتل، ولكي تطمئن القاتل المتسلسل على أمنه، ولتقدم الدعم المعنوي والمادي للمغتصب، وتحشد الجيوش البربرية ضد مجموعة مسلحة بأسلحة بدائية محاصرة بين البر والبحر، سلاحها الأهم هو الإيمان بالله والوطن، ورغم ذلك فأني أتفاءل أحيانًا بوجود الجيش الأمريكي في اللعبة، لأنني لا أذكر حربا خاضتها الولايات المتحدة إلا وخسرتها!!

(4)

ابتسم.. فأنت بين جثث الشهداء، وبين الدمار الذي لا يمكن وصفه، وبين سماء تمطر رعبًا، وأرض تنفجر رصاصا، وبحر يجري دما، تعيش وتتعايش مع الموت، وتقاتل حيث يتفرج عليك إخوتك وأصدقاؤك العرب، ويحاصرونك، ويطبّعون مع عدوك، ويتهمونك بالإرهاب، ويعينون عدوك عليك، ويتآمرون على قضيتك، ثم يرفعون أيديهم بالدعاء بالنصر عليك..لا..لك.

ابتسم ببلاهة، فأنت في عالم لا يرى.. لا يسمع.. لا يتكلم..

ابتسم فأنت في "غزة".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السوداني: واهم من يتخيل أن تدينس أرض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب

 قال رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني: "واهم من يتخيل أن تدنيس أرض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب، واهم من يراهن على تمزيق وحدة العراقيين على ارضهم، واهم جداً من يبتغي زرع الخوف في قلوبهم التي ملأتها خشية الله جل وعلا وحب العراق".

وأضاف السوداني - في كلمة له خلال احتفال يوم النصر (العراقي) على الإرهاب نقلتها الوكالة الوطنية العراقية للأنباء "نينا" اليوم الأربعاء - أنه في مثل هذا اليوم قبل ثماني سنوات ارتفعت راية العراق مرة اخرى على التراب المحرر من براثن الإرهاب التكفيري الظلامي وانتصر العراقيون في يوم مشهود نستذكره بفخر واعتزاز وأن واهم من يتخيل أن تدنيس ارض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب.

روسيا: دفاعات كييف مسئولة عن تضرر المنشآت المدنية في أوكرانيازيلينسكي: الولايات المتحدة غير مستعدة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو

وقال السوداني: "إننا مصممون على الاستمرار في مسيرة خدمة شعبنا، ومواصلة التقدم في كل مجالات التنمية، وسنباهي ببلدنا كل الأمم، لأنه بلد الشهداء والأنبياء والأئمة والأولياء، مثلما هو بلد الفرسان الذين قهروا الإرهاب وقطعوا دابره إلى الأبد".

وشدد رئيس الوزراء، على أن أبطال القوات الأمنية أثبتوا أن في العراق رجالاً لا يُهزمون، وأن تنظيمات الإرهاب لن تفلت من العقاب على ما ارتكبته من جرائم بحق العراقيين بمختلف أطيافهم.
 

طباعة شارك قوات المسلحة تمزيق رئيس الوزراء العراقي العراقيين

مقالات مشابهة

  • دعاء يوم الجمعة للرزق.. اغتنمه وردده الآن يصب الله عليك الخير صبا
  • إلى أي حد يمكن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب؟
  • مرتبك كام؟.. كامل الوزير لأحد العمال: بينضحك عليك.. والأخير يرد
  • 10 مخالفات مرورية يمكن التصالح عليها بـ25 جنيهًا فقط.. تعرف عليها
  • كيف يمكن الحفاظ علي مفاتيح السيارة ؟
  • مدرب المنتخب الأردني: العراق خصم قوي ولا يمكن الحكم عليه بخسارته مع الجزائر
  • ترامب أعلن حربا حضارية على أوروبا.. وهكذا يمكن أن نقاوم
  • السوداني: واهم من يتخيل أن تدينس أرض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب
  • لقاء زيلينسكي وميلوني.. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا في محادثات السلام؟
  • Galaxy Tab S9 FE+.. تخفيض ضخم يحوّله إلى جهاز لا يمكن تجاهله