بوابة الوفد:
2025-06-04@02:20:05 GMT

إسرائيل تنعى مع «كوهين»!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

على طريقة «كوهين ينعى ولده ويصلح ساعات» تخطط إسرائيل من خلال حرب الإبادة التى تشنها على الشعب الفلسطينى لإجبار سكان غزة «حوالى مليون فلسطينى» على النزوح إلى الجنوب للإقامة فى الأراضى المصرية بسيناء! وهى تحاول من خلال خطتها للتهجير القسرى للفلسطينيين تحقيق حلمين: الأول وهو التقدم خطوة نحو تحقيق حلم دولة إسرائيل من النيل للفرات، والحلم الثانى هو تنفيذ خطة صفقة القرن التى تسعى إليها الولايات المتحدة الأمريكية.

لا حجر على الحلم، ولكن حلم إسرائيل فى بلوغ أهدافها هو من أحلام اليقظة التى لن تتحقق، وواضح أن إسرائيل مستمرة فى الغطرسة الصهيونية، وتحاول أن تنسى أننا فى شهر أكتوبر الذى تحطم فيه أنفها وانكسر غرورها وانهار فيه جيشها الذى كان يعتقد أنه لا يقهر وخط بارليف الذى كانت تعتقد أنه منيع ولكن أذاب رماله الجيش المصرى فى مياه القناة بـ«الخراطيم» فى مثل هذا الشهر منذ 50 عاما!

حلم إسرائيل لن يبارح مخدات ومراتب قادتها، فسكان غزة لن يتزحزحوا عن أرضهم لأن خروجهم إلى أى وجهة معناه تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء دولة فلسطين من الوجود، وإذا كانت إسرائيل تخيرهم بين الموت تحت القصف أو النزوح عن أراضيهم، فإنهم سيختارون المقاومة حتى آخر نفس فى الدفاع عن وطنهم وعرضهم ومالهم. وعن مصر فإنها لن تتنازل عن شبر واحد من سيناء، ولن تستجيب لمخططات معدة سلفاً بأن يتم تقسيم الأراضى العربية وأن تكون البداية من مصر، إن هذا الموقف الذى اتخذته القيادة الساسية المصرية لا يعنى تخليها عن القضية الفلسطينية وعن دعم الأشقاء الفلسطينيين، فيعلم الشعب الفلسطينى والقادة والمقاومة ما قدمته مصر ومازالت تقدمه للقضية الفلسطينية منذ ما يقرب من مائة عام، ولن تتخلى عن دورها ومطالباتها بضرورة إحلال السلام والأمن فى المنطقة عن طريق حل الدولتين الذى يؤدى إلى إقامة دولة فلسطين على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وبدون ذلك لن تنعم إسرائيل ولا المنطقة بأسرها بالأمن و الاستقرار.

فى مصر يقيم حوالى 9 ملايين لاجئ من حوالى 60 دولة معظمهم من دول الجوار ومنهم فلسطينيون هم من ضحايا الصراعات والخلافات والتدخلات الأجنبية فى دولهم، تعاملهم مصر على أنهم مواطنون وليسوا لاجئين، لهم نفس حقوق المصريين، يعيشون بيننا ويسكنون فى منازلنا ونلقى عليهم كل يوم تحية الصباح، ويعملون معنا، ويأكلون من طعامنا، ولا يشعرون بأى تفرقة، ولكن بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين الذين تخطط إسرائيل لطردهم بالقوة المسلحة من غزة للفرار إلى مصر، فالوضع مختلف، مصر تريد أن يبقوا فى وطنهم ولا يرضخوا للتهديدات الإسرائيلية لأن فى خروجهم ضياعاً لفلسطين إلى الأبد. مصر فى السابق كانت تحظر منح أبناء الأم الفلسطينية الجنسية المصرية استجابة لقرار من جامعة الدول العربية للحفاظ على النسل الفلسطينى وزيادة أعدادهم وتعمير وطنهم وعدم تركه لليهود، وبالتالى فإن الأراضى المصرية هى للمصريين فقط.

وإذا اقترب منها معتد فإن 100 مليون مصرى مستعدون للزحف إلى الحدود للدفاع عن تراب الوطن إلى جانب القوات المسلحة المصرية الباسلة درع الوطن وسيفه البتّار، ولكن مصر دولة سلام وجيشها جيش سلام، وهى تدعو للسلام، وتقبل أن تحصل على أراض خارج أراضيها لأنها دولة ليست معتدية، وعند اللزوم فإنها قادرة على حماية سمائها وأرضها.

إن التهجير القسرى الذى تخطط له إسرائيل لطرد الفلسطينيين من أرضهم مخالف للقانون الدولى الإنسانى، ويعتبر ضمن جرائم حرب ضد الإنسانية وهو جزء من سياسة ممنهجة تستخدمها إسرائيل لتغيير الأوضاع الديمغرافية فى المناطق التى تسيطر عليها وخطتها لإخلاء أكثر من مليون فلسطينى من غزة ينذر بوضع كارثى، ويحتاج الأمر إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولى الذى لا يحتاج إلى إثبات جديد بأنه يكيل بمكيالين عندما تغمض الدول الكبرى، خاصة الاتحاد الأوروبى أعينها عن جرائم إسرائيل التى ترتكبها فى الأراضى المحتلة من عمل انتقامى بشع واستخدام غاشم للقوة العسكرية ويتحرك عندما يتلقى تقارير مفبركة تزعم انتهاك حقوق الإنسان فى دولة خارج نطاق رعايته.

إن المبادئ التى يقوم عليها المجتمع الدولى هى صون السلم والأمن الدوليين وإيصال الإغاثة الإنسانية، واحترام القانون الدولى. لابد أن يظل الهدف الأسمى للمجتمع الدولى تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية وهو الأمر الذى يتطلب وقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية وتجنيب تعرض المدنيين للمزيد من المخاطر بدلاً من أن يقف المجتمع الدولى موقف المتفرج أمام الأطروحات الفاسدة تاريخياً وسياسياً سعى إليها الاحتلال الإسرائيلى لطرحها على مدى الصراع العربى الإسرائيلى بتوطين أهالى غزة فى سيناء وهو ما رفضته مصر وما زالت ترفضه ولن تسمح به.

المجتمع الدولى مطالب الآن بالتدخل الفورى لوقف التصعيد الجارى فى الأراضى المحتلة، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطينى، ومطالبتها بالالتزام بقواعد القانون الدولى الإنسانى فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال، ولتعلم إسرائيل أنها لن تنعم بالأمن إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية حرة وإن طال الزمن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كوهين حكاية وطن تخطط إسرائيل حرب الإبادة الشعب الفلسطيني الأراضي المصرية المجتمع الدولى

إقرأ أيضاً:

الحكماء.. والفضائح العائلية

يبدو أن مسلسل الفضائح العائلية لن ولم ينته، مادامت هناك متابعات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومادامت هناك مواقع وصفحات شخصية تلهث وراء أى معلومة عن خلافات يكون طرفها أحد المشاهير، ومادامت هناك كاميرات تلاحق الأشخاص فى التو واللحظة، وتستطيع تحقيق نسب مشاهدة عالية.

فها هي حكاية جديدة من الخلافات العائلية بين زوجة اللاعب المتوفى قبل شهر تقريبا بعد معاناة مع المرض الخبيث وبين والدته، فالزوجة تعلن أنها لا تمتلك أي أموال بعد أن أستنزفت رحلة العلاج كل ما تمتلك الأسرة، وأن هناك من أهل الخير من تبرع لتكملة نفقات العلاج، وأن مشوارها طويل فى تربية وتعليم أطفالها الصغار، بينما الأم تصر على أن لها ميراثا فى ابنها، الذى وعدها من قبل ببناء بيت ورحلة حج، وبحسب كلامها فإنه اذا كان لا يملك فكيف كان سينفذ هذا الوعد، بالطبع الكاميرات والمواقع تتلقف هذه السيدة الريفية البسيطة التى يبدو أن ابنها هو من يدفعها إلى الكلام بهذا الشكل الذى يعكس جفاء وتناسي لحالة الحزن على فقد الضنا.

هل يتصور الطرفان أن نشر الفضائح عبر السوشيال ميديا سيحل الخلاف بينهما، بالطبع لا فكل ما ينشر من شأنه أن يشعل النار فى الهشيم ويزيد الطين بلة، ويثير الأحقاد والضعائن، والمواقع ورواد التواصل الاجتماعي لا يهمهم حل الخلاف ولكن يهمهم نشر الفضائح واللهاث خلفها، والوصول إلى "الترند"، هل لا يوجد حكماء فى العائلة أو المعارف والأصدقاء، للتدخل للتوفيق بين الطرفين، أم أن هذه الفكرة قد انتهت إلى غير رجعة فى وقت أصبحت فيه "حرمة البيوت" مشاعا للكل.

تتصيد بعض المواقع مجرد تعليق على الفيس بوك أو حتى معلومة بسيطة عن أحد المشاهير وتبني عليه "قصة" وهو ما حدث مع إعلان الفنان أحمد السقا طلاق زوجته بعد زواج استمر لمدة 26 عاما، وعلى الرغم من أن الفنان تمنى لطليقته التوفيق فى حياتها معلنا أنه سيعيش لأبنائه ووالدته وأخته، ولم يخرج منه تعليق آخر، إلا أن المواقع اتخذت من الموضوع مادة، وتم نسج حكايات حوله وبالطبع الهدف تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، بدون احترام لخصوصيات الآخرين.

سألت والد فتاة نشب خلاف بينها وبين زوجها، وهم من نفس العائلة التى تقطن فى ريف إحدى المحافظات، عن كبير العائلة الذى كان يأمر وينهي بكلمة واحدة أى خلاف فى مهده، فقال لى إن هذا العرف لم يعد موجودا، وكلمة الكبير لم تعد نافذة، بعد أن وصل الجميع لقناعة أنه وحده صاحب الحق ولا مجال للتنازل.

بالتأكيد فإن خللا ما قد أحدث هذه الحالة الجديدة على مجتمعنا والتى أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي فى الوصول إليها.. وبالتأكيد أيضا أن هوس الميديا فى بعض الأحيان والترند فى أحيان أخرى، أفقد البعض "اتزانهم النفسي"، وغيّب الحكمة والعقلانية من تصرفاتهم، فأصبحوا مادة للفضائح والنميمة وكشف "الستر، وهو ما يستوجب وقفة مع النفس أولا ثم تدخل الحكماء للصلح والتوفيق، حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه من استباحة "حرمة الموتى" وكشف سترهم بدلا من الحزن على فقدانهم والترحم عليهم، مطلوب أن نفيق من وهم الاستعراض الذى سيطر على العقول ودمر الخيط الرفيع لجدار "خصوصية البيوت".

مقالات مشابهة

  • لماذا غضب مغردون من هجوم سفير أميركا لدى إسرائيل على فرنسا؟
  • محافظ أسوان: لا تهاون في الحفاظ على أراضي الدولة والتصدى بحزم لكافة التعديات
  • “الخارجية الفلسطينية” ترحب برفع عضوية فلسطين إلى “دولة مراقب” بمنظمة العمل الدولية
  • السفير الأمريكي في إسرائيل ينتقد موقف فرنسا بشأن الدولة الفلسطينية ويعتبره تدخلا غير مقبول
  • «الصحة الفلسطينية»: إسرائيل تمنع دخول 3 آلاف شحنة صحية للقطاع
  • الحكماء.. والفضائح العائلية
  • إسرائيل وحربها الممنهجة
  • سياسي إسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي بسبب موقفه من الدولة الفلسطينية
  • ‏السفير الأمريكي لدى إسرائيل: نرفض الخطط الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • بيان عربي يندد بإجهاض إسرائيل زيارة وفد وزاري رفيع للأراضي الفلسطينية