الوحدة في اليمن التي قامت بين شماله وجنوبه عقب انهيار الاتحاد الروسي، والجمهوريات الاشتراكية، وسقوط الأنظمة التي كانت تدعم الجنوب، وكما قال علي عبد الله صالح إن حكم اليمن كمن يرقص على رؤوس الأفاعي، انتهى الحكم بفتح البلاد أمام الحوثيين المدعومين من إيران والذين سيطروا على أقسام كبيرة من اليمن، ومقدراته.

حلم الانفصال عاد يدغدغ مشاعر أهل الجنوب، بسبب ضعف الحكومة المركزية، وسعى الحوثيون إلى تفكيك وحدة اليمن وهو ما يخدم مخططات الانفصال والتفتيت؛ غير أن مساعي الانفصال لن تتحقق إلا بتغيير الدستور اليمني الذي تم إقراره في مايو 1991، وبموافقة تجاوزت 98% من المواطنين اليمنيين، إذ ينص في مادته الأولى على أن الجمهورية اليمنية هي وحدة لا تتجزأ، ولا يجوز التنازل عن أي جزءٍ منها؛ وهو ما يعني أن وحدة الجمهورية اليمنية أبدية ونهائية.

ويبدو أن تغيير هذا النص لإقرار حق الجنوب في الانفصال يبدو مستحيلًا في ظل وجود نسبة 85% من السكان في الشمال وبالطبع سيرفضون تغيير الدستور وإقرار انفصال الجنوب؛ وهو ما قد يدفع الجنوب إلى إعلان الانفصال باعتبار السيطرة الفعلية على الجنوب، ومع انهيار الإدارات المركزية وسيطرة الحوثيون على أجزاء من الدولة، ووجود تدخل خارجي في شؤون اليمن.

مساعٍ حثيثة للانفصال

وفي الإطار كشفت صحيفة العرب الإماراتية عن تحديد موعد لإعلان انفصال جنوب اليمن عن شماله، مشيرة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات سيقر فك الارتباط الشعبي بين الجنوب والشمال بنهاية نوفمبر المقبل وتحديدًا بعد 47 يومًا من الآن.

اقرأ أيضاً أول تعليق للحكومة اليمنية على فشل المليشيا في إدارة بعثة دبلوماسية واحدة وتورطها في فضيحة أخلاقية العليمي يستدعي تضحيات الرعيل اليمني الأول ضد الاستبداد والاستعمار البرلمان العربي يجدد موقفه بشأن الحل النهائي في اليمن ووحدته ‏حين تضع سبابتك على خارطة الجنوب اليمني وتكتشف ماذا حل بقحطان والشعبي؟ اليمن ترفض دعوات تهجير الفلسطينيين وتدعو لإتخاذ إجراءات فورية وزير الدفاع يعبر عن ثقته بقدرة الشعب اليمني على الإطاحة بمشروع الهدم والخراب الحوثي 8 نصائح عشان تحافظ عليه صحتك.. تعرف عليهم صحيفة إماراتية: تم تحديد موعد انفصال جنوب اليمن عن شماله.. والأسابيع القادمة ستشهد مفاجأة «لقمة واحدة».. الطعام السعودي اليمني أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعوديً طبيب يقتل امرأة بحقنة خطيرة وسط اليمن درجات الحرارة المتوقعة اليوم في اليمن

وأفادت الصحيفة نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن الأسابيع المقبلة ستشهد مفاجآت كبيرة، تصب في استعادة دولة الجنوب المستقلة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، لافتةً إلى أن المجلس سيفرض بند الاستقلال باعتباره أساسًا لأية تسويات للصراع الدائر حاليًا في اليمن.

ونقلت العرب، عن عبد الله الوالي مستشار محافظ عدن، قوله: سيتم تشكيل العديد من اللجان في جميع المحافظات الجنوبية وستلن تلك اللجان خلال 15 يومًا من الآن، إلى جانب تشكيل اللجنة التحضيرية التي تتولى إعلان فك الارتباط الشعبي بين المحافظات الجنوبية والشمالية.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

المنتجعات السياحية جنوب لبنان في انتظار تدخل الدولة

بيروت- بهمّة عالية وعمل دؤوب يضع فضل نجم لمساته الأخيرة على مؤسّسته السياحيّة في بلدة باتوليه قضاء صور جنوب لبنان، والذي كان قد تضرر بشكل كبير من جراء القصف الإسرائيلي، حيث أعاد ترميم الجدران المدمرة وأعمال الديكور داخل صالة ليلة عمر للأفراح.

ومنذ إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عاد نجم وأسرته وعمّاله إلى مؤسّسته ليرفع عنها غبار الحرب وآثارها الكارثية، وهو اليوم يتهيّأ لموسم الصيف القادم، والذي يعوّل عليه مثل العديد من أصحاب المنتجعات السياحية في الجنوب اللبناني، لتعويض جزء من خسائرهم التي تكبّدوها جراء الحرب الأخيرة.

منتجعات مغلقة في ظل هجرة أصحابها بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة (الجزيرة) إصرار على العودة

يتحدث نجم للجزيرة نت عن إصراره الكبير لإعادة الصالة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، لافتًا إلى وجود حجوزات كبيرة لهذا الصيف، ويقول: "الحرب الإسرائيلية كانت قاسية جدًّا علينا، وقد تضرّرنا بشكل كبير، حيث سقط السقف والديكور، وجزء من الحائط سقط بعد وقوع عدّة غارات بجانب المنتجع، لكننا عدنا فور وقف إطلاق النار ونحاول جاهدين إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وسنستأنف العمل رغم كل شيء، ونحن نستعد حاليًا لموسم صيف واعد جدًا".

ويلفت نجم إلى وجود حالة من التردّد لدى الكثير من أصحاب المؤسسات السياحيّة، نظرًا لاستمرار الخروقات الإسرائيلية ضد لبنان، وهذا ما يخيف الروّاد بشكل أساسي من القدوم إلى الجنوب، إلا أنه يطمئن الناس إلى أن الوضع في الجنوب، وخاصة في منطقة صور مستقر وآمن، ويدعو المغتربين للعودة إلى بلدهم وزيارة الجنوب لدعم الأهالي الصامدين في قراهم.

إعلان دولة غائبة

تستعيد مدينة صور عافيتها بشكل أسرع من قرى القضاء، خاصة تلك القريبة من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة، إذ تتراجع الحركة في المدن كلما اقتربت نحو القرى الحدوديّة، كا هو الحال في بلدة شمع، التي صُنّفت سياحيّة نظرًا لموقعها الجغرافي المميّز، والممتد من أعلى الجبل وصولا إلى شاطئ البحر في نقطة البيّاضة، حيث دمّر الاحتلال أكثر من 70% من منازلها، أما منتجعاتها السياحيّة فتضرّرت بشكل كبير.

ويشير رئيس بلدية شمع وصاحب منتجع (هيل سايد ريزورت)، عبد القادر صفي الدين للجزيرة نت إلى الأضرار البسيطة التي لحقت بمنتجعه وقد عمد إلى استبدال الزجاج المحطّم وكذلك بعض الإصلاحات الضرورية، ويشدّد على أنه يدرس قرار إعادة فتح المنتجع في هذا الصيف، في ضوء وجود تكاليف تشغيلية كبيرة، من غياب للكهرباء التي يستعاض عنها بالمولدات، وغياب البنية التحتيّة الضروريّة.

ورغم كل الصعوبات والتحديات التي تأتي مع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، يشدّد صفي الدين على ضرورة أخذ المبادرة من قبل أصحاب المؤسّسات السياحيّة، والبدء بأعمال الإصلاحات دون انتظار الدولة الغائبة تمامًا حسب تعبيره.

ويقول: "في بلدة شمع كان يعمل ما يقارب 250 موظّفًا في المؤسّسات السياحيّة في البلدة، يعني 250 عائلة كانت تعتاش من هذا القطاع، وهذه المنطقة كان يقصدها المواطنون من كل لبنان إضافة إلى السيّاح والمغتربين، نظرا لجماليتها وللخدمات المميزة التي تقدمها هذه المنتجعات، ولهذا يجب أن تعود إلى سابق عهدها ومهما كانت الظروف، وعدم انتظار الدولة التي لم تسأل عنا أبدًا".

حتّى إشعار آخر

ومن خلال جولة الجزيرة نت على المنتجعات في شمع بدت البلدة خالية تمامًا من أي مظهر للحياة، حتى مطعم (أمواج البياضة) الذي كان يضج بالحياة لسنوات طويلة، هو اليوم مغلق تمامًا، وآثار الدمار واضحة للعيان، فالطاولات محطّمة كذا الكراسي وألواح الزجاج، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي طال المنطقة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

ومنذ ذلك التاريخ أغلق المطعم أبوابه أمام زوّراه، وغادر 60 عاملا إلى منازلهم إلى غير رجعة، أما صاحبه فغادر إلى أفريقيا، وليس لديه نيّة للعودة في الوقت الحالي، نظرًا للخسائر الاقتصاديّة الكبيرة التي مُني بها نتيجة الإغلاق الذي تخطّى العام ونصف العام، ونتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالمطعم.

أضرار كبيرة في مطعم أمواج البياضة في بلدة شمع قضاء صور نتيجة الحرب الإسرائيلية (الجزيرة)

ويتحدث صاحب المطعم علي وهبة لـ(الجزيرة نت) عن هذه الخسائر، مؤكّدًا أنه خسر أول الحرب في مطعمه 22 ثلاجة ممتلئة بأنواع مختلفة من اللحوم والأسماك والأطعمة المتنوعة، وكلفة هذه الخسارة قرابة 50 ألف دولار، فضلا عن كلفة الإغلاق المتواصلة والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمطعم.

ويستبعد وهبة إمكانية العودة إلى لبنان وإعادة الافتتاح من جديد هذا الصيف، وهو مُصرٌّ على الإغلاق، ويقول: "لا يمكنني أن أغامر وأدفع أموالا طائلة من جديد، فأنا بحاجة إلى ما يزيد عن 100 ألف دولار للعودة من جديد، في ظل عدم وضوح الرؤية حول مستقبل الوضع في لبنان، وكذلك لا يمكنني أن أضمن سلامة الزبائن أو الموظفين، فالخطر حقيقي والقذائف كانت تسقط قربنا في أول أيّام الحرب.

وينوّه وهبة إلى أن هذه المنتجعات السياحية التي كانت تميّز منطقة الجنوب كانت عنصرًا أساسيًّا في صمود الأهالي في قراهم، فقد كانت تحرّك العجلة الاقتصادية للمنطقة، فعلى سبيل المثال كان يعمل في المطعم 60 موظفًا يعني 60 أسرة.

ويقول وهبة: "حركة المنتجعات ليست مهمة فقط للموظفين وأصحابها، بل لكل المنطقة، حيث تعتمد العديد من المؤسسات التجارية عليها، فنحن نشتري الخضار واللحوم والحاجيّات اليوميّة من مؤسّسات أخرى، مما يخلق دورة اقتصاديّة مهمّة في القرى والبلدات الجنوبية".

ويشير وهبة إلى حرصه على العودة عند استتباب الأمن في الجنوب اللبناني، ويتمنى أن يعيد الحياة والموظفين إلى مؤسّسته وأن تلتفت الدولة والمعنيون إلى هذه المؤسسات الاقتصادية المهمّة، وأن تسأل عن حالهم وتعوّضهم لتشجعهم على العودة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • اليمن بعد 35 عاماً على الوحدة…دولة غائبة ومشاريع تتنازع الجغرافيا
  • تيار التغيير في الجنوب: لدعم خيار التعددية عبر التصويت للمرشحين والقوائم المستقلة
  • محافظ شبوة: وحدة اليمن صمام الأمان في معركة التحرر وبناء الدولة المستقلة
  • محافظ شبوة: الوحدة اليمنية تُعد أهم وأعظم إنجاز تاريخي تحقق للشعب اليمني
  • في ذكرى 22 مايو .. الوحدة اليمنية: الحلم والخيبة… وآفاق المستقبل
  • المنتجعات السياحية جنوب لبنان في انتظار تدخل الدولة
  • سماء اليمن تُسقط هيبة الطائرات الأمريكية: “أم كيو 9” تفقد سيادتها أمام الدفاعات الجوية اليمنية
  • رئيس مجلس السيادة الانتقالي يصدر قراراً بإلغاء إشراف أعضاء المجلس السيادي على الوزارات الاتحادية والوحدات
  • الحراك الثوري الجنوبي يدين ممارسات الانتقالي القمعية تجاه المتظاهرين في عدن
  • اعتراف صهيوني بالعجز: اليمن بات قوة عصية على الهزيمة بفضل صناعاته الصاروخية المستقلة