RT Arabic:
2025-05-08@17:48:20 GMT

الخطة الإسرائيلية كما أراها

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

الخطة الإسرائيلية كما أراها

أرى أن إسرائيل قد شرعت بالفعل في تحقيق هدفيها الاستراتيجيين: القضاء على التهديد الديموغرافي الفلسطيني وتحييد إيران.

وهجوم حماس ليس سوى صدفة موفقة ("إسرائيل الضحية")، وهي لحظة تاريخية محظوظة قد لا تتكرر.

المرحلة الأولى

بعد انتهاء المهلة النهائية التي منحتها إسرائيل لإخلاء السكان المدنيين الفلسطينيين إلى جنوب القطاع، سيبدأ القصف الشامل على شمال غزة، والذي سيستمر عدة أسابيع حتى يتم تهجير جميع السكان إلى الجنوب أو قتلهم.

ومن غير المرجح أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى أراضي القطاع، رغم أنه لا يمكن استبعاد محاولات للقيام بذلك. إلا أنه لا يوجد لدى إسرائيل، في رأيي، هدف القيام بذلك بأي ثمن، وإذا واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة، فلن يذهبوا إلى أبعد من ذلك، وسيقتصرون على القصف.

في الوقت نفسه، سيستمر الضغط على مصر لفتح ممر للاجئين.

سيتبع ذلك إنذار نهائي جديد، يطالب السكان المدنيين بمغادرة النصف الشمالي من جنوب غزة والاقتراب أكثر من الحدود. فإذا قسمت غزة افتراضيا إلى أربعة أجزاء من الشمال إلى الجنوب، فستكون الحركة من الربع الثالث إلى الربع الرابع.

سيتكرر القصف الشامل على النصف الشمالي من جنوب غزة (الربع الثالث) لعدة أسابيع، مع استمرار القصف على ما تبقى من شمال غزة (الربعين الأول والثاني).

إقرأ المزيد هل هي النكبة الثانية أم الحرب العالمية الثالثة؟ وماذا بعد؟

ومن المحتمل أن يتم تخفيف الحصار إلى حد ما، ويحصل الفلسطينيون حينئذ على الماء والغذاء، لأن هدف إسرائيل هو طرد، وليس قتل، كافة السكان المدنيين في غزة.

المرحلة الثانية

إذا لم تتراجع بعد ذلك مصر عن قضية معبر رفح، فسوف تقصف إسرائيل حدود غزة مع مصر بأكملها، حيث سيتم إزالة جميع الحواجز حتى يتمكن أي شخص من العبور فعليا إلى الأراضي المصرية. بعد ذلك، سيتم إصدار إنذار جديد لجميع السكان المدنيين لمغادرة الربع المتبقي من غزة إلى مصر.

على شاشات التلفزيون، لن نرى لقطات مروعة لتدمير غزة فحسب، بل سنرى أيضا لقطات مروعة لجنود مصريين يحاولون منع نساء فلسطينيات باكيات وأطفال جرحى بين أذرعهن وشيوخ ملطخين بالدماء من دخول مصر. أعتقد أنه من الحتمي حينها أن تقع أحداث مؤسفة ويموت البعض.

 بمعنى أن مصر سوف تواجه ضغوطا هائلة من المجتمع الدولي ومن سكانها، وأعتقد أنه سيتعين على الحكومة حينها الاستسلام وقبول اللاجئين. أو سيتمكن اللاجئون من اقتحام الأراضي المصرية بأنفسهم، وبعدها ستقف حكومة البلاد في مواجهة الواقع.

في الوقت الراهن تبدو إسرائيل في عجلة من أمرها، وبإمكاننا افتراض أنها ليست خائفة من خطر حدوث كارثة إنسانية فورية واحتمال فتح جبهة ثانية من قبل "حزب الله". وفي رأيي المتواضع، ومن وجهة نظر النتيجة، سيكون من الأفضل لإسرائيل أن تبطئ الوتيرة من أجل فتح جبهة ثانية لاحقا وليس الآن، إلا أنه قد يكون لدى نتنياهو تصور مختلف لقدرات إسرائيل وأولوياتها. بشكل أو بآخر، أنا أشير إلى الترتيب الزمني الذي سيكون أكثر فعالية بالنسبة لإسرائيل من وجهة نظري.

لذلك، أعتقد أن طرد الفلسطينيين سيستغرق عدة أشهر، ستتمكن خلالها إسرائيل من تجنب فتح جبهة ثانية، باستثناء المرحلة الأخيرة من التطهير العرقي.

وسيؤدي الإنذار النهائي بشأن غزة إلى اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية عاجلا أو آجلا.

ومن المحتمل أيضا أن يقوم "حزب الله" ببعض الأعمال وزيادة القصف على الأراضي الإسرائيلية. وطالما أن "حزب الله" يقتصر على القصف، فإن إسرائيل ستتسامح معه، أي أنها سترد بالقصف، دون دخول الأراضي اللبنانية، وقد تشارك الولايات المتحدة في قصف لبنان، ولكن ليس بالضرورة.

إقرأ المزيد إمبراطورية بريطانية جديدة أم تدمير أوروبا؟

ستستخدم إسرائيل أعمال الشغب في الضفة الغربية وقصف "حزب الله" لتكرار ما حدث في غزة بالضفة الغربية: الترحيل إلى مصر. وسوف تستخدم العواقب الأكثر خطورة والدمار الناجم عن صواريخ "حزب الله" لتوطيد المجتمع الإسرائيلي وتبرير التطهير العرقي في الضفة الغربية أمام المجتمع الدولي.

المرحلة الثالثة

أشك في أن إيران ستدخل الحرب طواعية، ورغم أن تحييد إيران هو الهدف الاستراتيجي الثاني لإسرائيل، إلا أنني لا أعتبر هذه المرحلة حتمية في الأشهر المقبلة.

علاوة على ذلك، فإن المرحلة الثانية، أي التطهير العرقي في الضفة الغربية، يمكن أيضا تأجيلها إلى وقت لاحق. ففي رأيي، أن من مصلحة إسرائيل تمديد العملية، حيث أن التدخل الإيراني ليس مفيدا لإسرائيل إلى بعد استكمال التطهير العرقي من أجل تأمين إسرائيل من الداخل، وبعدها يمكن التركيز على التهديدات الخارجية.

ولكن بعد الانتهاء من التطهير العرقي أو في مرحلته النهائية، سيكون من المفيد لإسرائيل جرّ الولايات المتحدة إلى صراع مع إيران.

أعتقد أن هذا قد لا يحدث في الأشهر المقبلة، ولكن قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأن أي مرشح لا "يحمي إسرائيل من إيران" سيخسر الانتخابات حتما.

من الممكن أن يتم الانتهاء من هذا المسار في وقت أقصر، ولكن في رأيي أنه من المربح لإسرائيل تمديد العملية وإبقاء حزب الله وإيران خارج اللعبة مؤقتا. إضافة إلى ذلك، ستمارس واشنطن أيضا ضغوطا على إسرائيل، فهي ليست بحاجة إلى جبهة ثانية إلى جانب أوكرانيا.

ولكن، ربما لن تدخل إيران الحرب، وربما تلتزم بضبط النفس، مثل بوتين، وتتسامح مع الاستفزازات الإسرائيلية دون رد، رغم أن الحكومات العربية والإيرانية، بطبيعة الحال، لديها قدرة أقل على تجاهل عواطف الشارع. لكن الفائز في هذه الحرب، هو من سيتمكن من الصمود عندما يسقط الجميع من فرط الإرهاق. سيفوز الأكثر صبرا، لذلك فلا شيء محدد سلفا.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة الكاتب على تطبيق "تليغرام"

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف ألكسندر نازاروف الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية قطاع غزة هجمات إسرائيلية فی الضفة الغربیة السکان المدنیین التطهیر العرقی إسرائیل من جبهة ثانیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

مغردون: هل ستمنع الغارات الأميركية الإسرائيلية إسناد اليمن لغزة؟

في تطور لافت ينذر باتساع رقعة المواجهة في المنطقة، شنت إسرائيل أمس الاثنين، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، غارات جوية على مواقع في اليمن، في رد معلن على الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار بن غوريون الأحد الماضي.

هذا التصعيد المفاجئ لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة واسعة من التفاعل والجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون عن دلالات توقيته، وطبيعة الرسائل التي تحملها الغارات، وهل ستردع "أنصار الله" (الحوثيين)، أم أنها تستهدف رسالة التضامن العربي المتزايد مع غزة؟

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافا تابعة للحوثيين في الحديدة غربي اليمن، مضيفا أن الهجوم استهدف ميناء الحديدة ومصنعا للخرسانة شرق المدينة.

وزعم جيش الاحتلال أن ميناء الحديدة يستخدم لتهريب أسلحة إيرانية ومعدات عسكرية للحوثيين، قائلا إن جماعة أنصار الله "تعمل بتمويل وتوجيه إيراني لزعزعة الاستقرار وتهديد الملاحة الدولية".

وأكدت وسائل إعلام تابعة لأنصار الله أن "عدوانا أميركيا إسرائيليا استهدف مديرية باجل في الحديدة غربي اليمن"، كما استهدف بـ6 غارات ميناء الحديدة، مشيرة إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة العشرات.

وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية أن مقاتلات إسرائيلية غارت على اليمن، ونقلت عن مسؤولين أن 30 مقاتلة إسرائيلية شاركت في الغارات، دون كشف مزيد من التفاصيل.

إعلان

وقال مصدر أمني إسرائيلي للقناة الـ12 الإسرائيلية إنها ألقت 48 قنبلة على أكثر من 10 أهداف خلال الهجوم على اليمن، مضيفا أن ميناء الحديدة تعرض لضربة قاسية، وفق وصفه.

في السياق ذاته، أكد نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة، أن هذه الغارات تأتي في إطار الضغط على الشعب اليمني ومعاقبته على خروجه الملاييني المستمر تضامنا مع غزة.

الهدف من تكرار استهداف الموانئ والمنشآت المدنية ذات الطابع الاقتصادي هو الضغط على الشعب اليمني والتضييق عليه في معيشته ومعاقبته على خروجه المليوني الأسبوعي مع غزة ودفعه للتخلي عن غزة وتركها وحدها ، وهذا ما لن يحدث إطلاقاً بإذن الله.

فوعي وإيمان شعبنا أكبر من ذلك بكثير ، بل… pic.twitter.com/FNnb7s1ZFZ

— نصر الدين عامر | Nasruddin Amer (@Nasr_Amer1) May 5, 2025

وأوضح عبر حسابه في منصة إكس أن استهداف الموانئ والمنشآت الاقتصادية لن يدفع الشعب اليمني للتخلي عن غزة، بل سيزيده قناعة بعدالة قضيته.

وبدوره، استبعد الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن تردع الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على أهداف في اليمن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، مشيرا إلى أن العمل العسكري هناك يجب أن يخدم إستراتيجية سياسية وهي غير موجودة.

وقال حنا -في حديثه للجزيرة- إن هذه هي المرة السادسة التي تقصف فيها إسرائيل أهدافا استهدفت سابقا، معربا عن قناعته بأن الحوثيين لن يرتدعوا، إذ يكفي سقوط صاروخ داخل إسرائيل لكي تكون التداعيات إستراتيجية وجيوسياسية.

في المقابل، اعتبر الكاتب والباحث الفلسطيني فايز أبو شمالة أن كل هذا التصعيد لا يعادل قيمة صاروخ يمني واحد سقط على مطار بن غوريون، والذي تسبب في شلل الحركة الجوية داخل الكيان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الحل الوحيد أمام الاحتلال هو وقف إطلاق النار والدخول في صفقة تبادل أسرى.

30 طائرة إسرائيلية تحت الرعاية الأمريكية تشن غارات على اليمن قبل قليل.
كل هذه الطائرات المغيرة لا تساوي صاروخ عربي يمني واحد يسقط على مطار بن غوريون.
صاروخ واحد يغلق الأجواء الإسرائيلية أمام حركة الطيران، ويخنق الأمن الإسرائيلي.
وليس أمام أعدائنا إلا وقف إطلاق النار مع غزة، وصفقة… pic.twitter.com/P0RZgohOiU

— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) May 5, 2025

إعلان

أما الناشط تامر، فأكد أن الغارات على ميناء الحُديدة لن توقف دعم اليمن لغزة، رغم علمه بالعواقب، معتبرا أن أميركا وإسرائيل لن تنجحا في إيقاف هذا الموقف.

أمريكا وإسرائيل تقصفان اليمن، وضربة عنيفة استهدفت ميناء الحُديدة.
أكثر من 30 طائرة إسرائيلية شاركت في العدوان، وأسقطت نحو 50 قنبلة وصاروخاً.

اليمن ساند غزة رغم معرفته المسبقة بتبعات ذلك وانا واثق لن يتوقف .
فهل تجد اليمن اليوم نفس السند من دول المحور؟
وهل سيقصف العراق القواعد… pic.twitter.com/M2CkApPePP

— Tamer | تامر (@tamerqdh) May 5, 2025

وتساءل: هل تجد اليمن الدعم نفسه من باقي دول محور المقاومة؟ وهل سيرد العراق مثلا بقصف القواعد الأميركية على أراضيه.

كما أكد مغردون آخرون أن من يقصف اليمن اليوم هو ذاته من يقتل أطفال غزة، واعتبروا أن لا داعي للمزيد من التبريرات، فالمشهد أصبح واضحا: الغارات تهدف لحماية إسرائيل وردع أي دعم عربي قادم لغزة.

من يقصف اليمن اليوم، هو من قتل أطفال غزة اليوم وبالأمس..
لا داعي للمزيد من الكلام..
اللهم بردا وسلاما على اليمن. pic.twitter.com/HIEgm1xclC

— Dima Halwani (@DimaHalwani) May 5, 2025

ورأى مغردون أن هذه الغارات لن تؤثر على العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي، ولا على معنويات الشعب اليمني، الذي يخرج أسبوعيا في مظاهرات حاشدة دعما لغزة، بل ستزيدهم إيمانا وتصميما.

الطيران الحربي الإسرائيلي قصف أكثر من 10 أهداف في محافظة الحديدة اليمنية، أمس الاثنين، وتركزت غاراته على الميناء ومصنع للإسمنت بعيد استهداف جماعة أنصار الله مطار بن غوريون بصاروخ.
وقبل ساعات من هذا الاستهداف، قال إعلام تابع للحوثيين إن "عدواناً أمريكياً إسرائيلياً استهدف بـ 6… pic.twitter.com/mdsVYUmPsy

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) May 6, 2025

إعلان

وأشار بعض المغردين إلى أن الولايات المتحدة، وبدعم مباشر من إسرائيل، تستهدف جماعة أنصار الله ردا على دعمها لغزة، في مشهد يرى فيه كثيرون أن واشنطن أصبحت تلعب دور الحامي المباشر للاحتلال الإسرائيلي، حتى ولو كان ذلك على حساب أرواح الأبرياء في اليمن وغزة معا.

 

مقالات مشابهة

  • النرويج وأيسلندا: خطة إسرائيل لإخلاء غزة تهجير قسري غير قانوني
  • هآرتس: المختطفين ليسوا على قائمة أولويات الخطة الإسرائيلية لغزة 
  • ‏متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: إسرائيل تدعم الهند ضد الإرهاب
  • الأونروا: لن نكون جزءا من الخطة الإسرائيلية لإدخال المساعدات لغزة
  • الحوثيون يعلنون مقتل وإصابة 38 مواطنًا جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء وعمران
  • إسرائيل تعلن تدمير مطار صنعاء واسمنت عمران واستهداف محطات الكهرباء
  • وسط رفض المفاوضات تحت الحصار.. إسرائيل تهدد بخطة «عجلات جدعون»
  • إسرائيل تقر خطة احتلال شامل لغزة.. تهجير قسري وتجويع منظم تحت غطاء عسكري
  • مغردون: هل ستمنع الغارات الأميركية الإسرائيلية إسناد اليمن لغزة؟
  • ضمن رؤية إستراتيجية تكرّس الوجود في القطاع.. إسرائيل.. من التوغل المؤقت للاحتلال الكامل لغزة