الحرب في غزة تشعل الجامعات الأمريكية .. اشتباكات بين الطلاب داخل الكليات بعد معارك السوشيال ميديا.. تقرير شامل
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أدىت الحرب الدائرة في قطاع غزة، والقصف الإسرائيلي المتواصل على المدنيين، إلى تفاقم التوترات في حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث يتصارع الطلاب والموظفين والإداريين، وشملت المعارك والاشتباكات بين المجموعات الطلابية المؤيدة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين، معارك على مواقع التواصل الاجتماع على الإنترنت، وسرعان ما تنتقل إلى ساحات الجامعات، وما يتبع ذلك من تصريحات واحتجاجات، وردود فعل قوية من كلا الجانبين، وهو ما يعنى أن الكثير من الأمريكان مع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة NPR الأمريكية، فقد كان على سبيل المثال الجدل الدائر في جامعة هارفارد، حيث وقعت العشرات من المجموعات الطلابية على رسالة من لجنة هارفارد للتضامن مع فلسطين في 7 أكتوبر - وهو اليوم الذي شنت فيه حماس طوفان الأقصى على إسرائيل - تحمل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن كل أعمال العنف التي تتكشف"، وفي المقابل لاقت الرسالة رد فعل عنيفًا واسع النطاق من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين البارزين والسياسيين وحتى رئيس جامعة هارفارد، وهذا أصبح حال كافة جامعات أمريكا.
اشتباكات بين طلاب الجامعات والمدارس
وبحسب الصحيفة الأمريكية، ففي نيويورك، كتب رئيس نقابة المحامين الطلابية في جامعة نيويورك أن "إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الخسارة الفادحة في الأرواح"، في رسالة إلى المجموعة التي سرعان ما انتشرت على نطاق واسع وأثارت إدانة واسعة النطاق، ولقد فقد الطالب منذ ذلك الحين عرض العمل في مكتب المحاماة وهو الآن في طور إزالته من دوره القيادي، كما نظمت المجموعات الطلابية وقفات احتجاجية واحتجاجات، أدت في بعض الحالات إلى مواجهات مباشرة بين الجماعات المؤيدة لإسرائيل والجماعات المؤيدة للفلسطينيين.
بينما اشتبك المتظاهرون في المدارس، بما في ذلك جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل وجامعة إنديانا ، في الأيام الأخيرة، وقد أغلقت جامعة كولومبيا حرمها الجامعي أمام الجمهور الخميس الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة بسبب احتجاجين طلابيين مخطط لهما، بعد يوم من تعرض طالب إسرائيلي للاعتداء بعصا خارج مكتبتها، وكانت بعض إدارات الجامعات أكثر صخبا من غيرها، حيث أدت تعليقاتها - أو عدم وجودها - إلى إثارة المشاعر، وقد أصدر البعض، مثل رئيس جامعة فلوريدا بن ساسي، بيانات تدعم بقوة إسرائيل والطلاب اليهود، فيما كانت جامعات أخرى، مثل جامعة فاندربيلت وجامعة ولاية أوهايو ، أكثر حيادية، ولم تتدخل بعض الكليات على الإطلاق - وشدد بيان جامعة ستانفورد على سياستها الحيادية، بينما أعلن رئيس جامعة نورث وسترن أنه لن يصدر بيانًا رسميًا حول موقف الجامعة بشأن هذه القضية أو القضايا الجيوسياسية الأخرى في المستقبل.
أحداث الشرق الأوسط تقسم المجتمع الأمريكي
كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالفعل موضوعاً مثيراً للانقسام في الجامعات، كما هو الحال في المجتمع الأمريكي ككل، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته محطة NPR/PBS NewsHour/Marist أنه في حين يقول ثلثا الأميركيين إن الولايات المتحدة لابد وأن تدعم إسرائيل علناً في الحرب بين إسرائيل وحماس، إلا أن هناك اختلافات واسعة بين الأجيال والعرق، ودائما ما كان الطلاب في طليعة حركات العدالة الاجتماعية عبر التاريخ داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بدءًا من الاحتجاج على حرب فيتنام وحتى النضال من أجل حقوق المهاجرين، كما تقول راديكا سيناث، المحامية العاملة في مجموعة المناصرة "فلسطين القانونية" ومقرها الولايات المتحدة .
وتقول إن الدعوة المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي ليست جديدة، وكذلك رد الفعل العنيف ضد الطلاب الذين يتحدثون علناً، لكنها تقول إن مجموعتها شهدت "ارتفاعا هائلا" في طلبات المساعدة القانونية - ما يصل إلى 10-20 يوميا - من الأشخاص الذين تم فصلهم من وظائفهم، أو استجوابهم أو تهديدهم بسبب تعبيرهم عن دعمهم للحقوق الفلسطينية، وشدد سايناث على أن حق التعديل الأول في حرية التعبير محمي في الجامعات العامة ومعظم المدارس الخاصة، اعتمادًا على الولاية، لكن في بعض الأحيان، كما تقول، تنتهك الجامعات سياساتها الخاصة.
الكره يزداد لليهود
ويبدوا أن رقعة الكره لإسرائيل تزداد داخل أمريكا، فقد قالت: "الناس خائفون حقًا الآن في الجامعات وفي جميع أنحاء البلاد، وخاصة الطلاب والأساتذة قلقون حقًا بشأن ما يمكنهم قوله، فيقول الطلاب اليهود إنهم خائفون أيضًا من تصاعد معاداة السامية في معظم أنحاء البلاد، وقد وجد استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس في سبتمبر أن 57% من طلاب الجامعات اليهودية أفادوا أنهم شهدوا أو تعرضوا لحادث معاد للسامية، سواء في الحرم الجامعي أو في عامة الناس.
وتقول كارولين يافا، طالبة في السنة النهائية بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، إنها تشعر بعدم الأمان بسبب العديد من الأحداث الأخيرة التي وقعت في الحرم الجامعي، وتقول إن والديها يشعران بالقلق بشأن سلامتها عندما تذهب إلى الفصول الدراسية، وفكرة إظهار هويتها – التي تحمل اسم عائلتها اليهودي – في الحانة تجعلها قلقة الآن، وتابعت:"إنه أمر مزعج للغاية لأنني أحب تراثي، وأحب ديني، وأحب الذهاب إلى الكنيس، وأحب الاحتفال بالأعياد مع عائلتي عندما نجتمع جميعًا، وأنا لا أخجل من ذلك، ولكنني أريد أيضًا حماية سلامتي."
مؤيدي القضية الفلسطينية .. الجامعات يجب أن تكون محايدة
ويبدوا أن التحيز الذي تقوم به إداراات الجامعات دائما ما يكون سببا في الخلافات، ويرى طلاب من أجل العدالة في فلسطين دور الجامعات بشكل مختلف، وتمتلك المجموعة الطلابية الناشطة (التي انتقدتها رابطة مكافحة التشهير بشدة ) فروعًا في مئات الجامعات الأمريكية وكانت وراء العديد من الاحتجاجات الأخيرة، وقالت اللجنة التوجيهية للمنظمة - وهي مزيج من الطلاب الحاليين والخريجين الجدد - لإذاعة NPR عبر البريد الإلكتروني إنهم لا يعتقدون أن الجامعات بحاجة دائمًا إلى اتخاذ موقف عام بشأن الأحداث العالمية.
لكنهم يقولون إن الجامعات ملزمة بالدفاع عن حقوق الطلاب في التعبير والاحتجاج، وحمايتهم من حملات التشهير والتشهير، وقالوا إن تصريحات الجامعة العامة انتقدت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ووصفتها بأنها تدعم العنف، حتى مع التأكيد بصوت عالٍ على حقهم في حرية التعبير، وأضافوا أن الجامعات تخلت عمدا عن الطلاب الفلسطينيين والعرب والمناهضين للصهيونية في هذه اللحظة السياسية، مما أعطى دعما ضمنيا لرد الفعل العنيف الذي يواجهونه.
وتقول سينات، المحامية القانونية الفلسطينية، إنها شاهدت نمطًا من المدارس التي تصدر بيانات تشير فقط إلى ألم وخسارة الطلاب الإسرائيليين واليهود، "ومحو الألم الفلسطيني بشكل أساسي، كما يقول باتل، من مؤسسة Interfaith America، إن الطلاب من جميع الخلفيات ووجهات النظر يتأذون، والأولوية الأولى لأي كلية يجب أن تكون الاستجابة لتلك المعاناة الإنسانية، وتابع: "هذا ليس تحيزًا للجانبين، أي: هناك إنسان أمامي عائلته في خطر وهذا الشخص يتألم وسأظهر له الاهتمام".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المؤیدة للفلسطینیین الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأسد الصاعد.. من نص توراتي إلى عاصفة نار.. إسرائيل تعلن الحرب بلغة النصوص المقدسة | تقرير
أطلقت إسرائيل فجر اليوم الجمعة، عملية عسكرية واسعة ضد أهداف استراتيجية داخل إيران، تحت الاسم الرمزي "الأسد الصاعد"، مستهدفة منشآت نووية وقيادات عسكرية بارزة، في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ عقود، وتفتح أبواب تصعيد غير مسبوق في المنطقة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب متلفز صباح اليوم، أن العملية "مُحددة الهدف" وتهدف إلى "دحر التهديد الإيراني الذي يهدد وجود إسرائيل"، على حد قوله. وأكد نتنياهو أن العملية ستتواصل "لأيام عديدة"، مشيراً إلى استهداف منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في نطنز، التي تُعد قلب البرنامج النووي الإيراني.
كما أعلنت تل أبيب عن اغتيال شخصيتين بارزتين في الضربات الجوية: اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، والفريق محمد باقري، رئيس أركان الجيش الإيراني. وقد أكدت مصادر إيرانية مقتل القياديين، وسط حالة من الاستنفار العسكري والسياسي في طهران.
أبعاد رمزية من النصوص التوراتيةبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، استُوحي اسم العملية، "الأسد الصاعد"، من نص توراتي ورد في "سفر الصحراء"، يُشير إلى صورة محارب لا يهدأ حتى يُجهز على فريسته "شعب كالأسد يقوم وكالليث يشرئب، لا ينام حتى يأكل فريسته، ومن دم ضحاياه يشرب".
وهي تسمية تحمل دلالات عقائدية تعبّر عن تصعيد عسكري يُغلفه الخطاب الديني والرمزي.
في المقابل، ردّت إيران بعد ساعات قليلة من بدء الهجوم، بإطلاق عملية انتقامية أسمتها "الوعد الصادق 3"، حيث أفادت وسائل إعلام رسمية بأن طهران أطلقت نحو 800 طائرة مسيرة وصاروخ كروز باتجاه أهداف في العمق الإسرائيلي. ووصفت العملية بأنها "رد قانوني ومشروع"، استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، في إطار الدفاع عن النفس.
رُصدت حالة من الشلل شبه الكامل في الأجواء فوق إيران والمنطقة، حيث أُفرغ المجال الجوي من الطائرات المدنية والعسكرية غير المشاركة، تحسباً لضربات متبادلة. كما أظهرت تقارير دولية مؤشرات لحشد قوات أميركية وأوروبية قرب قواعدها في الخليج تحسباً لتطورات لاحقة.
تحول خطير في الشرق الأوسطتُمثّل هذه الضربات تحولاً خطيراً في المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية، وتنذر بإعادة تشكيل خريطة التحالفات والتوازنات الإقليمية. فبينما تحاول إسرائيل كبح البرنامج النووي الإيراني بالقوة، تبدو طهران مصممة على الرد بأساليب هجومية مباشرة وغير مسبوقة.
المجتمع الدولي يراقب بقلق بالغ، وسط دعوات للتهدئة من أطراف أوروبية وعربية، بينما تسود حالة من الغموض حول مدى اتساع رقعة التصعيد، وإن كانت العملية ستبقى في إطارها المحدود، أم ستفتح الطريق أمام حرب إقليمية شاملة.