عدن الغد:
2025-05-28@06:03:45 GMT

بهائيات يتعرضن للاعتقال والترهيب في سجون الحوثيين

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

بهائيات يتعرضن للاعتقال والترهيب في سجون الحوثيين

عدن (عدن الغد) خاص:

من معاذ العبيدي:

“كانت غرفة التحقيق مكونة من مكتب محقق خلفه سرير وكرسي اجلس عليها للاستجواب، كان هنالك رسالة واضحة لي كامرأة” هذا المشهد بالإضافة للعنف اللفظي والشتائم والتمييز العنصري في سجن للحوثيين لن يغيب عن ذاكرة البهائية اليمنية نداء القدسي مهما حاولت كما تقول.
هي واحدة من بين عشرات البهائيين الذين تعرضوا للاعتقال والترهيب بسبب معتقداتهم، ضمن حملة “اضطهاد” تعرضت لها هذه الأقلية خلال السنوات السبع الأخيرة في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.


اعتقلت نداء العام 2016 من قبل الأمن القومي في صنعاء مع اشخاص أخرين بهائيين ومسلمين، عقب مداهمتهم لفعالية تقيمها إحدى المؤسسات وأودعوها سجنا مجهولا منعت فيه التواصل مع اهلها الا بعد مضي ساعات.
هذه الواقعة ليست سوى جزء من سلسلة من الانتهاكات المتكررة التي تواجه هذه الأقلية الصغيرة التي تمثل فقط 1 % من سكان اليمن.
“كانت الفعالية مسالمة وفتشوا كل شيء حتى الساندوتش” تستذكر نداء تلك اليوم. موضحة أنها “تعرضت للعنف اللفظي والقذف والتهديد بالقتل والانتقاص منها لأنها امرأة وطلب منها التوقيع على عدم ممارسة عملها المجتمعي والذهاب للاجتماعات البهائية، واستمعت هي وأخريات لمحاضرات تلفيقية عن البهائيين، قبل أن يتم الافراج عنها”.

 

•ملاحقات علنية
في كثير من الأحيان قام الحوثيون بمضايقة أفراد الطائفة البهائية واحتجازهم تعسفا، وهو ما وصفه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنى بحرية الدين أو المعتقد بأنه “نمط مستمر من الاضطهاد”.
تقارير حقوقية تشير إلى استمرار الحوثيين إخفاء 11 بهائيا، بعدما تم اختطافهم في 25 مايو/ أيار الماضي، إثر اقتحام مسلحين لتجمع سلمي للبهائيين في العاصمة صنعاء.
منذ بدء الصراع في البلاد، خضع 25 بهائيا ل “محاكمات غير عادلة”؛ فيما تعرض 71 آخرين بينهم ستة أطفال و20 امرأة للاعتقال من قبل الحوثيين.
روحية ثابت، ناشطة بهائية ورئيس مؤسسة التميز لتنمية المجتمع، اعتقلت في أغسطس 2016 واستمر سجنها لأكثر من شهر حيث خرجت وبقي زوجها وأجبرت على الاقامة في منزلها.
وبعد مرور نحو سبعة أعوام من هذه الواقعة لا تزال روحية تتذكر ذلك، إذ تقول “اعتدى الحوثيون على منزلنا وهددوا اطفالي بقتل والدهم لأنه كافر واخذوا منه بعض الأغراض”.
عندما أفرج عن روحية طلب منها التوقيع على تعهدات التوقف عن ممارسة أي أنشطة دينية، ومهنتها، ورغم ذلك إلا أنها كانت وزوجها أحد عشرات البهائيين المستهدفين في حملات الاعتقالات التي شنها الحوثيون ضد أتباع الطائفة في أبريل 2017 لتتمكن بعدها الخروج من اليمن.

 

•سياقات التعامل مع البهائيين
وكان للمرأة البهائية في اليمن دور في تنمية البلد، فكانت من أوائل الطبيبات والمعلمات والحرفيات(…) كما ساهمن في محو الأمية وتأسيس المنظمات الطوعية وتحفيز المجتمعات المحلية للمشاركة الفعالة في التنمية انطلاقا من القيم والمبادئ الروحانية التي تؤمن بها، بحسب ثابت.
ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء أواخر 2014، فرضت قيودا تقيد حرية المرأة وإجراءات تنال من مكانة وحقوق المرأة.
وترى ثابت أن المرأة البهائية اليمنية عانت أمرين، “الأول كونها امرأة مثل كل النساء هي الأكثر تضررا من النهج العنصري الفئوي الحوثي الذي تجاوز الأعراف والقوانين التي تعتبر الزج بالمرأة في الصراع خطأ وعيبا لا يمكن تجاوزه بغض النظر عن هويتها الدينية أو أصلها أو مستوى تعليمها”.
“والثاني كونها بهائية، فهي لم تواجه تحديات كافة النساء اليمنيات فقط بل واجهت التمييز والاضطهاد وتعرضت للاعتقال، فيما اتهمن بتهم ملفقة عقوبتها الإعدام كالتجسس والتآمر على اليمن والردة وأجبرن على ترك منازلهن وأعمالهن وهجرن خارج اليمن”، بحسب ثابت.
بدوره، يرى توفيق الحميدي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات أنه يمكن النظر لتعامل جماعة الحوثي مع البهائيين في اليمن من خلال سياقين، “يتمثل الأول في التعامل العام مع البهائيين كطائفة بنوع من القوة والقسوة والانتهاك، وبالتالي تتعامل مع المرأة في سياق فكر ضال ومنحرف نابع من رأيهم الذي له سياقات مرتبطة بأحداث تاريخية إيرانية وسياقات تاريخية وسياسية متعلقة باليمن، وفي هذه الحالات يصبح هذا التعامل مع الجماعات المعارضة بشكل عام دون تفرقة بين رجل أو امرأة”.
أما السياق الثاني فيقول بشأنه إنه “يأتي في إطار تعاملهم مع المرأة اليمنية بشكل عام، والتي للأسف الشديد تتعامل معها جماعة الحوثي كمادة تسعى إلى هيكلتها وضبطها وفق منظومتها الفكرية والعقائدية والنموذج الشكلي الإيراني” حد تعبيره.
ويشير إلى أن النساء اليمنيات بمن فيهن البهائيات تعرضن للاعتقال والتعذيب والاحتجاز التعسفي والمنع من السفر والاعتداء اللفظي والإبعاد قسري من قبل الحوثيين .
أنتجت هذه المادة ضمن مشروع “تقاطعات” الذي تنفذه مؤسسة نسيج للإعلام الاجتماعي بدعم من مركز الحوار العالمي ( كايسيد ).

 

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تعتقل مشتبهًا بتعذيب معتقلين في سجون نظام بشار الأسد

اعتقلت السلطات الألمانية فهد أ.، وهو مواطن سوري يُشتبه في مشاركته في جلسات تعذيب داخل فرع الخطيب بدمشق عامي 2011 و2012، أسفرت عن وفاة نحو 70 معتقلًا. اعلان

في خطوة جديدة ضمن سلسلة الإجراءات القانونية التي تتخذها ألمانيا ضد مرتكبي الانتهاكات الجسيمة خارج حدودها، أعلنت النيابة العامة الاتحادية توقيف مواطن سوري يُشتبه في مشاركته بجرائم تعذيب وجرائم ضد الإنسانية خلال سنوات القمع الأولى لنظام بشار الأسد.

الشخص الموقوف يُدعى فهد أ. وهو من رعايا سوريا، وقد تم اعتقاله في مدينة بيرماسينس بولاية راينلاند-بالاتينات، جنوب غرب ألمانيا، بعد تحقيقات معمقة أدت إلى تحديد موقعه داخل البلاد.

وبحسب ما أفادت به النيابة العامة، فإن المشتبه به عمل كحارس في فرع "الخطيب" الواقع في العاصمة السورية دمشق، وذلك بين نهاية نيسان/ أبريل 2011 ومنتصف نيسان/ أبريل 2012، أي في المرحلة الأولى من تصاعد الاحتجاجات المعارضة للنظام السوري.

Relatedالأمم المتحدة تنشئ مؤسسة مستقلة للتحقيق في مصير المفقودين في سورياسوري يُحاكم في ألمانيا بتهمة قتل 3 أشخاص.. من هو عيسى الحسن؟ألمانيا توقف سوريًا يشتبه في ارتكابه جرائم حرب لحساب نظام الأسد

وكان السجن مرتبطًا بإدارة الأمن العام، إحدى أذرع الاستخبارات السورية المسؤولة عن قمع المعارضين السياسيين بوحشية خلال تلك الفترة.

وتشير التحقيقات إلى أن فهد أ. شارك في أكثر من مئة جلسة استجواب استخدمت فيها أساليب تعذيب مبرمجة، تتضمن الضرب بالكابلات والصعق الكهربائي.

إلى جانب ذلك، يُتهم المشتبه به بإخضاع المحتجزين لأساليب إساءة معاملة متكررة خلال الليل، منها تعليقهم من السقف، وسكب الماء البارد عليهم، وإبقاؤهم لفترات طويلة في وضعيات مؤلمة. وتؤكد النيابة أن نحو 70 سجينًا قضوا نتيجة هذه الممارسات وظروف الاحتجاز غير الإنسانية.

تجدر الإشارة إلى أن هذا التحرك القضائي يأتي في إطار ما تعرف بـ"الولاية القضائية العالمية"، التي تتيح للمحاكم الألمانية النظر في قضايا جنائية دولية خطيرة، حتى لو وقعت خارج أراضيها وبغض النظر عن هوية الضحايا أو الجناة.

وقد برزت ألمانيا في السنوات الأخيرة كوجهة للتحقيق والمحاكمة في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالنزاع السوري، خاصة بعد دخول مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى البلاد عامَي 2015 و2016.

وكان أبرز الملفات في هذا السياق هو الحكم الصادر في كانون الثاني/يناير 2022، عندما أدانت محكمة ألمانية الضابط السابق في الاستخبارات السورية أنور رسلان بالمسؤولية عن آلاف حالات التعذيب، وحكمت عليه بالسجن المؤبد، في سابقة قضائية عالمية مهمة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • وقف ترامب الحرب ضد الحوثيين.. هل استراحة تكتيكيةٍ في حرب باتت تتجاوز جغرافيا اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • ألمانيا تعتقل مشتبهًا بتعذيب معتقلين في سجون نظام بشار الأسد
  • هآرتس: لماذا لا تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • الغارديان البريطانية: الضربات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية على اليمن لم تضعف قدرات “الحوثيين”
  • شهادات مروعة جديدة يرويها أسرى من غزة في سجون الاحتلال
  • أطباء متقاعدون يعززون الرعاية الصحية في سجون العراق
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • أمير تبوك يطلع على التقرير السنوي لمديرية السجون بالمنطقة
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • تقرير حقوقي: قطر تمارس التمييز الديني الممنهج ضد طائفة البهائيين