كشفت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، 27 مايو 2025، عن شهادات مروعة جديدة من المعاناة التي يعانيها معتقلون من قطاع غزة ، في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الهيئة والنادي في بيان مشترك، إنه بعد مرور نحو 600 يوم على الإبادة الجماعية، لا يزال معتقلو غزة تحت وطأة جرائم التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية، ولا تزال شهاداتهم وإفاداتهم هي الأشد والأقسى، وتزداد فظاعة التفاصيل وثقلها على المعتقلين مع مرور المزيد من الوقت.

وأفادتا بأنه خلال الشهر الجاري، نفذت الطواقم القانونية عدة زيارات لمجموعة من معتقلي غزة شملت المعتقلين في معسكري (سديه تيمان، وعوفر)، وذلك امتداداً لسلسلة زيارات جرت على مدار الشهور الماضية. وقد عكست إفاداتهم مجدداً جرائم التعذيب الممنهجة، ومستوى غير مسبوق من سوء المعاملة وأساليب الإذلال الحاطة بالكرامة الإنسانية، ومحاولتهم المستمرة لترسيخ هذه الجرائم، وتطويع كل ما هو داخل المعسكرات لتعذيب الأسرى وقهرهم.

ففي معسكر (سديه تيمان) الذي شكّل ولا يزال عنواناً لجرائم التعذيب الممنهجة إلى جانب معسكر (عوفر) الذي لا يقل مستوى الجرائم فيه عما يجري في معسكر (سديه تيمان)، ومعسكرات وسجون أخرى يحتجز الاحتلال فيها معتقلي غزة، تحدث عدد من المعتقلين عن تفاصيل ما واجهوه خلال مرحلة الاعتقال الأولى، وتحديدا خلال فترة التحقيق، وما رافقها من أساليب تعذيب نفسي وجسدي، إلى جانب تأكيدهم مجدداً على الظروف الاعتقالية المأساوية التي تهدف بشكل أساس إلى سلبهم إنسانيتهم، والحط بكرامتهم.

"جردوني من ملابسي قبل التحقيق وصوروني عبر الهاتف"

وقال المعتقل (ي.س): "اعتُقلتُ في تاريخ 27-12-2024، من مستشفى كمال عدوان، وتم نقلي إلى سجن في القدس ، لمدة 24 يوما، طوال هذه الأيام كنا مقيدين، تعرضت للتحقيق لمدة 20 يوما، ثم جرى التحقيق معي لثلاث مرات إضافية، كل مرة كانت تستمر لـ4 ساعات، تم تهديدي بتحقيق (الديسكو). بعد مرور شهرين على اعتقالي تم إحضاري إلى محكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقالي حتى إشعار آخر، مدة الجلسة فقط 3 دقائق فقط، علماً أنه قبل التحقيق معي تم تجريدي من ملابسي -بشكل كامل- وصوروني عبر الهاتف، ونحن محتجزون في ظروف قاسية جداً، لا فتوجد أوانٍ للأكل، منذ أن حضرت إلى معسكر (سديه تيمان) بدلت ملابسي مرة واحدة.

"وتيرة الاعتداءات وعمليات التنكيل والتعذيب مرهونة بمزاج جنود الاحتلال"

كما قال الأسير (م. د)، المعتقل منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، "كنت مع عائلتي عند الاعتقال إلى جانب نحو 180 شخصاً، تم احتجازنا في بناية إلى جانب الحاجز الذي يُعرف بحاجز (الإدارة المدنية)، وبعدها جرى نقلنا إلى معسكر (سديه تيمان)، وأنا لا أزال منذ يوم اعتقالي في المعسكر، في بداية الاعتقال تم التحقيق معي على مدار أيام منها 18 ساعة بشكل متواصل، خلالها تعرضت للضرب باستمرار، ثم خضعت لتحقيق (الديسكو) لمدة 24 ساعة، بعد 35 يوما على اعتقالي تم إحضاري إلى جلسة محكمة عبر الهاتف، وأمر القاضي باستمرار اعتقالي حتى انتهاء الحرب".

أما على صعيد الواقع الاعتقالي اليوم داخل المعسكر، فقد أفاد المعتقل (م.د)، بأن كل 25 معتقلا يتم احتجازهم في "بركس"، ويجبر المعتقلون على الجلوس طوال الوقت، ويُمنع الحديث فيما بينهم، والمعسكر مزود بكاميرات، والاعتداءات والمعاملة المهينة والمذلة، لا تتوقف، قد تختلف وتيرتها بحسب مزاج جنود الاحتلال، فكل شيء مرهون هنا بمزاج الجنود، بما في ذلك خروج المعتقلين إلى ما تسمى (الفورة).

وأشار إلى أنه منذ 90 يوما لم يُسمح له بتغيير ملابسه الخارجية، ومنذ 30 يوما يرتدي ملابسه الداخلية، وكل 5-6 معتقلين يستخدمون (المنشفة) نفسها عند الاستحمام، ومدته دقيقتان.

"(الفورة) فرصة لجنود الاحتلال للتنكيل بالأسرى"

أما المعتقل (أ.ر) فقال: "اعتُقلتُ في تاريخ 27-12-2024، من على (الممر الآمن)، تم احتجازنا في مكان قريب، قضينا ليلة كاملة تحت البرد الشديد في مكان مكشوف، وأُجبرنا على ارتداء أرواب (ال كورونا ) البيضاء، تعرضنا للضرب المبرح طوال مدة نقلنا من مكان الاعتقال حتى وصولنا إلى معسكر (سديه تيمان)، وحتى اليوم ورغم مرور كل هذه المدة ما زلت أعاني آلاما في الكتف والغضروف، وأتوسل لهم من أجل إعطائي مسكنا، دون استجابة، وبعد 40 يوما على اعتقالي عُقدت لي محكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقالي لمدة غير محدودة، وأرتدي الملابس ذاتها منذ أكثر من شهر، ومدة الاستحمام المسموح بها فقط دقيقتان، وطوال النهار نجبر على أن نبقى جالسين على (الأبراش)، ولا يُسمح لنا بالحديث، وتوجد كاميرات مراقبة على مدار الساعة، ويُمنع علينا رفع رؤوسنا خلال الخروج إلى (الفورة)، ومن يرفع رأسه يتعرض للإهانة والتنكيل.

أما المعتقل (م.و) فقال: "اعتُقلتُ في 29/12/2024، وأعاني إصابة في البطن، وقد نُقلت إلى معسكر (سديه تيمان) وأنا مصاب، وتعرضت للضرب المبرح رغم إصابتي، واليوم أعاني أوجاعا دائمة.

"41 يوما بقيت معصوب العينين ومقيد اليدين"

كما قال المعتقل (ي.ن): "اعتُقلتُ في 27/12/2024، بقيت ثلاثة أيام وأنا عارٍ دون ملابس، ثم أحضروا لنا روب (الكورونا)، جرى نقلنا إلى القدس وبقيت هناك محتجزاً لمدة 41 يوما، خلالها بقيت معصوب العينين ومقيد اليدين، وتعرضت للضرب، وما زلت أعاني أوجاعا صعبة، وانتفاخا في ساقي اليسرى، ونتيجة لذلك لا أستطيع الخروج إلى (الفورة)، وأعتمد على الأسرى في تلبية احتياجاتي".

"منذ خمسة أشهر لم أبدل ملابسي"

وقال المعتقل (أ.ل): "اعتُقلتُ في شهر تشرين الثاني 2024، وتعرضت لمعاملة صعبة وغير إنسانية، وعند إخراجنا إلى ساحة الفورة، يجبروننا على خفض رؤوسنا والخروج على شكل (قطار)، ومنذ خمسة أشهر لم أبدل ملابسي، وخلال مدة الشتاء كانوا يستخدمون الماء البارد في تعذيبنا من خلال إجبارنا على الاستحمام به، إذ ينتهجون سياسة (العقاب الجماعي)، كما يتعمدون تعذيب بعض الأسرى أمامنا، لترهيبنا. وعلى صعيد الاحتياجات الأساسية للأسرى، نحن محرومون من توفير الحد الأدنى منها كفراشي الأسنان، وحتى معجون الأسنان، تزود كل غرفة بلفة ورق واحدة للمرحاض في اليوم، لا توجد أوانٍ بل يتم وضع لقيمات الطعام في أيدينا دون أوانٍ".

وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أن هذه الإفادات تعكس نهج منظومة السجون والمعسكرات في استمرار استهداف الأسرى والمعتقلين، كامتداد لجريمة الإبادة والعدوان الشامل على شعبنا.

يشار إلى أن عدد معتقلي غزة الذين ارتقوا بعد الإبادة في سجون الاحتلال ومعسكراته (44)، وهم من بين (70) أسيراً استُشهدوا في سجون الاحتلال بعد الإبادة، ولا يزال العشرات من شهداء غزة رهن جريمة الإخفاء القسري.

يذكر أن آخر معطى أعلنته إدارة سجون الاحتلال عن معتقلي غزة المصنفين (بالمقاتل غير الشرعي)، (1846) معتقلاً، وهذا المعطى لا يشمل كل أعداد معتقلي غزة المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس تنفي ما أوردته قناة "العربية" وتُطالبها باعتذار رسمي باسم نعيم: حماس قبلت بمقترح ويتكوف وننتظر رد الاحتلال مفاوضات غزة تدخل مرحلة دقيقة وسط جهود مكثفة لتثبيت الاتفاق الأكثر قراءة الأمم المتحدة تحذر من وفاة 14 ألف رضيع في غزة بسبب نقص المساعدات السعودية تجدد رفضها القاطع لأي محاولات للتهجير القسري اليابان: نعارض أي تحرك يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة الحكومة تصدر حزمة من القرارات الجديدة خلال جلستها الأسبوعية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: فی سجون الاحتلال سدیه تیمان عبر الهاتف معتقلی غزة إلى معسکر إلى جانب اعت قلت

إقرأ أيضاً:

حدث أمني كبير يهز الاحتلال شمالي غزة وتفاصيل جديدة حول خسائره

أفادت وسائل إعلام عبرية، فجر الجمعة، بوقوع "حدث أمني صعب" شمالي قطاع غزة، وذلك عقب تفجير مبنى مفخخ من قبل المقاومة الفلسطينية استهدف قوة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خان يونس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود، بالتزامن مع مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق نازحين في منطقة جباليا.

وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أنه تم إجلاء عدد من الجنود المصابين إلى مستشفيات داخل الأراضي المحتلة عقب العملية الأمنية.

وفي وقت لاحق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة نقيب في وحدة الاستطلاع التابعة للواء غولاني، خلال ما وصفها بـ"عملية عسكرية" جنوب قطاع غزة. 

وأشارت إذاعة الجيش إلى أن الضابط أصيب بجروح قاتلة أثناء تفخيخ وتفجير مبانٍ قالت إنها تابعة لحركة حماس، ويرجح أن تطاير الحطام هو ما أدى إلى مقتله. وأفادت بأنه تم فتح تحقيق في ملابسات الحادث.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد نفذت مساء أمس تفجيرًا لمبنى مفخخ استهدف قوة إسرائيلية داخل مدينة خان يونس، أدى لانهيار المبنى فوق الجنود. وارتفعت حصيلة العملية -وفق وسائل إعلام عبرية- إلى قتيلين و6 مصابين، بينهم حالات خطيرة، إضافة إلى إصابة مسعفة بجروح بالغة.

وشنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على مواقع في خان يونس عقب الهجوم، في محاولة لاستهداف عناصر المقاومة. كما شهدت منطقة عبسان الكبيرة (شرق خان يونس) اشتباكات سابقة، حيث نفذ مقاوم من القسام عملية نوعية استهدفت جرافة عسكرية، أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي.

وفي مشاهد بثّتها قناة الجزيرة، أظهرت صور حصلت عليها من كتائب القسام عملية إغارة مباشرة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال في عبسان الكبيرة، حيث أُصيب جندي خلال الاشتباك، وحاول المقاتلون أسره، لكن ظروف الميدان حالت دون ذلك، فتمت تصفيته.

وأثارت مشاهد محاولة أسر الجندي تفاعلًا كبيرًا داخل الإعلام الإسرائيلي، حيث وصفت بأنها "مرعبة" و"غير مناسبة لذوي القلوب الضعيفة". وعلقت بعض وسائل الإعلام بأن المقطع يكشف زيف الرواية الرسمية التي قالت إن الجندي "قاتل بشراسة"، في حين أنه فر من أرض المعركة.

وشهدت مدينة خان يونس تصعيدًا واضحًا في عمليات المقاومة خلال الأيام الماضية، أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير من جنود الاحتلال، وسط توغل مستمر لقوات الاحتلال باتجاه جنوب المدينة.

ووفق تقديرات إسرائيلية، فإن عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال في قطاع غزة تجاوز 20 جنديًا منذ بداية الشهر الجاري.

كلمات دالة:القسامالمقاومةغوةحماسالاحتلال الإسرائيليالإبادة الجماعية

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند حدث أمني كبير يهز الاحتلال شمالي غزة وتفاصيل جديدة حول خسائره هدنة قريبة في غزة؟ نتنياهو يتحدث عن اتفاق محتمل لمدة 60 يومًا طريقة تحضير ماسك الطحينة لتبييض البشرة طريقة عمل معمول بالسمسم عبارات عن انتظار نتائج التوجيهي Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أنباء عن خرائط إسرائيلية جديدة لنطاق الانسحاب من غزة
  • قبائل “لقموش” تطالب بكشف مصير أبنائها المخفين قسراً في عدن
  • ولد في السجن واستشهد تحت القصف.. قصة يوسف الزق أصغر أسير محرر في العالم
  • مجزرة مروعة.. 27 شهيدا برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات برفح (حصيلة)
  • مجزرة جديدة في رفح.. وتحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية فوق غزة
  • مجزرة مروعة.. 27 شهيدا و180 مصابا برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات برفح
  • شهادات جديدة مستحدثة للعمل في القطاع الخاص.. تفاصيل
  • جريمة مروعة في دمشق.. مقتل طبيبة ومساعدتها داخل منزلها
  • حدث أمني كبير يهز الاحتلال شمالي غزة وتفاصيل جديدة حول خسائره
  • حماس توافق على إطلاق 10 أسرى.. والاحتلال يعرقل التهدئة بثلاثة ملفات شائكة