شارك اليوم السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الاراضي، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في احتفال منظمة الاغذية والزراعة الفاو بيوم الغذاء العالمي، بمقر المنظمة بالعاصمة الايطاليه روما.

وألقى د. شو دينيو مدير المنظمة كلمة ترحيبية بالروؤساء والملوك والوزراء روؤساء الوفود في هذا الحدث الكبير، مشيرا إلى أهمية المياه والغذاء في عالمنا الحالي، حيث شدد على اهمية المياه في وجود الغذاء وبالتالي خلق انظمة غذائية صحية أمنه ومستدامة.

وأشار إلى بعض المحاولات التي تستهدف تعظيم الاستفادة من المياه وادارتها بشكل جيد وإلى الابتكارات والحلول العلمية والاستثمار في المياه وإدارتها والسماح للقطاع الخاص بالاستثمار في هذا المجال وكذا أهمية انخراط المزارعين في هذا الآمر بالاضافة الى نشر المعلومات داخل المجتمعات الزراعية.

ومن ناحية أخري ، أشار المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة الفاو الي اهمية تبني انظمة غذائية في كل المجتمعات كما أشار الي عدد من المحاور القائمة حاليًا نحو تبنى انظمة غذائية مستدامة في عدد من المناطق في دول العالم.

وأوضح أن منظمة الفاو معنية حاليًا بدعم الشباب ومشاركتهم وعقد عدد من المنتديات العالمية في مجالات الانظمة الغذائية وتحقيق ألأمن الغذائي لشعوب العالم.

هذا وقد حضر الاحتفال السفير بسام راضي رئيس بعثتنا الدبلوماسية في روما والدكتور سعد موسي المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة.

وفي ذات السياق، وبهذه المناسبة كانت  وزارة الزراعة قد اصدرت بيان مشترك  مع منظمة الاغذية والزراعة الفاو، حيث أشاد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بالتعاون القائم بين الوزارة وكل المنظمات الدولية وشركاء التنمية المعنية بالزراعة والأمن الغذائي والتي يأتي على رأسها منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة، حيث يتم تنفيذ عدد من المشروعات التي تستهدف رفع مستوى الأمن الغذائي وتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتحفيز التمويل لدعم مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية في مجال الزراعة والتي كان آخرها التعاون في اطلاق مبادرة فاست FAST للتحول المستدام في مؤتمر الأطراف المعني بالمناخ الذي عقد في نوفمبر العام الماضي بمدينة شرم الشيخ.

وأكد "القصير" أن القيادة السياسية فى مصر والحكومة حريصة على الاستغلال الأمثل لكل موارد المياه المتاحة من مصادرها المختلفة، والاستفادة منها بكافة السبل من خلال إقامة محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تصل طاقتها إلى ما يزيد عن 13 مليون متر مكعب يومياً وتعظيم التوجه نحو ترشيد استخدامات المياه والتحول إلى نظام الري الحديثة والتوسع في التطبيقات التكنولوجية الحديثة في هذا المجال والجهود التي تبذلها وزارة الموارد المائية والري ووزارة الزراعة في حصد مياه الأمطار وزراعة الوديان مع تعزيز البحوث التطبيقية التي تساعد في استنباط أصناف وهجن قليلة الاحتياج للمياه وعالية الإنتاجية ومبكرة النضج مع الحد من زراعات المحاصيل الشرهه للمياه، لدرجة أن كل هذه الاجراءات وغيرها جعلت مصر في مقدمة الدول الأعلى كفاءة في استخدام وإدارة المياه.

وأوضح وزير الزراعة، أن الدولة المصرية تبذل جهودًا جبارة في سبيل تعزيز النظم الغذائية والزراعية استهدافًا لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى الإنتاجية الزراعية والاستخدام المستدام للموارد الزراعية الطبيعية، كل ذلك وصولًا إلى رفع مستوى الأمن الغذائي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: منظمة الاغذیة والزراعة وزیر الزراعة فی هذا عدد من

إقرأ أيضاً:

أمننا الغذائي.. تحديات وحلول

 

 

 

سالم البادي (أبو معن)

 

الأمن هو مفهوم واسع يشمل جوانب متعددة من الحياة، يُمكن أن يُشير إلى الأمن الشخصي مثل الحماية من الجريمة والعنف، يمكن أن يشمل الأمن القومي الذي يتعلق بحماية الدولة من التهديدات الخارجية، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يشير إلى الأمن الاقتصادي الذي يتعلق بتوفير فرص عمل وظروف معيشية مستقرة.

لكن ما يهمنا في مقالنا هذا هو الأمن الغذائي الذي يضمن توفر الغذاء السليم والكافي والآمن والمغذي للسكان.

وبلا شك أنَّ الأمن الغذائي هو مسألة بالغة الأهمية، فهو يمثل حجر الزاوية للاستقرار والازدهار في أي دولة بالعالم وهو مُقلق لجميع الدول، وبدونه تصبح حياة البشر مُهددة، وتتعرض المجتمعات لخطر الاضطرابات والمشاكل الصحية.

ما الفرق بين الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من الغذاء؟

الأمن الغذائي يعني أن جميع الناس في جميع الأوقات لديهم إمكانية الوصول إلى الغذاء الكافي والآمن.

أما الاكتفاء الذاتي من الغذاء فهو قدرة الدولة على إنتاج ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجات سكانها دون الحاجة إلى الاستيراد.

الاكتفاء الذاتي يمكن أن يساهم في الأمن الغذائي، ولكنه ليس بالضرورة مرادفًا له. والدولة قد تكون مكتفية ذاتيًا من بعض أنواع الغذاء، لكنها تعتمد على الاستيراد في أنواع أخرى أو قد تكون لديها القدرة على الإنتاج، لكنها لا تضمن وصول الغذاء إلى جميع السكان.

بيد أنَّ الأمن الغذائي يتطلب توفر الغذاء من مصادر متنوعة؛ سواء من الإنتاج المحلي أو الاستيراد، بالإضافة إلى ضمان القدرة على الحصول على الغذاء.

وتشير الإحصائيات إلى أن سلطنة عُمان تستورد ما يصل إلى 70 بالمائة من المنتجات الغذائية.

والاقتصاد العُماني يعتمد بشكل كبير على استيراد اللحوم من الجمال والأبقار والماعز والأغنام والدجاج من دول مختلفة لتلبية احتياجات السوق العُماني.

وتُظهر أرقام صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، أن معدل استهلاك السلطنة للحوم الحمراء يزيد عن 43 كيلوجرامًا للفرد سنويًا.

وتشير الأرقام إلى أن السلطنة جاءت في المرتبة الخامسة عربيًا في نسب استهلاك اللحوم خلف فلسطين والكويت والإمارات والسعودية.

وتستورد سلطنة عُمان المواد الغذائية من عدد كبير من الدول، من أبرزها الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، والهند، والصين، وقطر، وعدد من الدول الأخرى.

بالرغم من الإمكانيات المادية والموارد في سلطنة عُمان إلا هناك عدة تحديات تُعيق تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء ومنها:

أولًا: تُعد الظروف المناخية القاسية، مثل ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه، تحديًا كبيرًا للزراعة التقليدية.

ثانيًا: المياه العذبة مورد نادر في السلطنة، والزراعة تتطلب كميات كبيرة من المياه، والاعتماد على تحلية المياه مكلف ويؤثر على التكلفة الإجمالية للإنتاج الزراعي.

ثالثًا: قطاع الزراعة يعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية، مما يجعل الإنتاج عرضة لتقلبات سياسية واقتصادية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف العمالة.

رابعًا: قد لا تكون السياسات الزراعية مواتية لتشجيع الإنتاج المحلي، وقد تكون هناك قيود على الاستثمار في الزراعة أو عدم وجود دعم كافٍ للمزارعين.

خامسًا: التوسع الحضري والصناعي والتجاري والسياحي على حساب الأراضي الزراعية يقلل من المساحات المتاحة للزراعة، مما يحد من القدرة على الإنتاج المحلي.

سادسًا: تواجه عمليات النقل والتخزين تحديات بسبب المناخ الحار والرطوبة، مما يؤثر على جودة المنتجات ويزيد من الفاقد.

سابعًا: المنتجات الزراعية المستوردة غالبًا ما تكون أرخص بسبب الدعم الحكومي في بلدان المنشأ، مما يجعل المنتجات المحلية غير قادرة على المنافسة.

ثامنًا: التغيرات المناخية تؤثر على أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة، مما يزيد من صعوبة التخطيط للإنتاج الزراعي ويؤثر على الإنتاجية.

بشكل عام، إن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء في السلطنة يتطلب استثمارات كبيرة في التكنولوجيا الزراعية، وتحسين إدارة الموارد المائية، وتنويع مصادر الغذاء، وتغيير السياسات الزراعية لتشجيع الإنتاج المحلي.

وإليكم بعض الحلول المُقترحة المُبتكرة:

زيادة الإنتاج الزراعي من خلال تحسين التكنولوجيا الزراعية، وتوسيع الأراضي المزروعة، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. تحسين الوصول إلى الغذاء من خلال الحد من الفقر، وتوفير شبكات الأمان الاجتماعي، وتحسين البنية التحتية. يمكن أن تلعب التجارة دورًا مهمًا في تعزيز الأمن الغذائي من خلال توفير الغذاء من المناطق التي تنتجه بوفرة إلى المناطق التي تعاني من نقص فيه. يجب اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع آثار تغير المناخ. التعاون الدولي بين الدول لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن الغذائي. دعم الاستثمار في التقنيات الزراعية والسمكية والحيوانية المبتكرة توفير الدعم المالي والفني واللوجستي للمزارعين والصيادين ومربي الحيوان، وتعزيز سلاسل التوريد المحلية، وتوفير الوصول إلى الأسواق. تشجيع التنوع في إنتاج الغذاء، وتقليل الاعتماد على عدد قليل من المحاصيل، وتعزيز الأمن الغذائي في مواجهة تغير المناخ والأزمات الأخرى. دعم تطوير محاصيل مقاومة للأمراض والآفات، والتي تتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة. الاستثمار في تقنيات الزراعة الدقيقة، مثل استخدام الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الموارد الزراعية. دعم البحث في مجال التغذية، لتطوير استراتيجيات لتعزيز التغذية الصحية وتقليل سوء التغذية. توفير التدريب والإرشاد للمزارعين والصيادين ومربي الحيوان حول أفضل الممارسات المستدامة. الاستثمار في تحسين إدارة الموارد المائية، لضمان توفر المياه اللازمة لإنتاج الغذاء. تطوير سياسات للحد من هدر المياه والطعام من خلال تحسين التخزين والنقل والتوزيع. المشاركة في الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ، الذي يؤثر على الأمن الغذائي العالمي. تبادل الخبرات والمعرفة في مجال الزراعة المستدامة والثروة السمكية والحيوانية مع الدول الأخرى. الاستثمار في الابتكار التكنولوجي في مجال الزراعة، مثل تطوير صناعة المبيدات واستخدام تقنيات الري الحديثة، وتطوير تقنيات الزراعة الذكية. الاستثمار في الخارج، من خلال شراء أراض زراعية في الخارج في دول مثل السودان ومصر وأوكرانيا ودول شرق آسيا، لزراعة المحاصيل الغذائية ولضمان الحصول على الغذاء وتوفيره. بناء مشاريع زراعية في الخارج، مثل مزارع الأرز والقمح ومصانع الأغذية. توفير برامج الإرشاد الحيواني لتوعية مربي الحيوانات بأهمية استخدام التقنيات الحديثة. تطوير البنية الأساسية لتسهم مشاريع الموانئ البحرية ومخازن الحبوب في دعم الإنتاج والتوزيع. التركيز على المحاصيل الاستراتيجية مثل التمور لزيادة نسب الاكتفاء الذاتي. تشجيع ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في مشاريع الأمن الغذائي. التكاملية بين جميع القطاعات الحكومية والأكاديمية والبحثية والعلمية والمجتمعية في منظومة الأمن الغذائي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية في سلطنة عُمان.

ومن خلال هذه الإجراءات والمقترحات، يمكن للدولة أن تؤدي دورًا فعالًا في تعزيز الأمن الغذائي والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

الخلاصة.. إن الأمن الغذائي هو قضية معقدة تتطلب حلولًا متعددة الأوجه. من خلال زيادة الإنتاج الزراعي والسمكي والحيواني، وتحسين الوصول إلى الغذاء، وتعزيز التجارة، والتصدي لتغير المناخ، والتعاون الدولي، يمكننا المضي قدمًا نحو عالم يتمتع فيه الجميع بالأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فرع البيئة برياض الخبراء يشارك في مهرجان ‏معية الخبراء.. صور
  • أمننا الغذائي.. تحديات وحلول
  • وزير الزراعة: تعاون مع أوزبكستان لتحقيق الأمن الغذائي للبلدين
  • وزير الزراعة: 63% من غذائنا من الإنتاج المحلي والزراعة ركيزة الأمن الغذائي
  • زراعة حمص بالتعاون مع الفاو تنفذ تقنيات حصاد المياه في عدد من القرى
  • اقتصادية النواب: توجيهات الرئيس السيسي تعزز الأرصدة الاستراتيجية وتحمي الأمن الغذائي
  • “الفاو” توقّع اتفاقية لتصميم برك تخزين المياه المعالجة في جنوب الأردن
  • وزير الخارجية يسلم رسالة خطية لنظيره المغربي موجهة من الرئيس السيسي إلى ملك المغرب
  • الرئيس السيسي يوجه بالتوسع الزراعي لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج كعصب للاقتصاد
  • وزير الزراعة يبحث مع الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للأسمدة سبل تعزيز الأمن الغذائي العالمي ودور الأردن كشريك رئيس في سلاسل الإمداد المستدامة