ارتفاع الأسعار محلياً و انخفاض مهول في الصادرات.. أين يذهب الإنتاج المغربي من البطاطس ؟
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
كشف تقرير صدر قبل أيام و نقله موقع “ايست فروت” أن المغرب سجل خلال السنوات الخمس الأخيرة تراجعا كبيرا غير مسبوق في صادرات البطاطس، حيث بينت بعض النتائج والإحصائيات انخفاضا كبيرا خصوصا فيما يخص الشحنات المصدرة في سنة 2022/2023.
وأفاد الموقع المتخصص في السوق العالمية للخضروات والفواكه، بأنه قبل أربع سنوات، تمكن مصدرو البطاطس المغاربة من تصدير حوالي 100 ألف طن من إنتاجهم (بقيمة 26 مليون دولار) إلى البلدان الأجنبية، لكن منذ ذلك الحين، انخفضت المبيعات الخارجية كل عام تقريبا بنسبة تراوحت ما بين 44 و 48٪، في حين انخفضت عائدات التصدير 5 مرات تقريبا في بضع سنوات، وانتقل المغرب من المركز 21 في عام 2019 إلى المركز 25 في عام 2022 في قائمة العالم الخاصة بالمصدرين.
وأوضح الموقع أن الموسم الحالي عرف بدوره تراجعا كبيرا في صادرات البطاطس، ففي الفترة من يونيو إلى يوليوز تم تصدير 27900 طن فقط من البطاطس إلى الأسواق الخارجية، وجلبت المبيعات الحد الأدنى من الإيرادات لمدة خمس سنوات 5.7 مليون دولار.
وحسب نفس المصدر، فقد توسعت جغرافية إمدادات البطاطس من المغرب بشكل كبير، حيث تم تسليم البطاطس المغربية إلى 24 سوقا أجنبيا، خلال سنتي 2016/2017، وهي تصل اليوم إلى المستهلكين في 44 بلدا.
وأشار المصدر ، إلى أن صادرات المغرب من البطاطس إلى الاتحاد الأوروبي بلغت الحد الأقصى خلال السنة 2018/19، عندما واجهت أوروبا موجة جفاف شديدة، وزاد الموردون المغاربة مبيعاتهم إلى الدول الأوروبية (على سبيل المثال، تم تسليم 22 ألف طن من البطاطس من المغرب إلى إسبانيا فقط) وسط العجز الناشئ، وبعد ذلك بعام، انخفضت الإمدادات إلى الأسواق الأوروبية بشكل ملحوظ وهي غائبة عمليا اليوم.
و محليا ، تعرف أسعار البطاطس ارتفاعا كبيرا في مختلف الأسواق المغربية ، حيث يترواح سعرها في الأسواق ما بين 8 و 10 دراهم للكيلوغرام الواحد.
وفي الوقت الذي يقول مهنيون أن انخفاض الإنتاج الوطني من البطاطس يرجع بدرجة أولى إلى تقليص المساحة المزروعة بفعل لجوء عدد من الفلاحين إلى زراعات أخرى ذات هامش ربح أكبر في ظل ارتفاع تكاليف إنتاج البطاطس، فإن الوزارة الفلاحة تضل تمارس سياسة النعامة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: من البطاطس
إقرأ أيضاً:
العاهل المغربي يدعو إلى مصالحة تاريخية مع الجزائر.. ويؤكد: لا حل للصحراء خارج مبادرة الحكم الذاتي
شدد العاهل المغربي الملك محمد السادس على أن إعادة إحياء الاتحاد المغاربي تمر بالضرورة عبر تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر، مجددًا الدعوة لفتح صفحة جديدة بين البلدين الجارين، ومؤكدًا استعداده الدائم لحوار صريح ومسؤول.
الملك قال بصريح العبارة في خطاب سياسي رفيع بمناسبة عيد العرش، إن “الاتحاد المغاربي لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة”، مبرزًا إيمانه الراسخ بوحدة شعوب المنطقة، وقدرتها على تجاوز “الوضع المؤسف” الراهن، عبر التعاون وتغليب المصالح الاستراتيجية على الخلافات الظرفية.
مد اليد للجزائر.. والتزام بالحوار
أكد الملك، في خطابه الذي ألقاه مساء الثلاثاء 29 يوليوز 2025، أن موقفه تجاه الجزائر لم يتغير، قائلًا: “الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين والجغرافيا والمصير المشترك”.
وأضاف: “حرصت دوماً على مد اليد لأشقائي في الجزائر، ومستعدون لحوار صريح ومسؤول، أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين”.
قضية الصحراء.. دعم دولي متزايد لمبادرة الحكم الذاتي
وفي الشق المرتبط بنزاع الصحراء، أعرب الملك عن اعتزازه بما وصفه بـ”الدعم الدولي المتزايد” لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، مشيدًا على وجه الخصوص بموقفي المملكة المتحدة والبرتغال، اللذين اعتبر أنهما يكرّسان مواقف داعمة لـ”سيادة المغرب على صحرائه”.
وأشار الملك إلى أن المغرب، رغم ذلك، لا يزال حريصًا على إيجاد “حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف”.
في تفاعل مباشر مع الخطاب الملكي، أصدر المنتدى المغاربي للحوار بيانًا ثمّن فيه مضامين خطاب العرش، معتبرًا أنه يحمل “روحًا واقعية وانفتاحًا مسؤولًا”، ويدشّن فرصة تاريخية لترميم العلاقة بين المغرب والجزائر، وبعث مشروع الاتحاد المغاربي من جديد.
وقال البيان، الذي أرسل نسخة منه ل- "عربي٢١" إن المنتدى تابع “باهتمام بالغ” ما جاء في خطاب العاهل المغربي، وخاصة دعوته إلى “فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر”، مشيدًا بتجديد مد اليد و”تغليب منطق الحكمة والتكامل”، وفق تعبيره.
وأكد المنتدى أن وحدة شعوب المغرب الكبير لم تعد مجرد خيار سياسي، بل “ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات التنموية والأمنية”، داعيًا إلى استثمار هذه اللحظة السياسية.
وأعلن المنتدى في بيانه: دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى التجاوب الإيجابي مع المبادرة الملكية، وبناء مستقبل مشترك على أسس الثقة والاحترام المتبادل. ومناشدة النخب المغاربية، من سياسيين ومثقفين ومجتمع مدني، إلى الانخراط الفاعل في دينامية التقارب والمصالحة، بما يخدم تطلعات شعوب المنطقة نحو الاستقرار والازدهار، وتجديد التزام المنتدى بدعم المبادرات الرامية إلى بعث الاتحاد المغاربي، باعتباره مشروعًا للسلم والتنمية والتكامل.
وختم المنتدى بيانه برسالة رمزية قوية، مفادها أن “القطيعة والانغلاق لا يمكن أن يكونا قدَر شعوبنا”، وأن “الزمن المغاربي قد حان”، وأن “المصالحة التاريخية هي السبيل إلى مستقبل أكثر إشراقًا وكرامة لجميع مواطني المنطقة”.
كرونولوجيا القطيعة بين المغرب والجزائر
رغم الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع المغرب والجزائر، فإن العلاقات بين البلدين ظلت متوترة لعقود، وشهدت محطات مفصلية عمّقت الانقسام، وصولًا إلى القطيعة الرسمية عام 2021:
1975 بداية الشرخ: مع انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية، دعم الجزائر لجبهة البوليساريو مقابل المسيرة الخضراء المغربية، فجّر أولى بوادر النزاع الحاد.
- 1994 إغلاق الحدود: عقب تفجيرات مراكش التي اتهم المغرب فيها عناصر جزائرية، فرض تأشيرات فردّت الجزائر بإغلاق الحدود البرية، في قرار لا يزال قائمًا حتى اليوم.
- 2004–2011 محاولات تطبيع خجولة، لكنها لم تثمر إعادة بناء الثقة، وبقيت العلاقات في وضع هشّ.
2014–2020 تصعيد إعلامي واستخباراتي متبادل، وسط اتهامات بالتدخل ودعم الانفصال.
أواخر 2020 – المغرب يحصل على اعتراف أمريكي بسيادته على الصحراء، ويطبع العلاقات مع إسرائيل، ما فاقم التوتر مع الجزائر.
24 أغسطس 2021 الجزائر تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، متهمة الرباط بـ”أعمال عدائية”، بينما اكتفى المغرب بالتعبير عن “الأسف”، داعيًا إلى تغليب منطق الحوار.
منذ ذلك الحين، بقي الوضع على حاله، وسط مبادرات متفرقة من الرباط لمد الجسور، دون استجابة رسمية من الجزائر حتى الآن.