جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@18:51:47 GMT

شعب صبور

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

شعب صبور

 

نور بنت محمد الشحرية

كم سنة أو عقد أو قرن يتعين على الأمة العربية والإسلامية أن تعاني؟! كم على المسلم أن يتوجع لجراحات إخوانه؟! كم علينا أن ندافع الدمع ونكبت الألم وأن ننتحب صمتًا؟ كم علينا أن نشجب ونستنكر دون رد فعل؟! كم علينا أن نُدين ذواتنا، ونلوم من حولنا لأننا وهم في ذلٍ وهوان وخنوع؟!

أواااااه يا فلسطين.

. يُقتل فيك الرضع تحت أنقاض البيوت ألما واختناقا وعطشا، حرقا بالنار والبارود، يباد فيك جزء منَّا، تنادي نسوتهم وتستصرخ واا معتصمااااه. ولا معتصم يصله صدى صرخة ملؤها القهر والرجاء أن تنتخي المروءة ويسيل دم تجمد في الأوردة وشل الحركة.

يا أُخيتي لا نستطيع، اعذري القلب المكلوم ولا تزيديه وجعًا، رحمة بنا، اكتمي صراخك عنَّا، فلسطين يا درب انتصاري، أنا أعاني وجعك أنظر الى أبنائي ويعتصر قلبي ألمًا إن مرَّ بي هاجس فقدهم- لا قدر الله- أو أن  شوكة ستشوك أحدهم، أو صوتًا سيجرح أصغرهم، وأنا بعيدة عنهم، أفكر بك وأنت تنظرين لصغارك الجوعى الخائفين الحيارى حولك، وهم يصمون آذانهم عن صافرات الإنذار ودوي الصواريخ والقنابل، يرددون ما علمته إياهم من أذكار وأدعية، ويتلون آي القرآن لتطمئن القلوب وتأنس، تنظرين إليهم نظرات الوداع، فالعدو الحقير اللئيم لم يبق ولم يذر، دكًا بالعمران، ذبحًا للإنسان، محاصرة للقوت والماء، تبًا له وتب، أصلاه الله نارًا ذات لهب.

لمثلك أيتها الفلسطينية الأبيّة، أيتها المقاتلة العنيدة، التي تأبى أن تكون الطرف المتخاذل، أيتها الصامدة، لمثلك يكتب التاريخ، لمثلك تغنى القصائد، وترفع القبعات وتضرب التحايا.

أبيةٌ أنت رغم كل ما يعتصرك أمًا أو ابنة أو أختًا، تحوطين الأحباب دفءًا بوقود مخاوفك وآهاتك المدفونة عنهم، المتوشحة وشاح الفرح بالزغاريد والتهليل، عند وصول خبر استشهاد أحدهم، المجاهدين من أسرتك وصغارها.

أنا هنا ومثلي الكثيرات نبكي معك وندعو لك، لربما أرواحنا إذا هامت واستهامت مع وجعك تخفف عنك شيئا مما تجدينه.

نحن القوارير اللائي أوصى بنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- خيرًا، وما أسمانا القوارير إلا لرقة فينا وقدرة محدودة لنا على التحمل. وأنت تتحملين ما لا يتحمله أقوى الرجال، عليك ثقل الانتفاضة، أنت من يدير الأسرة ومن يواسي المجاهدين ليستمدوا من صمودك قوة ومن ثباتك متكأً.

يا عزيزتي.. إذا كانت حربك أنت القتال المباشر، وجب على كل مسلمة أن يكون جهادها إنشاء جيل قوي العزيمة ذي بأس وشكيمة.. إن كان سلاحكم الحجارة والرصاص، ينبغي أن نحارب نحن الذين في المتنفس بالعلم وقوته، فما كنَّا أسفل الركب وآخر الجمع وأهون الكل على القوى العظمى، إلّا لتراجعنا في ذلك.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

سلطنة عُمان… بلد الأمن والأمان والسلام والإسلام والاعتدال والحياد والأعراف والعادات والتقاليد وحسن التعامل والتسامح، حيث إن الأعراف والتقاليد لدى العُماني أقوى من أي قانون؛ الأمر الذي جعلها محل ثقة وتقدير واحترام العالم أجمع دون استثناء.
ومع ذلك؛ فالرأي مفتوح للجميع، وسقف الحرية مرتفع بحكم القانون العُماني. ولقد لفت انتباهي الانطباع الذي خرج به المشاركون في معرض مسقط الدولي للكتاب من زوار ومؤلفين وناشرين؛ حيث عبّروا عن الحرية التي وجدوها؛ فهناك الكثير من الكتب التي يُمنع نشرها في العديد من الدول وجدت حريتها في عُمان تنتظرها، وأكدوا أن في عُمان مجالًا رحبًا للرأي والرأي الآخر، وأفقًا للرأي الواسع، كما أشاروا إلى حفظ الحقوق واحترام وتقدير الآخرين.
لقد وجدوا التطبيق الفعلي لعدم مصادرة الفكر؛ بل حمايته وتهيئة الجو المناسب له، فقد قالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -: "إننا لا نصادر الفكر.. أبدًا"، وأتت النهضة المتجددة لتؤكد على استمرارها ونموها وتوسعها؛ فأضحت عُمان بلا منازع محل تقدير ومركز تسامح وموقعًا لثقة الجميع.
المعروف أن الودق هو المطر الذي يُنهي الجفاف ويحيي الأرض، وفي السياق الأدبي أو الثقافي يُستخدم كرمز للخير والسلام، وعندما نقول إنه يطفئ الحروب، فهو تعبير مجازي عن دور عُمان التاريخيّ في إخماد النزاعات بالحكمة والدبلوماسية، كما فعلت عبر تاريخها في الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
إن سلطنة عُمان معروفة بسياسة الاعتدال والحوار؛ سواء كان ذلك في محيطها الخليجي أو العربي أو على المستوى الدولي، مما جعلها صانعة للسلام بامتياز. وهكذا فإن الودق العُماني ليس مجرد مطر مادي، وإنما هو إشارة للغيث الأخلاقي في البوتقة السياسية الذي تقدمه عُمان لتهدئة الصراعات ومسبباتها ووأد الفتنة في مهدها.
لقد وقفت السلطنة كعادتها الدائمة والثابتة والراسخة على الحياد؛ فلم تقطع العلاقات مع جمهورية مصر العربية إبان اتفاقية كامب ديفيد، وكذلك الحياد في اتفاقيات مدريد وأوسلو ووادي عربة، وبقيت محايدة في الحرب العراقية الإيرانية، ولم تتدخل في الحروب التي تستعر هنا وهناك من حينٍ لآخر؛ فلم تتدخل في حرب ليبيا، ولا الصومال، ولا اليمن، ولا السودان؛ بل أغلقت أجواءها أمام الاستخدام العسكري لأي من الطرفين المتنازعين.
وقد كانت الوسيط لإطلاق عدد كبير من المحتجزين للعديد من الدول، كما إنها كانت وسيط الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، وحاليًا تقوم بالوساطة ذاتها بين أمريكا وإيران للوصول إلى اتفاقية ثابتة وملزمة ومحكمة.
ومؤخرًا تدخلت السلطنة لإطفاء الحرب الملتهبة بين أمريكا واليمن، والتوصل للاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهي حرب بالغة في التعقيد، لكن الدبلوماسية العُمانية المعهودة كان لها التأثير السلس الذي يتواصل مع الفرقاء برقة النسيم، وعذوبة الودق، وشذى الياسمين.
كل ذلك بهدوء ودون صخب إعلامي أو ضجيج القنوات الفضائية أو جعجعة الحناجر، كعادتها عُمان تبتعد عن المنّ والأذى.
إن الطائر الميمون الذي يقلّ المقام السامي لحضرة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بين العديد من عواصم العالم بين الحين والآخر، إنما يحمل على جناحيه غصن الزيتون ومرتكزاته وأهدافه، هو نشر السلام والتسامح؛ فعُمان تلتقي ولا تودع، وتجمع ولا تفرّق، وتلمّ ولا تشتّت، وتمُدّ يد السلام والوئام والتسامح والأُلفة للجميع.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • كاريكتير عمر دفع الله
  • سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب
  • عبيد: “علينا التتويج بكأس الجزائر لانقاذ موسم الفريق”
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • في العمق
  • كاريكاتير.. هكذا هم أبواق مرتزقة العدوان قبحهم الله
  • شاهد.. مواطن من شرق السودان “أدروب” يثير ضحكات جمهور مواقع التواصل بموقف طريف: (هجمت علينا “بومة” ونحنا وأولاد الجيران جارين منها مفتكرنها مسيرة)
  • “المجاهدين” تشيد بـالعملية التي نفذتها القوات اليمنية على عمق الكيان
  • وزير الإعلام: آلاف الحسابات الوهمية تنشر معلومات مضللة لتعزيز الاستقطاب ولمواجهتها علينا تبني خطاب عقلاني جامع
  • جنرال إسرائيلي: التهديدات من جهة سوريا تغيرت وبالتالي علينا أن نتغير