استطلاعات تكشف رأي البريطانيين تجاه إسرائيل وفلسطين.. هل تتفق مع الموقف الرسمي؟
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
كشفت سلسلة استطلاعات للرأي مواقف البريطانيين تجاه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، على ضوء الحرب في غزة، وهي مواقف قد لا تتفق مع موقف السياسيين والتوجه العام لوسائل الإعلام الغربية على ما يبدو.
وبالرغم من مواقف الحكومة البريطانية بقيادة حزب المحافظين وحزب العمال المعارض بزعامة كير ستارمر؛ المؤيدة لإسرائيل والمؤكدة على "حقها في الدفاع عن نفسها" دون تحفّظ، بما في ذلك تصريحات تؤيد حصار غزة وقطع الماء والكهرباء عنها، فإن الاستطلاعات تشير إلى أن هذا لا يعكس بالضرورة موقف عموم البريطانيين بشأن الدعم المطلق لإسرائيل، وخصوصا على ضوء مشاهد الدمار والضحايا المدنيين في غزة، حيث يعتقد غالبية البريطانيين أن إسرائيل لا تعمل على تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين خلال قصف غزة.
وبالإضافة إلى الدعم السياسي، أعلنت الحكومة البريطانية عن تقديم دعم عسكري لإسرائيل، يشمل طائرات تجسس وطائرات هيلوكوبتر وسفينة حربية ومجموع من جنود مشاة البحرية.
وفي هذا السياق، أجرى موقع الاستطلاعات البارز "YouGov" سلسلة استطلاعات في الفترة بين 11 و16 من الشهر الجاري، واطلعت عليها "عربي21"، تناولت أسئلة عن الموقف الذي يجب أن تتخذه بريطانيا في دعم إسرائيل أو فلسطين، والحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي ردهم على سؤال حول "أي طرف من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني تشعر بالتعاطف معه أكثر"، جاءت إجابة المشاركين في الاستطلاع وعددهم 2574 شخصا، بنسبة 21 في المئة مع إسرائيل، و17 في المئة مع فلسطين، في حين قال 29 في المئة إنهم يتعاطفون مع كلا الطرفين بالتساوي، و33 في المئة لا يعرفون.
وحول رأي البريطانيين في "توجه المملكة المتحدة تجاه الأحداث الأخيرة في إسرائيل وفلسطين"، شارك 3848 شخصا، قال 22 في المئة إن بريطانيا يجب أن تكون أكثر انتقادا لإسرائيل، وقال 16 في المئة إنها يجب أن تكون أكثر دعما، وقال 24 في المئة إنها تقترب من التوازن، بينما أجاب 39 في المئة بأنهم لا يعرفون.
وعندما كان السؤال عن "دعم أو معارضة رفع مباني الحكومة في المملكة المتحدة العلمَ الإسرائيلي لإظهار الدعم بعد الهجمات الأخيرة"، شارك 2453 شخصا، وقال 20 في المئة إنهم يعارضون بشكل ما، وعارض 19 في المئة ذلك بقوة، في حين قال 11 في المئة فقط منهم إنهم يدعمون ذلك بقوة، وقال 20 في المئة إنهم يدعمون بشكل ما، بينما قال 29 في المئة إنهم لا يعرفون.
وأثار قرار الحكومة برفع العلم الإسرائيلي على مقراتها جدلا في بريطانيا، حيث رفض برلمانا أسكتلندا وويلز رفع العلم، كما عبّر كثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن رفضهم رفع علم غير الأعلام الوطنية.
لكن الإجابة الأبرز جاءت عندما سؤل المشاركون: "هل تعتقد أن إسرائيل تحاول أو لا تحاول الحد من الإضرار بالمدنيين عندما تقصف غزة"، فقد شارك 3848 شخصا، قال 44 في المئة منهم إنها لا تحاول الحد من الإضرار بالمدنيين، وقال 18 في المئة فقط منهم إنها تفعل ذلك، في حين قال 38 في المئة إنهم لا يعرفون.
وتنتشر على نطاق واسع صور ومشاهد الدمار والضحايا المدنيين وخصوصا من الأطفال، بسبب القصف الإسرائيلي على غزة، بالتزامن قرع طبول الاجتياح البري في غزة والخسائر الكبيرة المتوقعة بين المدنيين، وكذلك محاولة إسرائيل تهجير سكان شمال قطاع غزة وعددهم 1.1 مليون نسمة، وهو ما يبدو أنه يُسهم في تحويل موقف الرأي العام البريطاني والغربي عموما بعد حملة التعاطف مع إسرائيل بعد عملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وهذا دعا السياسيين في بريطانيا والغرب للتخلي عن حديث الدعم المطلق لإسرائيل والحديث عن ضرورة حماية المدنيين، خصوصا مع تلويح منظمات حقوقية بملاحقة هؤلاء المسؤولين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة دعم والتواطؤ في جرائم حرب.
وحول سؤال "هل تعتقد أن حماس منظمة إرهابية أم لا"، شارك 3848 شخصا، وقال 66 في المئة إنهم يعتقدون أنها منظمة إرهابية، وقال 6 في المئة غير إرهابية، وقال 27 في المئة إنهم لا يعرفون.
وتعكس هذه الإجابة الأخيرة على ما يبدو المعلومات التي رددها مسؤولون إسرائيليون عن قيام عناصر حماس بذبح الأطفال الإسرائيليين خلال "طوفان الأقصى"، وهي مزاعم كررتها وسائل الإعلام الغربية وصولا إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ قبل أن يتراجع عنها البيت الأبيض ويعتذر عن تكرارها بعض الصحفيين الغربيين باعتبار أن الحكومة الإسرائيلية التي شبّهت حماس بتنظيم الدولة (داعش) لم تقدم أي دليل على مزاعمها بهذا الصدد.
كما تأتي هذه الإجابة على ضوء الجدل والهجوم عليها من مسؤولين بريطانيين ومؤيدي إسرائيل، بسبب رفض هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) استخدم وصف الإرهابيين على عناصر حماس، قائلة إنها تقف على الحياد وأن الجمهور هو الذي يقرر الوصف الذي يراه مناسبا. والحركة (بجناحيها العسكري والسياسي) مصنفة على قائمة الإرهاب في بريطانيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية استطلاعات الإسرائيليين غزة الفلسطينيين بريطانيا بريطانيا إسرائيل فلسطين غزة استطلاع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا یعرفون
إقرأ أيضاً:
وارسي تحذر البريطانيين من سرديات خطيرة تذكي الإسلاموفوبيا
حذرت البارونة والوزيرة البريطانية السابقة المسلمة سعيدة وارسي مما سمتها "سرديات خطيرة" يغذيها أصحاب السلطة وتؤدي إلى تصاعد الإسلاموفوبيا في بريطانيا.
واعتبرت وارسي في حوار مع صحيفة إندبندنت البريطانية خلال حضورها في مهرجان هاي للأدب والفنون أن معاملة المسلمين في بريطانيا تشبه المعاملة التي تلقاها اليهود في أوروبا خلال ثلاثينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غوتيريش يدعو للاعتراف بالمظالم التاريخية المرتكبة في أفريقياlist 2 of 2نقل والدة علاء عبد الفتاح للمستشفى بعد 242 يوما من الإضراب عن الطعامend of listوقالت الوزيرة السابقة إن قلبها محطم تجاه الطريقة التي يصوَّر بها المسلمون بشكل متزايد في الخطاب العام، مضيفة "لا يهم كم مرة تخدم وطنك وكم مرة تفعل ما هو مطلوب منك من أجل هذا البلد، لا يزال لا يمكن الوثوق بك".
وأكدت وارسي -وهي عضوة في مجلس اللوردات ومن أصول باكستانية- أنها ناقشت مع زوجها بشأن ما إذا كان من الواجب عليهما البدء في إعداد خطط للخروج من بريطانيا.
وقالت "سألته: هل يجب أن نفعل كما يفعل الجميع من حولنا الآن، وهو إعداد خطط بديلة ومسارات للخروج؟".
وأشارت وارسي إلى أن الخطاب السلبي عن المسلمين لا ينبع من عامة الناس، بل يحركه الساسة ووسائل الإعلام، معتبرة أن الخبر الجيد هو أن "هذا ليس من القاعدة الشعبية وليس الناس العاديون".
وأوضحت أن "من يقول ذلك الأشخاص في مواقع السلطة ومن يملكون المنصات الكبرى، والذين يكررون القول إن المسلمين لا يمكن الوثوق بهم لأنهم جميعا خطيرون وعنيفون، والرجال منهم متحرشون جنسيا، والنساء خاضعات تقليديا".
إعلانوحذرت وارسي من أن الصور النمطية عن المسلمين والتي تكرر مرارا "هي ما يفسد الخطاب العام ويجعل المجتمع ينظر إلى المسلمين بأبشع صورة ممكنة"، ودعت إلى التضامن الشعبي، وطالبت البريطانيين برفض خطابات "الانقسام".