بقلم: تاج السر عثمان بابو 

(1)
يواصل الشعب الفلسطيني مقاومته الباسلة للعدوان العنصري الصهيوني الهادف لتهجيره وإبادته ، ، لكنه ظل عصيا على ذلك، كما في صموده الراهن في غزة و عملية طوفان الأقصى الذي جاء كحلقة جديدة ضمن انتفاضانه ضد الاحتلال برفض التهجير من غزة والنزوح جنوبا.. بعد أن دخلت الاشتباكات يومها الحادي عشر.

. وسط ظروف إنسانية بالغة السؤ تتمثل في محاصرة المدنيين وقطع المياه والكهرباء عنهم.. وتدهور الخدمات الصحية وعدم فتح الممرات الآمنة للإغاثة .. إضافة للتهجير الذي يعتبر جريمة حرب وغير ذلك من جرائم الحرب.

يواصل الكيان العنصري الصهيوني تنفيذ مخطط صفقة القرن بتهجير أهالي غزة في الجانب الغربي من سيناء . وتغيير معالم الضفة الغربية والأقصى.. وجعل القدس عاصمة لنظامها الجديد.. وتعميم الديانة الإبراهيمية بعيدا عن الإسلام والمسيحية..

(2)
لكن المقاومة تقف سدا منيعا ضد المخطط الصهيوني الذي شن حرب الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين واحتلال الأراضي منذ حرب 1948 ويونيو 1967.. إضافة لمقاومة وتصدى مصر وسوريا في حرب 6 أكتوبر 1973 التي كسرت أسطورة التفوق العسكري الإسرائيلي.. كما حدث اخيرا في 7 أكتوبر في طوفان الأقصى الذي أربك حسابات العدو الصهيوني وكشف ضعف استعداده العسكري وفشل جهازه الاستخباراتي.
ويبقى هناك ضرورة لاوسع تضامن جماهيري مع صمود الشعب الفلسطيني.. وتحقيق المطالب العاجلة كما في : وقف التهجير والإبادة… والانتهاكات بحق المسجد الأقصى.. فك الحصار عن غزة برا وبحرا وجوا.. واحترام التعبير عن المشاعر الدينية للمسلمين والمسيحيين وعدم التضييق عليهم.. وإطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل. والسماح بمرور الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

(3)
لقد ظل الكيان الإسرائيلي يتوسع منذ العام 1948 كل يوم بضم الاراضي العربية ويمارس القمع واخطر وابشع اساليب والاعتقال والقتل والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني، مما يتطلب أوسع تلاحم من شعوب المنطقة والعالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتقديم كل المساعدات المادية والمعنوية لمواجهة الصلف الصهيوني العنصري ، وتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية ، وكل القوي الوطنية واليسارية والديمقراطية في المنطقة لدعم نضال الشعب الفلسطيني وتصفية الوحد للكيان العنصري الصهيوني ، وقيام الدولة الديمقراطية في فلسطين وعاصمتها القدس التي يتعايش فيها العرب واليهود في سلام..
لقد بددت المقاومة أوهام أن القضية الفلسطينية ماتت وشبعت موتا، وأن الفلسطنيين باعوا أراضيهم ، وأن الكيان العنصري الصهيوني أقام دولة متحضرة في المنطقة وقوة عسكرية لا يستهان بها ، يجب الواقعية في التعامل معها والاعتراف بها والتطبيع معها، وغير ذلك من المنطق المعوج للمخذلين وأعداء الشعوب وحركات التحرر الوطني في المنطقة والسعي للتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي أكدت الأحداث انه طريق خاطيء.

(4)
جاءت انتفاضة الشعب الفلسطيني وشعب السودان يخوض معركته لوقف الحرب اللعينة بين الجيش والدعم السريع المرتبطين بالمحاور الخارجية والذين حاولا في حكومة الشراكة وبعد انقلاب 25 أكتوبر 2021؛ التطبيع مع الكيان الصهيوني.. ضد إرادة شعب السودان في خيانة لثوابت الشعب السوداني وطبعت مع الكيان العنصري الصهيوني بمعزل عن شعب السودان ومن خلف ظهره، بعد اختطاف ثورته وبعيدا عن مؤسساته البرلمانية والدستورية، وإلغاء قانون 1958 بعد خرقه لمقاطعة اسرائيل الذي أجازه برلمان منتخب ، وفي هوان وابتزاز التطبيع مقابل الرفع من قائمة الارهاب،.فقد رفض شعب السودان التعامل مع الكيان العنصري الصهيوني منذ نشأته، وساهمت القوات السودانية في حرب 1948 ضد الكيان الصهيوني ، فالكيان الصهيوني كان يصنف مع الأنظمة العنصرية في جنوب افريقيا، واستحق استهجان كل الحركات الوطنية التحررية وعداء العالم بأسره وبمختلف أعراقه ودياناته، حتي أن الأمم المتحدة اتخذت قراراً في احدى دوراتها: اعتبار الصهيونية شكل من أشكال العنصرية، فكيف يتم التطبيع مع الكيان الصهيوني؟؟!!
جاءت أحداث التطبيع بعد صفقة القرن التي أبرمتها ترامب “صفقة من لا يملك لمن لا يستحق” وتقرر فيها: الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وضم هضبة الجولان، وشرعنة المستوطنات، ويهودية اسرائيل، وتكوين دولة فلسطينية مجردة من السلاح، أي خضوع الفلسطينيين للاحتلال والتنازل عن حقوقهم المشروعة المضمنة في المواثيق الدولية، والتي وجدت معارضة شديدة ورفضاً من شعوب المنطقة، وتم التمسك بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
فضلا مقاومة شعب السودان للكيان الصهيوني منذ مؤتمر القمة العربي في الخرطوم في أغسطس 1967 الذي خرج باللاءات الثلاثة: لا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف باسرائيل، كما أن إعلان التطبيع جاء تتويجا للقاءات السرية التي تمت بين النظام البائد والكيان الصهيوني في طريق التطبيع، فضلا عن التبعية المذلة لدولة الإمارات التي أعلنت التطبيع مع الكيان الصهيوني ودورها في دفع المكون العسكري وحكومة حمدوك في الاسراع بالتطبيع، ورهن البلاد للتبعية الأمريكية الصهيونية ومحور حرب اليمن.
لذلك لم يكن غريبا أن تم حرق العلم الاسرائيلي والتضامن مع الشعب الفلسطيني في مظاهرات شعب السودان بمناسبة الذكري الثانية لمجزرة فض الاعتصام في 19 رمضان ، ورفع شعار الغاء التطبيع مع اسرائيل ، ولا بديل لقيام اوسع تحالف لوقف الحرب ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها.

وأخيرا اوسع تضامن مع الشعب الفلسطيني لوقف المجازر البشعة وحرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.. وحقه في تقرير مصيره والعودة لوطنه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.. وأدانة الإرهاب الذي يقوم به الاحتلال بدعم من الدول الامبريالية وحلفائها في المنطقة الداعمة للكيان الصهيوني.. ومن أجل حق الشعب الفلسطيني في الحرية و السلام والعدالة.

الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: مع الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی شعب السودان التطبیع مع فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

مظاهرات في قلب تل أبيب ضد نتنياهو.. أوقف الحرب فورًا وأعد الأسرى

تظاهر آلاف الأشخاص مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ووقف إطلاق النار بعد 20 شهرا من الحرب والإبادة الإسرائيلية، وفق ما ذكرت صحف عبرية.

مطالب بعودة الأسرى ووقف الحرب المهلكة تجمع الحشد في ما يسمى بساحة الرهائن وهم يهتفون "الشعب يختار الرهائن!" مطالبين بـ "صفقة شاملة" لعودتهم، بحسب بيان صادر عن منتدى الرهائن وعائلات المفقودين.لبنان.. فرار 20 سجينًا ليلًا من مخفر غزير والسلطات تفتح تحقيقاترامب يرسل آلاف الجنود إلى لوس أنجلوس ردا على الاحتجاجات في المدينةأخبار العالم | المقاومة الفلسطينية تعلن عن عملية نوعية ضد الاحتلال في غزة.. وألمانيا تكشف تفاصيل جديدة عن عملية «شبكة العنكبوت» الأوكرانية ضد روسيا.. وولي العهد السعودي يعلن نجاح موسم الحجروسيا تعلن إسقاط مسيرة أوكرانية استهدفت موسكومؤسسة غزة الإنسانية تعلن إعادة فتح مواقع توزيع المساعدات بعد إغلاقهادعت نعوم كاتز، ابنة الرهينة ليور رودايف الذي أعلن عن وفاته لكن جثته لا تزال في قطاع غزة، إلى وقف فوري للقتال.وقالت: «لا ترسلوا المزيد من الجنود ليخاطروا بحياتهم من أجل استعادة آبائنا. أعيدوهم عبر اتفاق. أوقفوا الحرب!» هذا ما أعلنته للحشد في الساحة، وفقًا لما ذكره منتدى العائلات لذوي الأسرى.أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل أربعة من جنوده في قطاع غزة، وقال إنه يفتقر إلى 10 آلاف جندي لتلبية احتياجاته في الأراضي الفلسطينية.وظلت المفاوضات الرامية إلى إنهاء القتال، والتي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، غير ناجحة حتى الآن.طالب تال كوبرشتاين، والد بار كوبرشتاين الذي اختطف عندما كان عمره 21 عامًا، بأن يعود ابنه إلى المنزل الآن!، ذاكرًا "أدعو رئيس الوزراء إلى قبول اتفاق لإعادة جميع الرهائن".من بين 251 شخصا اختطفوا في 7 أكتوبر2023، لا يزال 55 شخصا محتجزين في قطاع غزة، منهم 31 قتيلا على الأقل، بحسب السلطات الإسرائيلية. طباعة شارك الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة جنوده قطاع غزة الرهائن تل أبيب الرهائن المحتجزين الحرب والإبادة الإسرائيلية

مقالات مشابهة

  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • إيران: وجهنا ضربة استخباراتية غير مسبوقة وقاصمة إلى الكيان الصهيوني
  • هذه تفاصيل العملية الاستخباراتية الإيرانية في قلب الكيان الصهيوني
  • الصمود الفلسطيني والدعم المصري
  • متحدث فتح: نسعى بكل ما نستطيع لإنقاذ الشعب الفلسطيني ووقف الحرب على غزة
  • العقوبات الأمريكية .. (سيف مسلط) على رقاب الشعب السوداني
  • الملك يعقد في نيس سلسلة لقاءات مع قادة لحشد المواقف الدولية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  • حماس تدعو الأمم المتحدة للتحرك العاجل وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني
  • “الجهاد الإسلامي” : استهداف العدو الإسرائيلي للقيادة لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا ثباتا وعزيمة
  • مظاهرات في قلب تل أبيب ضد نتنياهو.. أوقف الحرب فورًا وأعد الأسرى