أعرب راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، عن اعتقاده بأن البشرية وكما اتضح للأسف، لا تستطيع العيش بدون حرب، لكن المؤمنين يمكنهم ويجب عليهم تقليل الضرر الناجم عنها.

وأضاف البطريرك خلال لقائه المشاركين في مهرجان "الإيمان والكلمة" بكاتدرائية المسيح المخلص بموسكو: "للأسف، نضطر للقول إن البشرية تبدو غير قادرة على العيش بدون حرب - هذه هي طبيعة الإنسان الساقطة.

لكن يمكننا ويجب علينا تقليل الضرر الإنساني الناجم عن الأعمال العسكرية إذا بدأت هذه الأعمال، خاصة عندما نتحدث عن الشعوب التي خرجت من جرن معمودية واحد يجمعه تاريخ مشترك - أعني شعبي روسيا وأوكرانيا".

إقرأ المزيد البطريرك كيريل يدعو القيادة الروسية للتوجه شرقا

وتتمثل أهداف مهرجان "الإيمان والكلمة"، الذي يقام في مقاطعة موسكو للمرة العاشرة في الفترة من 16 إلى 19 أكتوبر، في تعزيز تضامن الكنيسة والصحافة العلمانية، وتحديد أشكال جديدة للتعاون بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والمجتمع الحديث المعاصر، والبحث عن طرق لتطوير النظام الإعلامي الأرثوذكسي.

ويقام المهرجان مرة كل عامين، ويدعى إليه ممثلو وسائل الإعلام الأرثوذكسية، وكذلك الوسط الإعلامي الكنسي في روسيا والدول القريبة المجاورة.

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: البطريرك كيريل الكنيسة الارثوذكسية موسكو

إقرأ أيضاً:

الإنسانية في خطر

 

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

 

في صباحٍ عادي خرجت من بيتي متوجهًا في الطريق إلى عملي ككل يوم، لم أكن أعلم أن شيئًا صغيرًا سيعلّق قلبي طوال اليوم.
طائرٌ صغير، ربما كان في رحلة بحثٍ عن رزقه، أو عائدًا لعشه، اصطدم بزجاج سيارتي فجأة، فارتجف قلبي قبل أن ألتفت إليه، لم أره بعد تلك اللحظة، لا أدري أين مضى، وهل أكمل طيرانه مثقلًا بالألم، أم هوى إلى حيث لا يُرى؟
لكن الذي أعلمه أن صورته لم تغادرني، كأن الله أرسل لي بهذا الطائر رسالة، مذ تلك اللحظة وأنا أدعو له بصدق: "اللهم سلّمه، اللهم الطف به، اللهم لا تجعلني سبب أذية لأحدٍ من خلقك وسوّيته برحمتك."
أيقنت أن الرحمة لا تحتاج أسبابًا، وأن دعاءً صادقًا لكائنٍ ضعيف قد يكون أحب إلى الله من آلاف الكلمات التي لا خير يناله الإنسان منها.
ما عاد الأمر مجرد حادث عابر، بل ومضة استيقظت فيها روحي، وكأن الطائر جاء ليوقظ في عقلي شيئًا من الإنسانية التي ماتت في قلوب بعض البشر!
وهنا فقط، يتفجر السؤال الموجع: إذا كانت هذه الرحمة تولد في قلب إنسانٍ تجاه طائر، فبأي قلب يُباد الأبرياء في غزة؟! وبأي ضمير يُقطع عنهم الماء والغذاء؟! بأي منطق يُقتّل الأطفال وهم نيام؟ وتُدفن العائلات تحت الركام؟!
لقد صار الإنسان – في أزمنة الخذلان – وحشًا لا يرحم، ولا يتردد في أن يُسكت صوت البراءة بالقنابل، وأن يُجفف أنهار الحياة بالحصار!
تحوّل الكائن الذي كرّمه الله إلى أداة قتل تتغذى على مشاهد الدمار، وتتعطّش للمزيد من الدماء، غير عابئٍ بمن يسقط، ولا مكترثٍ بمن يستغيث!
في غزة، لا تنكسر الجدران فقط؛ بل تنفطر القلوب أيضًا، هناك حيث تصرخ الإنسانية، وتبكي العصافير، وتُذبح الطفولة تحت أعين عالمٍ صامت، أصم، بلا قلب!
ننظر إلى الصور، ونسمع الأخبار، فنغرق في الدهشة: كيف تموت الرحمة في بعض البشر؟ كيف يتلذذون بالمجازر كأنهم يحتفلون بمشاهد الخراب؟!
أهذه هي الحضارة التي بلغناها؟ حضارة تغطي عريها الأخلاقي بأزياء التقنية الحديثة، وتجمّل وجهها الدموي بشعارات حقوق الإنسان التي لا تسري إلا على بعض البشر دون غيرهم؟
في غزة، كُتب على الإنسان أن يُذبح بلا محاكمة، وأن يُحاصر بلا ذنب، وأن يُهمل بلا خجل!
وفي غزة، يُمتحن صدق الإيمان، وحرارة الدم، وصدق المشاعر؛ فإما أن نبكي وننتفض ونقف مع الحق، أو نصمت فيسقط ما تبقى من ضميرٍ فينا!
أكتب هذا وأنا لا زلت أفكر في ذلك الطائر، لكنني الآن أفكر أكثر في البشر الذين ماتت فيهم الرحمة، فصاروا أشد فتكًا من الوحوش!
وأسأل الله أن يُحيي ما تبقى من إنسانية، قبل أن تغرق الأرض كلها في طوفانٍ من الوحشية والخذلان!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الإنسانية في خطر
  • 3 طرق لحماية الشعر من الجفاف في فصل الصيف
  • بتكليف من البابا.. الكنيسة تشارك في الاحتفال بالعيد القومي لإيطاليا
  • البطريرك الراعي يفتتح حديقة الصلاة ويكرّس كنيسة سيّدة الأرز في حريصا
  • رفض عبادة الأوثان.. الكنسية الأرثوذكسية تحيي تذكار استشهاد القديس إقلاديوس
  • زوج يلاحق زوجته بدعوى حبس لاستيلائها على 2.3 مليون جنيه.. اعرف التفاصيل
  • غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق ينعى انتقال الأخت فرانشيسكا مرسال
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحيي ذكرى استشهاد القديس القس مكسي
  • شهداء لقمة العيش.. كواليس انهيار مدخنة مصنع الطوب على العمال بالصف| صور
  • أسامة الجندي: مواسم الطاعات نعم إلهية لإعادة شحن الإيمان وتنشيط النفس