سرايا - يعيش حزب العمال البريطاني هذه الأيام على صفيح ساخن بدخول زعيمه كير ستارمر في مواجهة مع أعضاء حزبه من المسلمين وأنصار القضية الفلسطينية، وذلك بسبب الدعم المطلق واللامشروط الذي أظهره ستارمر للاحتلال الاسرائيلي، بل إنه وصل مرحلة تبرير منع الماء والكهرباء والوقود عن سكان غزة، قبل أن يتراجع هذه التصريحات.



وأمعن زعيم هذا الحزب المعارض في دعم الاحتلال بكل المحافل الرسمية وداخل البرلمان، وعلى نهجه أيضا ذهب أعضاء حكومة الظل، إلا أن النقطة التي أفاضت الكأس هي مذكرة أصدرتها قيادة الحزب تحذر أعضاءه من المشاركة في الوقفات والمسيرات المؤيدة لفلسطين، والتي خرجت في أكثر من مدينة بريطانية.

ولم يستوعب عدد من منتخبي حزب العمال سواء من المسلمين أو غيرهم كل هذه المواقف، خصوصاً أنهم تعودوا على أن حزب العمال يتبنى مواقف أكثر اتزاناً تجاه القضية الفلسطينية، ويدين الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

لكن يبدو أن الكثير من الأشياء تغيرت منذ رحيل زعيم الحزب السابق جيرمي كوربين الذي كان يوصف كأحد أكبر داعمي القضية الفلسطينية في الغرب، وبعد وصول ستارمر الذي تبنى نهجاً مغايراً تماماً قوامه الدعم المطلق للاحتلال.

لم يتحمل كثير من ممثلي حزب العمال من المسلمين تصريحات زعيمهم في الحزب، وإصراره على التأييد الكامل للاحتلال فيما يقول إنه "دفاع عن النفس" وحاول كثيرون منهم بعث رسالة عدم رضا لقيادة الحزب لكن يبدو أنهم لم يجدوا آذانا صاغية.

وكانت مسيرة السبت الماضي الحاشدة لتأييد فلسطين، في لندن، بمثابة الفرصة التي أعلن بعدها عدد من المنتخبين تقديم استقالتهم من مناصبهم، من ضمنها مجالس فيها أغلبية مسلمة في العاصمة لندن وخارجها.

واستقال من الحزب كل من "عاصمة شيخ" ممثلة مجلس "فينزبري بارك" في لندن، وكذلك "ميريد هايلي" ممثلة مجلس "كامريبدج"، و"عثمان بهايميا" ممثل مجلس "غلوسيستر"، و"آمنة عبد اللطيف" من مجلس مدينة مانشستر، إضافة إلى 4 آخرين، وجميعهم من مجالس محلية مهمة.

وحسب مصادر من داخل الحزب، فإن الاستقالات لن تتوقف عند هذا الحد، بل هناك العشرات من المنتخبين الذين سيعلنون استقالتهم من حزب العمال خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع عاصف هذا الأسبوع، جمع ستارمر بعدد من المعترضين على موقفه وتأييده الكامل للاحتلال.

وقالت نفس المصادر إن الاجتماع لم يصل إلى حل الخلافات، وهو ما زاد من غضب الكتلة المسلمة والمتعاطفة مع فلسطين، الأمر الذي دفع العشرات من منهم إلى التفكير في تقديم الاستقالة، وحالياً هناك أكثر من 20 منتخباً سيعلنون مغادرة الحزب.

ويحاول ستارمر امتصاص هذا الغضب، بسحب المذكرة المحذرة من الخروج في المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وتصريحه بأن "هذه أوقات مروعة وصعبة للجميع، الإسرائيليون والفلسطينيون، العرب واليهود" وتأكيده "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس بما يتماشى مع القانون الدولي، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة".


يواجه ستارمر ضغوطاً كبيرة لوقف نزف الاستقالات في صفوف مسلمي حزبه، وذلك مع اقتراب الانتخابات العامة خلال العام المقبل، والتي يخاطر سترامر بدخولها مجرداً من ورقتين مهمتين، الأولى خسارته وبشكل نهائي لأنصار كوربين أو ما يسمى "التيار الكوربيني" أما الورقة الثانية المهمة فهي الكتلة المسلمة والتي لعبت دورا مهما في منح الحزب العمال من المقاعد خلال الانتخابات الماضية.

وحسب دراسة حديثة أصدرها المجلس الإسلامي البريطاني حول الحضور الانتخابي للمسلمين، فإن الناخبين المسلمين -وعددهم مليونان- باتوا قادرين على حسم 31 مقعداً برلمانياً في مختلف المناطق، وهو رقم تهتم به الأحزاب وتوليه عناية، خصوصاً أن الدراسة أظهرت أن الصوت المسلم سيشكل الفارق في عدد من الدوائر الرئيسية بلندن.

وحسب المؤسسة الإسلامية للإحصاء، فإن 78% من المسلمين في بريطانيا صوتوا لصالح حزب العمال خلال الانتخابات العامة الأخيرة لسنة 2019، غير أن نفس المؤسسة قالت إن نسبة التأييد للحزب في صفوف مسلمي بريطانيا تراجعت إلى 38% فقط، وذلك بسبب سياسات ستارمر.


وأكثر من هذا فإن الكتلة الناخبة المسلمة باتت أكثر إقبالا على المشاركة بالانتخابات، فخلال السنوات التي تلت غزو العراق، تراجعت نسبة مشاركتهم إلى أقل من 40%، قبل أن ترتفع لأكثر من 65% خلال انتخابات 2019، وهو رقم سيرتفع خلال الانتخابات المقبلة حسب المؤسسة الإسلامية للانخراط والتنمية "ماند".
 
إقرأ أيضاً : وزير الإعلام اللبناني: الحكومة تعمل على خطة طوارئ في حال وقوع الحربإقرأ أيضاً : إطلاق صواريخ مضادة للدروع من داخل لبنان تجاه شمال الأراضي المحتلة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: من المسلمین حزب العمال أکثر من

إقرأ أيضاً:

ذروتها الأحد والإثنين.. الأرصاد تحذر: موجة حارة تضرب البلاد

قالت منار غانم عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، إن البلاد تتعرض لموجة حارة جديدة تبدأ من اليوم الجمعة وتستمر حتى يوم الإثنين المقبل، مع توقعات بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة على معظم أنحاء الجمهورية.

حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليومحالة الطقس غدا.. الأرصاد تحذر من حر وشبورة ورياح وغبار في عدة مناطق

وأضافت خلال مداخلتها الهاتفية ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، أن الموجة بدأت بالفعل، وتشهد البلاد خلالها ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة، لتسجل ذروتها يومي الأحد والإثنين.

وأوضحت أن الطقس سيكون شديد الحرارة نهارًا، مائلًا للحرارة خلال ساعات الليل، مع نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة، خاصة في المناطق المكشوفة بجنوب سيناء، وخليج السويس، والبحر الأحمر.

وأشارت إلى اضطراب متوقع في حركة الملاحة البحرية، حيث تتراوح سرعة الرياح بين 50 و70 كم/س، فيما يتراوح ارتفاع الأمواج في البحر الأحمر بين 2.5 و3.5 متر.

وأضافت أن درجات الحرارة العظمى بالقاهرة الكبرى ستتراوح ما بين 34 و38 درجة مئوية خلال ذروة الموجة، وذلك نتيجة تأثر البلاد بكتل هوائية صحراوية قادمة من شبه الجزيرة العربية، بدلًا من الكتل الباردة القادمة من جنوب أوروبا. كما ساهم وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا في زيادة فترات سطوع الشمس.

وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تبدأ الأحوال الجوية في التحسن تدريجيًا اعتبارًا من مساء الإثنين، بدءًا من المناطق الساحلية، على أن يشمل التحسن باقي المحافظات بحلول الثلاثاء، مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة يتراوح بين 8 إلى 9 درجات مئوية، لتسجل العظمى في القاهرة نحو 31 درجة.

ووجهت عدة نصائح للمواطنين، قائلة: تجنب الخروج في فترات الذروة وارتداء ملابس قطنية خفيفة وتناول المياه والسوائل.

طباعة شارك منار غانم الأرصاد الجوية درجات الحرارة

مقالات مشابهة

  • أغلقوا النوافذ.. موجة صفراء تغزو بغداد خلال ساعات
  • يديعوت تتحدث بشأن تنفيذ الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات خلال الأيام القادمة
  • ذروتها الأحد والإثنين.. الأرصاد تحذر: موجة حارة تضرب البلاد
  • شاهد: كتائب القسام تنشر فيديو لاستهداف جنود وآليات للاحتلال شرق جباليا
  • وزير الداخلية يستقبل السفير البريطاني لبحث التعاون الأمني المشترك
  • إندبندنت: لماذا تأخرت حكومة ستارمر باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل؟
  • ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية بعد موجة بيع بسبب مخاوف عجز الموازنة بالولايات المتحدة
  • مسجد باريس الكبير قلق من "وصم" المسلمين بسبب "الإخوان"
  • وزير العمل يلتقى النائبة نشوى الديب: الاستجابة لمطالب العمال المشروعة
  • الرئيس السيسي لرئيس الوزراء البريطاني: نرفض تصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين