تقرير للبنتاغون: الترسانة النووية الصينية في طريقها للتضاعف بحلول عام 2030
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
ذكر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، صدر الخميس، أن الصين تطور ترسانتها النووية بوتيرة أسرع مما توقعته الولايات المتحدة، وتعمل في الوقت ذاته على توسعه وتحديث جيشها بشكل متزايد.
تطوير القدرات النوويةوطورت الصين ترسانة تضم أكثر من 500 رأس حربي نووي جاهز للاستخدام، ومن المقرر أن تضاعف هذا العدد بحلول نهاية العقد، وهو ما يتجاوز تقديرات البنتاغون السابقة.
وكان لدى الصين "أكثر من 500 رأس نووية جاهزة للاستخدام في مايو 2023"، وهي بصدد امتلاك "أكثر من 1000 رأس على الأرجح بحلول عام 2030"، وفقًا للتقديرات الأميركية المنشورة في هذا التقرير السنوي بشأن "القوة العسكرية الصينية"، الصادر عن الكونغرس.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن الصين "تتوسع وتستثمر في منصات إطلاق الأسلحة النووية البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى البنية التحتية المطلوبة لدعم هذا التوسع الكبير"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ولطالما أكدت بكين أن برنامجها للأسلحة النووية ليس سوى وسيلة ردع وأنها ملتزمة بمبدأ "عدم الاستخدام الأول"، مما يعني أنها تعهدت بعدم استخدام هذه الأسلحة إلا ردًا على هجوم نووي.
والخميس، قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينغيو، "الصين ملتزمة باستراتيجية نووية دفاعية، وتحافظ على قدراتها النووية عند الحد الأدنى الذي يتطلبه الأمن القومي ولا تستهدف أي دولة".
وتمتلك الولايات المتحدة 3708 رؤوس حربية نووية وروسيا 4489، بينما لدى الصين 410 رؤوس، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري".
نمو البحرية الصينيةالبحرية الصينية هي الأكبر في العالم من حيث عدد السفن، وقال التقرير إنها نمت إلى 370 سفينة وغواصة، مقارنة بنحو 340 في العام السابق.
ومن بين السفن الجديدة التي سيتم إطلاقها في عام 2022، حاملة الطائرات الثالثة في البلاد، فوجيان، والتي يبدو أنها مزودة بتكنولوجيا متقدمة لإطلاق الطائرات، وهو ما يمثل خروجًا كبيرًا عن سفنها القديمة ذات الطراز السوفييتي.
مناورات جوية "خطيرة"الثلاثاء، شارك البنتاغون مقاطع فيديو تظهر طائرات مقاتلة صينية تقوم بمناورة خطيرة بالقرب من طائرات الاستطلاع الأميركية.
والخميس، كشفت وزارة الدفاع أنها أحصت 180 حادثة من هذا القبيل في العامين منذ خريف 2021، أي أكثر مما كانت عليه في العقد السابق بأكمله.
وقالت إن المناورات المحفوفة بالمخاطر "تزيد من خطر وقوع حادث كبير أو حادث أو أزمة، بما في ذلك احتمال وقوع خسائر في الأرواح".
وتعد رحلات الاستطلاع الأميركية فوق بحر الصين الجنوبي قانونية بموجب القواعد الدولية، لكن بكين التي تدعي السيادة على معظم الممر المائي تعتبرها "استفزازا"، حسبما تشير "واشنطن بوست".
وقال ليو إن الإجراءات الصينية جاءت ردا على قيام السفن والطائرات العسكرية الأميركية "باستطلاع متكرر قريب"، بما في ذلك "657 طلعة جوية" في بحر الصين الجنوبي العام الماضي.
توسع ببرامج عسكرية صينيةوأشار تقرير البنتاغون إلى أن أجزاء أخرى من البرامج العسكرية الصينية ربما توسعت في العام الماضي، بما في وتطوير برنامج الأسلحة البيولوجية، والجهود المبذولة لإنشاء قواعد عسكرية في الخارج خارج المواقع المؤكدة في جيبوتي وكمبوديا.
وارتفع الإنفاق الدفاعي الصيني بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، وزاد بنسبة 7.2 بالمئة في عام 2023 إلى حوالي 212 مليار دولار، تم تخصيص الكثير منها للتكنولوجيا المتطورة والتحديثات لجعل القوة القتالية في البلاد جاهزة للقتال.
وقد تعهدت الصين علنا بالاستيلاء على جزيرة تايوان المتمتعة بحكم ذاتي والتي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها تريد استرداده، بالقوة إن لزم الأمر.
لكن الشقوق ظهرت هذا العام في القيادة العسكرية العليا في البلاد، واختفى وزير الدفاع، لي شانغ فو، عن الأنظار ويعتقد أنه أطيح به بسبب مزاعم بالفساد.
ويأتي ذلك بعد إقالة مسؤولين رفيعي المستوى في واحدة من أكبر الوحدات العسكرية في البلاد وهي القوة الصاروخية للجيش الصيني.
ولم تعلن بكين بعد عن وزير دفاع جديد، وقال تقرير البنتاغون إن القيادة العسكرية الصينية "رفضت وألغت وتجاهلت" طلبات واشنطن بفتح قنوات اتصال عسكرية حتى عام 2023
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البلاد
إقرأ أيضاً:
صحف غربية: إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة
تزايدت التقارير الإعلامية التي تحذر من عزلة دولية للاحتلال الإسرائيلي جراء استمراره في عدوانه الوحشي وتجويع أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
المعلق المعروف في صحيفة "واشنطن بوست" إيشان ثارور قال إنه في الوقت الذي جوعت فيه "إسرائيل" ودمرت غزة، فإنها تتحول إلى دول منبوذة في العالم.
وأكد أنه بعد أكثر من 19 شهرا على الحرب الوحشية، فإن صبر بعض حلفاء "إسرائيل" في الغرب ينفد على ما يبدو وسط عملية عسكرية جديدة في القطاع.
وأضاف أن العملية العسكرية الجديدة في غزة أثارت غضبا واشمئزازا واسعا، حيث أشارت الحكومات والمنظمات الإنسانية إلى الظروف اليائسة في المنطقة المحاصرة.
وتحدث ثارور عن خطوات الاتحاد الأوروبي لمراجعة اتفاقية التجارة. وكذا البيان المشترك لفرنسا وكندا وبريطانيا الذي تحدث عن "المعاناة الإنسانية التي لا تحتمل في غزة"، والتهديد بفرض عقوبات على "إسرائيل" إن لم تتخذ قرارات حاسمة لوقف المعاناة والحرب. وجاء فيه:"لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة" و"إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردا على ذلك".
وقال ثارور إن الإسرائيليين يجدون أنفسهم في موقف المعارضة ضد نتنياهو، ففي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود اولمرت إن ما تفعله "إسرائيل" حاليا في غزة "يقترب جدا من جريمة حرب".
وكان يائير غولان، زعيم الحزب الديمقراطي ذي الميول اليسارية والجنرال السابق في جيش الدفاع الإسرائيلي، لاذعا في إدانته للحرب، حيث قال متحدثا إلى هيئة إذاعة عامة يوم الثلاثاء: "إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، كجنوب أفريقيا في الماضي، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة". وأضاف: "الدولة العاقلة لا تنخرط في قتال المدنيين ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تجعل من طرد السكان هدفا لها".
وأشار ثارور إلى أن الساسة في أوروبا والولايات المتحدة يردون على الغضب المتزايد على معاناة غزة. وفي واحدة من أكبر الاحتجاجات التي لم تشهدها هولندا منذ سنوات سار عشرات الآلاف في العاصمة الهولندية لاهاي معارضين لـ"إسرائيل" خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأشار إلى توبيخ لامي الحكومة الإسرائيلية. وفي اليوم نفسه، قالت تانيا فاجون، وزيرة خارجية سلوفينيا، إن عدم مواجهة "إسرائيل" سيضر بالاتحاد الأوروبي كمشروع سياسي و"فشل الاتحاد الأوروبي في إدانة قتل إسرائيل للمدنيين بوضوح وقوة... يلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بسمعة الاتحاد الأوروبي عالميا وداخليا. الناس، والأطفال يتضورون جوعا وعمال الإغاثة يقتلون والاتحاد الأوروبي لا يزال صامتا؟".
وهناك ضوء أمل في واشنطن أيضا، حيث قال النائب الديمقراطي عن كولورادو جيسون كرو إن الولايات المتحدة "فقدت الكثير من قدرتها" على التحدث عن القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان على الساحة العالمية بسبب تناقضها في تطبيق هذه المبادئ على جميع النزاعات، وبخاصة مع إسرائيل، وهو ما فشلت في تطبيقه الإدارة السابقة أيضا.
نادرا ما بدت إسرائيل معزولة دوليا كما هي اليوم
من جهته قال الصحفي أدريان بلومفيلد إن بريطانيا وجّهت رسالة واضحة إلى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة: استمروا فيما تفعلونه في غزة، وخاطروا بأن تُصبحوا منبوذين بين الأصدقاء الغربيين القلائل المتبقين لكم.
وأضاف في مقال له في "ديلي تليغراف" إن تعليق المحادثات التجارية، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية، والتهديد باتخاذ "إجراءات إضافية"، ولغة الإدانة الصريحة - تُعدّ هذه كلها لحظات غير مسبوقة في التاريخ الحديث للعلاقات الأنجلو-إسرائيلية.
وبحسب بلومفيلد فإنه من الصعب تذكر آخر مرة استخدم فيها وزير في مجلس الوزراء مثل هذه اللغة القاسية تجاه "إسرائيل" في مجلس العموم.
وقال كير ستارمر إنه "مذعور" من التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة، والذي هدد نتنياهو بالسيطرة عليه بالكامل بعد إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع الأسبوع الماضي.
كما أعرب ستارمر عن غضبه إزاء المساعدات المحدودة التي سمحت "إسرائيل" بدخولها إلى غزة، واصفا إياها بأنها "غير كافية على الإطلاق".
بل ذهب وزير الخارجية ديفيد لامي إلى أبعد من ذلك، قائلا إن "تصرفات الحكومة الإسرائيلية الصارخة" تعزل "إسرائيل" عن أصدقائها وشركائها حول العالم.
في الوقت الحالي، ورغم اللهجة الحادة غير المعتادة، تبقى إجراءات المملكة المتحدة رمزية في معظمها. ولكن هناك خيارات أكثر جوهرية قيد الدراسة، بما في ذلك فرض عقوبات محتملة على المتشددين في حكومة نتنياهو، وإمكانية اعتراف المملكة المتحدة رسميا بدولة فلسطين.
كانت مثل هذه الخطوة غير واردة قبل بضعة أشهر. لكنها لم تعد كذلك، يقول بلومفيلد.
ويضيف: جلب هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تعاطفا واسع النطاق مع "إسرائيل" في العالم الغربي، بالإضافة إلى الدعم والصبر على ردها في غزة. ولكن بعد أكثر من 19 شهرا، ووسط الدمار الواسع الذي لحق بغزة ومقتل ما يقدر بنحو 50 ألف شخص، بدأ هذا الصبر يتبخر.
ويدرس الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، حيث دعت ماريا مالمر ستينرغارد، وزيرة خارجية السويد، إلى فرض عقوبات على أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
ويرى بلومفيلد أنه مع تزايد الخلافات الواضحة بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن السياسة الخارجية، سيشعر القادة الأوروبيون بأنهم أقل التزاما بالوقوف جنبا إلى جنب مع واشنطن في المسائل المتعلقة بـ"إسرائيل". ولذلك، من المرجح أن يتخذوا إجراءات حازمة أكثر من الماضي، كما يرجح.
وفي حين أن احتمال اتخاذ الولايات المتحدة إجراء مماثلا ضد "إسرائيل" ضئيل، سيشعر نتنياهو بالقلق من أن دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعد قويا كما كان في الماضي - حتى لو كانت انتقادات إدارته تُعبّر عنها سرا فقط.
لكن من الواضح أن واشنطن ليست متحمسة على الإطلاق للهجوم الأخير. وأفادت التقارير أن جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، ألغى زيارة إلى "إسرائيل" هذا الأسبوع لتجنب إعطاء الانطباع بأنه يؤيدها.
واتخذت إدارة ترامب أيضا عددا من القرارات المهمة في الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، رغم اعتراضات "إسرائيل"، بدءا من رفع العقوبات عن سوريا، ووقف الغارات الجوية ضد الحوثيين في اليمن، والتفاوض مباشرة مع حماس لإطلاق سراح رهينة أمريكي في غزة. ولا شك أن هذه الخطوات أثارت استياء في الحكومة الإسرائيلية.
ويخلص بلومفيلد إلى أنه "نادرا ما بدت إسرائيل معزولة دوليا كما هي اليوم".