تقييمات إسرائيلية قلقة من الموقف الروسي تجاه الحرب على غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
فيما تُظهر الولايات المتحدة تبنّيها الكامل للاحتلال في عدوانه الجاري على غزة، فإن الأخير يرصد المواقف الصادرة عن روسيا الساعية، من وجهة نظره، لاستغلال الحرب القائمة على الفلسطينيين في إشعال المنطقة.
شلومو شامير خبير الشئون الدبلوماسية في صحيفة "معاريف"، ذكر أن "بوتين يستفيد من أحداث الحرب الدائرة في غزة وإسرائيل لأن الحرب التي يشنها على أوكرانيا منذ حوالي عامين، سقطت واختفت من عناوين الأخبار، ولعل المكسب المهم لروسيا من هجوم حماس هو استغلال الأحداث التي شهدتها المنطقة بغرض إظهار حضور سياسي وتدخل دبلوماسي وإجراء اتصالات مع دول المنطقة باعتبارها عاملا مؤثرا في المنطقة، من خلال اتصالات أجراها بوتين مع زعماء إيران ومصر وسوريا والسلطة الفلسطينية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "بوتين يستخدم أحداث غزة كوسيلة ضغط لتقديم نفسه كزعيم عالمي فاعل ومشارك أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يكرهه، وهو ما تم التعبير عنه في مناقشات مجلس الأمن، حيث اقترح سفير روسيا قرارا يتضمن وقف إطلاق النار دون إدانة هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، مما يجعله الاقتراح يهدف لمصلحة حماس، لكنه فشل في التمرير، حيث صوتت لصالحه الصين وروسيا وموزمبيق والإمارات والغابون، وصوتت ضده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان ضده، وهكذا تم إحباطه، فيما اختارت دول الامتناع عن التصويت مثل مالطا وغانا وألبانيا والبرازيل والإكوادور وسويسرا".
وأشار إلى أن "مجلس الأمن الذي شهد دعوة روسيا لوقف إطلاق النار في غزة هو ذاته المجلس الذي لم يقم منذ عامين بإدانة أو معالجة جرائم حرب روسيا في أوكرانيا، لأن مندوبها فيه استخدم حق النقض، وأحبط أي محاولة للتحدث علنًا ضد بلاده، الأمر الذي يؤكد أن هجوم حماس وردود الفعل على الساحة الأممية كشف عن تطور في ميزان القوى العالمي، وهذا ليس تطورا جديدا، لكنه اتجاه يكتسب زخما، فقد تم إنشاء المحور المعادي لأمريكا وإسرائيل من مجموعة من الدول الكبيرة مثل إيران والصين وروسيا، وعلى عكس الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وسنواتها الأولى، عندما تحرك محور ألمانيا واليابان وإيطاليا دون معارضة نشطة".
وختم بالقول إن "إسرائيل هذه المرة ترقب تحركات المحور المعادي لها في إيران وروسيا والصين، وفي الوقت ذاته تبدي ترحيباً بتأسيس تحالف حازم ومتماسك من القوى الغربية، يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، تحالف يتمتع بدعم الدول الرئيسية مثل اليابان وإيطاليا وكوريا الجنوبية وغيرها، وهذا التحالف موحد في أهدافه، أهمه كبح جماح المنظمات المسلحة مثل حماس، والقضاء على قدراتها العسكرية".
في الوقت ذاته، أكدت عنات هوشبيرغ-ماروم خبيرة الشئون الروسية بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "حرب غزة منحت بوتين فرصة إظهار لياقته اللازمة لإشعال الشرق الأوسط، لأن هجوم حماس كشف الوجه الحقيقي لروسيا ورئيسها، ليس فقط لأنه لم يدن الحركة، ولعلّه أحد زعماء العالم القلائل الذين لم يرسلوا تعازيهم بعد للاحتلال، رغم علاقاته الوثيقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبالتالي فإن موسكو التي تتخذ موقفا واضحا معاديا لإسرائيل، ومؤيدا لحماس، فإنها تتهم الولايات المتحدة بفشل عملياتها في الشرق الأوسط، بينما تتجاهل ما يقوم به الفلسطينيون من هجمات ضد الاحتلال".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "نظرة فاحصة على ردود الفعل الروسية تُظهر صيحات الفرح أمام إخفاقات الجيش والاستخبارات الإسرائيلية، ويتم تقديمها كدليل على الضعف الغربي، بجانب دعاية مصحوبة برسائل وصور بشعة تصوّر إسرائيل عدوا عدوانيا وقاسيا مسؤولا عن قتل المدنيين الفلسطينيين، بل إن بوتين لم يتردد في مقارنة قصف قطاع غزة بالقصف النازي لمدينة سانت بطرسبورغ لينينغراد، واتهام إسرائيل بدعم النازيين الجدد في كييف".
وأشارت إلى "تزايد أصوات الكراهية تجاه إسرائيل بين نخب روسيا، وتضاعف تصريحات دعم حماس من قادة روس وكتّاب محسوبين على الكرملين، وكلها موجهة للجماهير الناطقة بالروسية في العالم، مع التركيز على دول محور روسيا وإيران وسوريا وكوريا الشمالية والصين وباكستان، وهي جزء من معركة الوعي والتواصل السلبي التي تدور رحاها ضد إسرائيل في العديد من شبكات الإعلام في العالم، وهي حرب نفسية تجمع بين الدعاية والأخبار المزيفة والاستخدام الساخر للمشاعر العامة من أجل الإضرار بقوة الدولة والجمهور في إسرائيل، والتسبب في إحباط صفوف الجيش، والتحريض على معاداة السامية تجاه الإسرائيليين واليهود أينما كانوا".
وأوضحت أن "روسيا تسعى للاستفادة من الصراع الناتج بين حماس وإسرائيل، لإحداث تغيير جذري في ميزان القوى الإقليمي، وتقويض استقرار المنطقة الهشّ، وضرب نسيج التحالفات الأمنية الإسرائيلية مع الدول العربية المعتدلة، وتغيير خريطة مصالح موسكو وعلاقاتها مع دول الخليج والشرق الأوسط، وتعزيز محور المقاومة، وعلاقاتها بشكل رئيسي مع إيران وحماس، بزعم أنها تستفيد من ذلك عدداً لا بأس به من المكاسب الاستراتيجية، وتشتيت الانتباه الدولي عن حرب أوكرانيا، وانسحاب القوات الأمريكية وغيرها من مسرح الصراع في أوروبا الشرقية إلى الشرق الأوسط".
وأكدت أن "روسيا، قوة الطاقة العالمية، قد تستفيد بشكل كبير من زيادة إنتاج النفط، وأسعار الغاز الطبيعي، ويتوقع أن تؤثر على الاقتصاد الروسي المتعثر، وتساعد على مواصلة تمويل آلته الحربية، والتجنيد في صفوف الجيش، والصراع الدموي الذي يخوضه بوتين مع كييف، لأنه منذ 7 أكتوبر، ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 6%، وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بـ40%، وعلى خلفية تصاعد الصراع، والمخاوف من انضمام دول أخرى لدائرة المواجهة، بما فيها لبنان وسوريا، تحذر تقديرات كبار الاقتصاديين من تقلبات كبيرة متوقعة في سوق النفط والمحروقات العالمية، بجانب اضطرابات التجارة العالمية، وإمدادات الحبوب من الشرق الأوسط".
وأكدت أن "الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، ونقل السفن الحربية والطائرات المقاتلة للمنطقة، يزيد احتمالات تدخل روسيا وإيران، ومن وجهة نظر موسكو، فإن العواقب المحتملة، والفوضى الأمنية، وحرب متعددة الجبهات، تتماشى مع سعيها للإضرار بالهيمنة الأميركية، لأن ما يحصل صراع وجودي، وليس صدفة إشادة حماس بموقف بوتين، الذي يعرض تلفزيونه الرسمي الاحتجاجات الجماهيرية المؤيدة للفلسطينيين حول العالم، فيما أدان وزير الخارجية سيرغي لافروف الولايات المتحدة، واتهمها بالمسؤولية عن اندلاع الصراع، كما التقى إسماعيل هنية زعيم حماس في الدوحة بالمبعوث الخاص لبوتين إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف".
تشير هذه القراءات الإسرائيلية إلى مسألة لافتة، وهي أنه من وجهة نظر استراتيجية واسعة، فإن روسيا تسعى للاستفادة من علاقاتها الوثيقة مع حماس وإيران، من أجل تثبيت نفوذها الجيو-سياسي، ومكانتها كوسيط دولي بين العديد من العوامل العاملة في المنطقة، لأن هناك تقدير مفاده أن الحرب على حماس تتجاوز حدود الشرق الأوسط، باعتباره صراعا عسكريا صعبا ومعقدا، وهو أحد أخطر المواقف في تاريخ الاحتلال، وله عواقب جيوسياسية وأمنية واقتصادية هائلة على توازن القوى الإقليمي، فضلاً عن مستقبل النظام العالمي الجديد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة روسيا حماس الاحتلال حماس روسيا الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الشرق الأوسط هجوم حماس
إقرأ أيضاً:
غارة إسرائيلية بالطائرات المُسيرة في صور الللبنانية
حلّق طيران الاحتلال الإسرائيلي المُسيّر، مساء اليوم، على ارتفاع منخفض في أجواء بلدة يانوح بقضاء صور جنوب لبنان، وذلك عقب إنذار إسرائيلي وُجّه إلى سكان أحد المنازل في البلدة بضرورة إخلائه.
وفي السياق ذاته، أفاد مراسلنا بأن الطيران المُسيّر الإسرائيلي واصل تحليقه على ارتفاع منخفض في أجواء الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، في ظل أجواء من التوتر والحذر بين السكان.
وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، على اعتقال مُسنٍ من الأغوار الشمالية.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال اقتحم تجمع الحمة، واعتقل المسن رافع محمد عبد الكريم فقها.
وكان مستعمرون برفقة الاحتلال اقتحموا عدة تجمعات بالأغوار الشمالية.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
أكّد نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، في تصريحات اليوم، أن إسرائيل لم تنفّذ أي خطوة جدية لتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدوانية.
مشدداً على أن المقاومة أوقفت محاولات اجتياح لبنان وابتلاعه، وداعياً الدولة اللبنانية إلى إعادة النظر في سياساتها وعدم مطالبة المقاومة بعدم الدفاع عن نفسها.
وقال إن حصرية السلاح بالصيغة المطروحة حالياً تمثل مطلباً أميركياً إسرائيلياً، محذّراً من تقديم أي تنازلات لإسرائيل، ومشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى ضم لبنان إلى سوريا ضمن مشروع وصفه بالخطير جداً.
وقال جيش الاحتلال، اليوم السبت، إنه استهدف عنصراً بارزاً في حماس بمدينة غزة.
وأضاف جيش الاحتلال :"القيادي المستهدف كان يقوم بمحاولات إعادة إعمار وإنتاج وسائل قتالية في صفوف حماس".
وقال إعلام إسرائيلي، اليوم السبت، إن هناك تقديرات تؤكد مقتل القيادي في حماس رائد سعد خلال عملية الاغتيال بغزة.
وأشارت مصادر محلية فلسطينية إلى أنعملية اغتيال القيادي في حماس تمت غرب مدينة غزة.
وأضافت :"الشخص المستهدف هو الرجل الثاني في حركة حماس".
فادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم، بأن مجموعات خارجة عن القانون استهدفت نقاطاً تابعة للأمن الداخلي في ريف محافظة السويداء، في تصعيد أمني جديد تشهده المنطقة.
وذكرت الوكالة أن هذه المجموعات استخدمت طائرات مسيّرة خلال تنفيذ هجماتها، دون أن تورد تفاصيل إضافية حول حجم الأضرار أو وقوع إصابات، مشيرة إلى أن الجهات المختصة تتابع التطورات الميدانية.
قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة يشكّل الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن للجميع في المنطقة.
وطالب المتحدث الإدارة الأمريكية بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية إذا كانت جادة في السعي إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً أن جميع أشكال الاستيطان الإسرائيلي غير شرعية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على أهمية ضمان التوصل إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.