نؤكد رفضنا القاطع لمحاولة التهجير القسري للفلسطينيين من جانب إسرائيل

قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان: إن الأحداث المأساوية الجارية في فلسطين تحتم على الجميع التحرك العاجل لوضع حد فوري للعمليات العسكرية وتوفير الحماية للمدنيين وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، امتثالا للأعراف والقوانين الدولية، ومبادئنا الإنسانية المشتركة، وإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة يُخرج المنطقة من دوامة العنف المتكررة، ويحقن الدماء ويؤسس لسلام عادل وشامل ومستدام.

وخلال كلمته التي ألقاها اليوم السبت نيابةً عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على رأس وفد السعودية المشارك في قمة القاهرة للسلام المنعقدة بشأن مناقشة الصراع في غزة ومحيطها، ومستقبل القضية الفلسطينية، شدد الأمير فيصل بن فرحان، على أن السعودية تؤكد رفضها القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف، وتحت أي ذريعة، وتشجب كل استهداف للمدنيين أينما كانوا، وتطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني.

ازدواجية المجتمع الدولي

وقال وزير الخارجية السعودي: نرفض الازدواجية والانتقائية التي يمارسها البعض في المجتمع الدولي، وهنا لا يكفي الكلام، إنما أن يكون هناك تحرك جدي، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار ووقف العمليات العسكرية التي أودت بحياة الأبرياء، والتي تهدد بعواقب غير محمودة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما نؤكد رفضنا القاطع لمحاولة التهجير القسري للفلسطينيين من جانب إسرائيل.

اقرأ أيضاً قمة القاهرة للسلام تنتهي دون بيان ختامي إثر خلاف عربي أوروبي على 6 كلمات وقف فوري لإطلاق النار في غزة.. تصريح مهم لرئيس الإمارات الرئاسة المصرية تصدر بيانا مهما وحاسما بشأن قمة القاهرة للسلام على خلفية التصعيد في قطاع غزة أطباء مصريون يستعدون لدخول غزة لدعم المصابين.. ونقابة الأطباء تطلب متطوعين ناضل دفاعًا عن فلسطين.. وثائقي يروي سيرة ابن الجنرال البريطاني كلوب باشا الجيش الإسرائيلي يتحدى الاجماع العربي ويعلن الاستعداد لاجتياح غزة دعمًا لقضية العرب الأولى.. شاب مصري يطلق اسم فلسطين على طفلته «صور» مفاجأة.. صواريخ ميليشا الحوثي التي اعترضتها أمريكا لم تكن موجهة إلى إسرائيل وزارة الدفاع الإسرائيلية تحصد عدد السكان الموجودين بقطاع غزة للتضامن مع فلسطين.. ويجز يشارك في مظاهرات احتجاجية بإنجلترا بهذة الكلمات.. حميد الشاعري يعبر عن حزنه الشديد لما يحدث في غزة سيناء ومعبر رفح وتهجير الفلسطينيين.. 7 رسائل شديدة اللهجة من الرئيس المصري لقادة العالم في قمة القاهرة

وأضاف: أود أن أعرب عن خيبة أملنا عن عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن. ونطالب كذلك بفتح فوري لممرات إنسانية آمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية دون قيود للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها، كما نؤكد تمسك السعودية بالسلام خياراً إستراتيجياً عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية.

مستقبل القضية الفلسطينية

وشدد الأمير فيصل بن فرحان، على أن السعودية حرصت منذ اندلاع الأزمة على التشاور والتنسيق مع الأشقاء والشركاء في المجتمع الدولي، معربًا عن أمله أن تسهم هذه القمة في تحفيز تحرك حاسم للمجتمع الدولي لإيجاد حل ينهي هذه الأزمة، ويسمح بالخروج من نفق المعاناة، ويفسح المجال لحوار جاد حول مستقبل القضية الفلسطينية، وبحث سبل دعم المجتمع الدولي لسلام عادل ودائم في المنطقة، يحقق الأمن والازدهار للجميع، مؤكدا استمرار السعودية في مساعيها مع كافة الشركاء للوصول إلى هذه الغاية، لكن الأولوية القصوى بالنسبة لنا هي الوقف الفوري للتصعيد العسكري لحقن الدماء وإغاثة المتضررين، بما يهيئ الظروف الملائمة للعمل نحو السلام.

وأعرب وزير الخارجية السعودي عن شكره لجمهورية مصر العربية على الجهود المبذولة لتعزيز التنسيق والتشاور الإقليمي والدولي تجاه التطورات الخطيرة في قطاع غزة، كما نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وتمنياتهما بنجاح أعمال القمة.

ويضم وفد السعودية في القمة: وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الدكتور سعود الساطي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية أسامة نقلي.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: المجتمع الدولی وزیر الخارجیة قمة القاهرة

إقرأ أيضاً:

أمريكا.. كيان إرهابي فوق القانون الدولي

فعلتها الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى، ولن تكون الأخيرة، بالعدوان السافر على دولة ذات سيادة، خارج الإرادة الدولية، وبتجاوز كل مؤسسات المجتمع الدولي، وعلى رأسها مسمّى “مجلس الأمن” وهيئة الأمم المتحدة.

فعلتها الغطرسة الأمريكية سابقا مع العراق الشقيق واليوم تعيد الكرّة مع إيران، في الأولى بذريعة “امتلاك أسلحة الدمار الشامل” والتي تبيّن لاحقا أنها مجرد فرية مفبركة لتدمير قوة عربية صاعدة، واليوم بحجة “منع طهران من تطوير السلاح النووي”.

الكيانات الصهيونية والإرهابية من إسرائيل إلى أمريكا، مرورا بفرنسا وبريطانيا، يملكون كل أنواع الأسلحة النووية والفتّاكة، بينما ليس من حق الآخرين، في منطق الغاب الدولي، تطوير البرامج النووية ولو كانت لأغراض سلمية، وتدمّر خارج قرارات الهيئات الأممية، والتي يتمّ تجاوزها مع أنها أجهزة شكلية وظيفية في خدمة الإمبريالية الاستعمارية الجديدة.

إن سلوك الاحتلال الإسرائيلي وراعيه الأمريكي وحليفه الفرنسي، يثبت مجدّدا أنّ هؤلاء مجرد كيانات إرهابية لا تلتزم بأي قانون دولي ولا عرف إنساني أخلاقي، بل تحرّكها غرائز القوة الحيوانية، وكل شعارات الحداثة المزعومة ليست سوى عناوين تخدير للأمم المستضعفة، كما يثير التساؤل حول جدوى “مجلس الأمن الدولي” ودوره في ضمان السلم العالمي؟

لطالما صدّعت الولايات المتحدة الأمريكية رأس العالم بدعوى “الدول المارقة”، وهي تلاحق أنظمة رافضة لهيمنتها الامبريالية، وأداء دور الحارس لمصالحها المحلية والإقليمية، في حين تشهر أمريكا شعارات “تهديد السلام الدولي” و”انتهاك حقوق الإنسان” و”محاربة الإرهاب” و”أسلحة الدمار الشامل” ذرائع للإطاحة بها، بعد شيطنتها سياسيا وإعلاميا وأخلاقيا أمام الرأي العام الدولي.

غير أن الحقيقة القائمة على الأرض منذ نصف قرن، على الأقل، هي أن أكبر دولة مارقة في التاريخ المعاصر هي الولايات المتحدة الأمريكية وليس غيرها، باعتبار أن المعيار الرئيس في تصنيف الكيانات الدولية هو مدى التزامها بالقوانين الإنسانية وقرارات الشرعية الأممية.

الوقائع تثبت أن أمريكا وراء صناعة الإرهاب الدولي في أكثر من مكان، سواء عن طريق مخابراتها الأمنية، لأهداف تقع على الأجندة الإستراتيجية، أو كردّ فعل على ممارساتها العنصرية والإنجيلو- صهيونية.

أمريكا هي أول دولة تحتقر القانون الدولي، بدعمها للكيان الصهيوني منذ 1948 خارج المواثيق الأممية، مستغلّة نفوذها بامتياز “الفيتو”، داخل مجلس الأمن، لتعطيل حماية حقوق الإنسان في فلسطين منذ عقود.

أمريكا هي التي ترفض منح الفلسطينيين حقهم الطبيعي في إقامة دولة مستقلة، وفق قرار التقسيم الأممي الجائر نفسه، بل إنها تقف عقبة أمامها حتّى في نيل العضوية الكاملة داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الولايات المتحدة هي التي قادت أكبر الانقلابات العسكرية الدموية خارج حدودها عبر كل القارات، لإسقاط أعدائها وتنصيب عملائها، خدمة لمصالحها الحيوية الضيقة، منذ عهد الحرب الباردة، وما زال دورها التدميري في حق الآخرين متواصلا عبر هندسة الخراب والفشل في أقاليم تعدّها معادية لها، مثلما حصل في العراق وأفغانستان، ليس بهدف استئصال الإرهاب ونشر الديمقراطية، كما تدّعي، بل لتكريس احتكار مصادر الطاقة الأحفورية وتأمين ممرّاتها، في ظل التنافس الدولي على منطقة الشرق العربي وبحر قزوين.

لا يمكن حصر مظاهر الانتهاك الأمريكي الصّارخ للقانون الدولي في هذه المساحة المحدودة، بل يكفينا تدليلا على ذلك إشراف الولايات المتحدة، بشكل علني سافر، على كل جرائم الاحتلال الصهيوني ضدّ الإنسانية في غزة منذ 07 أكتوبر 2023 إلى اليوم، من دون أن تأبه بردّ فعل أي طرف في المجتمع الدولي، بما فيه جهاز الأمم المتحدة ومجلسها للأمن.

لقد صدق المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، في كتابه “الدولة المارقة”، عندما انتقد بلاده بصورة لاذعة، على خلفية تقويضها للديمقراطية في دول عديدة ودعم الانقلابات في مناطق أخرى، واستخدام القوة من دون وسائل الحوار، فضلا عن تجاهلها للقانون وكل الأعراف الدولية وممارسة العنف على نطاق واسع، حتّى إنه وضع تلك السلوكات في سجل واحد مع تاريخ هتلر وستالين.

من جهة أخرى، ينبغي التذكير بأن تشكيلة مجلس الأمن الدولي المنبثقة عن نتائج الحرب العالمية الثانية كرّست، بشكل مطلق، هيمنة القوى المنتصرة، على حساب كل الشعوب والدول الأخرى، بينما ظلّت المواثيق الأممية الصادرة عن الهيئة منذ 1945 مجرّد خطابات ومبادئ أخلاقية غير ملزمة، يمكن توظيفها أحيانا بصفتها مبرّرات قانونية للتدخل الدولي للولايات المتحدة الأمريكية في أي مكان من العالم دفاعا عن مصالحها الخاصة.
تعجّل بالضغط في اتجاه بناء نظام دولي جديد ومتعدّد الأقطاب
يجب أن لا يغيب كذلك عن الأذهان أن الجمعية العامة للأمم المتحدة بواقعها القائم لا تعدو أن تكون برلمانا عالميا، تطرح فيه المناقشات والشكاوى، لكنها لا تملك أي إلزام قانوني أو قوة لتنفيذ قراراتها التي تبقى مرهونة بموقف مجلس الأمن، بينما قرارات هذا الأخير أيضا محكومة بـ”الفيتو” الممنوح فقط للأعضاء الدائمين.

إنّ هذه الغطرسة العدوانية لن تكرّس الهيمنة الأمريكية المطلقة على مجرى التاريخ الحالي، بل ستدفع بالآخرين إلى الانضواء في تكتلات إقليمية ودولية، وتعجّل بالضغط في اتجاه بناء نظام دولي جديد ومتعدّد الأقطاب، ينتهي فيه جبروت الولايات المتحدة.

كما أنّ هذا السلوك الأمريكي المتجاوز للقانون الدولي، ينبغي أن يدفع بكل المقاومين لامتهان الإنسان، دولا ونخبا وشعوبا، إلى تعرية أمريكا والعمل بكل الطرق على تقويض مصالحها في كل مكان، لأنها تمثّل اليوم رأس الشرور في العالم، موازاة مع ضرورة الانتفاضات الجماهيرية على سفاراتها عبر كل العواصم، حتى تصل رسالة الغضب الشعبي إلى البيت الأبيض.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يستقبل رئيس الوزراء اللبناني
  • سويري: جلسة مجلس الأمن القادمة لن تغيّر شيئًا
  • التعاون الخليجي: ندعو المجتمع الدولي إلى ردع التصرفات الإيرانية غير المسؤولة
  • “الأحرار الفلسطينية” تحمل العدو الصهيوني المسؤولية عن حياة الأسرى الفلسطينيين
  • أمريكا.. كيان إرهابي فوق القانون الدولي
  • نص بيان الخارجية السودانية: ندعو كل الأطراف وبمساندة من المجتمع الدولي إلى تغليب صوت العقل واللجوء إلى خيارات مسار الحل السلمي
  • العراق من مجلس الأمن: المنطقة على شفا حرب شاملة ونرفض استخدام مجالنا من أي طرف كان
  • عراقجي: على المجتمع الدولی إدانة العدوان الأمیرکی فورا
  • وزير الخارجية والهجرة يتصل هاتفيًا بوزيرا خارجية السعودية والبحرين
  • السعودية تدعو إلى العودة للمسار التفاوضي بين إيران والمجتمع الدولي