إطلاق منصة الذكاء الاصطناعي لتوظيف الكفاءات المواطنة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأطلق مجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية في دبي منصة الذكاء الاصطناعي لتوظيف الكفاءات المواطنة، التي تقوم على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإدارة مطابقة ملفات الباحثين عن عمل المواطنين مع الفرص الوظيفية المتاحة، كما تعتمد على تحليل البيانات وتوفّر لوحة تحكّم تُمكّن المجلس من توفير الفرص الوظيفية الأنسب للباحثين عن عمل بشكل لحظي.
ويأتي الإطلاق في إطار حرص المجلس على تبني آخر ما توصّلت له التقنيات لزيادة كفاءة وفعالية التوطين، بما ينعكس على تجربة المواطنين الباحثين عن عمل.
وقال عبد الله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، نائب رئيس مجلس إدارة مجلس تنمية الموارد البشرية في دبي: «منذ تأسيس المجلس أخذنا على عاتقنا الاستكشاف الدائم لأحدث التقنيات وتوظيفها في التنقيب عن ثروة رأس المال البشري الذي يعتبر الثروة الحقيقية التي يُبنى المستقبل بناءً عليها، وأردنا ترجمة توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل (ChatGPT) في العمل الحكومي. واليوم بإطلاق هذه المنصة نتطلّع لإحداث نقلة نوعية في توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي للارتقاء بإمكانيات وسرعة اتخاذ القرار المتعلق بمطابقة الكفاءات المواطنة والفرص التي نتيحها لهم في القطاع الخاص». وأضاف: «هذه المنصّة وغيرها من الحلول الجاري العمل عليها ضمن خطط المجلس، تهدف إلى صناعة مستقبل التوطين ورفد القطاع الخاص بالكفاءات المواطنة التي تناسب الفرص الوظيفية المتاحة، والإسهام في ازدهار الاقتصاد الوطني والقيام بدورنا في دعم أجندة دبي الاقتصادية D33 والإسهام في تحقيق الهدف الاستراتيجي لترسيخ مكانة دبي عاصمةً اقتصاديةً للعالم، خاصة بعد النجاح الذي حققه اقتصاد دبي خلال النصف الأول من العام الجاري، والنمو بنسبة 3.2% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق».
وجاء الإطلاق بالتزامن مع معرض «جيتكس جلوبال 2023» واختتام المجلس مشاركة ناجحة في الحدث، حيث حظي عرض المنصّة على مدار أيام المعرض باهتمام الجهات وزوار الحدث، حيث قدّم المجلس عرضاً للمنصة وكيفية عملها والسرعة التي تتيح فيها لفرق الموارد البشرية اتخاذ قرارات مبنية على تحليل دقيق بالاستفادة من القدرات التي تتيحها تقنية الذكاء الاصطناعي.
وتقوم المنصة بمسح قاعدة بيانات السير الذاتية والباحثين عن عمل المواطنين لدى المجلس بشكل لحظي، وتحليل بياناتها بتوظيف الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وتمكين الفرق المتخصصة من منح المواطنين الفرص التي تناسب قدراتهم ومؤهلاتهم واهتماماتهم، وهو ما يختصر الوقت والجهد، ويزيد من فعالية وكفاءة اتخاذ القرارات الخاصة باستثمار رأس المال البشري المواطن وتمكين المواطنين من بناء مسار مهني يلبي طموحاتهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي دائرة الموارد البشرية دبي الذکاء الاصطناعی الموارد البشریة عن عمل
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
تحوّل الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة من فكرة خيالية ظهرت في روايات وأفلام الخيال العلمي إلى تقنية تحيط بنا في كل مكان، وواقع ملموس يؤثر في حياتنا اليومية.
من الترجمة الفورية إلى السيارات ذاتية القيادة، ومن التنبؤ بالأمراض إلى الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، بات الـ(AI) قوة تقنية تغير ملامح العالم بسرعة غير مسبوقة.
وتُظهر بيانات شركة "OpenAI" أن نموذج "GPT-4" يستخدمه أكثر من 100 مليون شخص أسبوعياً.
من البداية إلى اليوم
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وكان يُنظر إليه آنذاك كهدف بعيد المنال.
لكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في قدرات الحوسبة وتوفر البيانات الضخمة، تمكن الباحثون من بناء أنظمة ذكية قادرة على التعلم، والتكيف، واتخاذ قرارات معقدة مشابهة إلى حد كبير قدرات العقل البشري.
الأنظمة الحديثة لا تقتصر على أداء مهام محددة مسبقاً، بل يمكنها تحليل كميات هائلة من المعلومات، واكتشاف الأنماط، وحتى ابتكار محتوى جديد مثل النصوص والوسائط المتعددة.
وأثبتت النماذج مثل "ChatGPT" و"Gemini" أنها قادرة على توليد نصوص تفاعلية وإبداعية، تُغيّر قواعد اللعبة في مجالات متعددة.
أين وصل الذكاء الاصطناعي الآن؟
يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي حالياً في شتى المجالات، من الرعاية الصحية حيث يُستخدم في تشخيص الأمراض بدقة متزايدة، إلى التعليم حيث يقدم دعماً مخصصاً للطلاب، كما أصبح عنصراً رئيسياً في الصناعات الثقيلة، وتحليل البيانات المالية، وخدمات العملاء، وغيرها.
التعلم العميق والتعلم الآلي ساعدا على تطوير أنظمة تفهم اللغة الطبيعية وتترجمها، وتتعرف على الصور والأصوات، مما أتاح تطوير مساعدات رقمية ذكية وروبوتات قادرة على العمل بجانب الإنسان.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI).. الحلم المخيف
يتحدث العلماء والمختصون عن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو الذكاء الذي يستطيع أداء أي مهمة عقلية يقوم بها الإنسان.
رغم أن (AGI) ما زال هدفاً بعيد المدى بحسب خبراء، يعتقد إيلون ماسك مالك شركة "إكس آيه آي" للذكاء الاصطناعي، أنه سيصبح حقيقة بحلول 2029.
وفي ظل التقدم المتسارع الذي نعيشه الآن، يتم طرح تساؤلات حول مدى قربنا من بناء أنظمة تستطيع التفكير والإبداع والتعلم بشكل مستقل.
ويمكن لهذا النوع من الذكاء أن يحدث ثورة حقيقية في حل المشكلات الكبرى مثل التغير المناخي، الأمراض المستعصية، والابتكارات العلمية، إلا أنه يثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة تتعلق بالسيطرة عليه، وتأثيره على سوق العمل والحياة الاجتماعية.
التحديات والاعتبارات الأخلاقية
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التوسع، تتصاعد المخاوف حول خصوصية البيانات، التحيزات الخوارزمية، واستخدامه في مجالات حساسة مثل الهجمات السيبرانية والحروب، هناك ضرورة ملحة لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم تطوير واستخدام هذه التقنيات، للحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات.
كما يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعايشا ويتكاملا بشكل آمن وفعال، دون أن يفقد الإنسان دوره الأساسي في اتخاذ القرارات ومراقبة هذه الأنظمة؟
بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو تحول شامل يعيد تشكيل مستقبل البشرية، ومع كل خطوة نتقدمها نحو تقنيات أكثر تطوراً، نواجه مسؤولية كبيرة لضمان أن هذه الأدوات تخدم مصلحة الإنسان وتحترم القيم الإنسانية.
إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة لا تزال مفتوحة، وتعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا اليوم مع هذه التقنية، وكيف نضع لها قواعد واضحة تساعد في الاستفادة منها بأمان وعدالة.
أمجد الأمين (أبوظبي)