أضواء كاشفة : «تيج».. تحدي الطبيعة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
استعدَّت الحكومة والشَّعب ووقف الجميع صفًّا واحدًا، سواء من الوزارات أو المؤسَّسات أو الهيئات أو الجمعيَّات أو المواطنين وكُلُّ فرد في البلاد اتَّحدوا جميعًا لمواجهة التأثيرات المحتملة للإعصار المداري «تيج» الَّذي تتعرَّض له بعض ولايات سلطنة عمان في محافظة ظفار في صلالة ورخيوت وشليم وجزر الحلانيَّات، وتضافرت الجهود جميعها للمحافظة على الأرواح والممتلكات والبنية التحتيَّة لوطننا الحبيب.
**********
جرائم الحرب الَّتي ترتكبها قوَّات الاحتلال ضدَّ الشَّعب الفلسطيني المحاصر ما زالت تزداد وتتصاعد وتيرتها يومًا بعد يوم على مرأى ومسمع من العالَم أجمع.. فالقوَّات الغاشمة لا تفرِّق في غاراتها بَيْنَ مَدني وعسكري أو بَيْنَ ثكنة ومدرسة ومستشفى ومنزل أو بَيْنَ طفل وشيخ كبير وامرأة وشاب.. فالجميع عِندها سواء.. وتتمادى في غيِّها فتطلق آلتَها الحربيَّة المحرَّمة دوليًّا لِتدمِّرَ دُونَ هوادة كُلَّ ما يواجهها في طريقها في حرب إبادة واضحة تستوجب وقفة حازمة وسريعة لوقف الانتهاكات ضدَّ إخواننا الفلسطينيِّين. إنَّ الوحشيَّة الَّتي تتعامل بها «إسرائيل» في حربها ضدَّ الفلسطينيِّين تُعبِّر عمَّا يجيش في صدور مسؤوليها من غيظ وحقد وغلٍّ.. فهي تشنُّ غاراتها مستهدفة الأبرياء والأطفال والمرضى حيث تقصف المستشفيات الفلسطينيَّة تباعًا.. وهذا بالتأكيد يتعارض مع كافَّة المبادئ الإنسانيَّة والدوليَّة والدينيَّة.. ولكنَّ العدوَّ الصهيوني منعدم الضمير يتصرف كالوحش الثائر الَّذي يتخبَّط في قراراته ولا يعرف ماذا يفعل.
لقَدْ أعلنها صاحب السُّموِّ السَّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدِّفاع أثناء ترؤُّسه وفْدَ سلطنة عُمان في قمَّة القاهرة للسَّلام نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ حيث قال: إنَّ السَّلطنة «تحمِّل المُجتمع الدولي مسؤوليَّاته في وقف هذه الحرب والعودة إلى منطق العقل والسِّلم في تحقيق غايتنا المنشودة نَحْوَ السَّلام العادل والشامل بالاستناد إلى القانون الدولي». وطالب سُموُّه بوقف نزيف الدماء وحماية المَدنيِّين والعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانيَّة والإغاثة الطبيَّة للمتضرِّرين في قِطاع غزَّة وتشغيل إمدادات الكهرباء والمياه والوقود وهي مطالب إنسانيَّة في المقام الأوَّل.
يجِبُ أن يدركَ المُجتمع الدولي أنَّ ما تقوم به الدولة الصهيونية من قتلٍ وحرقٍ وتدميرٍ وسلب للحقوق الفلسطينيَّة إنَّما هو الإرهاب بعَيْنِه الَّذي يتشدَّق بمحاربته في كُلِّ مكان، وإذا كان يريد إقرار السَّلام في العالَم والقضاء على الإرهاب، عَلَيْه أوَّلًا أن يوقفَ عصابات الإرهاب الصهيونيَّة عِند حدِّها.. فالغريب أنَّ المُجتمع الدولي هبَّ عن بكرة أبيه ودعا لمحاربة الإرهاب في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان والصومال وليبيا وغيرها وقت الصراعات، ونسِيَ أن يدعوَ لوقف الإرهاب الأكبر الَّذي تمارسه الدَّولة الصهيونيَّة في الأراضي المحتلَّة.. والأدهى والأمَرُّ أنَّه يلتمس العذر لبنِي صهيون فيما يفعلونه ويتذرَّع بأنَّه دفاع عن النَّفْس حتَّى يجدَ حجَّة يتغاضى بها عن انتهاكاتهم ويُمكِّن لهم في الأرض ويؤسِّس لوجودهم في المنطقة دُونَ وجْهِ حقٍّ. إنَّ حلم بني صهيون أن يسيطروا على كامل الأرض المحتلَّة دُونَ وجود فلسطيني واحد عَلَيْها.. ولكن هيهات هيهات.. فقَدْ أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرخة مدوِّية «أنَّنا لَنْ نرحل» وذلك على أثر المطالبات الإسرائيليَّة بتهجير الفلسطينيِّين في غزَّة إلى سيناء المصريَّة وفي الضفَّة الغربيَّة إلى الأردن.. وهذا الحلم الصهيوني بعيد المنال؛ لأنَّ الفلسطيني مرتبط بأرضه ولَنْ يتركَها مهما كان الثَّمن، ولْيَقرأ التاريخ إن أراد التأكد من ذلك.لا بُدَّ أن يفيقَ العالَم ويطبقَ ما أشار إليه سُموُّ السَّيد شهاب بن طارق نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدِّفاع من «أنَّ العالَم بحاجة إلى التطبيق الفوري لمبادئ وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، والشروع في تطبيق قرارات الأُمم المُتَّحدة تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة، رفعًا للظلم الواقع على الشَّعب الفلسطيني الَّذي يتجرَّع بشكلٍ مستمرٍّ موجات العنف والتنكيل، ومنحه حقَّه بإقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة وعاصمتها القدس الشرقيَّة على حدود عام 1967م وفقًا لمبادرة السَّلام العربيَّة وقرارات مجلس الأمن والجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة».. فهذا أقلُّ ما يُمكِن أن يُقدِّمَه العالَم لحلِّ هذه القضيَّة المزمنة الَّتي لَمْ تَعُدْ تحتمل السلبيَّة الَّتي يتعامل بها العرب والعالَم أجمع معها.. فالشَّعب الفلسطيني وحيد وسط الطوفان ويحتاج لِمَن يمدُّ له يد العون ويخرج به إلى برِّ الأمان والسَّلام.. وسياسة الشَّجب والتنديد والاستنكار لَمْ تَعُدْ تُجدي نفعًا.. لذلك يجِبُ أن يقومَ العرب والعالَم أيضًا بانتفاضة يرفضون فيها الانتهاكات الصهيونيَّة بطريقة عمليَّة تتعدى الأقوال وترتقي إلى مرتبة الأفعال القويَّة الَّتي تُوقِف العدوَّ الصهيوني عِند حدِّه.
ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العال م
إقرأ أيضاً:
جدة.. تتوّيج أبطال "تحدي القراءة العربي" بمشاركة 1.8 مليون طالب
اختُتمت اليوم التصفيات النهائية لمشروع “تحدي القراءة العربي” في دورته التاسعة على مستوى المملكة، والتي استضافتها الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة، بحضور مدير عام تعليم جدة منال اللهيبي، ونائب القنصل العام لدولة الإمارات أحمد الكعبي، وعدد من قيادات التعليم وممثلي مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك خلال الحفل الختامي الذي أُقيم على مسرح الإدارة.
وشهدت التصفيات مشاركة أكثر من 1.8 مليون طالب وطالبة من مختلف مناطق المملكة، ينتمون إلى 19,550 مدرسة، وتحت إشراف 24,989 مشرفاً ومشرفة، تنافسوا على مدار مراحل متعددة للوصول إلى النهائيات، في واحدة من أكبر الفعاليات التعليمية والثقافية في العالم العربي.
أخبار متعلقة غدًا انطلاق "هاكاثون الابتكار الصحي الرقمي الأول" بجامعة الملك سعودولي العهد يستعرض مجالات التعاون المشترك مع ولي عهد أبوظبي .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تتوّيج أبطال "تحدي القراءة العربي" - اليوم تحدي القراءة العربيواستُهل الحفل بكلمة ألقتها ليلى أخزيمي، مساعد مدير مشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أعربت فيها عن سعادتها بالتفاعل الكبير من الطلبة، مؤكدة أن هذه الدورة عكست شغفهم باللغة العربية وحرصهم على تعزيز ثقافة القراءة، مشيدة بدور وزارة التعليم وتعليم جدة في التنظيم والاستضافة، مؤكدة استمرار دعم المؤسسة للمبادرة في دوراتها المقبلة.
وأكدت مدير عام تعليم جدة منال اللهيبي، أن التصفيات تمثل تتويجًا لمسيرة قرائية ومعرفية متميزة، أظهرت مدى إبداع الطلبة وقدرتهم على التعبير بلغة عربية رصينة، مضيفة أن دعم مثل هذه المبادرات يسهم في بناء جيل قارئ ومبدع يعتز بلغته ويشارك في مسيرة التنمية الوطنية، وقدمت شكرها لجميع المشاركين وأولياء الأمور والجهات الداعمة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
وتخلل الحفل أوبريت بعنوان “50 بوحًا” قدّمه طلاب وطالبات من مدارس تعليم جدة، جسّد فيه المشاركون روح التحدي والإبداع.النتائج النهائية للمسابقةوفي ختام الحفل، جرى إعلان النتائج النهائية للمسابقة، حيث تأهل الطالب إدريس علي اليامي من تعليم نجران عن فئة “الطالب المتميز”، والطالبة رفيف محمد السناني من تعليم المدينة المنورة عن فئة “ذوي الإعاقة”، فيما حصدت ابتدائية ابن خلدون من تعليم الرياض جائزة “المدرسة المتميزة”، وفازت مها سعيد الثبيتي من تعليم الطائف بجائزة “المشرف المتميز”.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
يُذكر أن التصفيات الختامية التي استمرت على مدار خمسة أيام، شهدت مشاركة 31 طالبًا وطالبة من التعليم العام وذوي الإعاقة، إلى جانب خمسة مشرفين وخمس مدارس متميزة، وهدفت إلى تعزيز ثقافة القراءة، وتنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي والتعلم الذاتي لدى الطلبة في مختلف المراحل التعليمية.