جريدة الوطن:
2025-12-14@23:06:59 GMT

أضواء كاشفة : «تيج».. تحدي الطبيعة

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

أضواء كاشفة : «تيج».. تحدي الطبيعة

استعدَّت الحكومة والشَّعب ووقف الجميع صفًّا واحدًا، سواء من الوزارات أو المؤسَّسات أو الهيئات أو الجمعيَّات أو المواطنين وكُلُّ فرد في البلاد اتَّحدوا جميعًا لمواجهة التأثيرات المحتملة للإعصار المداري «تيج» الَّذي تتعرَّض له بعض ولايات سلطنة عمان في محافظة ظفار في صلالة ورخيوت وشليم وجزر الحلانيَّات، وتضافرت الجهود جميعها للمحافظة على الأرواح والممتلكات والبنية التحتيَّة لوطننا الحبيب.

. وإذا كانت حالة الطوارئ الَّتي عاشتها المناطق الَّتي مرَّ بها الإعصار مِحنة من الله سبحانه وتعالى، فإنَّها كذلك تُعدُّ منحة؛ لأنَّها أظهرت احترافيَّة الحكومة في مواجهة الكوارث الطبيعيَّة، وكذلك المعدن الأصيل للشَّعب الوفي الَّذي يقف بجانب أخيه لِيخفِّفَ عَنْه وطأة الكارثة. لقَدْ قامت كُلُّ جهة بدَوْرها على أكمل وجْهٍ.. فاللجنة الفرعيَّة لإدارة الحالات الطارئة تابعت تطوُّرات الإعصار المداري عن كثب وبكُلِّ دقَّة ومدى تأثيره وكيف يُمكِن التقليل مِنْه.. وتمَّ إخلاء المنازل والمستشفيات من المواطنين إلى مراكز الإيواء الآمنة للمحافظة على حياتهم.. وتأكَّدت الجهات المعنيَّة من توافر المؤن الغذائيَّة والوقود وغاز الطبخ والأدوية والبطانيَّات والمفروشات والمصابيح والشموع، وكافَّة مستلزمات المواطنين بكميَّات تكفيهم طوال مدَّة الإعصار، ناهيك عن الدَّوْريات الَّتي لَمْ تهدأ حتَّى تطمئنَّ على استقرار وأمن المواطنين في كُلِّ مكان.. بالإضافة إلى السدود الَّتي تمَّ تفريغها وتجهيزها للعمل بكفاءة أثناء جريان الوادي.. وكُلِّ ما من شأنه تقليل الخسائر قدر الإمكان. لا شكَّ أنَّ ما تتعرض له البلاد من مِحن يظهر الجانب المضيء في حياة الشَّعب العُماني الوفي والمعدن الأصيل لأخلاقهم الراقية والَّذي يجسِّده التلاحم بكُلِّ معانيه، حيث نجد أبناء الشَّعب يهبُّون عن بكرة أبيهم لنجدة المحتاج وإغاثة الملهوف، والوقوف يدًا واحدة مع الحكومة وفِرق الإنقاذ للخروج من الأزمة بأقلِّ الخسائر.. ليرسموا بتلاحمهم لوحة رائعة من العطاء والتعاون.
**********
جرائم الحرب الَّتي ترتكبها قوَّات الاحتلال ضدَّ الشَّعب الفلسطيني المحاصر ما زالت تزداد وتتصاعد وتيرتها يومًا بعد يوم على مرأى ومسمع من العالَم أجمع.. فالقوَّات الغاشمة لا تفرِّق في غاراتها بَيْنَ مَدني وعسكري أو بَيْنَ ثكنة ومدرسة ومستشفى ومنزل أو بَيْنَ طفل وشيخ كبير وامرأة وشاب.. فالجميع عِندها سواء.. وتتمادى في غيِّها فتطلق آلتَها الحربيَّة المحرَّمة دوليًّا لِتدمِّرَ دُونَ هوادة كُلَّ ما يواجهها في طريقها في حرب إبادة واضحة تستوجب وقفة حازمة وسريعة لوقف الانتهاكات ضدَّ إخواننا الفلسطينيِّين. إنَّ الوحشيَّة الَّتي تتعامل بها «إسرائيل» في حربها ضدَّ الفلسطينيِّين تُعبِّر عمَّا يجيش في صدور مسؤوليها من غيظ وحقد وغلٍّ.. فهي تشنُّ غاراتها مستهدفة الأبرياء والأطفال والمرضى حيث تقصف المستشفيات الفلسطينيَّة تباعًا.. وهذا بالتأكيد يتعارض مع كافَّة المبادئ الإنسانيَّة والدوليَّة والدينيَّة.. ولكنَّ العدوَّ الصهيوني منعدم الضمير يتصرف كالوحش الثائر الَّذي يتخبَّط في قراراته ولا يعرف ماذا يفعل.
لقَدْ أعلنها صاحب السُّموِّ السَّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدِّفاع أثناء ترؤُّسه وفْدَ سلطنة عُمان في قمَّة القاهرة للسَّلام نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ حيث قال: إنَّ السَّلطنة «تحمِّل المُجتمع الدولي مسؤوليَّاته في وقف هذه الحرب والعودة إلى منطق العقل والسِّلم في تحقيق غايتنا المنشودة نَحْوَ السَّلام العادل والشامل بالاستناد إلى القانون الدولي». وطالب سُموُّه بوقف نزيف الدماء وحماية المَدنيِّين والعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانيَّة والإغاثة الطبيَّة للمتضرِّرين في قِطاع غزَّة وتشغيل إمدادات الكهرباء والمياه والوقود وهي مطالب إنسانيَّة في المقام الأوَّل.
يجِبُ أن يدركَ المُجتمع الدولي أنَّ ما تقوم به الدولة الصهيونية من قتلٍ وحرقٍ وتدميرٍ وسلب للحقوق الفلسطينيَّة إنَّما هو الإرهاب بعَيْنِه الَّذي يتشدَّق بمحاربته في كُلِّ مكان، وإذا كان يريد إقرار السَّلام في العالَم والقضاء على الإرهاب، عَلَيْه أوَّلًا أن يوقفَ عصابات الإرهاب الصهيونيَّة عِند حدِّها.. فالغريب أنَّ المُجتمع الدولي هبَّ عن بكرة أبيه ودعا لمحاربة الإرهاب في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان والصومال وليبيا وغيرها وقت الصراعات، ونسِيَ أن يدعوَ لوقف الإرهاب الأكبر الَّذي تمارسه الدَّولة الصهيونيَّة في الأراضي المحتلَّة.. والأدهى والأمَرُّ أنَّه يلتمس العذر لبنِي صهيون فيما يفعلونه ويتذرَّع بأنَّه دفاع عن النَّفْس حتَّى يجدَ حجَّة يتغاضى بها عن انتهاكاتهم ويُمكِّن لهم في الأرض ويؤسِّس لوجودهم في المنطقة دُونَ وجْهِ حقٍّ. إنَّ حلم بني صهيون أن يسيطروا على كامل الأرض المحتلَّة دُونَ وجود فلسطيني واحد عَلَيْها.. ولكن هيهات هيهات.. فقَدْ أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرخة مدوِّية «أنَّنا لَنْ نرحل» وذلك على أثر المطالبات الإسرائيليَّة بتهجير الفلسطينيِّين في غزَّة إلى سيناء المصريَّة وفي الضفَّة الغربيَّة إلى الأردن.. وهذا الحلم الصهيوني بعيد المنال؛ لأنَّ الفلسطيني مرتبط بأرضه ولَنْ يتركَها مهما كان الثَّمن، ولْيَقرأ التاريخ إن أراد التأكد من ذلك.لا بُدَّ أن يفيقَ العالَم ويطبقَ ما أشار إليه سُموُّ السَّيد شهاب بن طارق نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدِّفاع من «أنَّ العالَم بحاجة إلى التطبيق الفوري لمبادئ وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، والشروع في تطبيق قرارات الأُمم المُتَّحدة تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة، رفعًا للظلم الواقع على الشَّعب الفلسطيني الَّذي يتجرَّع بشكلٍ مستمرٍّ موجات العنف والتنكيل، ومنحه حقَّه بإقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة وعاصمتها القدس الشرقيَّة على حدود عام 1967م وفقًا لمبادرة السَّلام العربيَّة وقرارات مجلس الأمن والجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة».. فهذا أقلُّ ما يُمكِن أن يُقدِّمَه العالَم لحلِّ هذه القضيَّة المزمنة الَّتي لَمْ تَعُدْ تحتمل السلبيَّة الَّتي يتعامل بها العرب والعالَم أجمع معها.. فالشَّعب الفلسطيني وحيد وسط الطوفان ويحتاج لِمَن يمدُّ له يد العون ويخرج به إلى برِّ الأمان والسَّلام.. وسياسة الشَّجب والتنديد والاستنكار لَمْ تَعُدْ تُجدي نفعًا.. لذلك يجِبُ أن يقومَ العرب والعالَم أيضًا بانتفاضة يرفضون فيها الانتهاكات الصهيونيَّة بطريقة عمليَّة تتعدى الأقوال وترتقي إلى مرتبة الأفعال القويَّة الَّتي تُوقِف العدوَّ الصهيوني عِند حدِّه.

ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م

إقرأ أيضاً:

مشاركة مجتمعية واسعة في سباق تحدي صور للجري

صور – مبارك المعمري

نظم فريق نخبة صور للدراجات الهوائية سباق تحدي صور للجري لمسافة (6) كيلومترات، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمدينة صور الصحية، وأقيم السباق برعاية سعادة طالب بن خميس البلوشي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صور.

وشهد السباق مشاركة (70) متسابقًا من فئات الشباب والناشئين وكبار السن، إلى جانب مشاركة فئات ذوي الإعاقة من مركز الوفاء ومركز البهجة لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بصور، في لوحة عكست روح الدمج المجتمعي وتعزيز الرياضة للجميع.

وجاء تنظيم السباق ضمن حملة الفريق التوعوية «فكّر صح»، الهادفة إلى الحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية، وتشجيع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحي يسهم في الوقاية من الأمراض.

وفي ختام السباق، قام راعي المناسبة بتكريم الفائزين، حيث أسفرت نتائج فئة الشباب لمسافة 6 كم عن فوز المتسابق يعقوب بن خلفان السعدي بالمركز الأول، وجاء عبدالله بن خميس الغيلاني في المركز الثاني، بينما حلّ إحسان شكيل ثالثًا.

أما في فئة ذوي الإعاقة لمسافة 2 كم، فقد حقق المركز الأول المتسابق سعيد ناصر بن سعيد المخيني من مركز البهجة، وجاء في المركز الثاني المتسابق هزاع بن سهيل بن محمد الفارسي من مركز الوفاء للتأهيل، فيما حلّ ثالثًا الحاج عبدالله مبارك السناني من مركز البهجة لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بصور. كما تم تكريم أكبر المتسابقين سنًا، وهو ياسر عبدالله من المملكة الأردنية الهاشمية.

مقالات مشابهة

  • منذ نصف قرن.. كان يدرس لهم الكيمياء أول تعليق من معلم بسوهاج
  • أبو الدهب: انتقال رضا عبد العال للأهلي أقوى من صفقة زيزو
  • تحدي تايلاندي لـ «ترامب».. استمرار العمليات العسكرية بعد ساعات من وقف النار
  • الوطني الفلسطيني: تصريحات السفير الأمريكي حول الاستيطان تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي
  • وادي مغيدد.. أيقونة لجمال الطبيعة
  • مشاركة مجتمعية واسعة في سباق تحدي صور للجري
  • استكمال أعمال إحلال وتجديد أعمدة الإنارة المتهالكة بواحة سيوة
  • حين يسقط العالِم في فخ التبسيط .. خطيئة جمال حمدان حين أفتى في الأدب
  • تحدي دبي للياقة يسجّل رقماً قياسياً في أعداد المشاركين
  • أردوغان: حان الوقت ليسدد المجتمع الدولي دينه للشعب الفلسطيني