علي جمعة: بات واضحا أن إسرائيل هي يد القوة الاستعمارية الغربية بالمنطقة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه في سنة 67 احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، والجولان، والقدس الشرقية، وصدر من الأمم المتحدة حول الأراضي العربية المحتلة والقدس بصفة خاصة ما يزيد على سبعمائة قرار، وقد جمعت هذه القرارات في كتاب باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وبسبع لغات أخرى.
وذكر علي جمعة، أن من هذه القرارات قرار 197 والذي وافقت عليه إسرائيل، ويقضي بأن القدس الشرقية عربية، وأنه لا يجوز التصرف فيها بأي حال كان، وأن أي تغيير طبوغرافي، سكاني، ديموغرافي، أو تغيير في أماكن العبادة أو في الآثار، أو في الشوارع يعد باطلا.
كما لم ترجع شبه جزيرة سيناء إلى مصر إلا بالحرب وتأكد إسرائيل أنها لا طاقة لها في استمرار المواجهة العسكرية مع مصر، فبسبب حرب 1973 حررت سيناء كاملة، وحرر جزء من الجولان.
وتابع علي جمعة: وظلت إسرائيل تقر بذلك القرار نظريًا، ولا تطبقه عمليًا حتى سنة 1980، فتبرأت منه نظريا كذلك، حيث صدر قانون في إسرائيل رقم 20، 22 بأن القدس تحت السيادة الإسرائيلية، وحتى الآن لا يعرف العالم كيف يتصرف في هذه الورطة.
وأشار إلى أن الشرعية الدولية والأمم المتحدة يقتصر دورها على إصدار القرارات فقط إذا تعلق الأمر بإسرائيل، أما إذا تعلق الأمر بالمسلمين فإن الشرعية الدولية والأمم المتحدة والغرب والقوات متعددة الجنسية تقوم بتنفيذ القرارات بالقوة.
وقد يقول قائل : هل إسرائيل بهذه القوة حتى تضع العالم كله أمام الأمر الواقع ولا يستطيع أن يفعل معها شيئًا ؟ أم أن الأمم المتحدة والغرب بهذا الضعف كي يقفوا عاجزين أمام استهزاء إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة وتوصيات الغرب ؟
وأجاب علي جمعة، على هذا التساؤل، بأنه سيناريو بات واضحًا، إسرائيل هي يد القوة الاستعمارية الغربية في المنطقة، ولذلك حمايتها هي في الحقيقة حماية للأطماع الاستعمارية الغربية عامة، والأمريكية الإنجليزية بصفة خاصة.
وقال علي جمعة، إن قراءة الملف الفلسطيني يصيب الإنسان بالدهشة والإحباط والفزع، حيث يتضح له أن هناك قرارا بقتل المسلمين وتصفيتهم جسديا حتى يخرجوا من دين الله، فمن المسلمين من سيوافق ويخرج وسيظل أبدا مواطنا ثانيا حقيرا في أنظارهم، يعيش ذليلا ثم يأتي يوم القيامة فيدخله الله النار.
والقسم الثاني : لا يوافق على ذلك فيقتل شهيدا، فيذهب إلى ربه شاكيًا له حال الأرض وطغيان الظلم.
والقسم الثالث : حيران لا يصدق ويحاول أن يتمسك بهويته وبإسلامه ويجمع بين الأمرين، فهذا سوف يأتي دوره.
وأكد أنه لابد أن يصل صوتنا إلى من يحيك المؤامرات وينتظر أن ينقض على ثروات بلادنا وأمنها، لابد أن يصلهم صوتنا بأننا جميعنا سنكون تحت قيادة جيوشنا من الاستشهاديين دفاعا عن بلادنا وأمننا، وأن مصر بها 70 مليونًا من الاستشهاديين ينتظرون لحظة العدوان ليهبوا في وجه الطغيان منتصرين بإذن بالله.
وقال إن هذه اللغة التي يفهمونها، هذه اللغة التي تجعلهم يعيدون حساباتهم، فنحن نحب الجنة أكثر من الدنيا، ولا سبيل بيننا وبين الجنة إلا أن نموت شهداء، فليكن حرصنا على الشهادة أكبر من حرصهم على الحياة، بذلك تنتصرون، وتكونون حقا جند الله في الأرض.
وذكر أنه على مر التاريخ لم تهزم الشعوب، ولأمريكا مقولة مشهورة في هذا المعنى : إذا وصل الأمر إلى الشعوب رفعنا أيدينا، حفظ الله بلادنا وأمننا وأوطان المسلمين وأمن العالم أجمع. آمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الازهر الشريف إسرائيل القدس علی جمعة
إقرأ أيضاً:
ماذا تخطط إسرائيل للضفة الغربية؟
تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات واغتيالات واعتقالات على كامل أراضي الضفة الغربية، ويأتي ذلك بالتزامن مع تهديدات من حكومة اليمين المتطرف بفرض السيادة على الضفة، ردًا على انتقادات دول غربية لانتهاكات الاحتلال وتلويح هذه الدول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي نفس السياق، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين فلسطينيين في نابلس وأريحا، وأصابت طفلا بالرصاص المطاطي خلال اقتحامها مدينة قلقيلية، ضمن موجة اقتحامات عنيفة شملت 7 مدن فلسطينية بالضفة الغربية، هي نابلس وطوباس وطولكرم وقلقيلية والبيرة والخليل وبيت لحم.
وفي بلدة حارس، شمال غرب مدينة سلفيت، قالت مصادر، للجزيرة، إن مستوطنين هاجموا البلدة، وأضرموا النار في أراض زراعية، وتسبب الهجوم في اشتعال النيران بمساحات واسعة، واحتراق عشرات أشجار الزيتون.
ويرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين أن ما يقوم به الاحتلال في الضفة هو إستراتيجية ممنهجة، وهناك تواصل بين الجيش وقطعان المستوطنين، مشيرا إلى أن الانتهاكات والاقتحامات والاعتقالات ليست مرتبطة فقط بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية الأولى التي قامت بمشروع الاستيطان كانت حكومة حزب العمل عام 1968، ومحسوبة على التيار اليساري، وكانت حكومات اليسار تنظر إلى مشروع الاستيطان ضمن سياق أمني إستراتيجي، أما في المرحلة الحالية، فإن هذا المشروع بات في قلب وجوهر العقيدة الإسرائيلية، فحكومة بنيامين نتنياهو تريد أن تبسط سيطرتها ما بين البحر والنهر، أي ضمن سياق أيديولوجي في المقام الأول.
إعلانوتحدث الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي عما اعتبرها وتيرة متسارعة تقوم بها إسرائيل للسيطرة على الضفة الغربية مرة واحدة، مستدلا في كلامه بعمليات التهجير الممنهج للفلسطينيين وعمليات التضييق عليهم وشل حركتهم بالحواجز والبوابات.
ضم ممنهج ومقننوأشار إلى وجود عمليات ضم ممنهجة ومقننة يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، تظهر من خلال القوانين الإسرائيلية التي شرعنت التمدد الاستيطاني، ومن خلال أدوات إجرائية مثل المنصب الذي أعطي لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش في وزارة الحرب بهدف السيطرة على الإدارة المدنية وتفصيل قوانين خاصة بالمستوطنين.
وذكّر عرابي بخطة سموتريتش التي أعلن عنها عام 2017، وهي خطة التيار الديني القومي، وتدعو إلى ضم الضفة الغربية بالكامل، بحيث "تكون دولة لليهود فقط داخل الضفة وداخل فلسطين كلها"، وتقول هذه الخطة إن السكان الفلسطينيين من الممكن منحهم إقامة مثل سكان القدس، أي بحقوق مدنية دون السياسية مع تسهيل تهجيرهم من الضفة إلى الخارج.
أما نتنياهو فكان يتحدث في ولايته السابقة -يضيف عرابي في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر- عن ضم مناطق من الضفة غير محددة بشكل نهائي، وهناك حديث عن الغور وبعض مناطق "سي" المحيطة بالمستوطنات والتي تشكل مجالا حيويا للفلسطينيين على مستوى الزراعة وعلى مستوى التمدد العمراني وحركة السكان.
وعن الانتقادات الغربية لممارسات إسرائيل والمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، أوضح الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، جبارين أن إسرائيل تقوم بتعقيدات ميدانية كلما كان هناك تلويح دولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، عرابي إن هناك سياسات إسرائيلية جرى تكريسها بالرغم من الانتقادات الدولية، والاحتلال اختبر المجتمع الدولي والعرب وقام بخطوات جرى تكريسها بالتدريج.
إعلان