الجراح الصادحة: منشأ غثاثة مصرع الشهيد القرشي وهو في طريقه للحمام
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
(25 اكتوبر 2019)
لا أعرف كيف استساغ كثيرون الغثاثة الذائعة عن أن المرحوم أحمد قرشي طه، شهيد ثورة أكتوبر الأول، لقي مصرعه وهو في طريقه إلى الحمام بداخليته بجامعة الخرطوم. وهذا فجور. وقد رددت عليه بعدد من المقالات نشرتها في كتابي "ربيع ثورة أكتوبر". وأخذت رواية مصرعه في خضم الوغى من مخطوطة عن ثورة أكتوبر خطها الدكتور كليف تومسون المحاضر بكلية القانون بجامعة الخرطوم.
ثم طلبت من الدكتور صيدلي أبو الحسن، الذي كان في ساحة الوغى التي شهدت مصرع القرشي، أن يروى لي ما حدث. وانتبهت إلى أن للذائعة الفاجرة سبوبة جغرافية التوت بها ألسن الفُجّر. فقد استشهد الفقيد عند حمامات داخلية بحر الجبل في مواجهة بين الطلاب والشرطة عند مبنى عيادة الجامعة أمام داخلية بحر الجبل. قال أبو الحسن إن جماعة فيهم القرشي وشخصه طاردوا الشرطة من عند داخلية سوباط (التي تقع من خلف بحر الجبل). ولما انتهوا عند العيادة عملت الشرطة صفا وانتباه. ورجع نفر من طلاب الجماعة الملاحقة لأنه اتفق لهم أنهم صدوا الشرطة خلاص فنفضوا يدهم. وعادوا أدراجهم.
ولكن كان القرشي من اندفع أمام من تبقى من الملاحقين يرمي الشرطة بالحجارة على بعد نحو 40 متراً منهم. وكان يحض من حوله للتقدم. ثم أز صوت الرصاص يتطاير من سقف داخلية بحر الجبل. فوقف الطلاب من فرط الذهول. وكان من الطلاب من يشجع المهاجمين ما يزال قائلاً: فشنك فشنك. وبدأ تساقط بعض الطلاب من الضرب. وسمعوا: مات شهيد. وسمعوا زغردة الطالبات من بعيد. وأصابت رصاصة القرشي. وكان أول من رأى القرشي يسقط على الأرض صديق لأبي الحسن هو أحمد جمعة. وكان ذلك في منطقة حمامات بحر الجبل. وأذكر منها تلك الغرفة الواسعة عند الحمامات الشمالية. فقد كنا نحرص في الجبهة الديمقراطية أن يسكنها بعضنا لأنها مما يشيل اجتماعاتنا الموسعة.
لم تخضع رواية مقتل القرشي برصاصة طائشة وهو في طريقه للحمام إلى نقد نصي. فلم يسكن القرشي داخلية بحر الجبل حتى يقصد حماماتها في نحو العاشرة والنصف ليلاً. فقد سكن داخلية الدندر، التي تشرفت برئاسة لجنة طلابها في موسم 1961-1962، بحسب رواية أبو الحسن. وهي على مسافة من بحر الجبل تفصل ما بينهما داخليتان كانتا بنيتا حديثاً هما القاش وكسلا لو لم تخن الذاكرة. والدندر فحل داخليات البركس. وأذكر طالباً أفريقياً زارنا وراعته الأعداد التي تسكنها فقال لي: "أأنت رئيس هذه الصين الشعبية؟"
كيف صار موقع مصرع القرشي العشوائي أساساً لذائعة فاجرة عن استشهاده النبيل.
يا لسواد النية! يا للغفلة!
IbrahimA@missouri.edu
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
دفن جثمان الشهيد عمر محمد أبو زيد ضحية الحفار في مسقط رأسه بالغربية
شَيّعت قرية سندبسط، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، جثمان الشهيد عمرو محمد شوقي، أحد ضحايا حادث غرق الحفار البحري "إد مارين 12" بخليج السويس، وسط حالة من الحزن العميق الذي خيَّم على أهالي القرية والمشاركين في الجنازة وأهل القرية.
تفاصيل الواقعةوأدى المئات من أهالي القرية ومراكز زفتى المجاورة، صلاة الجنازة على الفقيد بمسجد الحاجة فردوس بالقرية عقب صلاة الفجر، ثم تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة وسط دعوات بالرحمة والمغفرة، ومشاهد مؤثرة من الحضور.
رحيل الابطالوشهدت العزاء عصر اليوم الخميس، حضورًا رسميًا بارزًا، حيث شارك المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، وقدم واجب العزاء لأسرة الشهيد، مؤكدًا أن الفقيد وأقرانه من شهداء العمل سطروا ملحمة من الجهد والتفاني في سبيل خدمة الوطن وقطاع الطاقة، وأن الدولة لن تنسى تضحياتهم.
كما حضر مراسم العزاء عدد من قيادات وزارة البترول وممثلون عن محافظة الغربية، وعدد من زملاء الفقيد، في مشهد عكس حجم التقدير الذي يحظى به شهداء العمل الوطني.
تفاصيل رحيلهوكان "عمرو شوقي" أحد الفنيين العاملين على متن الحفار "إد مارين 12" الذي تعرض للغرق الثلاثاء الماضي أثناء سحبه إلى موقع جديد بمنطقة جبل الزيت بخليج السويس، ما أسفر عن مصرع 4 من العاملين، بينهم الفقيد، إلى جانب 3 مفقودين و23 مصابًا.
وأعربت أسرة الشهيد عن حزنها الشديد لفقدان نجلهم الشاب، الذي عرف بين الجميع بحسن الخلق والتفاني في عمله، مؤكدين أن آخر مكالمة أجراها معهم كانت مساء الحادث، ولم يشعروا بأي مؤشر يدل على الخطر الذي كان يحدق به.
توجيهات وزير البترولمن جهته، شدد وزير البترول على أن الوزارة تُجري تحقيقًا موسعًا بالتنسيق مع الجهات المعنية للوقوف على أسباب الحادث وضمان عدم تكراره، مؤكدًا دعم الدولة الكامل لأسر الشهداء والمصابين.
وتحولت شوارع القرية إلى سرادق عزاء مفتوح، حيث تقف جموع الأهالي لتقديم واجب العزاء وتوديع الشهيد في مشهد يجسد وحدة أهالي القري المصرية وتضامنهم في الشدائد.