(25 اكتوبر 2019)
لا أعرف كيف استساغ كثيرون الغثاثة الذائعة عن أن المرحوم أحمد قرشي طه، شهيد ثورة أكتوبر الأول، لقي مصرعه وهو في طريقه إلى الحمام بداخليته بجامعة الخرطوم. وهذا فجور. وقد رددت عليه بعدد من المقالات نشرتها في كتابي "ربيع ثورة أكتوبر". وأخذت رواية مصرعه في خضم الوغى من مخطوطة عن ثورة أكتوبر خطها الدكتور كليف تومسون المحاضر بكلية القانون بجامعة الخرطوم.

وراعت الثورة الخواجة الشاب فظل يكتب يومياته عنها على عادة أهله. ثم أستردفها بمقابلات كثيفة مع المشاركين في الثورة وشهود العيان.
ثم طلبت من الدكتور صيدلي أبو الحسن، الذي كان في ساحة الوغى التي شهدت مصرع القرشي، أن يروى لي ما حدث. وانتبهت إلى أن للذائعة الفاجرة سبوبة جغرافية التوت بها ألسن الفُجّر. فقد استشهد الفقيد عند حمامات داخلية بحر الجبل في مواجهة بين الطلاب والشرطة عند مبنى عيادة الجامعة أمام داخلية بحر الجبل. قال أبو الحسن إن جماعة فيهم القرشي وشخصه طاردوا الشرطة من عند داخلية سوباط (التي تقع من خلف بحر الجبل). ولما انتهوا عند العيادة عملت الشرطة صفا وانتباه. ورجع نفر من طلاب الجماعة الملاحقة لأنه اتفق لهم أنهم صدوا الشرطة خلاص فنفضوا يدهم. وعادوا أدراجهم.
ولكن كان القرشي من اندفع أمام من تبقى من الملاحقين يرمي الشرطة بالحجارة على بعد نحو 40 متراً منهم. وكان يحض من حوله للتقدم. ثم أز صوت الرصاص يتطاير من سقف داخلية بحر الجبل. فوقف الطلاب من فرط الذهول. وكان من الطلاب من يشجع المهاجمين ما يزال قائلاً: فشنك فشنك. وبدأ تساقط بعض الطلاب من الضرب. وسمعوا: مات شهيد. وسمعوا زغردة الطالبات من بعيد. وأصابت رصاصة القرشي. وكان أول من رأى القرشي يسقط على الأرض صديق لأبي الحسن هو أحمد جمعة. وكان ذلك في منطقة حمامات بحر الجبل. وأذكر منها تلك الغرفة الواسعة عند الحمامات الشمالية. فقد كنا نحرص في الجبهة الديمقراطية أن يسكنها بعضنا لأنها مما يشيل اجتماعاتنا الموسعة.
لم تخضع رواية مقتل القرشي برصاصة طائشة وهو في طريقه للحمام إلى نقد نصي. فلم يسكن القرشي داخلية بحر الجبل حتى يقصد حماماتها في نحو العاشرة والنصف ليلاً. فقد سكن داخلية الدندر، التي تشرفت برئاسة لجنة طلابها في موسم 1961-1962، بحسب رواية أبو الحسن. وهي على مسافة من بحر الجبل تفصل ما بينهما داخليتان كانتا بنيتا حديثاً هما القاش وكسلا لو لم تخن الذاكرة. والدندر فحل داخليات البركس. وأذكر طالباً أفريقياً زارنا وراعته الأعداد التي تسكنها فقال لي: "أأنت رئيس هذه الصين الشعبية؟"
كيف صار موقع مصرع القرشي العشوائي أساساً لذائعة فاجرة عن استشهاده النبيل.
يا لسواد النية! يا للغفلة!

IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دفن جثمان الشهيد عمر محمد أبو زيد ضحية الحفار في مسقط رأسه بالغربية

شَيّعت قرية سندبسط، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، جثمان الشهيد عمرو محمد شوقي، أحد ضحايا حادث غرق الحفار البحري "إد مارين 12" بخليج السويس، وسط حالة من الحزن العميق الذي خيَّم على أهالي القرية والمشاركين في الجنازة وأهل القرية.

تفاصيل الواقعة 

وأدى المئات من أهالي القرية ومراكز زفتى المجاورة، صلاة الجنازة على الفقيد بمسجد الحاجة فردوس بالقرية عقب صلاة الفجر، ثم تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة وسط دعوات بالرحمة والمغفرة، ومشاهد مؤثرة من الحضور.

رحيل الابطال 

وشهدت العزاء عصر اليوم الخميس، حضورًا رسميًا بارزًا، حيث شارك المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، وقدم واجب العزاء لأسرة الشهيد، مؤكدًا أن الفقيد وأقرانه من شهداء العمل سطروا ملحمة من الجهد والتفاني في سبيل خدمة الوطن وقطاع الطاقة، وأن الدولة لن تنسى تضحياتهم.

كما حضر مراسم العزاء عدد من قيادات وزارة البترول وممثلون عن محافظة الغربية، وعدد من زملاء الفقيد، في مشهد عكس حجم التقدير الذي يحظى به شهداء العمل الوطني.

تفاصيل رحيله 

وكان "عمرو شوقي" أحد الفنيين العاملين على متن الحفار "إد مارين 12" الذي تعرض للغرق الثلاثاء الماضي أثناء سحبه إلى موقع جديد بمنطقة جبل الزيت بخليج السويس، ما أسفر عن مصرع 4 من العاملين، بينهم الفقيد، إلى جانب 3 مفقودين و23 مصابًا.

جمعهما الحب وفرقهما الموت.. وفاة سيدة بعد رحيل زوجها بـ3 أيام في طنطاجامعة طنطا تنظم معسكرا صيفيا مجانيا لذوي الإعاقة في بلطيم6 ساعات في الشارع.. محافظ الغربية يتابع ميدانيًا جهود كسح مياه الأمطار في طنطا والسنطة وزفتىمجلس جامعة طنطا يناقش آليات دعم المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"خطوة مهمة لتطوير الخدمات الصحية للمرضى.. مستشفى الجراحات الجديد بجامعة طنطا تحصل على الاعتماد من "GAHAR"جامعة طنطا تعلن القائمة المبدئية للمتقدمين لشغل منصب عمداء 3 كلياتأخطاء ومخالفات.. أزمة بين طلاب كلية التربية الرياضية بجامعة طنطا | ما القصة؟جامعة طنطا تتسلم شهادة الإدراج في تصنيف QS لعام 2025تعاون علمي مهم بين جامعة طنطا وكانتابريا الإسبانية .. صوروفد جامعة طنطا يواصل زيارته لجامعة كانتابريا بإسبانيا لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي| صور

وأعربت أسرة الشهيد عن حزنها الشديد لفقدان نجلهم الشاب، الذي عرف بين الجميع بحسن الخلق والتفاني في عمله، مؤكدين أن آخر مكالمة أجراها معهم كانت مساء الحادث، ولم يشعروا بأي مؤشر يدل على الخطر الذي كان يحدق به.

توجيهات وزير البترول 

من جهته، شدد وزير البترول على أن الوزارة تُجري تحقيقًا موسعًا بالتنسيق مع الجهات المعنية للوقوف على أسباب الحادث وضمان عدم تكراره، مؤكدًا دعم الدولة الكامل لأسر الشهداء والمصابين.

وتحولت شوارع القرية إلى سرادق عزاء مفتوح، حيث تقف جموع الأهالي لتقديم واجب العزاء وتوديع الشهيد في مشهد يجسد وحدة أهالي القري المصرية وتضامنهم في الشدائد.

طباعة شارك وفاة القبطان حفار هيئة قناة السويس أمن الغربية سندبسط زفتي

مقالات مشابهة

  • دفن جثمان الشهيد عمر محمد أبو زيد ضحية الحفار في مسقط رأسه بالغربية
  • رشا القرشي : أنا رفعت نفسي بنفسي أنا حدث عالمي .. فيديو
  • عن مزارع شبعا وسلاح حزب الله... هذا ما كشفه أبو الحسن
  • تشييع جثمان الشهيد هارون القباطي بمديرية القبيطة
  • الشرطة السودانية: إجراءات قانونية داخلية وخارجية لحفظ حقوق المواطنين
  • ديفيد في طريقه إلى يوفنتوس
  • سنة سجن لتاجر فرنسي زور منشأ فواكه مغربية وباعها كمنتج فرنسي
  • فريق أبو عبدل يفوز على التحدي ويتأهل إلى نهائي بطولة الشهيد الكحلاني في حجة
  • سورية .. ضبط أحد أبرز رجالات سهيل الحسن
  • تراجع شهادات منشأ إربد 7.3%.. وقطاع المحيكات يتصدر الصادرات