شاب فلسطيني يكتب وصيته على فيسبوك قبل قصفه بساعات
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
كتب الشاب الفلسطيني ياسر بربخ وصيته على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لشركة ميتا Meta الأمريكية، فيسبوك وإنستجرام والتي حاول أن يطلب النجدة فيها له ولشعب المقاومة الفلسطينية الفاضل، لكن لم يكن يعرف أن هذه الكلمات تفصله عن قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لجسده بعد منشوره بساعات.
وتتضمن وصية بربخ الآتي:
"وصية:
سيتم قطع الانترنت بالكامل عن قطاع غزة بعد ساعات،أكتب لكم وربما تكون هذه هي رسالتي الأخيرة، فالكل هنا معرض للموت في أي لحظة ما يحصل هو جريمة إبادة جماعية، الطائرات الحربية لا تغادر سماء القطاع وأصوات القصف في كل مكان أكتب لكم وأنفي يزكم برائحة الدخان والبارود برائحة الشهداء.
وأضاف :الجيد في الأمر أننا وإن فارقنا الحياة، نكون قد حظينا بشرف الموت من أجل قضية نبيلة، القضية الأكثر عدالة على وجه الأرض، بدون خضوع أو استسلام، أو تهاون .. نكون قد ارتقينا إلى الرفيق الأعلى بهامات مرفوعة، وبسمات تعكس شعور الفخر الذي يعترينا الآن نحن الذين عشنا شوكة في حلق المشروع الصهيوني، عشنا عين لامعة ببريق الأمل في وجه مخرز الظلم والإرهاب.إن لم يكتب لنا أن نستمر بالعيش فاحفظوا فعلنا وأسماءنا، واكتبوا على قبورنا بخط بارز: "هنا يرقد من أحبوا الحياة وما استطاعوا إليها سبيلا"، وادعو لنا من قلوبكم وسامحونا".
يجدر الإشارة أن الشاب فلسطيني الأصل ياسر بربخ في العشرينيات من عمره حاصل على درجة الماجستير في تخصص الدبلوماسية والعلاقات الدولية برسالة تحت عنوان "استراتيجية الردع الأمريكية تجاه الصين 2009-2021"، وكان يتردد على مصر كثيرا لأخذ دورات تدريبية تعليمية مع زملائه.
وانتقل بربخ إلى غزة بعد انتهاء التدريبات المخصصة له ليكون من ضمن الأبرياء الذي استحل جيش العدوان الإسرائيلي دمهم بحجة القضاء على إرهاب حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
وكان قد نشر بربخ فيديو آخر قبل وفاته على موقع التواصل الاجتماعي الأمريكي إنستجرام يندد فيه بما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني من "إبادة جماعية" و "تطهير عرقي" وأنه تم شطب عائلات بأكملها من السجل المدني، وعلى رأس ينقطع عنهم الإنترنت فلا يستطيعون نقل صوت أهالي غزة للعالم الخارجي، كما وضح أن جيش العدوان الإسرائيلي يقصف المباني على أهاليها من أطفال وشيوخ ونساء وذوي احتياجات خاصة بالإضافة إلى المستشفيات ومجمعات الصحفيين وهي جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، وتوجه بربخ بالشكر لأبناء الوطن العربي المتضامنين مع القضية ودعاهم أن يكونوا هم صوتهم الذي يصرخ في وجه العالم الخارجي بالصورة الحقيقية التي هي عليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شاب فلسطينى فيسبوك الشهداء غزة المقاومة الفلسطينية ميتا الاحتلال الاسرائيلي المشروع الصهيوني مصر وصیته على
إقرأ أيضاً:
من ياسر عرفات لأمين معلوف.. عرب نالوا جوائز أمير أستورياس الإسبانية
يتذكر كثيرون أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994 مناصفة مع إسحاق رابين وشيمون بيريز، لكن قليلين ربما يتذكرون أنه فاز في السنة ذاتها مع إسحاق رابين بجائزة دولية أخرى، لها مكانتها الخاصة، ويتعلق الأمر بجائزة أمير أستورياس.
وكان عرفات بذلك أول شخصية عربية تتوج بتلك الجائزة الإسبانية المرموقة التي تمنح منذ عام 1981 وتكرم شخصيات ومؤسسات بارزة في مجالات التواصل والإنسانيات والبحث العلمي والفنون والعلوم الاجتماعية والآداب والتعاون الدولي والوفاق والرياضة.
وجاء تكريم عرفات تلك السنة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في فئة التعاون الدولي اعترافا بـ"جهودهما الحاسمة الرامية إلى تهيئة الظروف للسلام، وفقاً للعملية التي بدأت في مؤتمر مدريد في أكتوبر/تشرين الأول 1991، والتي من شأنها أن تؤدي إلى السلام النهائي في الشرق الأوسط".
كما جاء التتويج بعد عام على توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذي ينص على "إنهاء عقود من المواجهة والنزاع، والاعتراف بحقوقهما المشروعة والسياسية المتبادلة"، وضم عدّة بنود تتعلق بهيكلية السلطة الفلسطينية وتكوينها، وإقامة سلطة حكم ذاتي انتقالية فلسطينية.
وفي العام الموالي (1995)، كان العرب حاضرين في قائمة المتوجين بتلك الجائزة في فئة "الوفاق" التي آلت للعاهل الأردني الملك الحسين تقديرا "لمساهمته في خدمة السلام في منطقة الشرق الأوسط"، وفي مجال الرياضة للعداءة الجزائرية حسيبة بولمرقة تكريما لإنجازاتها في سباق المسافات المتوسطة ببطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو (1991) والألعاب الأولمبية ببرشلونة (1992).
وجاء تكريم الملك حسين في العام نفسه الذي وقع فيه الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل تُعرف بـ"معاهدة وادي عربة" بهدف "تحقيق سلام عادل وشامل بين البلدين استنادا إلى قراري مجلس الأمن 242 و338 ضمن حدود آمنة ومعترف بها".
وفي أثناء تسلم الجائزة، قال الملك حسين "اليوم، هنا في أستورياس، مهد حروب الاسترداد (سقوط الأندلس)، يتم تكريم زعيم عربي مسلم باسم السلام، لأنه في إسبانيا اندمجت الديانات الإبراهيمية الثلاث الكبرى: اليهودية والمسيحية والإسلام معًا لإنتاج تراث فريد من نوعه".
إعلانوفي عام 2002، عادت الجائزة "فئة الوفاق" إلى المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد (1935-2003) مناصفة مع الموسيقار العالمي دانيال بارنبويم اللذين "عملا بإيثار وجدارة لتعزيز التعايش والسلام"، من خلال مشاريع فنية شارك فيها موسيقيون شباب من فلسطين وإسرائيل.
وكان إدوارد سعيد من أبرز رموز الثقافة العربية والفلسطينية واشتهر بنقده للاستشراق الغربي، وظل إلى حين وفاته عام 2003 من أقوى الأصوات المدافعة عن القضية الفلسطينية في المحافل الإعلامية والأكاديمية في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة حيث حصل هناك على دكتوراه من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا في جامعة كولومبيا.
وتغطي أعمال إدوارد سعيد مجالات معرفية واسعة، وتشمل تخصصات مثل التحليل السياسي وتحديدا ما يهم الشأن الفلسطيني داخليا ودوليا، والنقد الأدبي الإنجليزي، وعلم الموسيقى. كما تناول في كتاباته خلفيات العلاقات الشائكة بين الشرق والغرب.
وفي فئة الآداب، كانت الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي (1940-2015) أول شخصية عربية تفوز بالجائزة وذلك عام 2003 مناصفة مع الكاتبة الأميركية سوزان سونتاغ (1933-2004) وقالت اللجنة المعنية إن الكاتبتين تشتركان في "إنتاج أعمال أدبية متنوعة، تتميز بجودة فنية عالية، وتتناول قضايا عصرنا الجوهرية برؤية ثاقبة ومعمقة، وتقدمان رؤى متكاملة في الحوار بين الثقافات".
وانصبت أعمال فاطمة المرنيسي، وكلها باللغتين الفرنسية والإنجليزية، على تحليل جذور الأنماط الاجتماعية التقليدية التي تحدد أوضاع المرأة في العالم العربي والإسلامي، وركزت على مقاربة التأطير الديني لمكانة المرأة ووظيفتها في الحياة الاجتماعية والسياسية.
إعلانوحضر العرب في السنة الموالية (2004) في سجل تلك الجائزة التي عادت في فئة الرياضة إلى العداء المغربي هشام الكروج الذي وصفته اللجنة المختصة بـ"الرياضي الاستثنائي" الذي بلغ قمة النجاح في بطولة العالم وفي الألعاب الأولمبية الأخيرة في تلك السنة، حين فاز بالميدالية الذهبية في سباقات 1500 و5 آلاف متر، وهو إنجاز لم يحدث إلا مرة واحدة من قبل.
وفي عام 2010 سُجل آخر تتويج عربي بالجائزة وكان في فئة الآداب، وفاز بها الكاتب اللبناني أمين معلوف (ولد عام 1949) لأن "أعماله، التي تُرجمت إلى أكثر من 20 لغة، تثبت أنه أحد الكتاب المعاصرين الذين استكشفوا بشكل أعمق الثقافة المتوسطية التي تُمثل مساحة رمزية للتعايش والتسامح".
وسبق لمعلوف أن حاز عام 1993 جائزة غونكور، وهي أرقى جائزة أدبية في فرنسا، عن روايته "صخرة تانيوس" ونال بعدها عدة جوائز أخرى تقديرا لإنتاجه الغزير والعميق الذي يجمع بين السرد والمقالات الطويلة حول قضايا العصر من قبيل الهوية، وصراع الحضارات. ويشغل معلوف منذ عام 2023 منصب الأمين العام الدائم للأكاديمية الفرنسية.
ويشار إلى أن جائزة "أمير أستورياس" في فئة الآداب تختلف عن جائزة سيرفانتس للآداب باللغة الإسبانية التي أطلقت عام 1976 والتي تعتبر "الجائزة المرموقة والأكثر مكافأة التي تُمنح لأدب اللغة الإسبانية" وفاز بها كتاب كبار من بلدان أميركا اللاتينية.
وحصل على جائزة أمير أستورياس منذ إطلاقها وجوه أدبية عالمية، بينها الألماني غونتر غراس، والإيطالي أومبرطو إيكو، والبيروفي ماريو بارغاس يوسا، والألباني إسماعيل كاداري، كما نالها في مجال التعاون الدولي والوفاق سياسيون بارزون، بينهم نيلسون مانديلا وميخائيل غورباتشوف.
إعلانوفي أحدث دورة من هذه الجائزة الرفيعة، تُوج في فئة الآداب هذا العام الكاتب الإسباني إدواردو ميندوزا الذي ترجمت أعماله إلى عدة لغات، و"تدور أحداثها عادةً في مدينة برشلونة، وتتميز بأسلوب يجمع بين عناصر الرواية القوطية والخيال العلمي وروايات الجريمة، بالإضافة إلى حس فكاهة شخصي للغاية وهجاء ومحاكاة ساخرة".
وكانت تلك الجائزة تعرف بـ"جائزة أمير أستورياس" وتمنحها مؤسسة أمير أستورياس (غير الربحية) برئاسة فيليب أمير أستورياس الذي كان وليا للعهد في إسبانيا، وعندما تسلم السلطة تحت اسم فيليبي السادس عام 2014 أصبح اسمها "جائزة أميرة أستورياس"، وتمنحها مؤسسة أميرة أستورياس، تحت رئاسة الأميرة ليونور ابنة الملك فيليب.