إنها قصة اليمن اليوم، قصة شعب أبى أن يستسلم، وحول الحصار إلى دافع للتنمية، والعدوان إلى حافز للبناء. إنها قصة الاكتفاء الذاتي الذي يتحقق بإيمان وعمل، وبقيادة حكيمة ترى في التنمية جبهة لا تقل أهمية عن الجبهات العسكرية، فهل أدرك أعداء اليمن حجم هذه الروح التي لا تنكسر، وهذا الإيمان الذي يصنع المعجزات على أرض الواقع؟

الثورة / يحيى الربيعي

في أرض العزة اليمن، حيث تتكسر أمواج العدوان على صخرة الصمود، تشرق اليوم شمس تنموية جديدة، تبدد غيوم الحصار وتزرع بذور الاكتفاء الذاتي، أن تبدأ مسيرة التنمية بخطط على ورق، فذاك أمر ومسار طبيعي، لكنها عندما تتحول إلى ثورة شعبية شاملة تلامس الأرض وتصنع المعجزات، مدعومة بإيمان راسخ وتوجيهات قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أدرك أن «من امتلك قوته، امتلك قراره»، لقد أثبت الشعب اليمني، بصموده الأسطوري في وجه أعتى آلات الحرب، أنه قادر على تجاوز التحديات.

واليوم، وبعد أن انتصر في المعركة العسكرية، يتجه بكل عزيمة نحو معركة التنمية، مستلهمًا من رؤية السيد القائد الذي أكد مرارًا وتكرارًا على ضرورة الاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء في الغذاء والدواء والكساء، فليس غريبًا أن نرى اليوم هذا الحراك التنموي غير المسبوق في كل حدب وصوب، من سهول اليمن السعيد ومدرجاتها وسهولها والوديان والهضاب الخضراء إلى جبالها الشماء. فهي من سماها المولى في علاه «بلدة طيبة. ورب غفور»، ووسمها بـ(جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ).

التنمية المستدامة.. نهج إيماني ومشاركة مجتمعية

تؤكد الرؤية التنموية اليمانية أن التنمية المستدامة تتجاوز كونها مصطلحًا جامدًا، لتصبح نهج حياة متكامل عميق ومتجذر في هدى الله ومبادئ الصمود.. في ظل الحصار والعدوان، أضحى تعزيز الوعي الشعبي بهذا المفهوم ضرورة قصوى، وتطوير السياسات العامة في المجال التنموي للاستفادة القصوى من الموارد المتاحة هو السبيل لتحقيق السيادة الوطنية.

لقد سعت التوجهات الوطنية إلى توسيع مدارك العاملين التنمويين في التجارب العالمية في مجالات التخطيط والتنفيذ والتقييم، بمشاركة مجتمعية حقيقية، ويُعد تعزيز التكامل والتعاون والمشاركة بين المؤسسات الرسمية والشعبية وتقييم التدخلات التنموية، وصولًا إلى تقييم التدخلات التنموية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز دورة التخطيط المحلي وتطوير أساليب المشاركة، بالإضافة إلى إدماج «العمل التعبوي الدفاعي» في صلب التنمية المحلية، في مزج فريد بين متطلبات الصمود والبناء، من الأهداف الرئيسية التي يتم ترجمتها على أرض الواقع. هذا المزيج بين المقاومة والتنمية يرسخ مبدأ أن الصمود العسكري لا يكتمل إلا بالصمود الاقتصادي.

في السياق، كشف وكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية لقطاع الخطط والموازنة المحلية، محمد أحمد السنحاني، عن توجهات جديدة تتبناها الوزارة في مجال التنمية المحلية، وذلك بناءً على توجيهات «السيد القائد» التي تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواطن اليمني ورفع مستوى رفاهيته بالاعتماد على الله وعلى الذات في تنفيذ خطط التنمية.

وأوضح السنحاني أن نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية، المهندس محمد المداني، قد بدأ بالفعل في تنفيذ هذه التوجهات على أرض الواقع. وأشار إلى أن العمل سابقًا كان يركز على مشاريع اجتماعية خدمية، بينما يتمحور التوجه الجديد حول مفاهيم التنمية المستندة إلى هدى الله، مع التركيز بشكل خاص على قطاعي الزراعة والصناعة باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين للتنمية الاقتصادية وسلاسل القيمة.

وأضاف الوكيل أن السلطات المحلية، ممثلة بالمديريات، تعتبر المنطلق الأساسي للتنمية كونها الأقرب لاحتياجات المواطنين. وفي هذا الإطار، تم تطوير «نموذج العمل المتكامل» الذي يتضمن رؤية وسياسات وأبعادًا واضحة للتنمية، وتم تدريب كوادر الوزارة والمديريات عليه بشكل مكثف. وأكد السنحاني أنه تم تشكيل فرق عمل متخصصة من الوزارة ومن المديريات، وبمتابعة دقيقة ومستمرة من نائب رئيس الوزراء، تم تحقيق تقدم كبير في سبيل تنفيذ سلاسل القيمة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وبيئية مستدامة. وقد تضمنت الورش عملًا على دراسات تحليلية للوضع الراهن، بالاعتماد على مصادر ثانوية وتعزيزها بالدراسات الميدانية.

وفيما يتعلق بتنفيذ الخطة العامة للعام 1447 هـ، أفاد الوكيل السنحاني بأنه تم اختيار 51 مديرية نموذجية للعمل عليها وفقًا لمبادئ التنمية المستندة إلى هدى الله والمشاركة المجتمعية الفاعلة. وقد شمل العمل نزولات ميدانية وتدريبًا مباشرًا للفرق المعنية. وأكد أن الوزارة أصبحت تمتلك الآن كوادر واعية بأهمية التنمية الاقتصادية، وسلاسل القيمة، وخفض فاتورة الاستيراد. وأشار السنحاني إلى أن الكوادر التي تم تأهيلها نقلت هذه المفاهيم إلى الميدان، وأن مديري المديريات أصبحوا على دراية كاملة بأهداف هذه التوجهات. وأضاف أنه يجري العمل حاليًا على إنجاز خطط مدروسة ومرتبطة بالخطة الاستراتيجية العامة، والتي سيتمخض عنها خطط تنفيذية سنوية بمشاركة فاعلة من المجتمعات المحلية. وأشار الوكيل السنحاني إلى أن التخطيط التشاركي سيكون تكامليًا وشاملًا، بحيث تقوم المديرية بالتخطيط لجميع القطاعات بالتنسيق مع الجهات المركزية والخاصة، والاعتماد على الإمكانيات المحلية المتاحة، بالإضافة إلى العمل المشترك مع السلطات المركزية المعنية مثل الزكاة والأوقاف والصناديق المختلفة.

الحديدة.. مسار تنموي شامل بقيادة ثورية

في الحديدة، أكد وكيل أول المحافظة، أحمد البشري، على انطلاق مسار تنموي شامل يستند إلى توجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبدعم من حكومة المجلس السياسي الأعلى ووزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية. أشار البشري إلى تحقيق إنجازات ملموسة، حيث تم إنشاء 21 جمعية تعاونية، منها جمعية الساحل الغربي التي تضم 12 فرعًا، وأطلقت العديد من المبادرات المجتمعية الفاعلة.

ونوه الوكيل الأول بتنفيذ جمعية زبيد لمشروع تنظيف قنوات وادي زبيد بتكلفة بلغت 189 مليون ريال. كما أشاد بنجاح مبادرات سلاسل القيمة، خاصة في قطاع الألبان، حيث وصل حجم الإنتاج إلى 120 ألف لتر يوميًا، يستفيد منها أكثر من 10 آلاف منتج، واعتبر ذلك إنجازًا اقتصاديًا هامًا يسهم في تقليل فاتورة الاستيراد. وأضاف البشري أن وحدة التمويل الزراعي والسمكي تدعم مشاريع متنوعة وسلاسل القيمة، مشيرًا إلى أن حجم القروض المقدمة تجاوز المليار ريال، واستهدف دعم المزارعين لشراء الحبوب والذرة الشامية والسمسم، بالإضافة إلى تفعيل المصانع وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات مثل المانجو والطماطم.

وفي الجانب السمكي، لفت الوكيل الأول إلى الجهود المبذولة بالتنسيق مع هيئة المصائد السمكية واللجنة الزراعية والسمكية العليا ووحدة التمويل الزراعي، مشيدًا بالدور المحوري لجمعية الساحل تهامة بفروعها الـ 12 في توعية الصيادين بأهمية العمل التشاركي والمجتمعي.

بلاد الطعام.. نموذج لخفض فاتورة الاستيراد

في مديرية بلاد الطعام، يحدثنا مديرها العام، يحيى حسين يحيى الحمامي، عن قفزة نوعية في خفض سلاسل القيمة وتقليل الاعتماد على الاستيراد. يؤكد الحمامي أن المديرية، التي استفادت من مؤتمر سابق في التخطيط التنموي، حققت نجاحات كبيرة، من أبرزها توفير 25 طنًا من الذرة الشامية في مدينة بلاد الطعام، مما ساهم بشكل مباشر في «تخفيض فاتورة الاستيراد». ولم يقتصر الأمر على ذلك، ففي مجال التمكين الاقتصادي، تم استهداف 26 أسرة من أسر الشهداء ودعمهم بالثروة الحيوانية، وهو المشروع الذي حقق «نجاحًا كبيرًا جدًا»، ويجسد أسمى معاني الوفاء والتكافل الاجتماعي. وفي العام الهجري الجديد 1447هـ، الطموح يتسع ليشمل مشاريع استراتيجية في أربعة مجالات ضمن سلسلة القيمة، تشمل «الذرة الشامية والموز والثروة الحيوانية وكذلك العسل»، مؤكدًا التوكل على الله في تحقيق هذه «الأهداف الاستراتيجية الوطنية التي تخدم البلاد وتخدم الوطن رغم التآمر»، مؤكدًا أنهم «مستمرون في إنجاح المجال التنموي إلى بر الأمان».

الحمامي أشاد بدور «فرسان التنمية»، الذين تم تأهيل حوالي 120 فارسًا في مختلف المجالات، وبدور الجمعيات التعاونية، خاصة «الجمعية الزراعية بمديرية بلاد الطعام» التي كانت من «المديريات الأولى التي استطاعت أن تؤسس الجمعية الزراعية»، ويؤكد الحمامي على التكامل بين عمل السلطة المحلية والجمعيات، قائلاً: «في مجال التنمية لا فرق بيننا نحن والجمعية… نحن نعمل على تمكين الجمعية في كل شيء، لأن الجمعيات هي أهم شيء وأهم بند لإنجاح التنمية في المجتمع»، ومن الإنجازات الأخرى التي ذكرها: «تجهيز العيادة البيطرية» وتوفير «الخدمات الزراعية» وتفعيل «الزراعة التعاقدية» من خلال «عقود مع المزارعين»، مؤكدًا أن العمل يسير «بمسار مخطط ومهني وفي مسار تنموي من أجل إنجاح هذا العمل».

بني قيس.. قفزة تنموية رغم التحديات

في بني قيس بمحافظة حجة، أكد مديرها العام، محمد حسين أحمد الشهاري، أن المديرية شهدت إنجازات تنموية كبيرة في مختلف المجالات، بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء الحصار والعدوان.. الشهاري يفخر بأن ما تحقق في بني قيس خلال فترة العدوان يفوق ما تم إنجازه منذ ستة عقود وحتى الآن، مشيرًا إلى تحقيق زيادة ملحوظة في الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، بالإضافة إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

في مجال الزراعة النباتية، لفت الشهاري إلى نجاح تجربة الزراعة التعاقدية لمحصول الذرة الشامية، وتحقيق إنتاج وفير يغطي حاجة السوق المحلية ويوفر فائضًا، كما تم إدخال محاصيل جديدة مثل السمسم والقمح (البر)، والتي أثبتت نجاحها في المديرية رغم الاعتقاد السائد بعدم صلاحية المناطق الحارة لزراعة القمح، وزراعة القمح في موسمين يؤكد الشهاري أن مديرية بني قيس تتميز بتنوع مناخي وتضاريسي، مما يجعلها بيئة خصبة للاستثمار الزراعي.

وفيما يتعلق بالثروة الحيوانية، نوه مدير عام المديرية بالجهود المبذولة لتنظيم قطاع تربية المواشي، خاصة الإناث والسلالات الجيدة، ما أدى إلى زيادة أعدادها لتتجاوز 21 ألف رأس، وأعلن عن قرب افتتاح معمل للألبان بهدف تفعيل هذا المورد الهام، وتم تدريب فرق نسائية وشبابية للعمل في هذا المجال.

وفي مجال البنية التحتية، أشار الشهاري إلى تحقيق إنجازات ملموسة في قطاع المياه، حيث تم إنشاء سبعة مشاريع مياه جديدة خلال الفترة الأخيرة، لتغطي حوالي 70% من مساحة المديرية، بعد أن كان هناك مشروع واحد فقط قبل عشر سنوات، كما تم العمل على تحسين الطرق، وأشاد بالمبادرات المجتمعية في مجال إنشاء الحواجز المائية الترابية، حيث تم بناء خمسة حواجز بمساهمة الأهالي دون أي دعم خارجي، ما ساهم في تحسين منسوب المياه الجوفية، وأعلن عن وجود مشروع قيد الدراسة لإنشاء حاجز تخزيني بسعة حوالي 47 ألف متر مكعب. الشهاري أكد أن التنمية في المديرية تسير وفقًا لنهج يراعي قيم المجتمع.

وتحدث الشهاري عن دور الجمعيات في التنمية المحلية، مشيرًا إلى أن جمعية بني قيس تعتبر من أوائل الجمعيات في محافظة حجة، حيث تأسست عام 2019، ونفذت العديد من الأنشطة التنموية والمجتمعية، وشكلت مجموعات متخصصة في مجالات التربية، ورعاية المعاقين، والزراعة. كما قامت الجمعية بتدريب كوادر محلية في مجالات الصحة الحيوانية وتصنيع الأغذية، وتسعى حاليًا لإنشاء معمل للألبان والدخول في مجال التغذية الحيوانية.

عبس.. مديرية نموذجية في قلب الجبهة

في عبس بمحافظة حجة، أكد المدير العام، الشيخ صوعان، على الجهود التنموية المتميزة التي تشهدها المديرية رغم الظروف الصعبة. وضع الخطط يستند إلى ثلاثة أبعاد رئيسية: البعد الاجتماعي، والاقتصادي، والبيئي، التي تمثل الركيزة الأساسية لإدارة الخطط التنموية في ظل التحديات الراهنة. الشيخ صوعان وصف عبس بأنها «مديرية نموذجية وسباقة في كافة مجالات التنمية»، مشيرًا إلى أنها، رغم كونها خلفية للجبهة، صمدت وقاومت التحديات، بل وواجهت الصعاب في الخطوط الأمامية، مؤكداً أن «الأعداء انكسروا على أبوابها».

ونوه الشيخ صوعان بالجهود الذاتية التي تبذلها المديرية، مشيرًا إلى أن الظروف الصعبة ونقص الموارد لم تثنِ قيادة وكوادر وأبناء المديرية عن التحرك نحو التنمية من خلال المبادرات المجتمعية، إلى جانب بعض التدخلات البسيطة، هذه الجهود أثمرت عن تحقيق الكثير، خاصة في ظل استضافة المديرية لأعداد كبيرة من النازحين تقدر بأكثر من خمسمائة ألف نسمة.

وعبر الشيخ صوعان عن ارتياحه لما تحقق من مشاريع، قائلاً: «الحمد لله رب العالمين، تحقق فيها أكثر من تسعين في المائة، وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى وفضل المجتمع». وأشار إلى الوعي الكبير لدى المجتمع ومبادرته بتقديم الأراضي والتبرع بملايين الريالات لتنفيذ المشاريع التنموية، مؤكدًا على التعاون الوثيق بين السلطة المحلية والمجتمع.

وكشف الشيخ صوعان عن إعداد وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية لخطة استراتيجية للمديرية لمدة خمس سنوات، سيتمخض عنها خطة تنفيذية للعام 1447 هـ، وسيتم تفعيلها بناءً على الاحتياجات والأولويات والموارد المتاحة. وأكد على أهمية المشاركة المجتمعية في إعداد وتنفيذ الخطط التنموية، مشيرًا إلى الدور المحوري لجمعية عبس، التي وصفها بأنها «الأولى على مستوى الجمهورية» من حيث الأداء وعدد المساهمين وقيمة السهم، وحققت إنجازات كبيرة في مختلف المجالات الخدمية والزراعية، بما في ذلك استصلاح الأراضي الصحراوية وتأجيرها للمزارعين بأسعار مناسبة.

الزهرة.. شراكة مجتمعية لتعزيز السيادة الوطنية

في مديرية الزهرة بالحديدة، أكد مديرها العام، عبد الرحمن الرفاعي، على التقدم الملحوظ الذي تشهده المديرية بفضل تضافر الجهود والشراكة المجتمعية الفاعلة. أشار الرفاعي إلى أن التنمية الحقيقية تكمن في قدرة الدول العربية والإسلامية على الاعتماد على الذات والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، الأمر الذي يضمن لها حرية القرار والسيادة الكاملة، وهو ما يشدد عليه السيد القائد باستمرار.

وأوضح مديرها العام أن المجتمع المحلي أظهر تفاعلاً كبيراً مع المبادرات التنموية، حيث تم إنجاز العديد منها، أبرزها التوسع في زراعة الصحراء لتشمل ما يزيد عن ألفي معاد من الأراضي غير المستغلة سابقاً. وأضاف: إن الخدمات المقدمة عبر جمعية الزهرة التنموية متعددة الأغراض ساهمت بشكل فعال في دعم المزارعين من خلال توزيع الحراثات والبذور والأسمدة. ونوه الرفاعي بالموقع الاستراتيجي للمديرية على ضفاف وادي مور، أكبر أودية اليمن، بالإضافة إلى مرور خمسة أودية أخرى بها، ما ساهم في ازدهار وتوسع الأنشطة الزراعية.

وأكد أن المديرية بدأت حالياً بالتركيز بشكل خاص على زراعة الحبوب باعتبارها أساس الأمن الغذائي القومي، مشيرًا إلى البدء في زراعة القمح (البر)، وتسويق حوالي ثلاثين ألف طن من الذرة الشامية خلال الفترة الماضية، مع توقعات بزيادة هذا الرقم. وأعلن الرفاعي عن إطلاق ورشة عمل تركز على الجوانب الاقتصادية وسلاسل القيمة التي تعود بالنفع على المجتمع والوطن، من خلال تعزيز زراعة القطن والسمسم والألبان والتوسع في زراعة الذرة الشامية والحبوب. وكشف عن خطة مستقبلية لإنشاء سوق مركزي تجميعي كبير في مديرية الزهرة يخدم أيضاً مديريات اللحية والقناوس وعبس، والذي من المتوقع أن ينعش القطاع الزراعي ويشكل مركزاً هاماً للمنتجات الزراعية.

بيت الفقيه.. نموذج تنموي رائد يحقق الاكتفاء الذاتي

أكد مدير عام مديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، حسين سهل زين، أن المديرية تُعد نموذجًا تنمويًا رائدًا على مستوى الجمهورية، حيث حققت إنجازات ملموسة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتتصدر المديريات على مستوى محافظة الحديدة. أوضح زبن أن بيت الفقيه كانت من ضمن 51 مديرية نموذجية على مستوى البلاد تم فيها تأسيس جمعيات تعاونية طموحة، وعلى هذا الأساس، تم إنشاء «جمعية بيت الفقيه التعاونية الزراعية المتعددة الأغراض»، وتم نزول ميداني شامل لاستقطاب المواطنين والمزارعين كأعضاء مساهمين.

وأشار إلى أن الجمعية شرعت في تنفيذ العديد من الأنشطة، من أبرزها الزراعة التعاقدية في محاصيل الحبوب والذرة الشامية والنخيل والقطن، وقد حققت هذه المبادرات نجاحًا كبيرًا ساهم في رفع مستوى معيشة المزارعين وزيادة دخلهم الاقتصادي. وأضاف: إن الجمعية لم تقتصر على الجانب الزراعي، بل توسعت لتشمل وحدة إنتاج الألبان التي حققت نجاحًا لافتًا، ويجري حاليًا إنشاء مركز متكامل لتجميع الألبان في مدينة بيت البقية، حيث وصل الإنتاج اليومي من الحليب إلى أكثر من 20 ألف لتر، يتم توزيعها على ثلاثة مصانع رئيسية.

ولفت زبن إلى مبادرة الجمعية الرائدة في سلسلة القيمة لإنتاج الدواجن، حيث كانت سباقة في شهر رمضان الماضي بالتعاقد مع موردين لاستبدال الدجاج المجمد المستورد بالدجاج المحلي، وقد ساهمت هذه الخطوة في خفض فاتورة الاستيراد بمقدار كبير. وفي مجال الثروة الحيوانية، أوضح المدير العام أن هناك شراكة ثلاثية بين الجمعية وهيئة الزكاة ومؤسسة الشهداء وصندوق المعاقين، حيث تم توزيع مجموعة من الأبقار على أسر الشهداء والمعاقين والأسر الأشد فقرًا. كما أشار إلى إنشاء عيادة وصيدلية بيطرية تابعة للجمعية بدعم من وزارة الزراعة واللجنة الزراعية والسمكية العليا، وذلك بهدف توفير خدمات علاجية للثروة الحيوانية، ووجود 120 كادرًا ميدانيًا يعملون ضمن وحدات الجمعية المختلفة.

باجل: التنمية الزراعية المستدامة بالشراكة مع المجتمع

في تصريح له من قاعة ورشة تقيمها وزارة الإدارة المحلية والتنمية الحضرية والريفية بصنعاء، أوضح عبدالمنعم عبدالفتاح صالح الرفاعي- مدير عام مديرية باجل بمحافظة الحديدة، أهمية ورشة العمل المنعقدة حول التنمية، أشار إلى أن اليمن شهد مسارات متعددة، كان للمسار العسكري فيها دور ونجاح كبير في مواجهة التحديات.

الرفاعي أكد على الدور المحوري الذي تضطلع به السلطات المحلية من خلال الجبهة التنموية والزراعية، وأن الهدف من الورشة هو إعداد خطط وبرامج تنموية تتماشى مع توجهات قيادة الثورة والقيادة السياسية، ووفقًا لمنهجية هدى الله سبحانه وتعالى.

وشدد على أهمية العمل بروح الفريق الواحد، وتغيير آلية التخطيط لتصبح تشاركية، تنطلق من المجتمع والجمعيات في الميدان، مع التركيز بشكل خاص على قطاع الزراعة باعتباره الأساس والعمود الفقري للدولة والمواطن والمجتمع والسلطات المحلية.

واستشهد الرفاعي بمقولة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه): «من امتلك قوته، امتلك قراره»، مؤكدًا أن الأحداث الراهنة تثبت هذه الحقيقة بجلاء، وتؤكد أنه لا بديل عن تحقيق الاكتفاء الذاتي. ولمواجهة التحديات، أكد الرفاعي على ضرورة تبني توجه واضح وصارم، بالتعاون مع الجمعيات والمجتمع، نحو تحقيق التنمية المحلية المستدامة، والتركيز على زراعة الحبوب والقمح بشكل خاص، لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والكساء.

أشاد الرفاعي بالخطوات الكبيرة والنهج الواضح الذي تم تبنيه، مشيرًا إلى أن ذلك شجع على انطلاق جمعية قوية في مديرية باجل. وأضاف: «الآن نحن في مديرية باجل، انطلقنا في مجال الزراعة مرحلة لا بأس بها، رغم أن طموحنا أكبر. كما أننا نعمل في مجال الثروة الحيوانية، ولدينا شركاء متفاعلون ودائمون… وقد قمنا بتوزيع الأبقار والأغنام وخلايا النحل على المواطنين والمنتجين». وكشف الرفاعي عن دخول المديرية مرحلة جديدة في إنتاج الألبان والدواجن، مشيرًا إلى وجود معمل مانجو، ومركز لإنتاج البذور، ومعمل لصلصة الطماطم جاهز للتشغيل في مدينة باجل، بفضل الله وتعاون الجميع والجمعية ومساعدة مؤسسة بنيان التنموية.

الدريهمي.. دور فعال للجمعية التعاونية

أكد الشيخ المجاهد محمد عبد الله الموساي، مدير عام مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، على التقدم الملحوظ الذي تشهده المديرية في مختلف المجالات التنموية. وأوضح الشيخ الموساي أن جمعية مزارعي الدريهمي التعاونية الزراعية متعددة الأغراض التسويقية قد حققت إنجازات كبيرة. ففي مجال إنتاج الحليب، بدأت الجمعية بإنتاجية متواضعة، لتصل اليوم إلى إنتاج يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف لتر يوميًا، يتم توزيعه على ثلاثة مصانع رئيسية.

وأكد مدير عام مديرية الدريهمي على استفادة المواطنين الكبيرة من هذا المشروع، حيث يحرص الأهالي من مختلف الفئات العمرية على جمع الحليب يوميًا، بوجود مراكز تجميع منتشرة في جميع القرى، وقد ساهم بشكل كبير في تحسين مستوى معيشة السكان.

وفيما يتعلق بقطاع النخيل والتمور، ذكر الشيخ الموساي أن جهودًا كبيرة بذلت لتشجيع المزارعين على الاهتمام بما تبقى من نخيل، وقد بدأت الجمعية في تغليف وتصدير التمور إلى مختلف المحافظات. كما تطرق إلى تجربة زراعة القمح في المديرية، مشيرًا إلى أن زراعة هذا العام في عزلة بني موسى كانت ناجحة ومثمرة، وبالمثل، تم استغلال المساحات الصحراوية في زراعة الدخن، حيث تجاوز الإنتاج هذا العام (عشرة آلاف عُشر ألماني)، مستفيدين من الأمطار الغزيرة، وأكد أن المزارعين حققوا اكتفاءً ذاتيًا من الدخن.

القفر.. نقلة نوعية في المجال الزراعي

أكد مدير عام مديرية القفر بمحافظة إب سليم عباس القحيف ، أن المديرية شهدت نقلة كبيرة في المجال الزراعي منذ ثورة 21 سبتمبر، بفضل الله تعالى، وأشار في تصريح له إلى أن هذا التقدم يأتي في سياق «استحضار الصراع مع العدو»، مستشهداً بمقولة السيد حسين (رضوان الله عليه): «الذي لا يملك قوته لا يستطيع أن يقف على أقدامه»، وأضاف القحيف: إن المديرية تستعد لتنفيذ عدد من السلاسل الإنتاجية في الأيام القادمة، تشمل الذرة الشامية والعسل والثروة الحيوانية، مؤكداً على غنى المديرية بالثروات الطبيعية وأنها لا تزال تمثل أرضاً بكرًا مقارنة ببقية محافظات الجمهورية اليمنية.

وأوضح أن هذه الخطوات تأتي بفضل قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يولي اهتماماً كبيراً بالتنمية الزراعية، تماماً كما تحقق تقدم كبير في الجانب العسكري.

وأفاد القحيف بأن التنمية تشهد اهتماماً بالغاً، وأن هناك خططاً يجري إعدادها للعام 1447 بالتعاون مع وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية، والتركيز الأساسي سيكون على الجانب الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: وزارة الإدارة والتنمیة المحلیة والریفیة تحقیق الاکتفاء الذاتی فی مختلف المجالات فاتورة الاستیراد بدر الدین الحوثی مدیر عام مدیریة الذرة الشامیة مدیرها العام السید القائد بالإضافة إلى مشیر ا إلى أن بلاد الطعام زراعة القمح أن المدیریة بیت الفقیه أن التنمیة على مستوى فی مدیریة العدید من إلى تحقیق فی المجال أشار إلى فی زراعة أکد مدیر هدى الله بشکل خاص من خلال کبیر فی فی مجال بنی قیس نجاح ا حیث تم أکد أن مؤکد ا ا ساهم

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية: تنفيذ الأسبوع التدريبي الـ38 والأخير بخطة المحليات

أعلنت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، عن انتهاء الخطة التدريبية للعام المالي 2024 / 2025 والتي تم تنفيذها بمركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة، مشيرة إلى أن الوزارة نجحت في تنفيذ خطة تدريبية طموحة هدفت إلى تعزيز قدرات الكوادر المحلية في مختلف التخصصات، وتلبية معظم الاحتياجات الواردة من قطاعات الوزارة والمحافظات.

منال عوض: تشغيل مشروعات حياة كريمة المنتهية ودخولها الخدمة بالصفمنال عوض: إزالة 4161 حالة تعدٍ خلال الأسبوع الأول من الموجة الـ26

وأشارت د. منال عوض، إلى أنه سيتم عقد فعاليات الأسبوع التدريبي رقم (38) والأخير من الخطة خلال الفترة من 25 إلى 28 مايو 2025، بمشاركة حوالي 140 متدربًا موزعين على ثلاثة برامج تدريبية متخصصة.

وأوضحت وزيرة التنمية المحلية، أن المركز ينظم خلال الأسبوع الحالي بالتعاون مع أكاديمية الخبراء بالهيئة العامة للاستثمار، برنامج "الأنظمة الاستثمارية المتاحة في مصر"، مستهدفًا 56 متدربًا من المديرين والعاملين بإدارات الاستثمار، و المشروعات، والشئون القانونية والمالية، ووحدات تراخيص المستثمرين، حيث يتناول البرنامج جهود الدولة لتهيئة مناخ الاستثمار، ودور الهيئة في تهيئة بيئة الأعمال، ودور مراكز خدمات المستثمرين وتجربتها في تطوير الخدمات، والحوافز والرخصة الذهبية.

وأضافت الدكتورة منال عوض، أن البرنامج الثاني خاص بـ "تنمية مهارات القيادات في مجال أملاك الدولة والإدارة الهندسية"، يستفيد منه 56 متدربًا من القيادات المحلية، من رؤساء المراكز والمدن والأحياء ونوابهم، ويستعرض البرنامج حزمة من القوانين المنظمة لأعمال الإدارة الهندسية وأملاك الدولة وعلي رأسها قوانين البناء والتصالح علي بعض مخالفات البناء والمحال العامة .

وأضافت وزيرة التنمية المحلية، أنه هذا الأسبوع سيتم استكمال البرنامج المتقدم بعنوان "استخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS"، حيث يخوض 30 متدربًا أسبوعهم الثاني والأخير من التدريب، الذي يتناول موضوعات متقدمة مثل أدوات التحليل المكاني والإحصائي، و إدارة البيانات، العلاقات المكانية بين المفهوم والتطبيق، إلى جانب ورش عمل تطبيقية .

ومن جانبه، أكد د. عصام الجوهري مساعد الوزيرة للتطوير والتدريب والتحول الرقمي والمشرف علي مركز سقارة ، أن المركز يولي اهتمامًا كبيرًا ببناء وتحديث مهارات ورفع كفاءة العاملين بالمحليات من خلال التدريب المستمر وتقديم برامج تدريبية متخصصة تتماشي مع أولويات عملية التنمية تنفيذاً لتوجيهات معالي وزيرة التنمية المحلية ، مشيرًا إلى أن مركز تدريب سقارة توسع في التدريب الميداني وربط المحتوى التدريبي بالواقع التنفيذي داخل الإدارات المحلية ، بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريبية بالمحافظات للمرة الأولى كقناة تواصل جديدة  لبناء الكوادر المحلية، في خطوة تهدف إلى التيسير على المتدربين من خلال تقليل أعباء التنقل من أماكن إقامتهم لمركز سقارة، وتوفير بيئة تدريبية متطورة على أرض المحافظات.

طباعة شارك التنمية المحلية منال عوض الدورات التدريبية

مقالات مشابهة

  • وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ قنا الموقف التنفيذي لمشروعات برنامج تنمية الصعيد
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث مع رئيس هيئة فولبرايت التعاون المشترك
  • وزير الخارجية: العراق يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلالية في مجال الطاقة
  • رئيس الوزراء يؤكد اهتمام القيادة بالقطاع الزراعي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي
  • فؤاد حسين للكونغرس: العراق يعمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلالية في مجال الطاقة
  • وزيرة التنمية المحلية: تنفيذ الأسبوع التدريبي الـ38 والأخير بخطة المحليات
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني
  • الأحساء.. تدريب 1500 نحال لتعزيز الاكتفاء الذاتي من العسل
  • بالإنفوجراف.. نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة وزارة التنمية المحلية